الصين تُدخل حاملة الطائرات فوجيان الخدمة.. هل يتزعزع التفوّق الأميركي في البحار؟
تاريخ النشر: 7th, November 2025 GMT
مع دخول "فوجيان" الخدمة، تقترب بكين خطوة إضافية نحو تضييق الفجوة مع البحرية الأميركية، التي تمتلك أسطولاً واسعًا من حاملات الطائرات وانتشارًا عسكريًا عالميًا.
أعلنت الصين رسميًا دخول حاملة الطائرات الجديدة "فوجيان" الخدمة، بعد سلسلة من التجارب البحرية المكثفة، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا".
وجرى حفل التدشين في قاعدة بحرية بجزيرة هاينان بحضور الرئيس شي جين بينغ، الذي يقود برنامج تحديث عسكري ضخم يهدف إلى بناء جيش "حديث ومتقدم عالميًا" بحلول منتصف القرن الحالي.
وتُعد "فوجيان" ثالث حاملة طائرات صينية والأولى التي تُصمم وتُبنى محليًا بالكامل، وبحسب محللين فإنها أداة لتوسيع نفوذ بكين البحري إلى ما وراء "سلسلة الجزر الأولى" التي تضم اليابان وتايوان والفلبين، والتوسع في "سلسلة الجزر الثانية" الأبعد، حيث تقع القواعد الأميركية في غوام.
ويرى غريغ بولينغ، مدير مبادرة الشفافية البحرية في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، أن "حاملات الطائرات تمثل ركيزة في رؤية القيادة الصينية لبناء قوة قادرة على العمل في أعالي البحار ومنافسة الولايات المتحدة في المحيطين الهندي والهادئ".
وفيما تعتبر الصين أن تعزيز قوتها البحرية "حق سيادي مشروع"، عبّرت اليابان عن قلقها من وتيرة التسلح المتسارعة لدى جارتها، معتبرة أنها تجري "من دون شفافية كافية".
وقال مينورو كيهارا، الأمين العام لمجلس الوزراء الياباني، إن الخطوة تُظهر أن الصين "تُعزّز قوتها العسكرية بسرعة ومن دون شفافية"، مضيفًا أن طوكيو "تراقب عن كثب التحركات الصينية وستتصرف بحزم إذا لزم الأمر".
وتثير الحاملة الجديدة مخاوف إضافية بشأن احتمال حصار أو غزو تايوان، الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءًا من أراضيها ولم تستبعد استعادتها بالقوة.
Related واشنطن ترسل حاملة طائرات إلى كوريا الجنوبية في استعراض للقوة أمام الجارة الشماليةحاملة طائرات أمريكية ثانية تصل الشرق الأوسط برفقة مجموعتها الحربية.. هل نقترب من تصعيد إقليمي؟تطوير الصين لحاملة طائرات نووية.. هي سيغير موازين القوى البحرية في العالم؟ومن الناحية التقنية، تُشكل "فوجيان" قفزة نوعية بفضل اعتمادها نظام الإطلاق الكهرومغناطيسي للطائرات ، وهو ابتكار كانت تحتكره حاملات الطائرات الأميركية من فئة "فورد". ويسمح هذا التطور بإطلاق طائرات أثقل وأكثر تطورًا، مثل الإنذار المبكر KJ-600 والمقاتلة الشبحية J-35.
واشنطن لا تزال في الصدارة رغم اتساع الأسطول الصينيلا تزال الولايات المتحدة تتفوق نوعيًا وعدديًا. وبحسب تقرير نشرته وكالة أسوشييتد برس، بلغ عدد السفن القتالية الصينية 235 سفينة مقابل 220 للولايات المتحدة. غير أن التفوق الأميركي يبقى نوعيًا واستراتيجيًا، بفضل تنوع الأسطول وانتشاره العالمي، وتفوقه في عدد حاملات الطائرات والغواصات النووية والمدمرات.
فالولايات المتحدة تمتلك 11 حاملة طائرات و18 غواصة نووية قادرة على إطلاق صواريخ موجهة، بينما تملك الصين 3 حاملات فقط و6 غواصات من هذا النوع.
كما يبرز التقرير أن الأسطول الأميركي يتفوق أيضًا في قدراته البرمائية، إذ تمتلك الولايات المتحدة 32 سفينة إنزال وهجوم برمائي، مقابل 3 فقط لدى الصين. أما في فئة المدمرات، فتضم البحرية الأميركية 76 مدمّرة مقارنة بـ42 لدى الصين، في حين تملك بكين 49 فرقاطة لا تمتلك واشنطن أيًّا منها.
وفي مجال الغواصات الهجومية غير النووية، تتفوق الصين عدديًا بـ52 غواصة مقابل 48 لدى الولايات المتحدة، بينما يظهر تفوق أميركي واضح في الطرادات (9 مقابل 8 للصين) وفي سفن القتال الساحلية، رغم العدد الكبير من الكورفيت الصينية البالغ 72 مقابل 26 سفينة أميركية فقط..
من جهته، أشار البنتاغون في تقريره الأخير إلى الكونغرس إلى أن القدرات المتنامية للصين تجعلها "المنافس الوحيد للولايات المتحدة القادر على إعادة تشكيل النظام الدولي".
ويرى المحلل براين هارت من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية أن الصين "تُغلق الفجوة بسرعة"، مستفيدة من استثمارات هائلة في بناء السفن والتكنولوجيا العسكرية، لكنها لا تزال تفتقر إلى الخبرة العملياتية العالمية التي تتمتع بها البحرية الأميركية منذ عقود.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة الصين- حاملة طائرات الولايات المتحدة الأمريكية الصين
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم
المصدر: euronews
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي إسرائيل فرنسا دونالد ترامب تغير المناخ ألمانيا الذكاء الاصطناعي إسرائيل فرنسا دونالد ترامب تغير المناخ ألمانيا الصين حاملة طائرات الولايات المتحدة الأمريكية الصين الذكاء الاصطناعي إسرائيل فرنسا دونالد ترامب تغير المناخ ألمانيا الصحة تكنولوجيا باريس كازاخستان الولایات المتحدة حاملات الطائرات حاملة طائرات التی ت
إقرأ أيضاً:
السعودية على أعتاب صفقة إف-35.. نهاية التفوّق الجوي الإسرائيلي في الشرق الأوسط؟
ستُشكّل الصفقة، في حال إتمامها، تحولًا مهمًا في السياسة الأمريكية المتعلقة بتوازن التسليح في المنطقة، إذ قد تُسهم في إعادة توزيع ميزان القوى الجوية في الشرق الأوسط، بما يضع السعودية في موقع أقرب إلى مستوى القدرات التي تمتلكها إسرائيل.
تنظر إسرائيل بقلق إلى احتمال بيع الولايات المتحدة للمملكة العربية السعودية طائرات حربية من طراز F-35، مع اقتراب زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن منتصف هذا الشهر، إذ ترى تل أبيب في الخطوة "نهاية التفوق الجوي الإسرائيلي" في الشرق الأوسط، وفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وكانت الرياض قد تقدّمت بطلب لشراء 48 طائرة مقاتلة من طراز F-35 في صفقة تُقدّر بمليارات الدولارات، ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مطّلعة أنها أحرزت تقدمًا في ذلك بعد تجاوزها عقبة أساسية في البنتاغون.
تحول في الشرق الأوسط.. ولكنوستشكّل الصفقة، في حال إتمامها، تحوّلًا جوهريًا في السياسة الأمريكية، إذ يُتوقّع أن تُعيد رسم ميزان القوى في منطقة أنهكتها الحروب، وقد تضع السعودية على قدم المساواة عسكريًا مع إسرائيل، بما يُنهي تفوّق الأخيرة الذي استمر لعقود. ومع ذلك، لا يُتوقع أن يُشكّل ذلك تهديدًا لأمن تل أبيب، خاصة في ظل التقارب السياسي المتزايد مع الرياض.
ففي الأسبوع الماضي، صرّح وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين لصحيفة "معاريف" بأن هناك اتفاقًا مطروحًا مع السعودية يتضمّن إنشاء ممرّ طاقة مباشر بين البلدين، متجاوزًا المسار البري الذي يمرّ عبر إيران، والمسار البحري عبر قناة السويس.
وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن الاتصالات بين السعودية وإسرائيل مستمرة بوتيرة بطيئة لكنها لم تتوقف رغم الحرب على غزة، مشيرةً إلى أن الرياض تسعى من خلال هذا التقارب إلى تحقيق أهداف "رؤية 2030" بالتعاون مع إسرائيل في مجالات التكنولوجيا والطاقة والأمن السيبراني.
كما نقلت الصحيفة أن السعودية قدّمت دعمًا ميدانيًا لإسرائيل خلال المواجهة مع إيران في يونيو الماضي، عبر إسقاط طائرات مسيّرة كانت تستهدفها.
القيود على المقاتلةوتُعدّ طائرات F-35 من أكثر المقاتلات تطورًا في العالم، وقد اشترتها عشرات الدول الحليفة لواشنطن، غير أن البيت الأبيض يفرض قيودًا صارمة على بيعها. وفي الشرق الأوسط، تحتكرها إسرائيل بعدما حُرمت تركيا من الحصول عليها إثر شرائها منظومات دفاع روسية.
ورغم تقدم الرياض، أفادت مصادر لـ"رويترز" أن الصفقة ما زالت بحاجة إلى مزيد من الموافقات على مستوى مجلس الوزراء الأمريكي، وتوقيع ترامب، وإخطار الكونغرس. وأشار أحدهم إلى أن قسم السياسات في البنتاغون عمل على دراستها لأشهر، وأنها وصلت حاليًا إلى مستوى وزير الدفاع.
وتُعدّ السعودية أكبر مشترٍ للأسلحة الأمريكية، وقد سعت منذ سنوات لاقتناء هذه الطائرات في إطار خططها لتحديث سلاحها الجوي ومواجهة التهديدات الإقليمية، خصوصًا من إيران.
ويضم سلاح الجو السعودي حاليًا مزيجًا من المقاتلات، من بينها F-15 من شركة بوينغ، وتورنادو وتايفون الأوروبيتان.
Related ترامب يتوقّع انضمام السعودية قريباً إلى اتفاقيات أبراهام: "عندما تدخل المملكة يدخل الجميع""إسرائيل ستفقد دعمنا إذا ضمّت الضفة".. ترامب متفائل بانضمام السعودية إلى اتفاقيات أبراهام هذا العامترامب يشكك في جدية بن سلمان بشأن ربط التطبيع بحل الدولتين.. فهل أحرجه؟ تطبيع العلاقات مع إسرائيلوكانت الرياض قد دخلت سابقًا في مفاوضات مع إدارة الرئيس جو بايدن للحصول على الطائرة، غير أن الأخير ربط الصفقة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
في المقابل، يبدو ترامب منفتحًا على التعاون العسكري مع المملكة، خاصة بعد استثمارها نحو 600 مليار دولار في السوق الأمريكية. ومع ذلك، تبقى مسألة التطبيع غير محسومة، إذ تصرّ السعودية على ربط انضمامها إلى اتفاقيات أبراهام بحل الدولتين.
وفي وقت سابق، شكّك ترامب في جدّية بن سلمان بشأن شروطه، وقال إنه يعتقد أن "السعودية ستنضم إلى الاتفاقيات في النهاية، بغض النظر عن خطابها الإعلامي.
ومنذ عودته إلى الحكم، جعل ترامب مبيعات الأسلحة إلى السعودية أولوية، ووافق في مايو الماضي على صفقة تسليح بقيمة نحو 142 مليار دولار، وصفها البيت الأبيض بأنها "أكبر اتفاقية تعاون دفاعي في تاريخ واشنطن".
ومع ذلك، من المتوقع أن تواجه أي صفقة جديدة لبيع طائرات F-35 تدقيقًا من الكونغرس، خاصة في ظل استمرار الانتقادات على خلفية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018، وما أثاره من اعتراضات واسعة على التعاون العسكري مع المملكة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة الشرق الأوسط محمد بن سلمان السعودية دونالد ترامب إسرائيل طائرة
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم