كشفت قمة المستقبل للابتكار في نسختها الخامسة، اليوم (الثلاثاء)، أن العالم يستعد لدخول بقوة عصر الذكاء الاصطناعي التنفيذي أو ما يعرف بـ " الذكاء الوكيلي"، مشيرة الى أن فريقا عالميا يضم 30 عالما ومبتكرا سوف ينتهوا العام المقبل( 2026) من مهمة  تطوير كيانات رقمية، ليكونوا بمثابة وكلاء أذكياء لا يكتفون بالتحليل أو التوصية، بل يتخذون القرارات وينفذونها.

 


فيما أعلنت القمة، عن إطلاق منصة عالمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي انطلاقا من دبي، وهي تطبيق "مبروك" الترفيهي التعليمي الذكية، مشيرة الى أن هذه المنصة تهدف الى توحيد الناس من مختلف اللغات والثقافات في بيئة رقمية آمنة وتفاعلية. 


وأكد المتحدثون في القمة التي اختتمت أعمالها مساء اليوم (الثلاثاء)، أن دولة الإمارات تقود العالم نحو الاستخدام الرشيد والصحيح للذكاء الاصطناعي وتسخيره في خدمة الإنسانية ورفاهية المجتمعات، مشيرين الى حالة التقدم المذهل لاستخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات والمجالات بدولة الإمارات. 


وتفصيلا، تحدث سعادة عدنان النوراني، الرئيس والمؤسس لقمة المستقبل للابتكار، في اليوم الثاني والأخير للقمة بدبي، عن رؤية وتجربة دولة الامارات الرائدة في استخدام الذكاء الاصطناعي، مشيرا الى ان الامارات تتميز بأنها ملتقى الحضارات والثقافات والعمل لصالح الإنسانية من خلال المساهمة في بناء مجتمعات مستدامة للأجيال القادمة. 


وقال: إن " قيادة دولة الامارات، هي نموذج عالمي رائد في العمل لصالح الوطن والإنسانية وتوفير كل ما من شأنه رفعة وتقدم وازدهار دولة الامارات، وتقديم كل الدعم التكنولوجي والتقني للمجتمعات الأخرى". 


وأشار الى ان دولة الامارات أصبحت في غضون السنوات القليلة الماضية، ان تكون ضمن أفضل دول العالم في استخدام الذكاء الاصطناعي وجلب التقنيات الذكية ودمجها في كل مجالات العمل، لافتا الى ان الامارات تقود العالم حاليا في الذكاء الاصطناعي، وسيتكون من أوائل دول العالم في تحويل الوكلاء الأذكياء إلى جزء أساسي من الحياة اليومية والأعمال، ليكون محور الذكاء الاصطناعي خدمة الانسان. 


من جهته، استعرض البروفيسور بيتر جينتش، الرائد في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في أوروبا، رؤيته للثورة الرقمية القادمة، أو ما يعرف بـ " عصر الذكاء الوكيلي"، وولادة الكيانات الرقمية الذكية المستقلة. 


وأشار الى انه على مدى أكثر من عقدين من الزمن، عمل على جسر الفجوة بين أبحاث الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الواقعية، حيث قام بتأسيس شركات ذكاء اصطناعي ناجحة وطور منتجات جاهزة للسوق تُحدث تحولًا في مختلف المجالات.


وكشف انه يقود مع فريق من العلماء يضم 30 عالما ومبتكرا، رؤية جديدة لكيفية تعاون الإنسان والآلة في العمل والتفكير والابتكار.


ويقول : "نحن لا نتحدث عن المستقبل، نحن نبنيه، ومهمتنا هي تطوير كيانات رقمية، ليكونوا بمثابة وكلاء أذكياء لا يكتفون بالتحليل أو التوصية، بل يتخذون القرارات وينفذونها، نحن ندخل عصر الذكاء التنفيذي.”


ويضيف: " تمثل أنظمة الذكاء الوكيلي التي يتم العمل على تطويرها حاليا، الخطوة التالية في مسيرة التحول الرقمي، للوصول الى وكلاء رقميين يجمعون بين المنطق البشري والتنفيذ الآلي، يعملون عبر مختلف القطاعات والمجالات، في الأعمال والتعليم والرعاية الصحية والحكومات" .


وذكر انه على عكس الأتمتة التقليدية، فإن الوكلاء الرقميين الجاري العمل عليهم،  لا يقتصرون على تحقيق الكفاءة؛ بل صُمموا لقيادة الابتكار والتعلّم، والاكتشاف، والابتكار بأنفسهم. 


ويرى الرائد في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في أوروبا، أن مستقبل الابتكار قد يشهد يومًا ما وكيلاً رقمياً من يبتكر الاختراق التكنولوجي الكبير التالي بنفسه.


ويضيف غينتش: “نؤمن بأن مستقبل الابتكار سيكون مدفوعًا بنماذج التفكير والوكلاء الرقميين الذين يتعاونون مع البشر لخلق إمكانيات جديدة كليًا. الذكاء الاصطناعي لن يحلّ محل الإنسان — بل سيُعزّز إبداعنا، ويُسرّع أفكارنا، ويوسّع حدود الممكن.”


من جانبه، أشار حسين كركي المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سيسابد جروب ومبروك لايف، أحد ابرز المتحدثين في القمة، الى أن منصة " مبروك"، تجمع بين التعليم والترفيه، وتقدّم محتوى متعدد اللغات يعزز التواصل الإنساني ويمنع المحتوى الضار بشكل صارم، موضحة أن المنصة مستوحاة من روح دبي الطموحة. 


وذكر، أن منصة " مبروك" صُمِّمت لتكون عالمية، شاملة، وتمكينية، لتكون مكانًا افتراضيا يمكن فيه لكل صوت أن يُسمع. 
وأفاد كركي، أن هذه المنصة تختلف عن وسائل التواصل الاجتماعي الحالية، حيث تبرز كمنصة فريدة من نوعها ذات هدف واضح تسعى إلى التأثير الإيجابي في مستقبل وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال:" تؤمن مبروك بأن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون قوة خير عندما تُستخدم بمسؤولية، مساحة يزدهر فيها العلم والإبداع والثقافة، وقد وُلدت مبروك في دبي، وتسعى لأن تكون نموذجا عالميًا يوحّد ويُلهم الناس في كل مكان".


وأضاف: " مبروك ليست مجرد تطبيق اجتماعي آخر، إنها منصة قائمة على القيم، التعليم، الأمان، إنها منصة من قلب دبي، إلى العالم."

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی دولة الامارات الى ان

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي في طريقه إلى ما يفوق الذكاء

ترجمة: أحمد شافعي

قبل وقت غير بعيد أصبح الذكاء الاصطناعي ذكيًا. وقد يرفض البعض هذا الزعم، ولكن عدد من يشكّون في فطنة الذكاء الاصطناعي يتناقص.

وفقًا لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة يوفجوت سنة 2024، تقول أغلبية واضحة من الراشدين الأمريكيين إن أجهزة الكمبيوتر بالفعل أشد ذكاء من الناس أو ستكون كذلك عما قريب.

ومع ذلك، لكم أن تتساءلوا عما لو أن الذكاء الاصطناعي فعلا ذكي؟

في عام 1950، ذهب عالم الرياضيات آلن تورينج إلى أن هذا سؤال خاطئ؛ لأنه أشد غموضا من أن يستحق البحث العلمي. وذهب إلى أنه بدلا من محاولة تحديد ما إذا كانت أجهزة الكمبيوتر ذكية، يجب علينا أن نرى ما لو أنها قادرة على الاستجابة للأسئلة بطريقة لا تتميز عن طريقة البشر. ورأى هذا الاختبار، المعروف باختبار تورينج، لا بوصفه معيارًا للذكاء وإنما بوصفه بديلا أكثر برجماتية لهذا المعيار.

وبدلًا من افتراض تعريف للذكاء، ثم التساؤل عما لو أن الذكاء الاصطناعي يستوفي هذا التعريف، فإننا نفعل أمرًا أكثر ديناميكية؛ إذ نتفاعل مع الذكاء الاصطناعي متزايد التطور ونرى كيف يتغير فهمنا لما نحسب أنه الذكاء.

لقد تنبأ تورنج بأنه في نهاية المطاف «سوف يتبدل استعمال الكلمات والرأي العام المستنير تبدلًا كبيرا بحيث يتسنى للمرء الحديث عن آلات تفكر دون أن يتوقع اعتراضًا من أحد».

واليوم وصلنا إلى هذه النقطة. فالذكاء الاصطناعي لا يقل في كونه ذكاء عن كون التصوير الفوتوغرافي الرقمي تصويرًا فوتوغرافيًا.

والذكاء الاصطناعي الآن في سبيله إلى القيام بأمر أشد روعة: وذلك أن يكون ذا وعي. وسوف يحدث هذا بمثل الطريقة التي أصبح بها ذكيا. فمع تفاعلنا مع ذكاء اصطناعي متزايد التطور سوف يتكون لدينا مفهوم للوعي أكثر احتواء.

قد تعترضون على هذا وتعتبرونه لعبًا بالكلمات، وترون أنني أقول إن الذكاء الاصطناعي سوف يصبح واعيًا لأننا سوف نشرع في استعمال كلمة «الوعي» على نحو يشمله. لكن ما من تلاعب بالكلمات؛ فثمة دائما حلقة تغذية ارتجاعية بين نظرياتنا والعالم، فتتكون مفاهيمنا بقوة ما نكتشفه.

وانظروا إلى الذرة. على مدى قرون، كان مفهوم الذرة لدينا يضرب بجذوره في نظرية يونانية قديمة عن وحدات الواقع غير القابلة للانقسام. وحتى أواخر القرن التاسع عشر، كان علماء فيزياء من أمثال جون دالتن لا يزالون يرون أن الذرات كريات صلبة غير قابلة للانقسام. لكن بعد اكتشاف الإلكترون سنة 1897 واكتشاف النواة الذرية عام 1911، روجع مفهوم الذرة، فتحولت من كيان غير قابل للانقسام إلى كيان قابل للتفكك، أشبه بنظام شمسي تدور فيه الإلكترونات حول النواة. ومع تزايد الاكتشافات تزايدت مراجعة المفاهيم، بما أدى إلى ما لدينا الآن من نماذج الذرة المعقدة القائمة على ميكانيكا الكم.

ولم تكن تلك محض تغيرات لفظية؛ فقد تحسن فهمنا للذرة من خلال تفاعلنا مع العالم. ولذلك فإن فهمنا للوعي سوف يتحسن من خلال تفاعلنا مع الذكاء الاصطناعي متزايد التطور.

قد يعترض المشككون على هذا التشبيه. وسوف يذهبون إلى أن اليونانيين كانوا مخطئين في تصور طبيعة الذرة، لكننا لسنا مخطئين في تصور طبيعة الوعي لأننا نعرف مباشرة ما الوعي: وهو التجربة الذاتية الداخلية. وسوف يصر المشككون في برنامج الدردشة الآلي على أنه لا يتكلم عن إحساس بالسعادة أو الحزن إلا لأن هذه العبارات جزء من بياناته التدريبية، لكنه لن يعرف أبدا ما إحساس السعادة أو الحزن.

لكن ما معنى أن نعرف ماذا يكون إحساس الحزن؟ وكيف نعرف أنه شيء لا يمكن أن يجربه الوعي الرقمي؟ قد نظن ـ بل لقد تعلمنا بالفعل أن نفكر ـ أننا معشر البشر لدينا بصيرة مباشرة في عالمنا الداخلي، بصيرة لا تتأثر بالمفاهيم التي تعلمناها؛ غير أننا بعد أن نتعلم من شكسبير كيف يمكن أن يكون حزن الفراق عذبًا، نكتشف أبعادًا جديدة في تجربتنا. فأكثر ما «نشعر» به إنما نتعلمه.

لقد ذهبت الفيلسوفة سوزان شنيدر إلى أنه سوف تكون لدينا أسباب لاعتبار الذكاء الاصطناعي واعيا إذا ما قال نظام كمبيوتري دونما تدريب إن لديه تجارب ذاتية داخلية للعالم. فلعل هذا يشير إلى وعي لدى نظام الذكاء الاصطناعي؛ لكن هذا معيار بعيد، وهو معيار نحن البشر أنفسنا قد لا نستوفيه؛ لأننا أيضا مدرَّبون.

يتخوف البعض من أنه في حال اكتساب الذكاء الاصطناعي الوعي سوف يستحق منا مراعاة معنوية، أي أنه سيصبح ذا حقوق، ولن يتسنى الاستمرار في استعماله كيف نشاء، وأننا قد نضطر إلى حمايته من الاستعباد. لكن في حدود ما أفهم، ما من تبعة مباشرة تترتب على الزعم بأن مخلوقًا واعٍ، ومفادها أنه يصير بذلك مستحقا للاعتبار المعنوي. ولو أن ذلك قائم، فإن أغلبية هائلة من الأمريكيين على الأقل يبدون غير واعين به. فليس النباتيون إلا نسبة ضئيلة من الأمريكيين.

وكما أن الذكاء الاصطناعي دفعنا إلى رؤية سمات معينة في الذكاء البشري باعتبارها أقل قيمة مما كنا نتصور (من قبيل القدرة على الحفظ وسرعة الاسترجاع)، فسوف يدفعنا وعي الذكاء الاصطناعي إلى استنتاج أنه ليست أشكال الوعي كافة تستحق الاعتبار المعنوي. أو أنه بالأحرى سوف يعزز الرأي الذي يبدو أن الكثيرين يتبنونه: وهو أنه ليست كل أشكال الوعي ذات قيمة معنوية مماثلة لقيمتنا.

لقد كنت حتى وقت قريب أجادل في مسألة ما إذا كان الكمبيوتر ذكيا. وقبل أن أنتبه، وجدتني أجادل في ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يمكن أن يفوقنا ذكاء. وعندي فضول لأن أعرف إن كنتم تظنون أن الذكاء الاصطناعي قادر على تكوين وعي، أم أنكم ترون أن دون ذلك عوائق لا تحصى. ولو أن الذكاء الاصطناعي قادر على تكوين وعي، فهل يجعلنا هذا ملزمين معنويا بمعاملته على نحو معين؟

باربرا جيل مونتيرو أستاذة الفلسفة في جامعة نوتردام ومؤلفة كتاب «فلسفة العقل: مقدمة موجزة جداً».

الترجمة عن ذي نيويورك تايمز

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة بنها: الذكاء الاصطناعي يخلق وظائف جديدة ويتطلب مهارات رقمية متقدمة
  • المؤتمر الدولي للتحول الآمن يوصي بتطوير الكفاءات الوطنية في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني
  • الذكاء الاصطناعي.. حرب باردة جديدة تعيد تشكيل العالم
  • الذكاء الاصطناعي في طريقه إلى ما يفوق الذكاء
  • في أول ظهور رسمي له.. مبتكر ديب سيك يخشى الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يخلق 16 وظيفة جديدة في سوق العمل
  • منتدى الخمسين يطلق أكبر تحالف أكاديمي لتمكين المرأة في مجالات الذكاء الاصطناعي
  • رئيس البرلمان العربي يشيد بتجربة الإمارات في توظيف الذكاء الاصطناعي بقطاع العدالة
  • د. منير حمدي عميد «العلوم والهندسة» في تصريحات خاصة لـ العرب: سوق العمل يتطلب معرفة تقنيات الذكاء الاصطناعي