أسعار الكهرباء والغاز في أنحاء أوروبا: أي الدول الأغلى؟
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
شهدت أسعار الكهرباء والغاز الطبيعي للأسر تباينا حادا في أوروبا عام 2025، إذ تواجه بعض الدول فواتير تفوق غيرها بعدة مرات، بحسب بيانات جديدة من "يوروستات".
مع اشتداد قبضة الشتاء، يتزايد الطلب على التدفئة في أنحاء القارة. لكن تكلفة إبقاء المنازل دافئة ما تزال غير متساوية إلى حد بعيد.
لا تزال غزو روسيا لأوكرانيا يواصل إلقاء ظلاله الثقيلة على أسواق الطاقة الأوروبية، فيما وسّعت الفوارق في السياسات الوطنية ومزيج الطاقة وأنظمة التعرفة الهوة بين الدول الأرخص والأغلى.
في النصف الأول من عام 2025، تراوحت أسعار الكهرباء للأسر بين 6.2 يورو لكل 100 كيلوواط ساعة في تركيا و38.4 يورو في ألمانيا، بحسب بيانات يوروستات. وبلغ المتوسط في 38 دولة أوروبية، بما يشمل أعضاء الاتحاد الأوروبي والدول المرشحة ودول الرابطة الأوروبية للتجارة الحرة، 28.7 يورو.
سجلت أوروبا الغربية أعلى الأسعار الاسمية، إذ جاءت بلجيكا (35.7 يورو) والدنمارك (34.9 يورو) خلف ألمانيا مباشرة. وتجاوزت الأسعار 30 يورو أيضا في إيطاليا وأيرلندا وتشيكيا.
في المقابل، أفادت معظم دول أوروبا الشرقية والدول المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي بمعدلات أدنى بكثير.
بلغت تكلفة الكهرباء أقل من عشرة يورو لكل 100 كيلوواط ساعة في تركيا وجورجيا وكوسوفو والبوسنة والهرسك والجبل الأسود.
ومن بين دول الاتحاد الأوروبي، سجّلت المجر (10.4 يورو) أدنى سعر للكهرباء، فيما بقيت إسبانيا (26.1 يورو) وفرنسا (26.6 يورو) دون متوسط الاتحاد الأوروبي.
وقال خبراء في شركة الاستشارات "VaasaETT" إن هذه الفوارق تعكس عوامل مثل مزيج الطاقة الوطني واستراتيجيات الموردين والدعم المتقاطع وهياكل التعرفة.
خبراء "VaasaETT" أوضحوا أن الفروقات في الأسعار الاسمية للكهرباء المنزلية تعود إلى عوامل خاصة بكل سوق، منها اختلافات في مزيج توليد الطاقة، واستراتيجيات الشراء والتسعير لدى الموردين، والدعم المتقاطع، وهياكل التعرفة.
تقلّص القوة الشرائية فجوات الأسعارعند تعديل الأسعار وفق معايير القوة الشرائية (PPS)، وهي مقياس يأخذ في الحسبان الدخول المحلية وتكاليف المعيشة، تتقلّص الفوارق بين البلدان.
اليورو لا يتمتع بالقوة الشرائية نفسها في جميع أنحاء أوروبا: قد يغطي 1.000 يورو إيجار شهر واحد في ألمانيا، لكنه يكفي شهرين أو ثلاثة في بلغاريا. لذا، ورغم أن الدخول قد تبدو أدنى عند قياسها باليورو، فإن تعديلها وفق ما يمكن للمال شراؤه يضيّق الفجوة.
وبالنسبة لأسعار الكهرباء والغاز المعدّلة بالقوة الشرائية، تراوح المؤشر بين 12.8 نقطة في آيسلندا و39.2 نقطة في تشيكيا، تلتها بولندا (35 نقطة). كما جاءت إيطاليا وألمانيا ضمن الخمس الأوائل، إذ تجاوزتا 34 نقطة.
وفي الطرف الأدنى جاءت مالطا (13.7 نقطة)، وتركيا (14 نقطة)، والمجر (15 نقطة). وتتمتع الدول الاسكندنافية، لا سيما النرويج (16 نقطة) وفنلندا (18.7 نقطة)، بكهرباء أرخص بعد التعديل بالقوة الشرائية، كما أن السويد دون متوسط الاتحاد الأوروبي البالغ 28.6 نقطة.
ظلت أسعار الكهرباء مستقرة نسبيا في العديد من الدول، إذ لم تتجاوز التغيرات عشرة في المئة بين النصفين الأولين من 2024 و2025. ومع ذلك، شهدت بعض الدول تحولات كبيرة عند القياس بالعملات الوطنية؛ وقد برزت مولدوفا وتركيا بزيادة تجاوزت 50 في المئة.
داخل الاتحاد الأوروبي، سجلت لوكسمبورغ وأيرلندا ارتفاعات لافتة بأكثر من 25 في المئة. في المقابل، شهدت سلوفينيا وفنلندا وقبرص أكبر الانخفاضات، إذ تجاوز كلٌ منها تسعة في المئة بالقيم المطلقة.
أسعار الغاز: السويد الأعلى سعرا وجورجيا الأدنى سعراتباينت أسعار الغاز الطبيعي للأسر بشكل واسع في أنحاء أوروبا خلال النصف الأول من عام 2025. وسجّلت السويد أعلى سعر بلغ 21.30 يورو لكل 100 كيلوواط ساعة، تلتها هولندا (16.2 يورو) والدنمارك (13.1 يورو). وبلغ متوسط الاتحاد الأوروبي 11.4 يورو.
في المقابل، كانت المجر (3.07 يورو) وكرواتيا (4.61 يورو) ورومانيا (5.59 يورو) الأدنى سعرا داخل الاتحاد الأوروبي.
وبين الدول الأخرى المتاحة بياناتها، جاءت جورجيا الأرخص بسعر لا يتجاوز 1.7 يورو، تلتها تركيا (2.1 يورو).
ومن بين أكبر اقتصادات الاتحاد الأوروبي، كانت فرنسا (13 يورو) الأعلى سعرا، تلتها إيطاليا (12.4 يورو) وألمانيا (12.2 يورو). وظلت إسبانيا (8.6 يورو) الأرخص بين البلدان الأربعة.
بحسب خبراء "VaasaETT". تؤدي اختلافات استراتيجيات التوريد والتسعير، ومستويات التخزين، ودرجات الحرارة والظروف الجوية، وروابط الربط مع أسواق أخرى، والدعم المتقاطع، ومزيج التعرفة، دورا كبيرا في تباينات أسعار الغاز.
أسعار الغاز المعدّلة بالقوة الشرائية ترسم صورة مختلفةوعند التعديل بالقوة الشرائية، حافظت السويد على الصدارة بـ17.6 نقطة، بينما سجّلت المجر أدنى معدل داخل الاتحاد الأوروبي عند 4.4 نقطة.
وبرزت شمال مقدونيا كاستثناء، إذ بلغت 24.1 نقطة رغم سعر اسمي متواضع نسبيا قدره 12.2 يورو.
سجّلت أسعار الغاز المنزلي على أساس سنوي خلال النصف الأول من 2025 أكبر زيادات، بالعملات الوطنية، في تركيا (28.2 في المئة)، وشمال مقدونيا (26 في المئة)، وإستونيا (23.9 في المئة)، وبلغاريا (23.6 في المئة)، والسويد (20.9 في المئة).
وتراجعت الأسعار بشكل لافت في عدة دول؛ إذ سجّلت سلوفينيا (12.7 في المئة) والنمسا (11.5 في المئة) وتشيكيا (10.9 في المئة) انخفاضات تجاوزت عشرة في المئة بالقيم المطلقة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل الذكاء الاصطناعي قطاع غزة غزة عاصفة دونالد ترامب إسرائيل الذكاء الاصطناعي قطاع غزة غزة عاصفة طاقة كهرباء ارتفاع الأسعار غاز طبيعي دونالد ترامب إسرائيل الذكاء الاصطناعي قطاع غزة غزة عاصفة الصحة إيران تكنولوجيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فولوديمير زيلينسكي روبوت الاتحاد الأوروبی أسعار الکهرباء أسعار الغاز فی المئة فی ترکیا
إقرأ أيضاً:
من مزارع الدنمارك إلى مائدة العرب.. الخصوبة في خطر والصمت الأوروبي أعمق من أي تقرير علمي
الدنمارك – تتصاعد المخاوف في أوروبا من تداعيات سياسات “الطاقة الخضراء” التي تحولت، وفق شهادات مزارعين وصحفيين مستقلين، من مبادرات بيئية إلى كوارث اقتصادية وإنسانية.
“بوفر” يقتل الأبقار… والحكومة تصر على الاستمرار
في الدنمارك، تشهد مزارع الألبان موجة غير مسبوقة من وفيات الأبقار، بعد إجبار المزارعين على إضافة مادة كيميائية تُسمى “بوفر” (Bovaer) إلى أعلافهم، بهدف خفض انبعاثات الميثان. لكن بدلا من تحسين البيئة، أدى المُضاد إلى تدهور صحي حاد لدى الحيوانات: هزال، رعشة، شلل، ثم الموت الجماعي.
يؤكد المزارع الهولندي جيرون فان ماانين: “هذا ليس حلًا بيئيا، بل جريمة منظمة. نحن نجبر على تسميم مواردنا، بينما تحقق الشركات الأرباح، وتُكافأ المؤسسات بالتمويل الأوروبي”.
وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن أكثر من ألف مزرعة دانماركية أبلغت عن خسائر جسيمة، بينما ترفض السلطات الأوروبية سحب المادة، مُصرّة على أنها “أداة حاسمة في مكافحة تغير المناخ”.
500 ألف شجرة… ومليارات مفقودة في ألمانيافي برلين، أُعلن عن خطة لزراعة 500 ألف شجرة كجزء من “التحول الأخضر”، لكن مسؤولين محليين يُحذّرون من أنها مجرد غطاء لمشاريع تمويل مُشبوهة.
ويقول عضو مجلس الشيوخ الألماني غونار ليندمان من حزب “الألمانية البديلة”:
“نحن لا نزرع أشجارا، نزرع فسادا. في وقت تُعاني فيه المدن من نقص في المدارس والمسكن، نُهدر المليارات على مشاريع لا تُحسب على الميزانية، بل على الوهم”.
وتشير وثائق داخلية إلى أن عقود زراعة الأشجار تُمنح لشركات ذات صلات وثيقة بمسؤولين، دون مناقصات شفافة، مما يفتح الباب لاتهامات بـ”الزراعة الخضراء” كغطاء لتحويل الأموال العامة.
طواحين الهواء: طاقة نظيفة… وصحة مهددةفي مناطق ريفية بألمانيا وهولندا، يشكو سكان من تأثيرات صحية مباشرة من مزارع طواحين الهواء: صداع مزمن، غثيان، اضطرابات نوم، وحتى فقدان التوازن. ويقول أحد السكان في شمال ألمانيا:
“منذ إقامة خمس توربينات جديدة، لم أنم ليلًا واحدا بسلام. الأطباء لا يجدون سببا… إلا أننا نعرف أن السبب يقع خارج نوافذنا”.
وتشير تقارير منظمة “أصوات البيئة الحقيقية” إلى أن أكثر من 12 ألف طائر مُهاجر قُتلوا في أوروبا خلال 2024 بسبب توربينات الرياح، بينما تُهمل التقييمات البيئية المسبقة.
الاتحاد الأوروبي: 89 مليار يورو… و870 مليونا مُسترجعة كفسادفي تقرير صادر عن مكتب مكافحة الاحتيال الأوروبي (OLAF)، كُشف أن 870 مليون يورو من أموال “الاستدامة” تم استخدامها بشكل غير مشروع في 2024، بينها تهريب غازات فلورية وتصدير نفايات بلاستيكية تحت مسمى “إعادة تدوير”.
في المقابل، تواصل المؤسسة الأوروبية تخصيص 89 مليار يورو لمشاريع “خضراء” — دون تدقيق حقيقي على الجدوى أو الشفافية.
“بوفر” وخطر الخصوبة في الشرق الأوسط:لكن الخطر الأكبر يكمن في الشرق الأوسط، حيث تُعد علامة “Puck” التابعة لشركة Arla Foods رمزًا للثقة الغذائية، وتُستهلك على نطاق واسع في السعودية، الإمارات، الكويت، قطر ومصر. المستهلك العربي حساس تجاه أي شكوك تمس “الطهارة” أو “الطبيعية” في الغذاء، خصوصًا عندما ترتبط بمخاطر على الحمل أو نمو الأطفال.
حتى الآن، لا دليل قاطع على ضرر بشر مباشر، لكن غياب شفافية تامة حول التأثيرات طويلة المدى — خاصة على الخصوبة — يخلق فراغا خطيرًا- فراغ الثقة. وفي أسواق تعتمد على القيم الثقافية أكثر من التقارير العلمية، هذا الفراغ قد يتحول إلى أزمة.
التحدي الأكبر ليس تقنيًا، بل اجتماعي، وهو كيف تُحافظ الشركات الأوروبية على ثقة المستهلك في منطقة لا تقبل التساهل عندما يُشك في سلامة ما يُقدم على مائدته؟
السؤال الذي يُطرح الآن في أوروبا: هل نحن نحارب تغير المناخ؟ أم نحارب المزارعين، والمواطنين، والطبيعة نفسها، لصالح مصالح مالية وسياسية؟
يقول الصحفي المستقل الكنت نيلسن من الدنمارك: “هذا ليس حماية للبيئة… هذا إبادة بعلم، وتمويل، وقانون”.
وفي ظل صمت المؤسسات الرسمية، يتحول “الأخضر” من لون أمل إلى لون دم — ينسكب على أرض أوروبا، تحت شعار: “من أجل كوكب أفضل”.
المصدر: RT