مدينة الأبيض.. عروس الرمال في شمال كردفان
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
عاصمة ولاية شمال كردفان، تلقب بـ"عروس الرمال"، وهي من أعرق مدن السودان وأكثرها أهمية من الناحية التجارية والجغرافية. تقع في قلب السودان الغربي، في موقع إستراتيجي جعلها مركزا حيويا للنقل والتجارة، إذ تتقاطع فيها خطوط السكك الحديدية والطرق القومية ومسارات القوافل القديمة، وكانت في السابق تُعد محطة رئيسية على طريق الحج القادم من نيجيريا وغرب أفريقيا.
تتميز الأُبَيِّض بثرائها الطبيعي وتنوع مواردها، فهي سوق رئيسية للسلع والمحاصيل الزراعية مثل الصمغ العربي والسمسم والكركديه والفول السوداني، وتحيط بها مناطق واسعة تزخر بالثروة الحيوانية، مما جعلها محورا اقتصاديا وتجاريا بارزا في تاريخ السودان.
الموقعتقع مدينة الأُبَيِّض وسط السودان على مسافة تقارب 550 كيلومترا جنوبي غرب العاصمة الخرطوم و446 ميلا شرق مدينة الفاشر، كما تتمركز بالقرب منها معظم مدن كردفان.
تُعد المدينة حلقة محورية ضمن شبكة النقل القومية لوقوعها على الطريق الرئيس الذي يربط إقليم دارفور بالخرطوم، إضافة إلى احتضانها مطارا يخدم الحركة التجارية والمدنية.
ترتبط تسمية مدينة الأُبَيِّض بمجموعة من الروايات ذات الجذور الشعبية والتاريخية، وجميعها تتمحور حول الماء بوصفه أساس الاستقرار البشري في كردفان. ويعود الاسم في أصله إلى تصغير كلمة "الأبيض".
وفقا للذاكرة الشعبية، يعود اسم المدينة إلى حمار أبيض تملكه امرأة مسنّة، قاد الأهالي إلى مورد للمياه. فسُمّي المكان آنذاك "مورد الحمار الأبيض"، ثم تحوّل الاسم مع مرور الزمن إلى "مورد الأُبَيِّض" قبل أن يتخذ صيغته "الأُبَيِّض"، مع اتساع العمران في تلك المنطقة.
وفي رواية أخرى معروفة بين كبار السن تربط التسمية بـ"خور أبيض"، وهو مجرى مائي يقع جنوبي المدينة، سُمّي بهذا الاسم لنقاء مياهه وصفائها. وبمرور الزمن أُطلقت تسمية الخور على التجمع البشري القريب منه، وأصبحت المدينة لاحقا الأُبَيِّض.
المناختحظى الأُبَيِّض بأهمية إستراتيجية بسبب موقعها وخصائصها الجغرافية والمناخية، فهي تمتد بين بيئات صحراوية وشبه صحراوية وبين نطاقات مدارية جافة ورطبة، مما رسّخ دورها باعتبارها مركز التقاء مسارات التجارة الرئيسية.
يمتاز اقتصاد المدينة بتنوّع قاعدته الإنتاجية، إذ يعتمد على القطاع الصناعي، ولا سيما الصناعات التحويلية والخفيفة المرتبطة بالإنتاج الزراعي.
إعلانوتضم المدينة مجموعة من الأنشطة الصناعية البارزة تشمل معاصر زيوت السمسم والفول السوداني ومطاحن الغلال ومصانع الألبان ومصانع الأثاث والمنتجات الخشبية، إضافة إلى عدد من المناطق الصناعية التي تعزّز النشاط التجاري والإنتاجي، فضلا عن واحد من أكبر أسواق المواشي في السودان.
وتشكّل الأُبَيِّض مركزا أساسيا للبنية التحتية النفطية في البلاد، إذ تضم مستودعات للبترول ومصفاة تكرير تأسست عام 1997.
كما تُعد المدينة مركزا رئيسيا للتجارة والزراعة في إقليم كردفان، وتمر عبرها خطوط الأنابيب النفطية المتجهة نحو ميناء بورتسودان.
وقد عزّزت هذه المزايا مجتمعة مكانة الأُبَيِّض، ودَفعت الأمم المتحدة لاختيارها مقرا لقاعدتها اللوجستية الرئيسية في السودان.
السكانيتميز النسيج السكاني في مدينة الأُبَيِّض بتنوع واسع ممتد عبر قرون، مما أكسبها طابعا اجتماعيا وثقافيا فريدا داخل إقليم كردفان، وفي السودان عموما.
فقد استوطنت المنطقة قبائل عديدة من شمال كردفان، من ضمنها البديرية والشويحات والمسيرية والرزقيات وكذلك الهوسا والفلان الذين تعود أصولهم إلى غرب أفريقيا، إلى جانب معظم القبائل السودانية الأخرى.
كما عُرفت الولاية تاريخيا بأنها موطن للبدو والرعاة الرحّل، ومن أبرزهم دار حامد ودار ةالحمر والجمع والجوامعة والكبابيش والبديرية والشويحات والزيادية والنوبة، وغيرهم من القبائل السودانية الأخرى، الذين شكّلوا قاعدة سكانية راسخة في محيط المدينة. ومع مرور الزمن، أصبحت الأُبَيِّض مركزا يستقطب مجموعات إثنية وقبلية متعددة، من جميع أنحاء السودان.
وفي القرن الـ19 إبان الدولة العثمانية، شهدت المدينة وجود جاليات أجنبية كبيرة ضمّت الإغريق والشوام والأقباط والهنود والأرمن واليهود، مما عزّز فيها تعدد الثقافات.
على مستوى النمو الديمغرافي، سجلت منطقة الأُبَيِّض نموا سكانيا، فقد بلغ عدد السكان عام 2025 نحو 560 ألف نسمة بزيادة نسبتها 3.13% عن عام 2024، الذي شهد تعدادا بلغ 543 ألف نسمة بزيادة 3.23% عن 2023.
أما في 2023 فقد وصل العدد إلى 526 ألف نسمة بزيادة 3.14% مقارنة بعام 2022، الذي سجّل 510 آلاف نسمة بزيادة 3.03% عن عام 2021.
التاريختعود جذور مدينة الأُبَيِّض إلى العصور القديمة، إذ تشير الأدلة الأثرية إلى وجود استيطان بشري فيها منذ العصر الحجري الحديث. وبرزت في القرن الـ15 الميلادي مع ازدهار تجارة القوافل بين سلطنة سنار ومصر، وكانت محطة رئيسية لتجميع السلع واستراحة للقوافل القادمة من الجنوب وغرب ووسط أفريقيا في طريقها إلى الحجاز وأوروبا عبر ليبيا.
وكانت مدينة الأُبَيِّض عاصمة لمملكة المسبعات، التي ازدهرت في إقليم كردفان بين القرنين الـ15 والـ16 الميلاديين، عقب استقرار مجموعات عربية هاجرت إلى المنطقة.
وفي القرن الـ17 شهدت المدينة ازدهارا تجاريا ملحوظا، فقد كانت سوقا للسمسم والدخن والصمغ العربي والفول السوداني والعاج وريش النعام والجلود، إلى جانب سلع مستوردة مثل المسك والتبغ والسجاد والخزف والمرجان والحرير والزجاج وورق الكتابة.
إعلانوكان لها دورمحوري في الشؤون الإدارية والتجارية، وأسهمت في تنظيم التجارة الإقليمية وتقديم الخدمات للقوافل والمسافرين، مما عزز مكانتها باعتبارها مركزا اقتصاديا وإداريا بارزا في كردفان.
في القرن الـ19 أصبحت الأُبَيِّض مركزا للصراع بين الحركة المهدية والإدارة التركية المصرية، وفي تلك الفترة قاد محمد أحمد المهدي الثورة ضد الحكم التركي المصري، واستولى على الأُبَيِّض عام 1883 بعد حصار طويل، مما مثل نقطة تحول في مسار الثورة المهدية نحو السيطرة على السودان.
وشهدت المنطقة معركة شيكان في نوفمبر/تشرين الثاني 1883، وحينها نصب المهدي قواته في الغابة المحاذية للمدينة، وتمكن من إبادة الجيش البريطاني المصري بقيادة هكس باشا.
تحت حكم الدولة المهدية أصبحت الأُبَيِّض مركزا للمعرفة الإسلامية، وفرض خليفة المهدي عبد الله التعايشي إصلاحات دينية واجتماعية.
عقب سقوط الدولة المهدية عام 1898 على يد القوات الإنجليزية المصرية بقيادة الجنرال كتشنر، دخلت الأُبَيِّض مرحلة الحكم الاستعماري البريطاني، وركّز الاحتلال على استغلال الموارد مثل القطن، وأنشأ خطا للسكك الحديدية يربط المدينة بوادي النيل، لكنها بقيت معزولة نسبيا ومتخلفة تنمويا، وبعد استقلال السودان عام 1956، أصبحت الأُبَيِّض جزءا من الدولة الحديثة.
استمرت الأُبَيِّض في دورها السياسي والإستراتيجي في الأحداث المعاصرة، فكانت من أولى المدن التي شاركت في حراك ديسمبر/كانون الأول 2018 ضد النظام.
وشهدت المدينة مواجهات مسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023، بعد الصراع السياسي الذي استمر شهورا إثر خلاف بشأن طريقة وآجال إدماج تلك القوات في الجيش السوداني.
وتمركزت قوات الدعم السريع حول أطراف المدينة، في حين دافع الجيش عن الأُبَيِّض من مقر الفرقة الخامسة مشاة.
استمرت المعارك العنيفة للسيطرة على مواقع إستراتيجية، منها الطريق القومي وجبل كردفان، مع سقوط ضحايا مدنيين وتشريد السكان، وتدمير البنى التحتية ونهب المخازن والأسواق، بما فيها مخازن برنامج الغذاء العالمي والبنوك.
ورغم الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع، احتفظ الجيش بسيطرته على عدد من المواقع الحيوية، أبرزها معسكر قوات الاحتياطي المركزي، في حين واصل سلاح الجو تنفيذ غارات مكثفة على مواقع الدعم السريع، تسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وشهد يوم 23 فبراير/شباط 2025 تحولا مهما في موازين القتال بمدينة الأُبَيِّض، حين تمكن الجيش السوداني من كسر الحصار الذي استمر منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023.
معالمتحتضن مدينة الأُبَيِّض شمال كردفان عددا من المعالم التاريخية والثقافية البارزة التي تعكس غنى تراثها وتاريخها العريق.
ومن أبرز هذه المعالم متحف شيكان، الذي افتتح عام 1965 تخليدا لذكرى معركة شيكان، التي انتصرت فيها قوات المهدية على حملة هكس باشا في عهد الحكم التركي للسودان.
يضم المتحف عددا من القاعات التي تعرض آثارا تمتد من العصور الحجرية إلى الحضارات الإسلامية، إضافة إلى مقتنيات تمثل التراث الشعبي لمنطقة كردفان.
كما تشتهر المدينة بأسواقها الشعبية الحيوية، أبرزها سوق أبو جهل، وهو من أقدم الأسواق في السودان ويقع في وسط المدينة. ويتميز بكونه مركزا لتجارة المحاصيل المحلية مثل التبلدي والقضيم والكركديه والشطة، إلى جانب وجود سوق لمنتجات الأُبَيِّض من الصمغ العربي.
وفي الجانب الثقافي أيضا لابد من الإشارة إلى أن الأبيض عرفت ظهور أول صحيفة إقليمية في السودان، وربما العالم العربي، وهي صحيفة "كردفان" التي أسسها الفاتح النور عام 1945م وظلت تصدر مرتين في الأسبوع وبشكل منتظم حتى عام 1970م عندما تم تأميم الصحف من قبل نظام الرئيس جعفر نميري، حيث توقفت عن الصدور.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات إقلیم کردفان مدینة الأ ب ی أصبحت الأ ب ی الدعم السریع نسمة بزیادة شمال کردفان فی السودان فی القرن ض مرکزا
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تحذر من استخدام الاغتصاب كأداة حرب في السودان
النساء أبلغن عن معاناتهن من الجوع والنزوح والاغتصاب والقصف في الفاشر، «قلب الكارثة الأخيرة في السودان»، حيث «وضعت النساء الحوامل أطفالهن في الشوارع..
التغيير: الخرطوم
حذرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة من أن هناك أدلة متزايدة على أن الاغتصاب يُستخدم «عمداً وبشكل منهجي» في السودان، مشددة على أن النساء والفتيات «لسن مجرد إحصائيات، بل هن مقياس إنسانيتنا المشتركة».
ونشرت الهيئة الثلاثاء تقريراً يركز على الأبعاد الجنسانية لانعدام الأمن الغذائي في السودان، وقالت آنا موتافاتي، المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في شرق وجنوب أفريقيا، في حديث للصحفيين في جنيف، إنه في كل يوم «يتأخر فيه العالم عن اتخاذ إجراء بشأن السودان، تلد امرأة أخرى تحت وطأة القصف، أو تدفن طفلها جوعاً، أو تختفي دون عدالة».
وأضافت أن النساء أبلغن عن معاناتهن من الجوع والنزوح والاغتصاب والقصف في الفاشر، «قلب الكارثة الأخيرة في السودان»، حيث «وضعت النساء الحوامل أطفالهن في الشوارع بعد نهب وتدمير آخر مستشفيات الولادة المتبقية».
وكانت قوات الدعم السريع قد استولت على عاصمة ولاية شمال دارفور بعد أكثر من 500 يوم من الحصار في أواخر أكتوبر الماضي، وسط تقارير عن فظائع واسعة النطاق، بما في ذلك الإعدامات بإجراءات موجزة والعنف الجنسي.
وأوضحت موتافاتي أن آلاف النساء والفتيات فررن من المدينة إلى مناطق أخرى في شمال دارفور، بما في ذلك طويلة، التي تبعد حوالي 70 كيلومتراً، وكورما ومليط، حيث يُعدّ الوجود الإنساني «ضئيلاً للغاية».
رحلة مروعة
وقالت إن النساء «خلال رحلتهن المروعة، كانت كل خطوة يخطينها لجلب الماء، أو جمع الحطب، أو الوقوف في طابور الطعام تحمل مخاطر عالية للعنف الجنسي».
وأضافت أن أجساد النساء «أصبحت مسرحاً للجريمة في السودان»، مؤكدة أنه «لم تعد هناك أي أماكن آمنة» يمكن للنساء فيها الحصول على الحماية أو الرعاية النفسية والاجتماعية الأساسية.
وأوضحت أن الكرامة الأساسية للنساء انهارت أيضاً، موضحة أن عبوة الفوط الصحية الواحدة في شمال دارفور تُكلف حوالي 27 دولاراً، بينما تبلغ المساعدة النقدية الإنسانية المتوسطة أقل بقليل من 150 دولاراً شهرياً لأسرة مكونة من ستة أفراد.
ولفتت إلى أن الأسر تواجه «قرارات مستحيلة» بين الغذاء والدواء والكرامة، وأن الاحتياجات الأساسية للنساء والفتيات «تقع في أسفل تلك القائمة».
وقالت موتافاتي إن معظم النساء والفتيات «قد لا يتناولن الطعام على الإطلاق»، وغالباً ما يتجنبن وجبات الطعام ليتمكن أطفالهن من الأكل، بينما تحصل المراهقات على أقل حصة، مما يضر بصحتهن على المدى الطويل، مضيفة أن سوء التغذية لدى الرضّع يتزايد نتيجة انخفاض قدرة أمهاتهم على الرضاعة الطبيعية.
ودعت إلى إنهاء العنف، وتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية، وزيادة الدعم لمطابخ الحساء التي تقودها النساء وغيرها من مقدمي المساعدات.
وأشار تحليل للأمن الغذائي في أوائل الشهر الجاري إلى وجود المجاعة في الفاشر وكادقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان.
كما حذرت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، إيمي بوب، من أن انعدام الأمن الشديد والانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان في الفاشر أدت إلى موجة نزوح هائلة وفاقمت الأزمة الإنسانية.
وأوضحت أن فرق المنظمة تستجيب للاحتياجات حيث يمكن، «لكن انعدام الأمن ونفاد الإمدادات يعني أننا لا نصل إلا إلى جزء ضئيل من المحتاجين»، محذرة من أن العمليات الإنسانية تواجه خطر التوقف التام في اللحظة التي تكون فيها المجتمعات في أمس الحاجة إلى الدعم.
وخلال الأسبوعين الماضيين، أدى القصف العنيف والهجمات البرية في الفاشر ومحيطها إلى نزوح نحو 90 ألف شخص، بينما لا يزال عشرات الآلاف محاصرين داخل المدينة. وفي الفترة ما بين 26 أكتوبر و9 نوفمبر، فرّ حوالي 38,990 شخصاً من القتال في شمال كردفان.
ورغم تزايد الاحتياجات، أصبحت العمليات الإنسانية على شفا الانهيار، إذ أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن المستودعات شبه فارغة، وأن قوافل المساعدات تواجه انعدام الأمن بشكل كبير، وأن القيود على الوصول تحول دون إيصال المساعدات الكافية.
وحثّت المنظمة الجهات المانحة والشركاء والمجتمع الدولي على التحرك فوراً لمنع المزيد من الخسائر وضمان وصول المساعدات بأمان.
وأشار التقرير إلى أن الجهود الوطنية والدولية المنسقة ضرورية لتقديم المساعدات المنقذة للحياة، واستعادة الكرامة، وحماية المدنيين العالقين في الأزمة.
وفي سياق متصل، وصل وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، اليوم الثلاثاء إلى مدينة بورتسودان، حيث التقى السلطات السودانية والشركاء الإنسانيين والسلك الدبلوماسي.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، إن فليتشر يواصل الدعوة لوضع حد «للفظائع في السودان» ودعم جهود السلام، وضمان حصول الفرق الإنسانية على الوصول والتمويل اللازمين لتقديم المساعدات المنقذة للحياة وحماية المدنيين.
الوسومالنساء والحرب حرب الجيش والدعم السريع هيئة الأمم المتحدة للمرأة