الثورة نت:
2025-12-03@03:02:08 GMT

عيد الجلاء يتجدد وحضرموت تواجه مخططات الهيمنة

تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT

عيد الجلاء يتجدد وحضرموت تواجه مخططات الهيمنة

 

شاهر أحمد عمير

في مرحلة تتكاثر فيها مشاريع الهيمنة وتتصاعدُ فيها محاولات إخضاع المنطقة لسطوة الدول الكبرى، يبرز الموقف اليمني بوصفه واحدًا من أكثر المواقف وضوحًا وثباتًا في وجه السياسات الأمريكية والإسرائيلية، وسياسات النظامَينِ السعوديّ والإماراتي وكل من عاونهم.. هذا الموقف لم يُبْنَ على شعارات عابرة، بل على قراءة واعية لطبيعة الصراع، وعلى إدراك عميق بأن اليمن اليوم يقف في خندق يلامس هُويته وكرامته وسيادته.

لقد حاولت قوى النفوذ أن تفرض على اليمنيين واقعًا مفصّلًا على مقاس مصالحها، غير أن اليمنيين أثبتوا أن وعيَ الشعوب أقوى من كُـلّ محاولات الالتفاف، وأن شراء الولاءات أَو صناعة وكلاءَ لن ينجح أمام شعب قدّم من التضحيات ما يكفي ليعرفَ طريقَه.

ويمتدُّ هذا الثباتُ إلى البُعد الحضاري والأخلاقي في الوعي اليمني؛ إذ يجدُ اليمنيون في تمسُّكهم بأعلام الهدى من آل البيت عليهم السلام امتدادًا لقيم العدل والكرامة ورفض الانكسار.

وفي هذا السياق التاريخي، خرج الشعبُ اليمني في ميدان السبعين وكل ميادين المحافظات الحُرَّة، في مشهد مليوني مهيب ليحيي ذكرى 30 نوفمبر، يوم الجلاء، يوم خروج آخر جندي بريطاني من اليمن.

هذا الخروج الشعبي لم يكن مُجَـرّد احتفال مناسباتي، بل رسالة واضحة بأن اليمني الذي طرد المحتلّ بالأمس قادر على مواجهة أي وصاية جديدة اليوم، وأن روح التحرّر التي صنعت ذلك النصر لا تزال حاضرة، تتجدد كلما حاول محتلّ جديد أن يفرض نفسه على أرض اليمن أَو على قرار شعبه.

وفي الوقت الذي يحتشد فيه ملايين اليمنيين احتفالا بيوم الاستقلال وطرد آخر جندي بريطاني من اليمن، تسعى اليوم ميليشيات الاحتلال الإماراتي والسعوديّ في حضرموت إلى تكرار سيناريوهات الهيمنة والسيطرة ونهب الثروات.

فالمحتلّ الذي خرج من اليمن قبل عقود، يحاول بنسخ جديدة أن يعود بثيابٍ مختلفة.

تشهد محافظة حضرموت تسابقًا واضحًا بين القوى الداعمة للاحتلال على بسط النفوذ والسيطرة على مناطق النفط والغاز، في محاولات مكثّـفة لفرض واقع استعماري جديد يهدف إلى تدمير المحافظة وتفتيت نسيجها الاجتماعي، ودفع أبناء حضرموت للدخول في صراعات داخلية تخدم تلك القوى، وتسهّل عليها نهب الثروات تحت غطاء الفوضى والانقسام.

وما يجري في حضرموت اليوم ليس صراعًا محليًّا كما تحاول تلك الأطراف تصويره، إنما هو جزء من مخطّط يشارك فيه المحتلّ الإماراتي والسعوديّ والأمريكي لجَرِّ المحافظة إلى حروب داخلية تستنزف أبناءها وتُشغل اليمنيين عن حقوقهم وثرواتهم.

وفي اللحظة التي يحتفلُ فيها الشعب اليمني بذكرى طرد المحتلّ البريطاني، يتسابق المرتزِقةُ لخدمةِ المحتلّ الجديد، كأن التاريخَ يعيد نفسَه لكن بوجوه وأعلام مختلفة.

لقد أثبتت السنوات الماضية أن هذا الشعبَ لا يفرّط في وطنه، ولا يتنازل عن دينه، ولا يخون علمه، ولا يترك قائده مهما اشتدت التضحيات.

والولاء لقيادة ميدانية وشعبيّة مثل السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله ليس ولاءً لشخص بقدر ما هو ولاءٌ لمشروعٍ مقاوِم أثبت صلابته في أصعب الظروف.

وعلى خلاف تجارب شعوب أُخرى تراجعت أمام التحديات، رفض اليمنيون تكرار نموذج الاستسلام الذي قال فيه بنو (إسرائيل) لموسى عليه السلام: “اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون”.

فقد أعلن اليمنيون موقفًا نقيضًا ومشرقًا، ليقولوا لقائدهم السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله: “اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم”، مؤكّـدين أن المعركة معركة شعب وليست معركة قائد، وأن المسؤولية مشتركة لا يتهرب منها أحد.

ومع تصاعد التوترات الإقليمية، تكشّف للجميع أن المراهنة على كسر إرادَة اليمنيين لم يكن فقط خطأً سياسيًّا، بل سوء تقدير لطبيعة مجتمع يعرف قيمة العزة.

فكلما زادت الضغوط، زاد التماسك الداخلي، وكلما توسع التدخل الخارجي، اتسعت دائرة الوعي الشعبي بخطورة الارتهان.

واليوم بات اليمن رقمًا صعبًا في حسابات المنطقة، لا يُتجاوز ولا يُتعامل معه بمنطقِ الوصاية الذي كان سائدًا في العقود السابقة.

إن الخطاب اليمني الرافض للهيمنة الخارجية هو خطاب رؤية ومسؤولية، لا خطاب احتجاج.

رؤيةٌ تؤكّـد أن السيادةَ لا تُمنح، بل تُنتزع، وأن الشعوبَ التي تتمسك بمبادئها قادرةٌ على تغيير مسار التاريخ.

وبذلك يتأكّـد أن اليمنيين ليسوا فقط في موقع الدفاع عن أرضهم، بل في موقعِ الدفاع عن مستقبلهم ومستقبل المنطقة، وأنهم مستعدون ليكونوا في الصفوف الأولى، لا يتهرَّبون من الموقف ولا يتراجعون عن الكرامة.

فهذه المواقف لا تصنعها الصدفة، بل يصنعها تاريخ طويل من الإيمان والعزة والثبات.

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

قطر تواجه فلسطين اليوم في افتتاح كأس العرب بطموح حصد اللقب الأول

يقص منتخب قطر شريط مشاركته في كأس العرب 2025 عندما يلتقي نظيره الفلسطيني في الخامسة والنصف مساء اليوم الاثنين على أرضية استاد البيت، في افتتاح مباريات المجموعة الأولى التي تضم أيضًا تونس وسوريا.

ويدخل المنتخب القطري النسخة الحالية بطموحات كبيرة ورغبة واضحة في المنافسة على اللقب للمرة الأولى في تاريخه، بعدما توقفت أفضل نتائجه عند الحصول على المركز الثاني في نسخة 1998، ثم المركز الثالث في بطولة 2021 التي أقيمت في الدوحة، بينما كان ظهوره الأول في السعودية عام 1985 وانتهى حينها في المركز الرابع.

ويخوض "العنابي" البطولة وهو في حالة معنوية مرتفعة بعد نجاحه في حجز مقعده في نهائيات كأس العالم 2026، عقب تصدر مجموعته في المرحلة الرابعة من التصفيات الآسيوية على حساب الإمارات وعُمان، وهو ما يمنح الفريق دفعة قوية مع بداية مشواره العربي.

وتشهد قائمة قطر عدة غيابات مؤثرة، أبرزها غياب هداف المنتخب التاريخي المعز علي الذي خضع لعملية جراحية مؤخرًا، إلى جانب ابتعاد الثنائي أحمد الراوي وأحمد الجانحي بداعي الإصابة، ما يضع على المدرب مسؤولية إيجاد حلول هجومية بديلة.

 الفدائي يدخل البطولة بروح التحدي

على الجانب الآخر، يدخل منتخب فلسطين المباراة الأولى له في النسخة السادسة من تاريخه بطموح كتابة فصل جديد في مشاركاته بكأس العرب، خصوصًا بعد تأهله عبر بوابة المنتخب الليبي بركلات الترجيح 4-3 في التصفيات التمهيدية.

ويأمل "الفدائي" في عبور دور المجموعات للمرة الأولى، مستندًا إلى التطور الملحوظ الذي ظهر به خلال مشواره في تصفيات كأس العالم 2026، برغم عدم تمكنه من بلوغ النهائيات.

واستعد المنتخب الفلسطيني بشكل مكثف للبطولة عبر معسكر خارجي في إسبانيا تخللته مواجهتان أمام منتخبَي كتالونيا والباسك، قبل العودة إلى الدوحة لإكمال أسبوع تدريبي مكثف منح الفريق جاهزية عالية قبل بداية المنافسات.

طباعة شارك منتخب قطر قطر فلسطين كأس العرب

مقالات مشابهة

  • في ذكرى يوم الجلاء .. كيف خطفت السعودية والإمارات استقلال الجنوب اليمني
  • 58 عاماً من الجلاء والاستقلال
  • تحولات الكفاح الوطني في جنوب اليمن.. من جحيم الاحتلال البريطاني إلى لحظة الجلاء في 30 نوفمبر
  • قطر تواجه فلسطين اليوم في افتتاح كأس العرب بطموح حصد اللقب الأول
  • في ذكرى الجلاء.. الجنوب يشتعل  بصراعات تحت رعاية المحتل
  • نوفمبر الأغر.. صرخة العزة والتحرير
  • محافظ لحج: 30 نوفمبر محطة مفصلية تتوَّج نضال اليمنيين ضد الاستعمار البريطاني
  • مسيرة حاشدة في الضالع بالعيد الـ58 للاستقلال الـ 30 من نوفمبر
  • حشد مليوني تاريخي بالعاصمة صنعاء في عيد الجلاء والشعب يؤكد: سندحر المحتل الجديد ولن نترك فلسطين