صحيفة المرصد الليبية:
2025-05-27@21:45:34 GMT

أسطورة هذا الإنسان تحطمت على جبل طارق

تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT

أسطورة هذا الإنسان تحطمت على جبل طارق

جبل طارق – كان لإنسان نياندرتال سمعة سيئة، وكان يعتقد بشكل واسع أن هذا الجنس البشري المنقرض يختلف تماما عن جنسنا البشري “هومو سابينس”، إلا النظرة تغيرت وتساقطت الظنون!

ظن العلماء في البداية أن الجنس البشري الحالي “هومو سابينس لم يتزاوج مع “نيندرتال”، الذي سبقه بقترة طويلة لكنهما التقيا في أوروبا وتعايشا حقبة من الزمن، إلا انه تبين لاحقا أن الجنسين البشريين تزاوجا واختلطت دماؤهما، وعرفت حتى نسبة الحامض النووي التي ورثتها الأجيال المعاصرة عن الأجداد القدماء المنقرضين، وهي تفاوتت وأعلاها لسكان أوروبا وآسيا وأقلها  لسكان إفريقيا.

لفترة طويلة اعتقد أيضا أن إنسان “نيندرتال” لم يكن قادرا على الكلام، ولم يصمد ذلك مع الأدلة والتي أكدت أن تكوين جمجمة هذا النوع البشري أهلته للكلام مثلنا وإن بطريقة أبطأ.

الظنون التي لاحقت “نياندرتال” توقفت عند نقطة اختلاف عدت أساسية بالنسبة لتطور النوع البشري المعاصر “هومو سابينس” وتتمثل في القدرة على التفكير والإبداع المجرد.

في 4 سبتمبر قبل 9 سنوات، انهار هذا الافتراض، حين عثر العلماء على عينة من الفن الصخري في جبل طارق، أثبتت الدراسات أنها نموذج للفن التجريدي، وأن الإنسان العاقل الحديث قلل كثيرا من ذكاء أسلافه.

اللوحة الفنية “التجريدية” عثر عليها على جدار خلفي في كهف “غورهام” بجبل طارق، وأظهر التحليل الجيوكيميائي للصخرة، أن الرسمة أنجزت قبل 39 ألف عام وقد تكون أقدم، وهي أول دليل على أن إنسان “نياندرتال” كان قادرا على إبداع فنون ميلة حتى قبل أن يلتقي مع أجداد الإنسان المعاصر الذين قدموا إلى أوروبا وانتشروا فيها منذ حوالي 40 ألف عام.

العلماء المختصون يقولون إن كهف غورهام الذي سكنه إنسان “نياندرتال” كان معروفا منذ عام 1950، إلا أن الحفريات المنهجية في الموقع لم تبدأ إلا في عام 1989، فيما كان وصل الباحثون إلى داخل الكهف مطلع  القرن 21.

اللوحة الفنية بمساحة 300 سنتمتر مربع نحتت على سطح منصة طبيعية تشبه الطاولة، وفي موقع يرتفع 40 سنتمتر فوق مستوى الأرض، وهي تتكون من ثمانية أخاديد عميقة محفورة بالعرض، وخطوط رفيعة تتقاطع معها، وبالتجربة تأكد العلماء أن العمل أنجز بأدوات حجرية مختلفة ما يؤكد أنه لوحة فنية مقصودة وليس آثارا لعملية “تقطيع اللحم” على سبيل المثال.

العمل الفني تمت دراسته من قبل باحثين ينتمون إلى 11 متحفا ومؤسسة أوروبية مختلفة، وأجريت خلال الدراسات عدة تجارب للتأكد من أن العمل الفني منحوت بأدوات حجرية لإنسان “نياندرتال” وأن العلامات كانت مقصودة.

المتخصص في علم الاجناس البشرية كلايف فينلايسون، مدير متحف جبل طارق أكد أن “هذا النقش هو رسم متعمد، تم تصميمه ليراه إنسان نياندرتال الذي ابتكره، وبالنظر إلى حجمه وموقعه، وليراه سكان الكهف الآخرين”.

هذا العالم المتخصص شدد على هذا الأمر تترتب عليه “أن القدرة على التفكير المجرد لم تكن استثنائية في الإنسان المعاصر”.

الأمر ذاته أكد عليه عالم الأنثروبولوجيا فرانشيسكو ديريكو بقوله: “من الواضح أن الرسم تم بشكل هادف، وليس كنشاط نفعي.. كانت هناك رغبة في عمل نمط مجرد”.

أهمية هذا الاكتشاف تأتي من أن علماء الآثار وعلماء الأنثروبولوجيا لم يكن لديهم في السابق سوى دليل غير مباشر على التفكير المجرد في أشباه البشر القدماء الذين سكنوا الكوكب قبل ظهور أسلاف الإنسان العاقل، وهي تتمثل في المدافن، واستخدام الأصباغ السوداء والحمراء، والأصداف المطلية، وريش الطيور.

الفن الصخري في كهف “غورهام” بجبل طارق، يعد أول مثال معروف لصورة مجردة لا تؤدي وظائف عملية، وهذا النوع يتطلب الكثير من الجهد.

قبل الإعلان عن هذا الاكتشاف بوقت قصير، أعلن فريق آخر من العلماء العاملين في كهف “غورهام” أن إنسان “نياندرتال” كان يصطاد الحمام البري عن طريق التسلل إلى أعشاشه في قمم الصخور.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: جبل طارق

إقرأ أيضاً:

أسطورة الاتحاد أحمد جميل يقدم كأس دوري روشن قبل مواجهة ضمك

ماجد محمد

كشف مصدر أن قائد نادي الاتحاد السابق أحمد جميل، أحد أبرز أساطير النادي، سيقوم بتقديم كأس دوري روشن داخل ملعب “مدينة الملك عبدالله الرياضية” بجدة، وذلك قبيل انطلاق مباراة الفريق أمام ضمك، ضمن منافسات الجولة الأخيرة من موسم 2024-2025.

ويخوض الاتحاد المواجهة سعيًا لإنهاء موسمه الاستثنائي بانتصار جديد يُتوّج مسيرته الناجحة، قبل أن تبدأ مراسم التتويج باللقب الرابع في تاريخ النادي في الدوري السعودي للمحترفين.

وتُعد مشاركة أحمد جميل، المعروف بـ”العملاق”، في تقديم الكأس لحظة رمزية تعبّر عن الارتباط التاريخي بين الأجيال الذهبية لنادي الاتحاد والحاضر الزاهر للفريق، حيث كان جميل من أعمدة الفريق في فتراته الذهبية، ويمثل رمزًا من رموز الوفاء والولاء للنادي.

ومن المنتظر أن تشهد المباراة حضورًا جماهيريًا كثيفًا، احتفاءً بحسم اللقب وتتويج الفريق بالبطولة بعد موسم مليء بالتحديات والنجاحات، بقيادة المدرب الفرنسي لوران بلان ونخبة من النجوم المحليين والدوليين.

 

 

مقالات مشابهة

  • «مصنوعة من عظام الحيتان».. علماء يكشفون سرًا عن أدوات قديمة صنعها الإنسان
  • حقوق إنسان النواب تعقد اجتماعا اليوم لمناقشة أداء «المجلس القومي»
  • حقوق النواب تعقد اجتماعا لمناقشة أداء المجلس القومي لحقوق الإنسان
  • كل أسبوع.. ورطة «الهلالي» (أخيرة)
  • فاروق جويدة: ترامب لا يهتم بالثقافة.. والإبداع البشري لا يمكن استبداله بالذكاء الاصطناعي
  • تشريعية النواب توصي بسرعة تدبير العنصر البشري لفتح مكتب شهر عقاري بمركز المحلة
  • الليلة.. المصور محمد بكر أسطورة التصوير الفوتوغرافي السينمائي في "واحد من الناس"
  • نور الحسن لـ الجزيرة نت: وظيفة المترجم البشري في عصر الذكاء الاصطناعي في خطر
  • بنك ناصر الاجتماعي يشارك في "قمة التعليم المجتمعي" ويؤكد التزامه بدعم التعليم وتنمية رأس المال البشري
  • أسطورة الاتحاد أحمد جميل يقدم كأس دوري روشن قبل مواجهة ضمك