قبل أربع سنوات من انتخاب الفرنسيين خليفة لرئيسهم الحالي إيمانويل ماكرون، بدأ سباق غير معلن لتولي منصب ماكرون من بين مساعديه الحاليين والسابقين، حسبما تشير مجلة "إيكونومست" في تقرير جديد.
يسمح الدستور الفرنسي للرئيس بتولي المنصب لمدة فترتين متتاليتين فقط (على الرغم من أنه بعد ترك منصبه في عام 2027، عندما يكون عمره 49 عاماً فقط، يمكن لماكرون أن يخوض جولة أخرى بعد خمس سنوات).
ومع ذلك، فإن المرشحين المحتملين من داخل معسكر ماكرون الوسطي يدركون جيداً أنه لا يمكنهم أن يتركوا الأمر للوقت إذا كانوا يريدون أن يبرزوا، وأنه على كل شخص منهم العثور على مرشح موثوق لمواجهة اليمين المتشدد المتمثل بالمرشحة السابقة مارين لوبان.
ويبدو بحسب "إيكونومست" أن ثلاثة من المرشحين في المقدمة يعتقدون أنهم يملكون ما يلزم للوقوف أمام ماكرون. جيرالد دارمانان
الأكثر لفتاً للنظر هو جيرالد دارمانان، وزير الداخلية ذو الكلام الحاد، الذي عينه ماكرون لتأمين جناحه اليميني المتعثر. ففي 27 أغسطس (آب)، أقام حدثاً سياسياً كبيراً في مدينة توركوين الصناعية الشمالية، حيث كان عمدة سابقاً لمناقشة استراتيجية سياسية، وهو الحدث الذي حمل بين طياته أكثر من رائحة الطموح الشخصي، وهو ما استدعى الإليزيه إلى إرسال إليزابيث بورن، رئيسة الوزراء، إلى الحدث على عجل لإبقائه في تحت الأعين.
Heureux d’avoir accueilli avec @VSPILLEBOUT, mes amis @StanGuerini et @steph_sejourne à la braderie de Lille ! pic.twitter.com/Zo8uAzHpCZ
— Gérald DARMANIN (@GDarmanin) September 2, 2023
ابن صاحب حانة وخادمة، دارمانان دائماً ما يظهر نفسه على أنه يفهم هموم الحياة اليومية، قال أثناء الحدث: "إذا لم يتمكن السياسيون الرئيسيون من إيجاد طريقة للتحدث إلى الناخبين من الطبقة العاملة والمتوسطة، فإن فوز السيدة لوبان في 2027 سيكون محتملًا جداً".
أما المرشح الثاني الأكثر سرية، ولكن لا يقل ثباتاً من دارمانان هو إدوارد فيليب، الذي كان سابقاً رئيس وزراء ماكرون وينحدر في الأصل من الحزب المحافظ، ويتصدر استطلاعات الرأي باعتباره السياسي الفرنسي الأكثر شعبية بمعدل 55%، أي 13 نقطة أمام لوبان التي تأتي في المرتبة التاسعة، و18 نقطة أمام دارمانان في المرتبة الثامنة عشرة، وفقاً لمجموعة استطلاعات الرأي التي أظهرت أيضاً تراجعاً ملحوظاً لماكرون إلى المركز 23، بمعدل 32%.
وكما يفعل السياسيون الفرنسيون، سيحتفل فيليب في 13 سبتمبر (أيلول) الجاري بنشر كتاب جديد يوضح رؤيته وعلاقاته مع فرنسا، إذ إنه بعد ترك الحكومة في 2020، أسس حركته السياسية الخاصة Horizons، والتي تجلس في البرلمان كجزء من ائتلاف الأقلية لماكرون.
فيليب هو أيضاً عمدة لو هافر، وهي مدينة ساحلية في نورماندي، ما يمنحه موقعاً مناسباً يبدو منفصلاً جزئياً عن السياسة اليومية في باريس، وكما تقول المجلة فإن المقربين من فيليب يقولون إنه يركز بالفعل على التحضير لعام 2027.
أما المرشح الثالث المحتمل بحسب التقرير هو برونو لو مير، وزير المالية، وهو حالياً ثاني أكثر السياسيين في فرنسا شعبية، بمعدل 46%. لو مير يُرى كثيراً في الأماكن العامة، وقد شوهد هذا الصيف وهو يستقبل المصطافين بحماس على قمة جبل في جبال الألب.
في وقت سابق من هذا العام، أثار "التقني ذو البدلة" إعجاب الكثيرين عندما نشر رواية مثيرة عن الوضع المالي والاقتصادي لفرنسا. لقد شغل لو مير منصب وزير المالية لفترة أطول من أي شخص آخر في الجمهورية الخامسة، التي تأسست عام 1958. ولكن قد يشعر في مرحلة ما أنه بحاجة إلى المضي قدمًا إذا كان يريد توسيع نطاق جاذبيته والعمل على فرصه الخاصة.
وإضافة إلى هذه القائمة، تقول "إيكونومست" إن الآخرين أيضًا قيل إنهم يفكرون في الأمر، بما في ذلك جان كاستيكس، رئيس وزراء سابق آخر، وياعيل براون-بيفيت، رئيسة الجمعية الوطنية، أو حتى غابرييل أتال، وزير التعليم البالغ من العمر 34 عامًا.
France is in a stand-off against Emmanuel Macron’s pension reform https://t.co/oU95OKWDSh
— The Economist (@TheEconomist) March 11, 2023
لكن سيتعين على كل منهم أن يسير على خط رفيع بين الرغبة في البقاء مخلصين لماكرون يدينون له بوظائفهم، والحاجة السياسية للابتعاد عن الرئيس الذي يراه البعض غير محبوب من قبل الشعب، إذ واجه إضرابات وأعمال شغب خلال الفترة الماضية.
وتشير المجلة إلى أن أربع سنوات هي وقت طويل، وماكرون نفسه كان مستشارًا خلفيًا غير معروف لفترة طويلة قبل ترشحه الرئاسي الأول. ولا يوجد أي عملية منظمة داخل حزبه (المعروف سابقًا باسم En Marche) لاختيار مرشح. ومع ذلك، فإن تهديد رئاسة لو بان يمنح الأمر إلحاحًا كبيرًا.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني ماكرون
إقرأ أيضاً:
سباق بين المساعي الديبلوماسيّة والتهديدات الاسرائيلية
يمر لبنان في مرحلة سباق، بين المساعي الديبلوماسية لمنع انزلاقه الى الحرب، وبين التهديدات الاسرائيلية اليومية بشن عملية عسكرية واسعة على لبنان، تحذر الادارة الاميركي المسؤولين منها، اذا لم يتم نزع سلاح "حزب الله".وكتب كمال ذبيان في" الديار": العدو الاسرائيلي لم يتوقف عن اعتداءاته على لبنان منذ نحو عام على اتفاق وقف اطلاق النار، باطلاق مزاعم حول استمرار "حزب الله" في تخزين السلاح، ونقله تهريباً عبر سوريا، التي اعلن رئيسها المؤقت احمد الشرع أن من أهداف "الثورة السورية" واسقاط النظام السابق، هو منع عبور السلاح الى حزب الله، واجتثاث وجوده في سوريا، واخراج ايران منها لشل حركة "محور المقاومة".ورئيس اركان جيش العدو الاسرائيلي ايال زامير كان صريحاً وواضحاً بتوجيه انذار أخير الى لبنان، بأن صبر اسرائيل نفد ازاء ممارسات "حزب الله" في لبنان، في اشارة منه الى ما يتردد عن مسؤولين اسرائيليين بأن حزب الله يعيد بناء قدرته العسكرية ويستندون احياناً الى ما يعلنه أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم،من أن الحزب تعافى واعاد تنظيم نفسه، وبناء هيكله، وجاهز لايعدوان اسرائيلي واسع على لبنان للدفاع عنه، وان صبر "حزب الله" نفد، على استمرار الاعتداءات الاسرائيلية ولن يطول ايضاً. فالقادة الاسرائيليون السياسيون والعسكريون، يتذرعون بان "حزب الله" أعاد بناء ترسانته، ويعيد تجهيز نفسه بالصواريخ والقذائف، وهذا ما دفع برئيس الاركان الى رفع الاستنفار العسكري على الجبهة الشمالية، وأجرت القوات الاسرائيلية المنتشرة عند الحدود مع لبنان مناورات عسكرية، تحاكي عملية قد يقوم بها "حزب الله" باتجاه الجليل المحتل وفق ما تكشف التقارير الاسرائيلية، التي تتحدث عن ان مستوطني الشمال لم يعودوا الى مستوطناتهم الا العدد القليل منهم، ولا يصل الى 30 %، مما يدل على أن العدو الاسرائيلي لم يخرج عن التفكير في حرب واسعة على لبنان. وهذا التوجه الاسرائيلي تجاه لبنان، تبلغه المسؤولون فيه من موفدين، لا سيما من المبعوثة مورغان اورتاغوس التي زارت الجبهة الشمالية مع وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس، وراقبت التحضيرات العسكرية الاسرائيلية، وهي عندما زارت لبنان مطلع الاسبوع الحالي، نقلت تحذيرات اسرائيلية الى لبنان بأنه بطيء في نزع سلاح "حزب الله"، وهو ما كذبته "لجنة الميكانيزم"، بان الجيش اللبناني حقق انجازات في جنوب الليطاني بالسيطرة على 84 % من مخازن السلاح التابعة "لحزب الله" فصادرها ودمرها، وأغلق انفاقاً، وهو ما أبلغه قائد الجيش العماد رودولف هيكل الى مجلس الوزراء، واكدت على صحة تقرير الجيش "القوات الدولية" العاملة في الجنوب وتنسق مع الجيش.
وأمام رفع منسوب التهديدات الاسرائيلية بحرب على لبنان، قد تحصل خلال الشهرين المقبلين وقبل نهاية العام الحالي، وهو الموعد الذي حددته أميركا للبنان، بأن يكون انتهى من موضوع السلاح غير الشرعي وحصرية السلاح في يد الدولة، نهاية العام، والذي وعد به رئيس الجمهورية جوزاف عون، مراجع دولية واقليمية وعربية، وأعلنه في مواقف له، وهذا ما تريده واشنطن تحديد مهلة زمنية لحصر السلاح، حتى يبدأ لبنان مرحلة الازدهار والاستثمار فيه، ويدخل "الشرق الأوسط الجديد" الذي لا يمكن للبنان ان يتخلف عنه، وفق ما تقول المعلومات الدبلوماسية التي كشفت أن المفاوضات ولا سيما المباشرة منها، لا يمكن للبنان أن يتهرب منها، بعد ان باتت كل الدول العربية مرتبطة "باتفاقات ابراهام" مع العدو الاسرائيلي، وهذه هي "الجزرة" التي تحدث عنها المبعوث الاميركي توم براك، ونصح المسؤولين اللبنانيين بالحصول عليها، والا فستستخدم "العصا" وهي حاضرة وحملها الاسرائيلي، وسيضرب بها، اذا لم يتجاوب لبنان مع المساعي الديبلوماسية المفتوحة أمامه، من خلال موفدين الى لبنان، من دول أوروبية وعربية، إضافة الى أميركا، وكلها تدعو لبنان الى المفاوضات مع العدو الاسرائيلي لانهاء الحرب كلياً، وليس اتفاق هدنة.
مواضيع ذات صلة بين الديبلوماسية والميدان… خطوة رئاسية تعيد الاعتبار للسيادة Lebanon 24 بين الديبلوماسية والميدان… خطوة رئاسية تعيد الاعتبار للسيادة