تتواصل حوادث الطرق التي تخلف الكثير من الضحايا (قتلى ومصابين) كما حدث، مؤخرا، على الطريق الحر عند مدينة كفر شكر بمحافظة القليوبية، حيث كان المشهد مفزعا، فالدماء في كل مكان، بعد مصرع 5 أشخاص، خلال عودتهم من حفل تخرجهم بالقاهرة، إلى قريتهم، سنتماي، بمحافظة الدقهلية، لكن أولاد العم الخمسة (ثلاثة شباب وبنتين) اصطدمت بهم سيارة تسير بشكل معاكس، فتحول الاحتفال بالشباب الخمسة إلى جنازة جماعية.

على طريق الضبعة - مطروح، احترق أتوبيس صغير بعد انقلابه على الطريق، وعلى طريق الساحل الشمالي، تسببت حوادث الطرق في وفاة، فريدة عثمان (حفيدة وزير الاتصالات الأسبق، هاني محمود) وعلى الطريق الحر، ورغم الحواجز المعدنية، المخصصة لتحدد السرعة ومدى الرؤية ودرجة الحرارة والتصوير المباشر، لكن لايزال عدم الالتزام والسرعة الكبيرة، تتسبب في المزيد من الحوادث.

يقول تامر الخضري (مواطن): «أمام عدم الالتزام بالسرعة ينتهي الأمر بمأساة وراء مأساة.. ما أراه على الطريق من تجاوز من بعض السائقين، خاصة الميكروباص، من رعونة، يثير المخاوف» ويقول سيد عبد السلام (سائق ميكروباص): «أخشى على الأرواح التي تركب معي، لكن للأسف بعض التصرفات غير المسئولة تؤدى إلى كوارث.. الأسبوع الماضى، عند منطقة شبرا الخيمة، كنت متجها إلى الشرقية، فإذا بسائق فان صغيرة - تمناية- يقطع الطريق الزراعي، وهو يسير عكس الاتجاه، ولولا مبادرتي بالفرملة، لحدثت كارثة، ومع ذلك أكمل السائق المخالف بسرعته الجنونية».

غير أن «التصرفات غير المسئولة» لا تزال تعكر صفو السير على الطرق، التي شهدت إنجازات غير مسبوقة (عبر المشروع القومي للطرق، الذي تم إنشاؤه بإجمالي سبعة آلاف كيلومتر طولي، بتكلفته 175 مليار جنيه) ليصل إجمالي شبكة الطرق الرئيسة إلى 30 ألف كيلومتر، واعتماد 10 مليارات جنيه سنويا لصيانتها وتطويرها بين المحافظات، واعتماد ثلاثة مليارات جنيه سنويا لصيانة شبكة الطرق المحلية، مع تطبيق منظومة النقل الذكي، بنهاية عام 2024، ومن خلالها سيتم ربط الطرق بشبكة كاميرات، لرصد حالة المرور طوال 24ساعة، وتصوير مخالفات السرعة في لحظتها، ومتابعة أماكن تكرار الحوادث وعلاجها وتحديد مدى سماح الطقس بالمرور والسرعة المحددة.

وأعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن عدد إصابات حوادث الطرق عام 2021 بلغ 51 ألفًا و511 إصابة، مقابل 56 ألفًا و789 عام 2020 بنسبة انخفاض 9.3%، وتشير الإحصاءات الرسمية المصرية الخاصة بالوفيات الناجمة عن حوادث السيارات على الطرق إلى أن عام 2021 شهد 7101 حالة وفاة، مقارنة بعام 2020، الذي شهد 6164 حالة وفاة، وذكر الجهاز أن يوليو يعد أعلى شهور السنة من حيث إصابات حوادث الطرق، بينما ديسمبر هو أقل الشهور.

يقول اللواء حسين مصطفى (خبير السيارات): «التعامل مع القيادة بشكل هادئ وبدون رعونة واتباع الإجراءات السليمة سيقلل من حوادث الطرق بشكل كبير، لكن للأسف لا تزال الرعونة والتهور يسيئان لما تشهده الطرق المصرية من جهود التطوير، ورغم وجود اللاصق الإلكتروني لتحديد المخالفات لكن ما زال هناك بعض الاستهتار الذي يدفع العديد من قائدي السيارات إلى مخالفة القواعد العامة والسرعة الشديدة على الطريق وتجاوز السرعات المقررة والاستهتار بعجلة القيادة لتحدث كوارث عديدة تتسبب في فقدان حياة وإصابة العديد منهم ويكونون سببا في تعرض الآخرين للخطر».

ويؤكد اللواء حسين مصطفى أنه «لا بد أن يتبع كل من يتعامل مع الطرق بعض الإجراءات البسيطة، التي تحقق له الأمان: أخذ قسط كافٍ من الراحة قبل السفر، مع الالتزام بقواعد المرور، وعدم تخطي السرعات المحددة، فضلا عن الكشف الدوري على السيارات وإصلاح الأعطال بها، والتخلص من العادات السيئة لبعض الشباب خلال القيادة، كالتحدث في الهواتف ومراجعة مواقع التواصل والتطبيقات الإلكترونية والألعاب الإلكترونية، التي تشتت الانتباه، وتؤدى لكوارث تودى بالحياة».

عالميا، تمثّل الإصابات الناجمة عن حوادث الطرق السبب الأول لوفاة الأشخاص من عمر 15 إلى 29 عاما، حيث يلقى نحو 1.3 مليون شخص حتفهم، سنويا، ويتعرض ما بين 20 و50 مليون شخص آخرين لإصابات غير مميتة، علما بأن العديد منهم يُصاب بعجز ناجم عن الإصابة، وبحسب منظمة الصحة العالمية تشهد البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل 90% من الوفيات الناجمة عن حوادث المرور، عالميا، رغم أنها لا تحظى سوى بـ45% من المركبات، وتكلف حوادث الطرق معظم بلدان العالم حوالي 3% من الناتج المحلي الإجمالي.

وتنصح منظمة الصحة العالمية (عبر إستراتيجية 2030) بعدد من القواعد للحد من حوادث الطرق، لاسيما التخلي عن الرعونة خلال القيادة، حيث توجد علاقة مباشرة بين زيادة متوسط السرعة واحتمالات وقوع الحوادث ومدى والعواقب المترتبة عليها، وتبلغ خطورة تعرض ركّاب السيارة للوفاة عند اصطدامها بسيارة أخرى من الجانب نسبة 85% بسرعة 65 كم/ ساعة، وتزيد القيادة تحت تأثير الكحول والمواد المخدرة والمؤثرات النفسية، من مخاطر حوادث الطرق التي تؤدي إلى الوفاة أو الإصابات الخطيرة، فضلا عن عدم ارتداء خوذات ركوب الدراجات النارية وأحزمة الأمان ووسائل تقييد الأطفال.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: كفر شكر شبرا الخيمة محافظة القليوبية منظمة الصحة العالمية درجة الحرارة شبكة الطرق حوادث الطرق طريق الساحل الشمالي منظومة النقل الذكي فريدة عثمان التطبيقات الإلكترونية حوادث الطرق على الطریق

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يصدر أوامر إخلاء جديدة .. وارتفاع عدد الضحايا بين المدنيين في غزة

قال يوسف أبو كويك، مراسل قناة القاهرة الإخبارية من مدينة غزة، إن الجيش الإسرائيلي أصدر تحذيرات جديدة وأوامر بإخلاء مربعين سكنيين في المنطقة الغربية من المدينة، تشمل مناطق محيطة بمدارس مصطفى حافظ وأحمد شوقي، إضافة إلى منطقة الجامعات التي تضم الجامعة الإسلامية وجامعتي الأزهر والأقصى.

الجيش الإسرائيلي: صفارات إنذار في مناطق إسرائيلية قرب غزة

وأوضح أبو كويك، خلال مداخلة مع الإعلامي همام مجاهد، على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن هذه الجامعات كانت قد تحولت خلال الشهور الماضية إلى مراكز إيواء للنازحين، مشيرًا إلى أن ما تبقى من مبانيها يؤوي مئات العائلات، في حين نُصبت مئات الخيام في باحاتها وعلى الطرق المحيطة بها، كما تقع هذه المنطقة بجوار المقر الإقليمي لوكالة الأونروا في الشرق الأوسط، ما يجعل أوامر الإخلاء أكثر تعقيدًا من الناحية الإنسانية.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي برّر الأوامر بوجود نشاط للفصائل الفلسطينية في هذه المناطق، معلنًا عزمه تنفيذ عمليات عسكرية موسعة فيها، ومطالبًا السكان بإخلاء فوري وفقًا لما نشره المتحدث باسم الجيش عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وفي سياق متصل، تحدث أبو كويك عن تصاعد استهداف المدنيين عند مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن مصادر أممية أكدت مقتل نحو 800 فلسطيني أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات غذائية، بينهم أكثر من 600 شخص قضوا بالقرب من مراكز توزيع مساعدات أمريكية.

وقال إن 10 فلسطينيين قُتلوا اليوم وأُصيب قرابة 50 آخرين في المنطقة الشمالية الغربية من مدينة رفح الفلسطينية، في وقت تحولت فيه مراكز المساعدات إلى ما وصفها بـ «مصائد موت»، حيث يُفتح باب التوزيع لدقائق محدودة، يعقبها إطلاق نار من جانب الجيش الإسرائيلي تجاه المدنيين.

وذكر أيضًا أن بعض التحقيقات أشارت إلى تورط متعاقدين أمريكيين في إطلاق النار على الفلسطينيين المنتظرين للمساعدات، ما يفاقم من خطورة المشهد الإنساني على الأرض.

طباعة شارك متعاقدين أمريكيين رفح الفلسطينية الجيش الإسرائيلي الأونروا

مقالات مشابهة

  • 2000 ريال غرامة القيادة على أكتاف الطريق والأرصفة والمسارات الممنوعة
  • المرور يوضح غرامة القيادة على أكتاف الطريق والمسارات التي تُمنع القيادة فيها
  • مصر: ضرورة حقن دماء الشعب الفلسطيني وضمان تدفق المساعدات
  • الاحتلال يصدر أوامر إخلاء جديدة .. وارتفاع عدد الضحايا بين المدنيين في غزة
  • فرق الإطفاء والدفاع المدني السوري تواصل أعمالها لإخماد الحرائق على امتداد الطريق الواصل بين كسب وقسطل معاف بريف اللاذقية
  • لتجنب المخالفة أثناء السفر.. تعرف على السرعات المقررة على الطريق الساحلى
  • قواعد سلامة المشاة أثناء عبورهم لتجنب حوادث السير.. اعرفها
  • 6 إرشادات لإفساح الطريق لمركبات الطوارئ
  • من يتحمل مسؤولية حوادث الطرق المميتة والمتكررة بمصر؟
  • كود الطرق السعودي يحدد معايير البنية التحتية للمركبات ذاتية القيادة