سرايا - قال نجل العقيد معمر القذافي، سيف الإسلام القذافي، إن انهيار سدّ درنة الذي تسبّب في قتل آلاف الأشخاص وتدمير المدينة، سببه "عدم وجود دولة في ليبيا والفوضى التي تعم البلاد منذ عام 2011".


وأضاف سيف القذافي، المختفي عن الأضواء منذ خريف 2019، إن ما حصل في درنة من انهيار للسد الذي تمّ بناؤه في سبعينات القرن الماضي خلال فترة حكم والده، يعكس عدم وجود مؤسسات الدولة، وغياب المتخصصين والمشرفين على متابعة وصيانة السدّ للإبلاغ عن أي طارئ من أجل اتخاذ إجراءات لمجابهة الكوارث، مثلما كان عليه الأمر قبل 2011.




وهاجم نجل القذافي، في بيان ناري أصدره أمس الجمعة، السلطات التنفيذية المتعاقبة على البلاد منذ عام 2011، وقال إن الشعب الليبي "يدفع ثمن صراع عبثي طفولي بين حكومات متناثرة هنا وهناك، حكومات وهمية صورية، لا هَم لها إلا الكسب الحرام"، حسب تعبيره.


وتحدث عن اختفاء الميزانيات التي خصصت لسدّ درنة وعموم السدود في البلاد بعد عام 2011، والمقدرة بمئات الملايين، مشيراً إلى أن ما ضاعف من حجم كارثة درنة هي الجهات الأمنية التي طلبت من السكان عدم مغادرة بيوتهم، وعدم وجود سلطات تتخذ الإجراء الصحيح من إنذار وإخلاء للسكان.

وحذّر من سرقة الميزانية التي سيتم تخصيصها لإعادة إعمار درنة وقال إن "الجهات التي فشلت في إنفاق مبلغ 2 مليار الذي وعدت به من سنتين في إعمار درنة نتيجة تدميرها، لن تستطيع أن تصرف العشرة مليارات التي وعدت بها المدينة الآن".

وأضاف: "أؤكد لكم أنه لن يتم حل مشكلة النازحين ولن تعمر درنة بل لن يعاد بناء سدها الذي بُني منذ 50 سنة، فهي مثلها مثل بنغازي وسرت وتاورغاء وجنوب طرابلس، دمرت ولم يتم إعادة إعمارها الى الآن رغم الوعود الزائفة".

وتعرّض المسؤولون الليبيون للكثير من الانتقادات من قبل المواطنين خاصة أهالي درنة، الذين خرجوا قبل أسبوع في مظاهرات مناهضة للأجسام السياسية الحالية مطالبين بمحاسبتهم، بسبب عدم تنفيذ مشروع إصلاح وصيانة السدّ منذ سنوات، رغم الدراسات التي حذّرت من احتمال تعرّضه إلى انهيار.
إقرأ أيضاً : هذا ما سيكشفه عالم الزلازل الهولندي .. اليومإقرأ أيضاً : ارتفاع عدد وفيات كورونا خلال أسبوع في إيطالياإقرأ أيضاً : ارتفاع عدد الجرحى جراء اعتداء الاحتلال على تظاهرات بقطاع غزة الى 28 مصاباً


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الشعب المدينة المدينة كورونا وفيات الدولة غزة الاحتلال الشعب عدم وجود

إقرأ أيضاً:

مفهوم مبدأ التعايش في الإسلام وشموليته لجميع الناس

اقتضت المشيئة الإلهية أن يكون الإسلام خاتم رسالات الله عز وجل لأهل الأرض؛ ومن ثمَّ وجب أن تعُم هذه الرسالة الخاتمة كافَّة البشر، وبهذا الاعتبار أصبح الإسلام دينًا عالميًّا، وصار الناس جميعًا أمَّةً لدعوته، مُخاطبين بهديه وشريعته، وإلى هذا المعنى يشير البيانُ القرآنيُّ الحكيم في قول الله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾ [الأعراف: 158]، وقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾ [سبأ: 28].

مبدأ التعايش السلمي في الإسلام وشموليته لجميع الناس

ومما يدلُّ دلالةً قاطعةً على وجود مبدأ التعايش السلمي في الإسلام؛ أنه لم ينكر الأديان السماوية التي سبقته، بل أوجب على أتباعه الإيمان بجميع كتبهم ورسلهم، وعدم التفرقة بينهم؛ مصداقًا لقول الله عز وجل: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ﴾ [البقرة: 285]، كما أن تنوع الشرائع الدينية من مقتضى المشيئة الإلهيَّة التي لا تتبدل ولا تتحول؛ تصديقًا لقول الله تعالى: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ [المائدة: 48]، ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ۞ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾ [هود: 118-119].

كما إنَّ المقاصد العليا للإسلام التي تتمثل في عبادة الله عز وجل، وتزكية النفس، وعمارة الأرض، هي بمثابة الأساس الإيماني، لدعوة دائمة للتَّعايش السلمي مع غير المسلمين.

وفي هذا المعنى يقول العلامة الأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق في كتابه "النماذج الأربعة من هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم في التعايش مع الآخر" (ص: 6، ط. دار الفاروق): [إن الإسلام دعانا إلى التعايش السلمي مع الآخرين حتى يؤدي بدوره إلى تبادل المصالح والأفكار والمنافع وتقوية العلاقات مع الآخر، وقد كان الأمر على هذا منذ فجر الإسلام بين المسلمين وغيرهم؛ حيث جعل الإسلام علاقة المسلمين بغيرهم قائمة على أُسس إيمانية مبنية على قيمة السلام، وبعيدة عن صفة العنف والطغيان] اهـ.
وإذا نظرنا إلى مفهوم التعايش من منظور الإسلام فيما يتعلق باليهود والنصارى على وجه الخصوص، نجده ينطلق من قاعدة عقائدية وجذور إيمانية، كما نلاحظ أن الإسلام يولي عناية خاصة للتعايش مع اليهود والنصارى عن سائر البشر؛ لكونهم أهل إيمان بالله عز وجل، وعلى هذا الأساس فإنَّ الإسلام بمفهومه الحضاري يستوعب كلَّ إنسانٍ ليتعايش معه، وقد طبق الصحابة رضي الله عنهم ذلك في البلاد التي قَدِموا إليها، واستطاعوا غرس هذا المفهوم بوضوح.

التعايش في الإسلام

ولعل من أبرز صور البرِّ بأهل الكتاب ما أوجبه الله تعالى على المسلمين ورغَّبهم فيه؛ قال تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8]، وكذلك قوله عز وجل: ﴿الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [المائدة: 5]، فإن الأحكام الواردة في هاتين الآيتين الكريمتين، والتي تتعلق ببر أهل الكتاب، يظل العمل بمقتضاها ساريًا عبر العصور والأزمان؛ فمن المقرر أن "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب".

 

مقالات مشابهة

  • البحوث الإسلامية ينظم ندوة علمية حول الحفاظ على الآثار.. غدًا
  • مفهوم مبدأ التعايش في الإسلام وشموليته لجميع الناس
  • ترامب والإخوان
  • بعد تداول مقاطع "البشعة".. الإفتاء توضح الحكم
  • هل الإسلام أقر بمكارم الأخلاق بين الزوجين؟
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (كوشة العالم واللغة)
  • سياسي إيرلندي: استمرار إبادة فلسطين سببه مواصلة تعامل اوروبا تجاريا مع “إسرائيل”
  • لماذا يعادي الهند الإسلام الذي حكمه 8 قرون؟
  • تويوتا كورولا أوتوماتيك بـ 600 ألف جنيه
  • المعونة الوطنية: النقص بمخصصات الأسر العفيفة سببه خطأ فني في نظام المدفوعات