مالي- بعد مرور 8 سنوات على توقيع اتفاقية السلام والمصالحة في مالي، أعلنت تنسيقية الحركات الأزوادية أنها دخلت في حالة حرب مع المجلس العسكري الحاكم في البلاد.

ودعت التنسيقية سكان الإقليم للتوجه إلى ساحات القتال "لحماية الوطن والدفاع عنه"، وطالبت بالابتعاد عن أي شخص يشتبه في انتمائه إلى جماعة إرهابية مشابهة لفاغنر، في إشارة إلى جنود الجيش المالي.

فما الذي حدث؟ ولماذا تُقرع طبول الحرب من جديد في مالي؟

في مارس/آذار 2015، تم توقيع اتفاقية السلام والمصالحة في الجزائر بين الحكومة المالية والحركات الانفصالية في الشمال بعد وساطة جزائرية. حضر ممثلون عن فرنسا والولايات المتحدة مراسم التوقيع.

ولكن مع إعلان بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي انسحابها التدريجي من جميع أنحاء البلاد، بدأت الأوضاع تتوتر من جديد بين الجيش المالي والحركات الموقعة على اتفاقية السلام.

وجاء انسحاب القوات الأممية من قاعدة بير يوم 11 أغسطس/آب الماضي ليشعل المواجهات من جديد بين الأطراف بسبب رغبة كل طرف في السيطرة على القاعدة التي أخلتها القوات الدولية.


الوضع الميداني

رغم عدم إعلان الأطراف التحلل من الاتفاقية، فإن الواقع يشير إلى انتهاء مفعول الاتفاق والعودة إلى حوار البندقية، ومنذ 11 سبتمبر/أيلول الجاري تتسع رقعة المواجهات، ويزداد عدد الفاعلين على الأرض.

فخلال هذه الأيام، وقع الجيش المالي في كمين نصبته جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" المرتبطة بتنظيم القاعدة، وهاجمت قوة من الجيش المالي مواقع تنسيقية الحركات الأزوادية، ومع انسحاب البعثة الأممية "مينوسما" من قاعدة بير استولى الجيش مدعوما بقوات من فاغنر على القاعدة، واعتقل عددا من المواطنين، حسب بيان التنسيقية.

كما نفذت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" هجوما على مطار غاو، وسيطرت حركات الطوارق على قاعدتين للجيش المالي في ليري وسط البلاد.

ونفذ تنظيم القاعدة في بلاد المغرب أيضا حصارا على مدينة تمبكتو منذ أغسطس/آب الماضي، مما أدى إلى هروب نحو 33 ألف شخص إلى موريتانيا والجزائر.

أسباب تفجر الأوضاع

يشير عدد من التقارير إلى أن انسحاب البعثة الأممية يعد أهم أسباب إشعال فتيل الأزمة مرة أخرى شمال مالي، باعتبار أن البعثة تعتبر أحد الضامنين لتنفيذ اتفاق السلام.

كما يقول الباحث في الشأن المالي حمدي جواره للجزيرة نت إن أول الأسباب خروج فرنسا سابقا والبعثة الأممية حاليا، ومع سيطرة الجيش على القواعد العسكرية رأت الحركات الأزوادية في ذلك إضعافا لموقفها الميداني.

وأضاف أنه يجب إيصال رسالة إلى المجتمع الدولي بأهمية بقاء بعثة حفظ السلام لأن مغادرتها تعني الاضطراب في البلاد، لذلك تحاول الحركات الأزوادية ممارسة الضغط على الرأي العام المالي من خلال السخط العام على السلطات الانتقالية باعتبارها المتسببة في تدهور الأوضاع.

ويلخص جواره الأمر بخشية الحركات في الشمال من ضيق مساحة سيطرتها مع قدرة الجيش على السيطرة على القواعد الرئيسية في معاقلها.

وبشأن مصير اتفاقية السلام الموقعة في الجزائر، أكد جواره أن أي طرف لم يعلن عن الانسحاب منها، ولكن اتجاهات الأحداث تدل على ذلك حتما.

الحركات الأزوادية تخشى إضعاف موقفها الميداني بعد انسحاب البعثة الأممية من مالي (الجزيرة) الأطراف الفاعلة

يبدو أن عددا من الفاعلين كان ينتظر الفرصة للظهور مرة على مسرح الأحداث من جديد، في بلد يصعب فيه حصر الحركات المسلحة التي تتوالد بشكل غريب، ومن أبرز الحركات المنخرطة في المواجهات الراهنة:

تنسيقية الحركات الأزوادية، وتشكل عددا من الحركات التي وقعت على اتفاقية السلام في الجزائر عام 2015. جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"- فرع القاعدة في الساحل، وهي من أبرز المنخرطين في الحرب الحالية. تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، والذي كان يُعرف في السابق بالجماعة السلفية للدعوة والقتال، والذي بايع تنظيم القاعدة في 2006.

وعلى الرغم من أن اتفاقية السلام الموقعة في الجزائر دخلت حالة سكون منذ انقلابي 2020 و2021، فإن ذلك أدى إلى تفاقم الاختلافات على آليات وضع الدستور الانتقالي، مما أدى لتراجع الثقة بين الأطراف، وفشلت كل محاولات إنعاش الاتفاقية وكيفية تفعيلها، الأمر الذي دفع الحركات لتعليق التزامها بالاتفاقية، في ظل انسحاب الضامنين لرفضهم تحالف المجلس العسكري مع روسيا وابنها المتبنى المعروف بفاغنر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: البعثة الأممیة اتفاقیة السلام الجیش المالی فی الجزائر القاعدة فی من جدید فی مالی

إقرأ أيضاً:

فيديو.. رونالدو يهدي ترامب قميصا يحمل "رسالة خاصة" عن الحرب

منح النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو هدية "برسالة خاصة"، إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، اعتبرها البعض "مهمة" وسط الأحداث العالمية المتسارعة.

وخلال قمة مجموعة السبع التي تستضيفها مدينة كاناناسكيس بمقاطعة ألبرتا الكندية، تلقى الرئيس الأميركي الهدية المميزة من رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا.

وقدم كوستا لترامب قميصا موقعا من نجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو، حمل توقيعا شخصيا ورسالة كتب فيها: "إلى الرئيس دونالد ترامب.. نلعب من أجل السلام".

ونشر كوستا صورا عبر حسابه على منصة "إكس" للرئيس الأميركي دونالد ترامب وهو يتسلم قميص منتخب البرتغال الخاص برونالدو، إلى جانب لقطة مقربة للرسالة المكتوبة عليه، وعلّق بالقول: "إلى الرئيس دونالد ترامب..  نلعب من أجل السلام.. كفريق واحد".

من جانبها، نشرت مارغو مارتن، المساعدة الخاصة ومستشارة الاتصالات للرئيس الأميركي، مقطعا مصورا يوثق لحظة تسلّم ترامب القميص. وظهر في الفيديو رئيس المجلس الأوروبي وهو يخبر ترامب بأن على القميص "رسالة خاصة"، ليقرأها عليه، قبل أن يرد الرئيس الأميركي بابتسامة قائلا: "أعجبني ذلك.. نلعب من أجل السلام". ثم رفع القميص قائلا: "هذا رائع".

واعتبر بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، أن رونالدو كان يعبر عن "قلقه" من الحروب المتصاعدة، وآخرها التصعيد بين إسرائيل وإيران.

وكان الرئيس الأميركي قد وصل إلى مدينة كالغاري الأحد للمشاركة في قمة قادة مجموعة السبع، التي تستضيفها كندا هذا العام.

 

مقالات مشابهة

  • الحرب على إيران تشق القاعدة الموالية لترامب وتزيد معارضيه
  • نتنياهو: هذا الشيء الوحيد الذي يُؤخّر انتهاء الحرب في غزة
  • الجيش الإسرائيلي الذي يستبيح المستشفيات ويختبئ خلفها
  • القائد العسكري لبوركينا فاسو يؤكّد استمرار قتال الحركات المسلّحة
  • هجمات متبادلة بين الجيش والحركات المسلّحة في مالي
  • وزير الدفاع بحث مع نواب ودبلوماسيين الأوضاع الأمنية ودور الجيش
  • حالة الجمود التي يعاني منها خريجي مدرسة الحركات المسلحة في فهم وتفسير الأحداث
  • رشيد يدعو إلى تسليح الجيش العراقي بمنظومات دفاع جوي حديثة
  • فيديو.. رونالدو يهدي ترامب قميصا يحمل "رسالة خاصة" عن الحرب
  • الجيش الإسرائيلي يعلن قتل رئيس أركان الحرب الجديد في إيران