جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-08@03:57:22 GMT

لنحفظ بعض أسرارنا بمنأى عن الآخرين

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

لنحفظ بعض أسرارنا بمنأى عن الآخرين

 

د. قاسم بن محمد الصالحي

 حين تنوي الكتابة في قضايا تهمك أو تخص مجتمعك تؤمن بأنها ستضيف لك شيئاً من الطمانينة والاستقرار، خاصة إن كنت تستشعر أن كتابتك رسالة تعكس حقيقة لا مجرد خوض مع الخائضين، وكانت تساؤلاتك ومشاركتك دعوة لمن يعيش في الوطن لرفع الهمة وزيادة النشاط والاجتهاد، وليست للتثبط والتخاذل او كشف لعورات الناس لان لهذه الاخيرة خطورة، ولخطورتها فان الله لم يتركها دون اي تحذير ووعيد لمن تسول له نفسه أن يأتيها! قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ [الحجرات: 12]، ولنا ان نتخيل حال مجتمع، كل فرد فيه مشغول بكل شيء، إلا ما ينبغي أن يقوم به اين يكون؟ وكيف يصبح أبناؤه.

لقد تعلمت من الحياة أن المثقف يقوم بطرح ومناقشة فكرة معينة من وجهة نظره الشخصية، لذا فإن كتابته لقضية ما تكون خاضعة للأحكام الشخصية، فمقاله لا يتعاطى الخيال، بل يطرح أفكارا تلمس صلب الحياة، ولكثرة ما قرأت في مثل ذلك، كدتُ أتخذ على نفسي عهدًا ألّا أقرأ مهما كان إلا ما يكون اصيلًا ورصينًا، لكني سرعان ما بدأت أفكر في أمر آخر، وهو ماذا عن باقي الكتابات الأخرى، هل يعني هذا أني إذا ما أردت القراءة يجب علي إتقان التنبوء بالمضمون قبل قراءة المقال، حينها أدركت أن عملية القراءة لا بد منها، لكن لا يعني ذلك قبولها مهما كان مستواها، ثم لم لا نجد موضوعات ترقى إلى المستوى المطلوب؟

وعندما كنت أعتقد أني لن اقرأ أي عمل إلا بحقائقه الأصلية، لم يكن يخطر ببالي وقتها سوى ما يُكتب في الشأن المحلي من قضايا وردود أفعال حولها، ولم أكن أجانب الصواب في اعتقادي ذاك؛ لأن الأساس في تلك الكتابات هو الفعل ورد الفعل، وذلك واضح، لعوامل كثيرة، أهما مسألة ملامسة حوائج شرائح المجتمع ومتطلبات اخرى؛ إذ إن لغة الحاجة دومًا يبقى لها ارتباط وثيق بالمجتمع، كما إنها ستظل على صلة به وتفرض عليه ثقافه متسرعة في الحكم او متعجلة في التنفيذ، وهذا دافع أساسي تدعم عملية الكتابة، علاوة على أن معظم المثقفين والمتعلمين يكون لهم ارتباط بمتطلبات مجتمعية واحتياجات الساكنة فيه، وهذا عامل أيضا تكثر الكتابات فيه وتتعدد.

لذا فان ما نكتبه ليس هو مطلق الحقيقة، ولكن مصداقيته تتحقق حينما ينطوي على عناصر الهدوء والسكينة والتفاؤل وتقصي الكاتب للحقيقة والاستطراد فيها، بحيث يقوم على توظيف الحقائق الدامغة دون إسفاف ولا تسويف كإطار لموضوعات يجري تناولها بعمق وباستشهادات وإحالات واستعراضات، يكرس ما كتبه لخدمة الرأي وليس تنفيره، في سياق تحليلي نافع ينحو منحى السرد الابداعي الرصين؛ لكون ان الكتابة في الشؤون المجتمعية وأحوال الناس، والنقْد في قضاياهم، هي وسيلة لإدراك غاية، ليس الخوض في أعراضهم؛ لذا يتوجب الالتزام بالاعتدال في بيان الأحوال، والوزن بالقسط في إصدار الأحكام، لان بعض المسائل لا تُلزم التطرُّق لها على عواهنها، وبعضها يُجب عدم الخوض فيها او الكلام عنها.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون مضحكاً؟

انتشر مقطع فيديو، مؤخراً، يظهر طفلاً وكلبه في "بودكاست ساخر" على منصات التواصل الاجتماعي، محققاً ملايين المشاهدات بعد أن استخدم الكوميديان جون لاجوي أدوات الذكاء الاصطناعي لصناعته. 
ورغم قدرة هذه التقنيات على إنتاج الصور والصوت وتحريك الشخصيات، قال لاجوي إنها ليست "مضحكة بطبيعتها" ولا تزال عاجزة عن منافسة حس الفكاهة البشري، مؤكداً أنها لا تهدد عمله.

اقرأ أيضاً: باحثون يحذرون من "أنانية" الذكاء الاصطناعي

النكات الآلية
بالمقابل، يرى صانع المحتوى كينج ويلونيوس، في الذكاء الاصطناعي فرصة واسعة لتطوير أعماله. إذ يبدأ بكتابة فكرة أولية ثم يصقلها باستخدام روبوت محادثة، قبل تحويلها إلى فيديو أو أغنية عبر أدوات التوليد الذكي.
لكن ويلونيوس شدد على أن طلب نكتة مباشرة من الذكاء الاصطناعي لا يعطي نتائج جيدة، موضحاً أن "النكات الآلية تفتقر إلى التفاصيل الدقيقة التي تجعلها مضحكة فعلاً".

الذكاء الاصطناعي يسلّح المناعة بـ"صواريخ" لمهاجمة السرطان

اللمسة الإنسانية
قالت الباحثة ميشيل روبنسون من جامعة نورث كارولينا، إن كثيراً من المحتوى الكوميدي بالذكاء الاصطناعي يبدو "ركيكاً، ولا يثير سوى ابتسامة عابرة" رغم إتقانه قواعد بناء النكتة.
وأكدت روبنسون أن الذكاء الاصطناعي "يفتقد الجرأة واللمسة الإنسانية المرتبطة باللحظة والسياق".
ويتفق معها الباحث كاليب وارن من جامعة أريزونا، في أن الفكرة الكوميدية الأصلية تبقى "بشرية بالكامل"، بينما تساعد الأدوات الذكية على تقديمها بصرياً أو موسيقياً، لا على ابتكارها.

الذكاء الاصطناعي يكشف أسرار "شياطين الغبار" في المريخ

احتجاجات فنية وجدل قانوني
وفقاً لوكالة أسوشيتد برس، أثار الذكاء الاصطناعي موجة احتجاجات في الوسط الفني، فقد رفعت الكوميدية سارة سيلفرمان دعوى قضائية تتهم فيها مطوري روبوتات الدردشة بانتهاك حقوق كتابها.
ووصفت ابنة الممثل الراحل روبن ويليامز المقاطع المزيفة لوالدها بأنها "بشعة ومزعجة".
كما توصّل ورثة الكوميديان جورج كارلين إلى تسوية قانونية بعد استخدام صوته في عرض كوميدي.
وخصّص مسلسل "ساوث بارك" حلقة ساخرة عن انتشار المقاطع المزيفة والاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي.

ابتكار أداة ذكاء اصطناعي لعلاج أحد أخطر أمراض العيون

استخدام حذر
يرى لاجوي أن دور الذكاء الاصطناعي يجب أن يظلّ محصوراً في "تنفيذ أفكار ما كان ليتمكن من إنتاجها بميزانية محدودة"، لكنه وجد أنه يفشل في كتابة سيناريو كوميدي جذاب.
وأوضح: "طلبت من روبوت دردشة أن يكتب سيناريو لفيلم سينمائي، فقدم لي قصة مملة. الكوميديا ليست مجرد كلمات، بل أداء وتوقيت ووجهة نظر".
وختم لاجوي ساخراً: "عندما يحصل الذكاء الاصطناعي على وجهة نظر.. عندها يجب أن نخاف كما علّمنا Terminator"، في إشارة إلى سلسلة الأفلام الشهيرة التي تدور حول خروج الذكاء الاصطناعي عن سيطرة البشر.

أمجد الأمين (أبوظبي)

أخبار ذات صلة أميركا تكشف عن استراتيجية توسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحة ميتا تبرم صفقات مع منصات إخبارية تتعلق بالذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • يوسف الحسيني يقوم بتجربة حية لها.. رئيس مصنع قادر يكشف تفاصيل سيارة ميني بورش الكهربائية
  • فضل بر الأم وكيف يكون البر في الإسلام؟
  • هذا ما يقوم به رئيس الجمهورية لإعادة الدولة إلى الدولة
  • برج الحمل.. حظك اليوم الأحد 7 ديسمبر 2025: ادعم الآخرين
  • مستشار ماكرون: إعمار غزة يجب ألا يكون صفقة تجارية
  • وزير الخارجية المصري: رفح لن يكون بوابة للتهجير وندعو لنشر قوة استقرار دولية في غزة
  • تيمور جنبلاط: معنيون بالقيم والأسس التي أراد كمال جنبلاط للبنان أن يقوم عليها
  • وزير الخارجية: معبر رفح لن يكون بوابة للتهجير أو لإخراج الفلسطينيين
  • الاعيسر: السودانيين يستحقون مستقبلاً يليق بتضحياتهم، مستقبلاً يقوم على احترام القانون وإعلاء قيم المصلحة الوطنية قبل العلاقات الشخصية والخاصة
  • هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون مضحكاً؟