جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-14@18:56:39 GMT

لنحفظ بعض أسرارنا بمنأى عن الآخرين

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

لنحفظ بعض أسرارنا بمنأى عن الآخرين

 

د. قاسم بن محمد الصالحي

 حين تنوي الكتابة في قضايا تهمك أو تخص مجتمعك تؤمن بأنها ستضيف لك شيئاً من الطمانينة والاستقرار، خاصة إن كنت تستشعر أن كتابتك رسالة تعكس حقيقة لا مجرد خوض مع الخائضين، وكانت تساؤلاتك ومشاركتك دعوة لمن يعيش في الوطن لرفع الهمة وزيادة النشاط والاجتهاد، وليست للتثبط والتخاذل او كشف لعورات الناس لان لهذه الاخيرة خطورة، ولخطورتها فان الله لم يتركها دون اي تحذير ووعيد لمن تسول له نفسه أن يأتيها! قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ [الحجرات: 12]، ولنا ان نتخيل حال مجتمع، كل فرد فيه مشغول بكل شيء، إلا ما ينبغي أن يقوم به اين يكون؟ وكيف يصبح أبناؤه.

لقد تعلمت من الحياة أن المثقف يقوم بطرح ومناقشة فكرة معينة من وجهة نظره الشخصية، لذا فإن كتابته لقضية ما تكون خاضعة للأحكام الشخصية، فمقاله لا يتعاطى الخيال، بل يطرح أفكارا تلمس صلب الحياة، ولكثرة ما قرأت في مثل ذلك، كدتُ أتخذ على نفسي عهدًا ألّا أقرأ مهما كان إلا ما يكون اصيلًا ورصينًا، لكني سرعان ما بدأت أفكر في أمر آخر، وهو ماذا عن باقي الكتابات الأخرى، هل يعني هذا أني إذا ما أردت القراءة يجب علي إتقان التنبوء بالمضمون قبل قراءة المقال، حينها أدركت أن عملية القراءة لا بد منها، لكن لا يعني ذلك قبولها مهما كان مستواها، ثم لم لا نجد موضوعات ترقى إلى المستوى المطلوب؟

وعندما كنت أعتقد أني لن اقرأ أي عمل إلا بحقائقه الأصلية، لم يكن يخطر ببالي وقتها سوى ما يُكتب في الشأن المحلي من قضايا وردود أفعال حولها، ولم أكن أجانب الصواب في اعتقادي ذاك؛ لأن الأساس في تلك الكتابات هو الفعل ورد الفعل، وذلك واضح، لعوامل كثيرة، أهما مسألة ملامسة حوائج شرائح المجتمع ومتطلبات اخرى؛ إذ إن لغة الحاجة دومًا يبقى لها ارتباط وثيق بالمجتمع، كما إنها ستظل على صلة به وتفرض عليه ثقافه متسرعة في الحكم او متعجلة في التنفيذ، وهذا دافع أساسي تدعم عملية الكتابة، علاوة على أن معظم المثقفين والمتعلمين يكون لهم ارتباط بمتطلبات مجتمعية واحتياجات الساكنة فيه، وهذا عامل أيضا تكثر الكتابات فيه وتتعدد.

لذا فان ما نكتبه ليس هو مطلق الحقيقة، ولكن مصداقيته تتحقق حينما ينطوي على عناصر الهدوء والسكينة والتفاؤل وتقصي الكاتب للحقيقة والاستطراد فيها، بحيث يقوم على توظيف الحقائق الدامغة دون إسفاف ولا تسويف كإطار لموضوعات يجري تناولها بعمق وباستشهادات وإحالات واستعراضات، يكرس ما كتبه لخدمة الرأي وليس تنفيره، في سياق تحليلي نافع ينحو منحى السرد الابداعي الرصين؛ لكون ان الكتابة في الشؤون المجتمعية وأحوال الناس، والنقْد في قضاياهم، هي وسيلة لإدراك غاية، ليس الخوض في أعراضهم؛ لذا يتوجب الالتزام بالاعتدال في بيان الأحوال، والوزن بالقسط في إصدار الأحكام، لان بعض المسائل لا تُلزم التطرُّق لها على عواهنها، وبعضها يُجب عدم الخوض فيها او الكلام عنها.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

خبراء: قد يكون من المستحيل العثور على بعض جثث الأسرى الإسرائيليين تحت أنقاض غزة

#سواليف

أكد مصدر فلسطيني مطّلع أن #خبراء في مجالات #الإنقاذ و #إزالة_الأنقاض والعمل في بيئات #الكوارث أبلغوا الوسطاء المشاركين في اتفاق وقف العدوان على #غزة، أن “قد يكون من المستحيل العثور على بعض #جثث_الأسرى_الإسرائيليين بين #أنقاض_غزة”.

وأوضح المصدر، اليوم الثلاثاء، طالبًا عدم الكشف عن هويته، أن الخبراء شددوا على أن عمليات البحث عن جثث الأسرى الإسرائيليين الذين قضوا نتيجة غارات جيش الاحتلال، تمثل “تحديًا هائلًا”، نظرًا إلى أن هؤلاء الأسرى كانوا موزعين على امتداد أراضي قطاع غزة، التي تغطيها الآن كتل ضخمة من الركام.

ونقل المصدر عن الخبراء قولهم: “إنه تحدٍ هائل (العثور على الجثث).. قد يستغرق الأمر أيامًا أو أسابيع، وهناك احتمال بأن لا يتم العثور عليهم أبدًا”، وفق تعبيرهم.

مقالات ذات صلة بحبح: حماس سيكون لها دور في “اليوم التالي” وترامب لا يعارض حل الدولتين 2025/10/14

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أعلنت عن مقتل (26) أسيرًا إسرائيليًا، استنادًا إلى نتائج الطب الشرعي ومعطيات استخباراتية، في حين تشير تقديرات أخرى إلى وجود نحو (28) جثة لدى المقاومة الفلسطينية.

من جهتها، أفادت حركة “حماس” بأن استعادة جثث بعض الأسرى القتلى قد تستغرق وقتًا طويلًا، نظرًا إلى أن بعض أماكن الدفن غير معروفة. ومن المقرر أن تتولى قوة عمل دولية خاصة مهمة المساعدة في تحديد مواقع الدفن كافة.

ويُعتقد أن معظم هؤلاء الأسرى لقوا حتفهم إما نتيجة الغارات الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة، أو بسبب ظروف التجويع التي عانى منها السكان تحت الحصار الإسرائيلي.

وفي السياق ذاته، قال وزير حرب الاحتلال، يسرائيل كاتس، في تغريدة نشرها على منصة “إكس”، إن أي تأخير في تسليم جثث الأسرى لدى المقاومة “يعد انتهاكًا صارخًا لاتفاق وقف إطلاق النار”.

ويُعزى التحدي في العثور على الجثث إلى حجم الدمار الهائل الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث تشير تقديرات رسمية إلى أن أكثر من 90 بالمئة من البنية التحتية المدنية قد دُمّرت، بما في ذلك 300 ألف وحدة سكنية، فيما فقد نحو مليون ونصف المليون فلسطيني منازلهم.

وقد استخدم جيش الاحتلال أكثر من 200 ألف طن من المتفجرات خلال عدوانه الذي استمر لعامين كاملين، ما أدى إلى تحويل أحياء كاملة إلى ركام. وتُظهر صور جوية وتقارير ميدانية أن مناطق واسعة في مدينة غزة، وخان يونس، ورفح، باتت مغطاة بطبقات كثيفة من الأنقاض، تعيق عمليات البحث والإنقاذ، وتُعقّد جهود انتشال الجثث، خاصة في ظل محدودية المعدات والموارد المتاحة للفرق المحلية والدولية.

مقالات مشابهة

  • خبراء: قد يكون من المستحيل العثور على بعض جثث الأسرى الإسرائيليين تحت أنقاض غزة
  • وزير التعليم يقوم بزيارة مفاجئة لـ6 مدارس بالفيوم لمتابعة انتظام الدراسة
  • زيباري:من حق العراق ان يكون له صوت مؤثر
  • جبريل الرجوب: “ما يقوم به الرئيس تبون يُحرج المتخاذلين أينما كانوا”
  • حمادة مقتبسًا من كمال جنبلاط: لا وطن يقوم على التكاذب المشترك
  • أمير الكويت يقوم بزيارة أخوية إلى سلطنة عُمان.. غدا
  • ماكرون: يجب أن يكون للسلطة الفلسطينية دور في حكم غزة
  • حين يكون المفاوضُ مقاوما!
  • الإفتاء: الإسلام نهي عن عموم اختراق خصوصية الآخرين بغير علمهم
  • كف يوازن الإنسان بين الفضفضة واحترام طاقة الآخرين؟.. معالجة نفسية توضح