عربي21:
2025-07-13@00:33:25 GMT

وأما الأقصى فللبيت رب يحميه

تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT

ارفعوا أيديكم عن فلسطين، فقد سقطت آخر ورقة توت تستر عري النظام العربي الرسمي، طبعوا ما شاء لكم التطبيع، ونسقوا أمنيا بين أجهزتكم وأجهزتهم، تحالفوا معهم، واعقدوا الاتفاقات، وأقيموا المشاريع المشتركة، واستوردوا منهم "ما لذ وطاب لكم" من أجهزة التجسس على شعوبكم، واستدعوا مرتزقتهم وخبراءهم في التعذيب والقهر، فقد آن لهذه العلاقة السرية المحرمة بينكم وبينهم التي امتدت قرنا أن تخرج للعلن، لم تعودوا بحاجة للتخفي ووضع أقنعة الطهر والوطنية والقومية، فقد أصبح الرقص تحت ضوء النهار، بعد طول مكوث في سراديب مظلمة، لم تعودوا بحاجة للبس طاقية الإخفاء وأنتم تتبادلون الأنخاب في احتفالاتكم المشتركة، فقد حان وقت المجاهرة بالخطيئة، والتباهي بها، باعتبارها "مصلحة وطنية" و"اجتهادا" لازما للخلاص من "استعمار" فلسطين لوجدان الشعوب، وآن لكم أن تتحللوا من "واجب الكظية" وثقلها على كواهلكم، واستبدالها ببساطير الصهاينة، فهي أكثر دفئا وحنانا من دموع الثكالى، ودماء الشهداء!

ارفعوا أيديكم عن فلسطين، فهي قضية الشرفاء، ولم يعد يلزمكم ارتداء مسوح الطهر، بعد أن ولغتم في دماء أصحابها، وشاركتم سرا في إخضاعها، ومحاصرتها، وتجريدها من كل ما يلزمها من الدفاع عن نفسها، وآن لكم أن تعلنوا على الملأ "ندمكم" عن الدفاع عنها ولو كذبا وبهتانا، وآن لكم أن تفتحوا أبوابكم الرسمية لعلوجهم، وفرش السجاد الأحمر تحت أقدامهم، بعد أن كانوا يأتونكم تحت جنح الليل، لتتبادلوا معهم الأنخاب وتطارحوهم الغرام الحرام!

الأقصى الشريف والمسجد الإبراهيمي (حيث يرقد أبونا الذي أقام وولده إسماعيل أول بيت للناس!) فلهما الله، ومن له الله فقد كفاه، فاستعدوا للملمة بقاياكم وبقايا حليفكم حين تكنسها مكنسة التاريخ ولو بعد حين!احشدوا ما تشاؤون من مطبليكم ومزمريكم ونافخي كيركم لتسوقوا أكاذيبكم عن ضرورات المرحلة ومصالح الوطن، وأهمية الاعتراف بكيان معتد أثيم باعتباره "حقيقة واقعة" فهي بالنسبة للسواد الأعظم من أبناء الأمة نبت شيطاني سيقتلع آجلا أو عاجلا، وستذهب معه كل الأيدي التي رفعته، والأنظمة التي احتضنته، والزعامات التي فضلته على مصلحة شعبها، إن كل الأدبيات التي تمجد التطبيع وتتحدث بلغة ما يسمونه "الواقع" والواقعية، سيكون مصيرها مكبات النفاية، ومزابل التاريخ، فهذا الوسخ المسمى "إسرائيل" كيان عابر، ليس كما يعتقد شرفاء الأمة فقط، بل كما يعتقد من أزيلت الغشاوة عن "عقلائه" فهم أشد معرفة ويقينا بأنه كيان مفتعل مصطنع مؤقت، كما كل الغزاة والمستعمرين الذين مروا على بلادنا، وسيزول معه كل من أمده بأسباب الحياة، فهي حقبة سوداء في تاريخ الأمة بدأت تباشير نهايتها بالظهور والوضوح كما قرص الشمس في رابعة النهار!

لستم بحاجة للتمنطق بأي لغة كاذبة لإقناع شعوبكم بأهمية اعترافكم بهذا الكيان و"الخيرات!" التي سيجرها على شعوبكم، فتلك مفردات عارية سوءاتها أوضح من أن يتم إخفاؤها، فقد ذاق غيركم ممن سبقكم في قافلة التطبيع والتنسيق الأمني والعسكري طعم "السمن والعسل" الذي أكله شعوبهم والرغد الاقتصادي الذي "تبغددت" به، ولهذا لا داعي للتغني بفضائل اتفاقات سلام لم تجلب غير الشر المستطير والعنت والضيق والإفلاس، فهذا كيان لا يأتي بخير لأحد، حتى ولو أضاء هذا الأحد أصابعه العشرة له، ليس لشيء إلا لأنه شر مستطير، ذو قلب أجرب لا يشيع ولا يرتوي من دماء الغلابى وعرق الجوعى.



انعموا أيها المطبعون بخيرات التطبيع، وزودوا كيان العدوان بالمزيد من أسباب القوة والمنعة، وذخروا بنادقه بالمزيد من الطلقات، واملأوا خزائنه بالمعاول والفؤوس، كي يتقن قتل أبناء فلسطين، ويمعن في هدم بيوتهم ومقدساتهم، ووفروا لسفاحيه ما يلزمهم لمواصلة ارتكاب جرائمهم، أما الأقصى الشريف والمسجد الإبراهيمي (حيث يرقد أبونا الذي أقام وولده إسماعيل أول بيت للناس!) فلهما الله، ومن له الله فقد كفاه، فاستعدوا للملمة بقاياكم وبقايا حليفكم حين تكنسها مكنسة التاريخ ولو بعد حين!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فلسطين التطبيع احتلال فلسطين تطبيع رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

قائد أنصار الله: كل شركات النقل البحري التي تتحرك لصالح العدو الإسرائيلي ستعامل بالحزم

الجديد برس| أكد قائد أنصار الله في اليمن، عبد الملك الحوثي، استمرار عملياتهم العسكرية المساندة لغزة. وقال الحوثي في خطاب متلفز، إن موقفهم في إسناد غزة موقف ديني ومبدئي وإنساني وأخلاقي”، وأنهم كشعب يمني على بصيرة وبينة وجاهزون للتضحيات وللثبات مهما كان حجم التحديات ومهما كان مستوى المواجهة. كما أكد أن ” هذا الأسبوع نُفّذت بفضل الله سبحانه وتعالى ، 45 عملية ما بين صواريخ فرط صوتية وباليستية وطائرات مسيرة وزوارق حربية”. وأوضح أن هذا الأسبوع استجد محاولات لإعادة تشغيل ميناء أم الرشراش، مبيناً أن “بعض شركات النقل البحري بدأت بالمخالفة لقرار الحظر والشحن إلى ميناء أم الرشراش متجاهلةً للحظر ومتوهمة أنه يمكن التغاضي عن ذلك”. وأضاف أن ” العمليات البحرية بإغراق سفينتين من سفن الشركات المخالفة، تؤكد ثبات الموقف الحازم في حظر الملاحة على العدو الإسرائيلي طالما استمر العدوان والحصار على غزة”. وتابع ” ننوه على أن قرار الحظر على العدو الإسرائيلي في الملاحة عبر البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب هو قرار مستمر في كل المراحل”. وأشار الحوثي إلى أن “قرار الحظر لم يتوقف أبداً ولم يلغ وهو قرار ساري المفعول وكانت عملية الرصد مستمرة وما استجد هو المخالفة من بعض الشركات”، مؤكداً أنه “لا يمكن السماح بإعادة تشغيل ميناء أم الرشراش وموقفنا اليمني موقف حازم”. كما أوضح أن ” قرارنا في منع الملاحة على العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي هو قرار حازم ثابت مستمر طالما استمر العدو الإسرائيلي في العدوان والحصار على قطاع غزة”. وأضاف ” ما حصل في البحر الأحمر فيه درس واضح لكل شركات النقل البحري التي تتحرك للنقل لصالح العدو الإسرائيلي ستعامل بالحزم، ولا يمكن السماح لأي شركة تقوم بالنقل لبضائع العدو الإسرائيلي عبر مسرح العمليات المعلن عنه”. كما أشار قائد أنصار الله إلى أن عمليات التصدي نجحت بمنع طيران العدو الإسرائيلي من التوغل في أجواء البلاد ومن استكمال تنفيذ أهدافه العدوانية، مؤكداً أن “غارات العدو الإسرائيلي على الموانئ في الحديدة من خارج الأجواء اليمنية”. وتابع ” عدوان العدو الإسرائيلي وما يحظى به من دعم أمريكي وغربي وحملات دعائية لا يؤثر على موقفنا الثابت في إسناد غزة ونصرة الشعب الفلسطيني”.

مقالات مشابهة

  • أردوغان: العالم الذي صمت مع سربرنيتسا يكتفي بمشاهدة الفظائع في فلسطين
  • أردوغان: العالم الذي صمت مع سربرنيتسا ويكتفي بمشاهدة الفظائع في فلسطين
  • الرئيس اللبناني: مسألة التطبيع مع إسرائيل غير واردة.. سوريا تنفي نية التصعيد!
  • الرئيس اللبناني يستبعد التطبيع مع إسرائيل
  • رئيس لبنان: التطبيع مع إسرائيل غير وارد.. تحدث عن حصر السلاح
  • الرئيس اللبناني: مسألة التطبيع غير واردة في سياستنا الخارجية
  • ما الذي يحرك الطلب على المشاريع العقارية التي تحمل توقيع المشاهير؟
  • ماكرون: الاعتراف بدولة فلسطين الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى أفق للسلام
  • نقل 7 أشخاص من عائلة واحدة إلى المستشفيات... ما الذي أصابهم؟
  • قائد أنصار الله: كل شركات النقل البحري التي تتحرك لصالح العدو الإسرائيلي ستعامل بالحزم