اعترافات إسرائيلية: المقاومة خيار مشروع والاحتلال سبّب إراقة الدماء
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
فيما تتواصل العمليات الفدائية الفلسطينية، وتستنزف الاحتلال من جنود ومستوطنين، فإنها في الوقت ذاته أثارت نقاشا داخليا حول مشروعيتها، وصوابية طريقها، رغم ما تمثله هذه الاعترافات من جدل وصف بـ"العميق" من داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الخبير في الشؤون الفلسطينية، روني شكيد، إنه "سيكون من الحماقة الاعتقاد بأن تطبيع العلاقات مع السعودية سيؤدي لتغيير في الموقف الفلسطيني من الصراع، وسيكون من الوهم الاعتقاد بأن إقامة علاقات مع المملكة ستخلق معادلة جديدة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأن جميع الفلسطينيين سيتوقفون عن كراهية اليهود، ولن يقتل أحد منهم، أو يدهس، أو يلقي زجاجات حارقة وحجارة، أو يطلق بالونات متفجرة وصواريخ".
وأضاف شكيد، في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل" العبري، وترجمته "عربي21" أن "الاتفاق الإسرائيلي السعودي إنجاز كبير للاحتلال، لكنه لن يؤدي لرفع الراية البيضاء في جنين والخليل وغزة، لأن الصراع القائم منذ أكثر من مائة عام، وسيستمر في الوجود، ولا يوجد شيء إسمه السلام الاقتصادي، حيث أن الفلسطينيون لا يكافحون لتحسين ظروفهم المعيشية، وليس لديهم حلم بأن يصبحوا سنغافورة الشرق الأوسط، بل نضالهم لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة، ويفضلون الاستمرار في العيش بالمخيمات، والتمسك ببيوتهم المتهالكة في الأزقة، والتمسك بها في بلاطة والدهيشة وجباليا، لمواصلة نضالهم في حياة مليئة بحلك تحقيق حق العودة، وإزالة إسرائيل من الخارطة".
وأشار الخبير في الشؤون الفلسطينية، أن "السلام مقابل السلام؛ اقتراح قدمه رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، واليميني، بيتسلئيل سموتريتش، وأمثاله، لكنه اختراع غبي، يضلّل الجمهور الإسرائيلي، خاصة عندما يتعلق الأمر بصراع عنيد، إحدى خصائصه لعبة محصلتها صفر، السلام مقابل السلام يعني تقديم عرض للفلسطينيين عنوانه: العيش في أرضكم، في ظل نظام الفصل العنصري كمقيمين بلا حقوق، مما يؤكد أن اليمين الإسرائيلي، خاصة الديني الأصولي، لا يفهم أن الفلسطينيين يشنون نضالاً من أجل التحرر الوطني ضد الاحتلال الإسرائيلي، ولديهم وعد إلهي بأن فلسطين أرض وقف لا يجوز منحها للأعداء".
وأوضح أن "الفلسطينيين لديهم حركة وطنية، ويحلمون بالتحرر من الاحتلال، وإقامة دولة مستقلة، والحركة الوطنية لا تموت، ويثبت التاريخ أنها تنتصر في معركتها في نهاية الطريق، ولذلك فإن معايير الصراع لن تتغير، خاصة فيما يتعلق منها بالقدس والأقصى، والحدود، والمستوطنات، التي وعد نتنياهو الأمريكيين أكثر من مرة بإزالتها، لكن التجربة أثبتت أنها وعود وهمية، مصممة للاستفادة من المهلة، حتى تتاح الفرصة للترويج مرة أخرى لسياسة الضم الزاحف للضفة الغربية، ولا توجد مشكلة بنقل القليل من مناطق "ج" لأراضي السيطرة الفلسطينية، كما يطالب السعوديون".
وأكد أن "مثل هذه الخطوة، على شكليتها، قد تكون خيالية بعض الشيء عندما تكون الحكومة محتلة من قبل متطرفين، لكن نتنياهو سيكون على استعداد لمنحهم وعوداً إضافية، وتلبية رغباتهم، وفي هذه الحالة فإن الفلسطينيين من المؤكد سوف يشكلون مشكلة إذا استمر الوضع الراهن المتمثل في "السلام مقابل السلام"، وفي الوقت ذاته، فإنهم يشكلون حلّاً إذا فكرنا فيه، وناقشناه بعقلانية، ورؤية مستقبلية مستنيرة، وليس رؤية مسيحانية مجنونة".
تجدر الإشارة، إلى أن شاكيد، لا يعتبر الإسرائيلي الأول الذي يعترف بأحقية المقاومة الفلسطينية، فقد سبقه عضو الكنيست من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة- حداش، عوفر كاسيف، الذي تسبب بحدوث عاصفة واسعة النطاق، حين أدلى بحديث إذاعي مع راديو "كول براما" التابعة للمتدينين المتطرفين، جاء فيه أن "الفلسطينيين الذين يطلقون النار على جنود الجيش ليسوا إرهابيين، بل مقاتلين فدائيين على غرار الثوار الذين قاتلوا الاحتلال النازي في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية في القرن الماضي".
وأضاف في تقرير نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، وترجمته "عربي21" نقلا عن كاسيف، أنه "من حق أي مسلح أن يضرّ بقوة عسكرية محتلة، بحسب التعريف المتعارف عليه دوليا وتعريف الأمم المتحدة، التي تنص على أنه يحق لشعب محتل استخدام الوسائل المسلحة ضد الاحتلال، ورغم أنني ضده، لكن لا يمكنك تسميتهم إرهابيين، لأن الإرهاب الكبير الحقيقي هو الاحتلال ذاته، وإن المسلحين الفلسطينيين اليوم يمكن النظر إليهم كما نظر غالبية الجمهور في ألمانيا لمن قاتلوا الاحتلال النازي في بولندا، ووصفوهم بالثوار، ولم يسموهم إرهابيين".
كما أعلن الكاتب المسرحي والمذيع التلفزيوني الإسرائيلي الشهير، يارون لندن، بصوت عال أن "العمليات "العدائية، التي يشنها الفلسطينيون ضد اليهود جديرة بأن تندرج في إطار حرب التحرير الوطنية، وليس إرهاب الدولة"؛ أما البروفيسور في الكيمياء بالجامعة العبرية بالقدس المحتلة، عميرام غولديبلوم، فقد "اتهم المستوطنين الإسرائيليين بأنهم إرهابيون، وأن المشروع الاستيطاني الإسرائيلي مشغل لصناعة الإرهاب، وأن العمليات الإرهابية الحقيقية بدأت قبل 51 عاما في 1967، حين بدأ مشروع الاستيطان".
إلى ذلك، تكشف هذه الاعترافات الإسرائيلية عن تحميلها لقوات الاحتلال المسؤولية عن إراقة الدماء بين الفلسطينيين، لأن الاحتلال بدأ كل إرهاب، وكل شيء مشتق منه، وأن إراقة الدماء ستتوقف بين الفلسطينيين والإسرائيليين عندما ينتهي هذا الاحتلال، لأن بقاءه ينتج عنه مقاومة يومية، وهناك أيضًا مذابح للمستوطنين ضد الفلسطينيين، مما يجعل القتال ضد قوات الاحتلال نضال مشروع، وكفاح مشروع بموجب القانون الدولي، وكل من يتوقع من الإسرائيليين أن يقف المحتلون والمضطهدين مكتوفي الأيدي دون أن يقاوموا، يكذبون على أنفسهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الفلسطينية السعودية جنين السلام الاقتصادي سنغافورة الشرق الأوسط الشرق الأوسط فلسطين السعودية غزة الخليل صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
أخبار التوك شو| أحمد موسى: نتنياهو فشل في إعادة الرهائن رغم الإبادة التي قام بها.. والاحتلال يجمع الأسرى الفلسطينيين في سجني عوفر والنقب
نشر موقع "صدى البلد"، خلال الساعات الماضية، مجموعة من الأخبار المهمة من البرامج التليفزيونية، تناولت برامج التوك شو العديد من القضايا والموضوعات، وفيما يلي أبرزها:
أحمد موسى: 90% من المساعدات المقدمة لغزة حاليا مصرية
كشف الإعلامي أحمد موسى، أن 95 % من ضحايا غزة مدنين ما بين شيوخ وأطفال ونساء ليس معهم سلاح ولا علاقة لهم بالحروب، موضحًا أن ليس كل الضحايا من حماس.
بشير عبد الفتاح: قمة شرم الشيخ للسلام تم التحضير لها في وقت وجيز
قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الكاتب والمحلل السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن قمة شرم الشيخ للسلام تم التحضير لها في وقت وجيز، إلا أنها اكتسبت زخمًا عالميًا غير مسبوق نظرًا لأنها تمثل لحظة حاسمة لإنهاء واحدة من أسوأ المآسي الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية.
محمود بدر: لم يتم توجيه الدعوة إلى نتيناهو فهو ليس شريكا للسلام.. فيديو
قال النائب محمود بدر، عضو مجلس النواب، إن مصر أعادت الثقة إلى المجتمع الدولي بعد أن فقد مصداقيته أمام الشعوب جراء الظلم الواقع على القضية الفلسطينية.
أحمد موسى: نتنياهو فشل في إعادة الرهائن رغم الإبادة التي قام بها
قال الإعلامي أحمد موسى إن رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو لم يعيد الرهائن رغم الإبادة التي قام بها، ولكن من استعادهم هو الرئيس الأمريكي ترامب كما أن نتنياهو سيتعرض لتكسير عظام الفترة المقبلة.
أحمد موسى: الدور المصري حاسم في وقف الحرب.. وأهالي غزة وجدوا الشمال مدمرًا بالكامل
أكد الإعلامي أحمد موسى أن مصر كان لها دور محوري وكبير في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الجهود المصرية لم تتوقف منذ بداية الحرب، سواء عبر التحركات السياسية أو الاتصالات المباشرة مع جميع الأطراف المعنية، بهدف إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ووقف نزيف الدم.
الاحتـ.ـلال يجمع الأسرى الفلسطينيين في سجني عوفر والنقب للإفراج عنهم
قال متحدث شؤون الأسري الفلسطينيين، انه من المقرر الإفراج عن 250 أسيرا من ذوي الأحكام العالية.
الرئاسة: الرئيسان السيسي وترامب سيلتقيان على هامش قمة شرم الشيخ
أعلنت الرئاسة المصرية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، سيعقد لقاء مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب على هامش قمة شرم الشيخ للسلام.
خبير تغذية: لا مانع من استخدام أواني الطهي الأولومنيوم في تلك الحالة فقط
قال الدكتور مجدي نزيه استشاري التثقيف والإعلام الغذائي إنه لا توجد مشكلة في الكاتيل فهو مجرد آلة تستخدم للتسخين، موضحا أن البلاستيك مرفوض تمامًا.
الحكومة الإسرائيلية: الإفراج عن المحتجزين في غزة سيتم فجر الإثنين
أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل عن "الحكومة الإسرائيلية" أن الإفراج عن المحتجزين في غزة سيتم فجر الإثنين.
عمرو أديب: أنظار العالم تتجه غدا لقمة السلام بشرم الشيخ.. وتواجد أكثر من 20 قائدا
أكد الإعلامي عمرو أديب، أنه غدا، العالم كله ستتجه أنظاره إلى قمة السلام والتي ستنعقد في شرم الشيخ، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي ترامب الذي سيزور إسرائيل صباحا وزيارة لمصر ظهرا.