اكتشاف طريق نزوح إنسان الكرومانيون من إفريقيا إلى وادي الأردن
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
اكتشف فريق دولي من علماء الأنثروبولوجيا في وادي الأردن أدوات عمل لإنسان الكرومانيون عمرها 84 ألف عام.
وخلفتها إحدى المجموعات الأولى من الكرومانيون التي غادرت إفريقيا أثناء انتشار البشرية حول الأرض. جاء ذلك في بيان نشرته الخدمة الصحفية لجامعة "ساوثهامبتون" البريطانية في مجلة Science Advances.
وقال بول كارلينج الأستاذ بجامعة "ساوثهامبتون":" كان يُعتقد على مدى أعوام أن البشر غادروا إفريقيا ودخلوا شبه الجزيرة العربية عبر البحر الأحمر في وقت كان فيه منسوب المحيط العالمي أقل بكثير مما هو عليه اليوم.
كما ذكر كارلينج وزملاؤه، فإن مسألة كيفية مغادرة المستوطنين القدماء لإفريقيا في المراحل الأولى من استعمار الأرض هي مسألة مثيرة للجدل بشكل خاص. ويعتقد بعض العلماء أنهم انتقلوا على طول ما يسمى بالطريق الجنوبي، عبر البحر الأحمر وخليج عدن وعلى طول الشواطئ الجنوبية لشبه الجزيرة العربية، في حين يرى علماء أنثروبولوجيا آخرون أن الكرومانيون غادروا أفريقيا عبر برزخ السويس الواقع الى الشمال.
وفقا للفرضيات الحالية لعلماء الأنثروبولوجيا، فإن مجموعات أولى من الكرومانيون غادرت إفريقيا منذ حوالي 100-130 ألف عام، وبعد ذلك بدأوا في الانتشار في جميع أنحاء آسيا وأوروبا. وإن مسألة متى وعلى أي طريق تحققت هذه الهجرات تسبب الآن الكثير من الجدل، الذي يرتبط بحقيقة تفيد بأن جزءا كبيرا من أوروبا وشمال أوراسيا كان مغطى بالأنهار الجليدية التي تتراجع وتتقدم بشكل دوري.
واكتشف كارلينج وزملاؤه أدلة جديدة لصالح وجود مسار شمالي لهجرة الكرومانيون في أثناء أعمال التنقيب في حوض نهر الأردن وفي وادي غازا ووادي قرندل وفي منطقة جريجرا. وهنا اكتشف العلماء طبقات من الصخور الرسوبية تشكلت منذ حوالي 125-70 ألف سنة، أي في الوقت الذي يفترض أن بدأ الإنسان العاقل الأول يستوطن بلاد الشام وجنوب غرب آسيا.
واكتشف العلماء في هذه الرواسب شظايا من أدوات العمل التي تنتمي إلى ما يسمى بحضارة ليفالوا، والتي من المفترض أن ينتمي إليها أول كرومانيون وآخر إنسان نياندرتال على الأرض. ويبلغ عمر هذه القطع الأثرية، كما يتضح من تحليل النظائر المشعة للطبقات الصخرية المحيطة بها، حوالي 84 ألف سنة، مما يُعيد تاريخها إلى زمن نزوح الكرومانيون من إفريقيا.
وأظهر تحليل الصخور الرسوبية من المناطق الثلاث التي تمت دراستها أن بلاد الشام كانت في هذا الوقت مغطاة بالسافانا العشبية وغيرها من النظم البيئية التي لا يمكن أن تظل موجودة إلا بمستويات عالية بما فيه الكفاية من هطول الأمطار. وكانت مثل هذه البيئة، أكثر ملاءمة لهجرة الإنسان العاقل من المناطق الجنوبية من شبه الجزيرة العربية.
وقال محمود عباس الباحث في جامعة شانتو الصينية: "نحن نفترض أن بلاد الشام كانت عبارة عن "ممر أخضر" غني بالمياه ساعد البشر على مغادرة إفريقيا والانتشار في جميع أنحاء الأرض خلال العصر الجليدي. وفي ذلك الوقت، لم يكن وادي الأردن صحراء، بل كان سافانا عشبية قدمت الكثير من الموارد ليبقى البشر على قيد الحياة خلال الرحلة إلى جنوب غرب آسيا".
المصدر: تاس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا
إقرأ أيضاً:
الخرابشة يتفقد مشروع المنغنيز في وادي عربة
صراحة نيوز ـ – تفقد وزير الطاقة والثروة المعدنية، الدكتور صالح الخرابشة، اليوم السبت، مشروع المنغنيز في منطقة وادي أم غضاه، في منطقة وادي عربي، جنوبي الأردن.
وأكد الخرابشة، خلال زيارته، أهمية المشروع لاستكشاف خامات المنغنيز؛ تماشياً مع طلب الأسواق العالمية لسلسلة من المعادن الاستراتيجية، حيث يعد المنغنيز واحدا منها ضمن العناصر الحرجة المهمة والمطلوبة عالميا وتدخل بشكل أساسي في صناعات الصلب والبطاريات المستخدمة في تخزين الطاقة والصناعات المعدنية والطبية.
وأكد أن إطلاق هذه المشاريع يأتي في إطار توجّه الوزارة لإعادة الزخم لقطاع التعدين؛ سعيا لرفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي والتوسّع في فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة للمجتمعات المحلية.
وأوضح الخرابشة أن المرحلة الأولى من المشرع الذي انطلق مطلع العام الحالي ويستمر حتى نهايته، يشمل إعداد الدراسات المعدنية والتصوير المجهري لنوعية خام المنغنيز والعناصر المرافقة له.
وبيّن أن الشواهد الأولية للخام أظهرت وجود نسب من تراكيز تراوحت بين 30 بالمئة إلى أكثر من 55 بالمئة ضمن طبقة من صخور الرمل الأركوزي في وادي أم غضاه الذي يقع شمال مدينة العقبة بحوالي 100 كم، حيث يستهدف المشروع مساحة 15 كم2 تقريباً، لتحديد المستويات الأكثر نقاء من التمعدنات الرئيسية من المنغنيز والنيكل من خلال حفر آبار استكشافية تغطي كامل المنطقة، مشيرا إلى أنه جرى جمع عدة عينات صخرية وبدأ بالفعل تنفيذ خطة تشمل حفر عدة آبار باعمال تتجاوز 50 مترا ستنفذ قبل نهاية العام.
من جانبه، قال مدير الجيولوجيا والتعدين بالوزارة، هشام الزيود، إن الوزارة تقوم حالياً بتنفيذ عدة مشاريع استكشافية للمسح الجيوكيمائي في منطقة وادي شبيكة ومشاريع أخرى للتنقيب في منطقة وادي أم غضاه، بالإضافة لمشاريع ترقية السيلكا في منطقة دبة حانوت وتقييم خامات البازلت في شمال شرق المملكة.
وأضاف الزيود أنه استناداً إلى نتائج التحليل الأولية لعينات المنغنيز، فقد أظهرت وجود تراكيز مرافقة للنيكل تحاوزت 2000 جزء من المليون، بالإضافة لشواهد من عناصر الباريوم والنحاس تجاوزت 5000 جزء من المليون.
ورافق الخرابشة في زيارته التفقدية كل من مدير مديرية الجيولوجيا والتعدين هشام الزيود، رئيس قسم التنقيب الجيولوجي معتصم حوامدة ، ورئيس قسم الحفر المهندس محمد ابو كشك ومجموعة من الجيولوجيين في الوزارة