ارتفع عدد المصانع الحاصلة على التصريح البيئي من 18 % في بداية عام 2021م إلى 72 % في نهاية النصف الثاني من عام 2023م، وفقًا لما أعلنت عنه وزارة الصناعة والثروة المعدنية.

وأوضحت الوزارة إلى أن عدد المصانع الحاصلة على التصريح البيئي بلغ “7239” مصنعًا، مؤكدة أن الحصول على التصريح البيئي يعد شرطًا أساسيًا لمنح الترخيص الصناعي؛ وذلك تنفيذًا لقرار مجلس الوزراء القاضي بإدراج التصاريح البيئية ضمن الاشتراطات الأساسية لإصدار تراخيص مزاولة الأنشطة ذات الأثر البيئي.

وبينت أن هذا الارتفاع يعكس جهود الوزارة في حماية البيئة، وتعزيز الاستدامة في القطاع الصناعي؛ إذ حرصت على توفير التسهيلات اللازمة للمصانع للحصول على التصريح البيئي، بما في ذلك التنسيق مع الجهات المختصة لوضع الحلول لأي تحديات قد تواجهها في هذا الشأن، مؤكدة استمرارها على رفع نسبة المصانع الملتزمة بالحصول على التصريح البيئي، والوصول إلى تحقيق مستهدفات الاستدامة البيئية في القطاع الصناعي، داعية المصانع التي لم تحصل على التصريح البيئي إلى المسارعة في الحصول عليه من خلال استكمال الإجراءات، وذلك عن طريق الموقع الإلكتروني للمركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية

إقرأ أيضاً:

التصريح الرسمي.. حرارة العفوية أم برودة التقنين؟

 

 

 

خالد بن حمد الرواحي **

 

في لحظة عابرة، التقطت الكاميرات كلمات مسؤول خرجت من القلب قبل أن تمر على العقل. جملة صادقة حملت دفئًا إنسانيًا غير مألوف في الخطابات الرسمية، فصفّق لها النَّاس في مجالسهم، وتناقلتها الشاشات والهواتف. غير أن الصدق الذي أسر القلوب سرعان ما تحوّل إلى جدل واسع: هل تمثل هذه الكلمات رأيًا شخصيًا أم تعبيرًا عن سياسة مؤسسة كاملة؟

العفوية في تصريحات المسؤولين قد تكون جسرًا مباشرًا إلى قلوب الناس، فهي تكسر الجمود وتُشعر المواطن بقرب المسؤول منه. غير أن هذه العفوية، إذا لم تُحسن إدارتها، قد تتحول إلى عبء يُضعف وضوح الرسائل ويفتح باب التأويلات. فالمسؤول لا يتحدث بصفته الفردية فقط، بل بلسان مؤسسة تُبنى صورتها على كلماته.

أما التصريحات المُقنّنة، فهي تمنح الخطاب الرسمي استقرارًا وانضباطًا، لكنها في المقابل قد تترك لدى الناس شعورًا بالجفاء. وحين تمتلئ الكلمات بالمصطلحات الرسمية والعبارات المحسوبة بدقة، يبدو الخطاب موجّهًا إلى التقارير والأوراق أكثر من كونه موجّهًا إلى البشر، فينشأ حاجز عاطفي يضعف جسور الثقة.

وبين العفوية والتقنين يسير المسؤول على خيط رفيع يشبه الحبل المشدود. فالعفوية تمنحه صدق الحضور لكنها قد تجرّه إلى الانزلاق، في حين يوفر له التقنين الأمان لكنه قد يحرمه من حرارة التأثير. لذلك تبقى التصريحات الأكثر نجاحًا هي تلك التي توفّق بين الجانبين: صدق إنساني لا يُفقد المسؤول مهابته، وانضباط مؤسسي لا يجرّده من ملامحه البشرية.

وما يقوله المسؤول أمام موظفيه يختلف كثيرًا عن خطابه أمام الإعلام. فالتواصل الداخلي يسمح بقدر من الصراحة والمكاشفة، بينما الخطاب الموجّه للجمهور يحتاج إلى ضبط وحذر لأنه عُرضة للتأويلات المتعددة. والعفوية الزائدة في هذه المواقف قد تجذب الانتباه وتُثير المتلقي، لكنها في المقابل تضعف صورة المؤسسة التي يمثلها.

كما إن التحضير المسبق لأي لقاء إعلامي لا يقل أهمية عن لحظة التصريح ذاتها. فمراجعة المعلومات والأرقام والإحصاءات تمنح المسؤول ثقة في حضوره ووضوحًا في رسالته، وتجنّبه الوقوع في التناقض أو تقديم بيانات غير دقيقة. والإعداد الجيد لا يقيّد عفويته، بل يحمي المؤسسة من الارتباك ويصون صورتها أمام الرأي العام.

ولا يمكن إغفال دور الإعلام في تضخيم أثر التصريحات. فبعض المنابر تسعى وراء "الترند" أكثر من حرصها على الدقة، وقد تُقتطع جملة من سياقها أو يُحاصر المسؤول بأسئلة لا تترك له مجالًا إلا أن يجيب بالاتجاه الذي يريده السائل. مثل هذه الممارسات قد تُبرز العفوية بشكل مبالغ فيه أو تُفرغ التقنين من مضمونه، لتصل إلى الناس صورة مبتورة لا تعكس الحقيقة.

ومن هنا تبرز أهمية اختيار المتحدث الرسمي بعناية، بعيدًا عن المجاملات أو القرارات الشكلية، فهو الوجه العلني للمؤسسة وصوتها أمام الجمهور. وينبغي أن يمتلك المهارات الكافية للتعامل مع الإعلام، وأن يخضع لتأهيل متخصص قبل توليه هذه المهمة. فغياب الكفاءة أو ضعف التدريب لا يُسيء إلى الشخص وحده؛ بل ينعكس سلبًا على صورة المؤسسة بأكملها، بينما يضمن الاختيار الواعي والتأهيل الجيد نقل الرسائل بدقة ويحمي المؤسسة من الهفوات والتأويلات.

وفي الختام.. تظل تصريحات المسؤولين مرآة لعلاقتهم بالمجتمع؛ فالعفوية تمنح دفئًا وثقة، والتقنين يوفر حماية وانضباطًا، أما الفاعلية الحقيقية فتقوم على الجمع بين الصدق والاتزان. فالمسؤول الذي يظل قريبًا من الناس دون أن يفقد هيبة موقعه، يرسّخ جسور الثقة ويمنح خطابه حياة لا تصنعها العبارات الرسمية وحدها. وهكذا، يصبح الحديث الرسمي فنًّا يوازن بين العقل والقلب، والسياسة والإنسانية.

** باحث متخصص في التطوير الإداري والمالي

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • “وزير الصناعة”: قطاع الحديد السعودي يوفّر فرصًا استثمارية تتجاوز قيمتها 60 مليار ريال
  • “وزير الصناعة”: التطور الكبير الذي يشهده قطاع الحديد والصلب بالمملكة يأتي تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030
  • الأمن البيئي تضبط مواطناً لرعيه في محمية الملك عبدالعزيز الملكية
  • اتحاد الصناعات: الدولة تقدم دعماً حقيقياً لإنقاذ المصانع المتعثرة وجذب الاستثمارات الصناعية
  • وزير الصناعة يؤكد على تسريع رقمنة مجمع “ديفاندوس” وعصرنته لدعم الاقتصاد الوطني
  • حكومة الشارقة تستعرض تجارب رقمية مبتكرة للاستدامة البيئية في جيتكس 2025
  • التصريح الرسمي.. حرارة العفوية أم برودة التقنين؟
  • وزارة الصناعة والثروة المعدنية تصدر 144 ترخيصًا صناعيًا جديدًا وتعلن بدء الإنتاج في 113 مصنعًا خلال أغسطس 2025
  • “الصناعة”: بدء الإنتاج في 113 مصنعًا جديدًا بمختلف مناطق المملكة خلال أغسطس 2025
  • “الإعلام الحكومي”: ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إلى 255 بعد استشهاد الجعفراوي