بسعادة غامرة اصطفت السيدات أمام الكرات ذات اللون الأبيض، وبجوارها غلايات كبيرة للمياه، وماكينات غزل الحرير، الذى اختفى منذ العهد العثمانى، وعاد فى قرية «البشندى»، التابعة لمركز بلاط بمحافظة الوادى الجديد، فرحاً بنجاح أول تجربة لإنتاج الحرير، الذى يدر الخير الوفير والتنمية الشاملة على أهالى القرية.

التجربة الوليدة واستقبال الأهالى لها رصدتها «الوطن»، وتتبعت مراحل إنتاج الحرير الطبيعى من دود القز، داخل أول وحدة لإنتاج الحرير فى الشرق الأوسط، والتى تزداد معدلات إنتاجها بشكل غير مسبوق.

«حلم واتحقق»، يقولها الحاج عبدالسلام بشندى، رئيس مجلس إدارة جمعية تنمية المجتمع المحلى بالقرية، حيث إن إنتاج الحرير بالنسبة لأهالى القرية كان أمنية يصعب تحقيقها، خاصة مع ارتفاع درجات حرارة الطقس، التى تؤثر سلباً على زراعة أوراق التوت وتربية دودة القز.

لم تتوقف تجارب إنتاج الحرير الطبيعى ذى الجودة العالية فى فترة قياسية، برعاية قطاع الزراعة، وتنفيذاً لتوجيهات المحافظ بالتوسع فى إنتاج الحرير الطبيعى، وإعادة إحياء تلك الصناعة مرة أخرى.

نجح المشروع لأول مرة فى إنتاج شرانق الحرير كمرحلة أولى، والتى تلبى احتياجات إجراء بعض العمليات التصنيعية لإنتاج الخيوط، ما يزيد من القيمة المضافة، ووفقاً لـ«عبدالسلام»، يستهدف المشروع إنشاء مركز تدريب على إنتاج الحرير بجمعية تنمية المجتمع المحلى بقرية البشندى كنواة لمشروعات صغيرة تدعم التمكين الاقتصادى للشباب والسيدات والمرأة المعيلة، فضلاً عن الاستمرار فى تدريب دفعات جديدة، لنشر ثقافة إنتاج الحرير، ودعم الشباب والسيدات، بالتعاون مع جامعة الوادى الجديد، ومديرية الزراعة بالمحافظة ومنظمة «الفاو». يمر إنتاج الحرير بمراحل، فنَّدتها مفيدة منصور، إحدى العاملات بجمعية تنمية المجتمع بقرية «البشندى»، بداية من زراعة التوت الهندى، ثم شراء البيض المجفف لدودة القز، ووضعه داخل معامل معزولة عن درجات الحرارة المرتفعة، ومرحلة الشرانق بعد صيام الديدان، إلى أن يتم تشكيل الكرات البيضاء، وتوضع فى غلايات كبيرة، ثم فى مياه لتنقيتها من الشوائب، ويتم وضعها بعد ذلك على ماكينات غزل لاستخراج الخيوط، لتبدأ مراحل التصنيع المختلفة.

متابعة دورية يشهدها مشروع إنتاج الحرير، والصوب التى تحوى شتلات التوت، وفقاً للدكتور مجد المرسى، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الوادى الجديد، وجرت معاينة صالتى تربية الأعمار الكبيرة والأعمار الصغيرة لدودة القز، ومعامل إنتاج الحرير.

وتستكمل مديرية الزراعة أعمال التدريب لطلبة كلية الزراعة بمركز الداخلة، وتم عرض محاضرة عن مبادرة الحرير، وكيفية تربية ديدان الحرير كمشروع صغير فى المنازل.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحرير حرارة الطقس الفاو إنتاج الحریر

إقرأ أيضاً:

المغرب يعتبر حل الدولتين المفتاح الأساسي لضمان أمن واستقرار الشرق الأوسط

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في كلمة ألقاها خلال افتتاح الاجتماع الخامس للتحالف الدولي من أجل تنفيذ حل الدولتين، الذي نظمته المغرب بشراكة مع هولندا، تحت شعار: "استدامة الزخم لعملية السلام: الدروس المستفادة، قصص النجاح، والخطوات القادمة"، أن المملكة المغربية، انطلاقا من مسؤوليتها التاريخية ورئاستها للجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، تعتبر أن حل الدولتين هو المفتاح الأساسي لضمان أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، وهو الحل الوحيد الذي لا خاسر فيه، لأن الجميع سيربح: الفلسطينيون حريتهم وكرامتهم، والإسرائيليون أمنهم واستقرارهم، والمنطقة بأسرها فرصها في التنمية والتقدم".

اعتبر الوزير المغربي أن حل الدولتين ليس شعارا أجوفًا، ولا غطاء لمزايدات دبلوماسية، بل هو التزام أخلاقي، وخيار سياسي واقعي، لا يحتمل التأجيل أو التسويف، مشيرا بأنه من الضروري الاعتراف بأن "هناك من يخسر فعلا مع تحقق هذا الحل، وهم المتطرفون الذين لا يتغذون إلا على نار الصراع، ولا يعيشون إلا في ظله. وهم أيضا أولئك الذين يُتاجرون بالشعارات ويَدَّعُون مساندة الشعب الفلسطيني دون أن يقدموا له حتى كيس أرز، لأنهم ببساطة يفضلون راحة المعارضة على مسؤولية الفعل".

أشار الوزير بوريطة إلى أن حل الدولتين ليس فكرة عابرة، بل هو خيار تاريخي أقره المجتمع الدولي منذ عقود، لافتا إلى أن هذا الحل ظل، رغم تعاقب الأزمات، هو الأفق الممكن والوحيد لتسوية عادلة ودائمة، تُمكن من إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

من جهة أخرى، أوضح وزير الخارجية المغربي أن مقاربة التحالف الدولي من أجل تنفيذ حل الدولتين ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية، أولها استلهام نجاحات الماضي للتوجه نحو مستقبل واعد، وتعزيز الدعم المؤسساتي للسلطة الوطنية الفلسطينية، وترسيخ البعد الاقتصادي في عملية السلام، مؤكّدًا أن وكالة بيت مال القدس، الذراع التنفيذي للجنة القدس، يمكن أن تضطلع بدور محوري في دعم الاقتصاد الوطني الفلسطيني، كما ظلت تضطلع بذلك منذ سنوات بتوجيهات من الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس.

مقالات مشابهة

  • المغرب يعتبر حل الدولتين المفتاح الأساسي لضمان أمن واستقرار الشرق الأوسط
  • نحو شروق جديد: الأمل يولد من رحم التحديات
  • أمريكا توافق على حضور الشرع اجتماعات الأمم المتحدة.. أول مشاركة منذ 1967
  • منصور بن محمد يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين «تنمية المجتمع» و«مسير»
  • حماة الوطن: تدشين تطبيق للأعضاء كأول حزب سياسي ديجتال في الشرق الأوسط
  • منصور بن محمد يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين «تنمية المجتمع» و«مسير»
  • علاء فاروق: جهاز مستقبل مصر أكبر مطور زراعي في الشرق الأوسط
  • «إليفيت» تستحوذ على مجموعة «رايز جروب» الشرق الأوسط
  • منتدى قطر الاقتصادي.. 5 قوى ترسم مستقبل اقتصاد الشرق الأوسط
  • السيسي ينتقد تأخر إنتاج لبن الأطفال محليًا: "معقولة لسه ما اتعملش مصنع؟"