البوابة نيوز:
2025-10-28@15:55:18 GMT

شرف إسرائيل المزعوم.. ومبادرة الرئيس

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

إزالة حماس من الوجود انتقاما لشرف مزعوم تم انتهاكه.. هذا هو الهدف الاستراتيجي الذى يعمل جيش الاحتلال الآن من أجله وتم استدعاء أكثر من ٣٦٠ ألف جندى احتياطى لتنفيذ ما أسموه [السيوف الحديدية]، يشعر نتنياهو ( شخصيا ) وحكومته بالمرارة بعد أن تعرض لعملية إذلال أمام العالم وأمام مواطنيه الذين من المفترض أن يحميهم [بجدار عازل وقبة حديدية] هكذا تصور، لكن درس السابع من أكتوبر كان قاسيا وعنيفا ولن تزول مشاهد ما جرى من ذاكرة مم عاشوا هذه التجربة المريرة وممن صدقوا مزاعم قياداتهم حول نظرية الأمن الإسرائيلي وكيفية تحقيقها بدعم غربى مطلق واغتصاب للأراضى، والتعامل بصلف وغرور مع الحقوق الفلسطينية، وتظن هذه القيادات المأزومة أن الخلاص من اتهامات الفساد والهروب من السجن، واستعادة شرفهم الذى انتهك فى طوفان الأقصى يمر عبر حرب مجنونة وإبادة غزة ودفن أهلها أو إلقائهم فى البحر !!

إنهم يبحثون عن طوق نجاة لأنفسهم على حساب الأبرياء، فلا يشغل ضمائرهم حصار غزة وتجويع أكثر من ٢ مليون فلسطينى مدنى فى القطاع، وليس هذا بالأمر الغريب على قيادات تأمر بالقصف وتستخدم قنابل محرمة دوليا، فتقتل أسراهم بدم بارد ثم تتباكى على الأسرى والضحايا وتشحن شعبها والعالم ضد المقاومة وشعب غزة كله الذى حولته سلطات الاحتلال إلى رهينة، وهنا نتساءل: ما الفرق إذن ما بين الأسرى الذين لا يتجاوز عددهم ٢٠٠ إسرائيلى وأكثر من ٢ مليون فلسطينى رهينة تقطع عنهم المياه والكهرباء والغذاء ويتعرضون لإبادة جماعية؟! القانون الدولى وحده يجيب عن هذا التساؤل وببساطة فى كلمات معدودة: إنها جرائم حرب، وتطهير عرقى.

 

الأمر نفسه ينطبق على سعى الدول الكبرى لإخراج رعاياها الذين يحملون جنسيتها باعتبارهم مواطنين أبرياء يجب حمايتهم، لكنهم فى الوقت نفسه لا يعبأون بمطالب مصرية مشروعة وإنسانية ومحمية بالقانون الدولى حتى فى أوقات الحروب لإدخال مواد إغاثية وغذاء ومساعدات طبية لشعب أعزل محاصر بلغ مصابوه أكثر من ١١ ألفا لا تتحملهم المستشفيات وهى تعمل بكامل طاقتها، فما بالنا بمستشفيات تعرضت للقصف وكوادر طبية وسيارات إسعاف تم استهدافها.

لقد أطلقت مصر مبادراتها منذ انفجار الأحداث للتهدئة على الجانبين وعدم التصعيد حقنًا لدماء الأبرياء، وتكثف الدبلوماسية الرئاسية اتصالاتها بكل الأطراف الفاعلة فى المجتمع الدولى، سعيا لعدم اتساع نطاق الصراع وإشعال نيران الكراهية والتحريض فى منطقة تعانى شعوبها بالفعل ولا تتحمل المزيد، تحركت مصر مع شركائها الدوليين لاحتواء الموقف - حسب قرارات مجلس الدفاع والأمن القومى المصرى الذى عقد برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي - وأطلقت مبادرتها لعقد قمة إقليمية دولية تحضرها كافة الأطراف تستضيفها القاهرة، لمناقشة الأوضاع ومستقبل القضية الفلسطينية، وأعلنت مصر أيضا عن استعدادها للقيام بأي جهد من أجل التهدئة وإطلاق واستئناف عملية سلام حقيقية.

دعت مصر لهذه القمة إيمانًا منها بضرورة التحرك الآن والتشديد على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا حل الدولتين، مع التأكيد على رفض واستهجان سياسة التهجير أو محاولة تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار، هذا هو موقف مصر الثابت، وهذا ما تحدث عنه الرئيس وبلغة شديدة الوضوح والحسم خلال استقباله وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، الذى سمع فى القاهرة ما لم يسمعه فى عاصمة أخرى ولن يسمعه، وهنا أعتقد أن الرسالة وصلت إلى البيت الأبيض واضحة وبلا مواربة خاصة عندما قال الرئيس السيسى [اسمعوا المعنيين بالقضية]، موقف ورسائل مصرية أثلجت صدور الملايين المصريين والعرب وأنا من بينهم.

الموقف المصرى حول إحالة القضية وتحميلها لدول الجوار، تمدد من القاهرة إلى عمان، حيث أعلن الديوان الملكى الأردني اليوم أنه [لا يمكن استقبال اللاجئين فى الأردن أو مصر، هذا خط أحمر]، بنفس مفردات بيان مجلس الدفاع والأمن القومى المصرى، وعلى المستوى الدولى تجاوبت باريس مع المبادرة الرئاسية المصرية لعقد القمة الإقليمية الدولية التى تمت الدعوة لانعقادها السبت القادم، وقالت وزيرة خارجية فرنسا عقب لقائها الرئيس فى القاهرة إنه يجب فتح أفق سياسي، وأن مصر وفرنسا تتشاركان فى نفس القلق وعلينا فعل ما هو ممكن لتفادى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وأكدت على [حق الفلسطينيين فى دولة، وحق إسرائيل فى الأمن].

مصر تبحث عن حلول حقيقية منصفة وعادلة وأعتقد أن زيارة بايدن للمنطقة ولقاءه بالرئيس السيسى ستكون فرصة لتستمع واشنطن لصوت القاهرة جيدا، وتستمع لرسائل [المعنيين بالقضية].

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: السيوف الحديدية طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

الطفلة ريـتـاج.. الفلسطينية التي جلست بجوار الرئيس السيسي تحمل وجع غزة

لم تكن الطفلة الفلسطينية ريتاج محمد رياض جحا، تعلم أن القدر سيقودها من تحت أنقاض منزلها المدمر في غزة إلى مقعدٍ بجوار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في مشهد إنساني مؤثر خلال احتفالية وطن السلام التي أُقيمت في العاصمة الإدارية الجديدة.

تلك اللحظة التي التقطتها عدسات الكاميرات، عندما صافحت ريتاج الرئيس السيسي بابتسامة طفولية هادئة، وقام بتقبيلها على رأسها وأجلسها إلى جواره، لم تكن مجرد تصرف عابر، بل كانت لحظة تجسّد مأساة شعب بأكمله، ووجع الطفولة الفلسطينية التي فقدت الأمن والحنان تحت وطأة الحرب.

من هي ريتاج؟

ريتاج، التي وُلدت في 13 يوليو 2015، هي ابنة مدينة غزة التي لطالما شهدت فصولاً متكررة من الحروب والمعاناة. 

وكانت طفلة صغيرة في التاسعة من عمرها تعيش حياة بسيطة مع عائلتها، قبل أن تتحول أيامها الهادئة إلى جحيمٍ لا يُحتمل في 25 يناير 2023، حين قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلهم بشكلٍ مفاجئ ودون سابق إنذار، لتُزهق أرواح والديها وإخوتها وكل من كان تحت سقف المنزل.

في تلك الليلة الدامية، كانت ريتاج تجلس في غرفتها مع إخوتها الصغار، عندما دوّى صوت الطائرات في السماء، تلاه انفجار هائل هزّ المكان كله. لم تدرك الطفلة ما الذي يجري، سوى أن الجدران بدأت تتصدع، والسقف ينهار، والأنقاض تتساقط فوقهم. حاولت أن تصرخ وتنادي على أمها، لكن الغبار والركام خنقا صوتها. 

وانهار كل شيء في ثوانٍ معدودة، لتُحتجز الطفلة الصغيرة تحت الأنقاض لساعات طويلة لا تعرف فيها سوى الظلام، وأنين الألم، وصدى أصوات بعيدة تحاول الوصول إليها.

بعد محاولات مضنية من فرق الإنقاذ، تمكّن المسعفون من العثور عليها وهي في حالة شبه غيبوبة، جسدها مغطى بالجروح، وقدمها اليسرى قد تهشمت بالكامل نتيجة سقوط الجدار عليها. نُقلت إلى المستشفى في حالة حرجة، وهناك بدأت مرحلة جديدة من الألم والمعاناة، فقد علمت بعد أيام أن كل عائلتها قد رحلت. لم يتبق أحد. كانت الناجية الوحيدة من بين 89 شخصًا من عائلتها، بينهم والداها وإخوتها وأقاربها.

تصف التقارير الفلسطينية قصة ريتاج بأنها واحدة من أكثر المآسي المؤلمة التي خلّفتها الحرب الإسرائيلية على غزة، تلك الحرب التي حوّلت بيوت المدنيين إلى ركام، وأحلام الأطفال إلى رماد. 

طفلة فقدت بيتها، وقدمها، وعائلتها، لكنها لم تفقد براءتها ولا قدرتها على التمسك بالحياة. بعد شهور من العلاج المكثف، استعادت بعضًا من صحتها، وأصبحت تستخدم عكازًا صغيرًا لمساعدتها على الحركة، رمزًا لصمودها وقدرتها على تجاوز المأساة.

ومع انتقالها إلى مصر ضمن عدد من الأطفال الفلسطينيين الذين يتلقون الرعاية، بدأت قصة ريتاج تأخذ بُعدًا جديدًا. حين ظهرت في احتفالية وطن السلام، لم تكن مجرّد طفلة تُكرَّم أو ضيفة شرف، بل كانت رمزًا للأمل وسط الألم. 

وعندما جلسَت بجوار الرئيس السيسي، بادرها بابتسامة دافئة واحتضان أبوي، ثم قبّلها على رأسها في مشهد مؤثر أبكى الحاضرين، لما حمله من رسالة إنسانية عميقة تعبّر عن تضامن مصر مع أطفال فلسطين.

وخلال الحفل، تحدث الرئيس السيسي عن ضرورة حسن معاملة الأطفال الفلسطينيين الموجودين في مصر، مؤكدًا أن ما تعرضوا له يستدعي أقصى درجات الدعم والرعاية النفسية والاجتماعية. وأشار إلى أن مصر كانت وستظل حضنًا آمنًا للفلسطينيين، وأن ما أصاب غزة هو مأساة إنسانية تتجاوز كل الاعتبارات السياسية. 

وكانت كلماته موجّهة ليس فقط إلى الحاضرين، بل إلى كل المصريين، الذين تفاعلوا بشدة مع قصة ريتاج، واعتبروها ابنتهم التي تمثل وجعهم جميعًا.

انتشرت صور ريتاج بجوار الرئيس على مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة كبيرة، وانهالت التعليقات من المستخدمين الذين عبروا عن تأثرهم الشديد، وكتب كثيرون أن ابتسامتها رغم الألم هي أصدق تعبير عن شجاعة أطفال غزة، وأن نظرتها الصامتة تحمل أكثر مما يمكن للكلمات أن تقول.

ووفقًا لمواقع فلسطينية، فإن ريتاج لا تزال تتلقى العلاج الطبيعي والدعم النفسي بعد ما عاشته من صدمات، وهي تحاول اليوم أن تتأقلم مع حياتها الجديدة، وأن تبني مستقبلًا مختلفًا عن الماضي الذي انتُزع منها قسرًا. 

وتخضع لمتابعة خاصة من فرق إنسانية وطبية، تسعى إلى تأهيلها نفسيًا واجتماعيًا بعد فقدانها لعائلتها وجزء من جسدها.

تجربة ريتاج ليست حالة فردية، بل هي صورة تختصر مأساة آلاف الأطفال الفلسطينيين الذين فقدوا ذويهم في الحروب المتكررة على غزة، لكنها تظلّ شاهدًا حيًا على قدرة هؤلاء الأطفال على الصمود، وإصرارهم على التمسك بالحياة رغم القهر.

وفي ختام المشهد، تبقى صورة ريتاج بجوار الرئيس السيسي واحدة من أكثر اللحظات الإنسانية عمقًا وتأثيرًا، إذ جمعت بين رمزية القيادة المصرية ومأساة الطفولة الفلسطينية في لقطةٍ واحدة، لتقول للعالم إن الإنسانية لا تُقاس بالكلمات، بل بالمواقف التي تُترجمها الأفعال. 

لقد فقدت ريتاج كل شيء، لكنها في المقابل كسبت تعاطف الملايين وحب المصريين، وأصبحت رمزًا للسلام الذي يولد من رحم الألم، وللطفولة التي لا تعرف الاستسلام مهما اشتدّت الحروب.

طباعة شارك ريتاج الطفلة الفلسطينية ريتاج السيسي غزة

مقالات مشابهة

  • ملتقى القاهرة الدولى للمسرح الجامعى.. دورة «كوكب الشرق» تُبهر العالم بعروض شبابية من 11 دولة
  • الطفلة الفلسطينية ريتاج: لقاء الرئيس السيسي حلم تحقق في أجمل يوم بحياتي
  • أحلى يوم في حياتي.. الطفلة الفلسطينية ريتاج تروي كواليس لقاء الرئيس السيسي| فيديو
  • إسرائيل تُحرّض أوروبا على وقف دعمها المالي للسلطة الفلسطينية
  • السلطة الفلسطينية تتهم حماس بـ”نقض التفاهمات”
  • تفاصيل لقاء الرئيس عباس مع مفتي القدس والديار الفلسطينية
  • لماذا لا تزال محافظة أبين اليمنية تحت وطأة النشاط المزعوم للقاعدة؟
  • بعد غياب سنتين.. أول ظهور للفنان محمد سلام في احتفاليةوطن السلام بحضور الرئيس السيسي
  • الطفلة ريـتـاج.. الفلسطينية التي جلست بجوار الرئيس السيسي تحمل وجع غزة
  • وحدة الفصائل الفلسطينية.. البعث الأخير لـ"منظمة التحرير"؟!