جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-28@18:04:24 GMT

الهروب الكبير!

تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT

الهروب الكبير!

 

 

مدرين المكتومية

عندما يعيش أحدنا تحت ضغط دائم ومُستمر، يستيقظ صباحًا وهو مثقل بالكثير من الأعباء والالتزامات والظروف القاسية الصعبة، لكنه سرعان ما يتجاوز ذلك كونه يدرك إدراكًا تامًا أنه لا مفر، وأن ما هو عليه قدري، وربما هو الطريق نحو الخلاص، فبمجرد أن يفكر أحدنا بأنَّ هناك وميض أمل بأنَّ الحياة ستتغير وستصبح الأحلام الوردية واقعاً وتحل مكان التعاسة سعادة مطلقة، هذا هو بالضبط ما نسميه الإرادة.

وتعد الإرادة واحدة من أعظم القوى التي يمتلكها الإنسان، فهي التي تصنع من الفكرة واقعاً ومن التحديات فرصاً ومن الأحلام إنجازات عظيمة لا حصر لها، وكل ذلك يأتي من قدرة الإنسان على امتلاك واستشعار تلك الطاقة الكامنة في "الإرادة".

ومن بين التجارب التي يمكن ذكرها قصة الملياردير اللبناني كارلوس غصن التي تعد رحلة جريئة ومجنونة والتي وصفت أيضًا بأنها "هروب القرن"؛ حيث استطاع الهرب من اليابان في صندوق خاص بالآلات الموسيقية، ساعده في ذلك الأب والابن مايكل وبيتر تايلور حيث كانا ينتحلان صفة موسيقيين؛ حيث قاما بنقله من الفندق إلى المطار. المخاطرة التي قام بها وتعد أمرا جنونيا أن يقدم على ذلك، لكن هناك نوع من الأشخاص الذين يمتلكون إرادة قوية تجعلهم يقدمون على أصعب الخطوات التي قد تكون نهاية حياتهم، وذلك لأنهم يعتقدون أن الحياة تحتاج لمغامرة، وكما يُقال "الغريق لا يخاف من البلل".

وعند التفكير في هذه الخطوة التي قد يقوم بها الشخص والتي قد تكلفه حياته ربما هي رد اندفاعي اتجاه قرار يقدم عليه من أجل استعادة حريته وكرامته وربما استعادة شيء ما قد أخذ منه أو يتمنى الحصول عليه، وأيضا هي إثبات لقدرة الشخص على تجاوز الظروف الواقعة عليه دون اختيار، فالمخاطرات الكبرى مهما كانت إلا أنها تجسد دائمًا فكرة الإرادة الذاتية التي لا تؤمن بالخضوع وترفع من وعي الإنسان الذي يرفض أن يكون أسيرا لطريق مُعين ولرحلة معينة ولأحكام مسبقة.

الإرادة في جوهرها ليست مجرد رغبة في التغيير، أو البحث عن بدائل أو ترك التذمر، أو كراهية لواقع معين، وإنما هي منظومة متكاملة من الإيمان بالذات، وانضباط ورؤية واضحة قادرة على تحمل النتائج، هي قوة الإنسان الثابتة عندما تضطرب الأوضاع والظروف والعقلانية وسط الرياح العاتية، وهي التصرف الصحيح رغم كل الأخطار المحيطة بالشخص، ومن دون هذه القوة في الإرادة تبقى الأفكار معلقة والطموحات مشتتة بلا اتجاه والأحلام مؤجلة لوقت غير معلوم، وما أحوجنا اليوم إلى أن نعيد ترسيخ مفهوم الإرادة في حياتنا ومجتمعاتنا بحيث لا تكون صفة فردية وإنما طاقة جماعية بناءة تدفع بعجلة التنمية والإبداع وتسهم بصورة فاعلة ومتوازنة في الرقي بالمجتمع من خلال رفع إنتاجيته، فالمجتمعات التي تنهض لم تنهض بفعل المعجزات بل بالإرادة القوية الواعية التي تؤمن إيماناً تاماً بأن النجاح يحتاج لانتزاع بالعمل والإصرار والإيمان الدائم بالمستقبل.

إنني أؤمن أنَّ استبدال مفاهيم الإحباط والانكسار والخوف والعجز بمفاهيم الطموح والاجتهاد والمثابرة والإصرار والعمل الواعي هو ما يجعل الحياة أكثر نضجاً واتزاناً، فكما نعلم أكثرنا أن الحياة ليست بما يحدث لنا؛ بل بكيفية استجابتنا له، ومدى قدرتنا على تحويل التحديات إلى فرص للنمو والتجدد.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أحدهم حاول الهروب للجزائر.. فرنسا تعلن اعتقال مشتبه بهم بسرقة متحف اللوفر فما مصير المجوهرات؟

(CNN)—أعلن مكتب المدعي العام في باريس، الأحد، أن الشرطة اعتقلت مشتبها بهم على خلفية سرقة مجوهرات لا تُقدر بثمن من متحف اللوفر، وذلك بالتزامن مع محاولة أحدهم مغادرة البلاد.

واستهدف لصوص الأسبوع الماضي معرض أبولو التابع لمتحف اللوفر في مداهمة جريئة في وضح النهار، وهربوا ومعهم مجوهرات تُقدر قيمتها بعشرات الملايين من الدولارات في غضون 7 دقائق.

وشارك عشرات المحققين في ملاحقة المشتبه بهم في عملية السرقة، التي وصفها مدير متحف اللوفر، لورانس دي كار، بأنها "فشل ذريع".

وكانت وسائل إعلام فرنسية أول من نشر خبر الاعتقالات، حيث أفادت قناة BFMTV المتعاونة مع شبكة CNN أن اثنين من المشتبه بهم، في الثلاثينيات من العمر وهما معروفان لدى الشرطة، قد اعتُقلا، مساء السبت، بالتوقيت المحلي.

وقالت المدعية العامة في باريس، لور بيكويو، إن "أحد الرجال المعتقلين كان يستعد لمغادرة المنطقة من مطار رواسي"، المعروف باسم مطار شارل ديغول قرب باريس، وقالت وسائل إعلام فرنسية إنه كان في طريقه للجزائر.

ولم تؤكد المدعية العامة عدد المعتقلين أو توضح ما إذا كان قد تم استرداد أي من المجوهرات.

وهنأ وزير الداخلية الفرنسي، لوران نونيز، المحققين على الاعتقالات، وقال إنهم "عملوا بلا كلل، كما طلبت منهم، ولطالما حظوا بثقتي الكاملة".

وداهم لصوص معرض أبولو في الطابق العلوي من متحف اللوفر نهاية الأسبوع الماضي، والذي يضم مجوهرات التاج الفرنسي. واستخدموا سلما مثبتا على شاحنة للوصول إلى المعرض، وهو من أكثر الغرف زخرفة في المتحف، من خلال النافذة.

وبحسب قناة BFMTV، لا يزال شخصان آخران على الأقل يشتبه في تورطهما في عملية السرقة طلقاء.

وخلال عملية السرقة التي استغرقت 7 دقائق، اقتحموا خزنتين للعرض شديدتي الحراسة وسرقوا 9 قطع، وفقا لوزارة الثقافة الفرنسية. ومن بين القطع المسروقة طقم مجوهرات من الألماس والياقوت الأزرق، بما في ذلك تاج وقلادة ارتدتهما الملكة ماري أميلي والملكة هورتنس.

وقالت بيكويو في وقت سابق لإذاعة RTL الفرنسية إن قيمة المجوهرات المسروقة من المتحف تُقدر بـ88 مليون يورو (102 مليون دولار). وأضافت أن حوالي 100 محقق شاركوا في عملية البحث عن المسؤولين عن السرقة.

وبعد أسبوع من السرقة، تتسارع وتيرة التحقيق في الحادث، حسبما أفادت قناة BFMTV، الأحد.

وبعد عملية السرقة التي جرت في وضح النهار، أقر وزير العدل الفرنسي غيرالد دارمانين بأن السرقة كشفت عن ثغرات أمنية في أشهر متحف في فرنسا.

وقال لإذاعة "فرانس إنتر": "يمكن للمرء أن يتساءل عن حقيقة أنه، على سبيل المثال، عدم تأمين النوافذ، وعن حقيقة وجود رافعة على طريق عام. لكن الأمر المؤكد هو أننا فشلنا".

مقالات مشابهة

  • ستريدا جعجع: صوت اللبنانيين في الخارج جزء لا يتجزأ من الإرادة الوطنية
  • وزير الأوقاف.. المتحف الكبير رسالةً روحيةً من قلب مصر إلى ضمير الإنسانية
  • قالوا عن المتحف المصري الكبير.. وزير الموارد المائية والري في مقال لوكالة أنباء الشرق الأوسط
  • ندوة تثقيفية عن انتصارات أكتوبر بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بالفيوم
  • المال السياسي.. الوجه الخفي لتغييب الإرادة الوطنية
  • أحدهم حاول الهروب للجزائر.. فرنسا تعلن اعتقال مشتبه بهم بسرقة متحف اللوفر فما مصير المجوهرات؟
  • ​محافظ جنوب سيناء يعلن دعم أصحاب الإرادة ويكرم الموهوبين
  • حبس شخصين اعتديا على سائق نقل ذكي بأسلحة بيضاء فى الجيزة 4 أيام
  • السلع السياحية على موعد مع الطفرة | افتتاح المتحف المصري الكبير يُعيد الحياة للأسواق والبازارات المصرية