لا شيء يبدو هادئا على مسامع الطفلة «سوار»، تتلفت يمينا ويسارا، بينما تصارع ألما لا تعرف من تسبب فيه بعد، غير همهمات وصرخات تدور من حولها بين الحين والآخر، تتحدث عن احتلال يرتكب جرائمه ولا يفرق بين صغير وكبير.. وعلى أحد أسّرة المستشفى لم يعد شيئًا غير مألوف، مصابون في كل مكان وأطباء يسابقون الزمن.

تلهو الصغيرة في مكان غير مخصص لذلك، بينما تقبض في يدها قطعة معدنية، ولقمة خبز تعينها على جوع يشكو منه كل من يعيش في هذه الأرض المحاصرة، الطفلة ذات العامين «سوار» ترقد في مستشفى المعمداني الفلسطيني مصابة، بعدما تعرض منزلها في حي الزيتون بقطاع غزة للقصف، لكن القصة لم تنتهِ هنا.

وجه جلاد قبيح الوجه تصفعه السماء

ما زلت أحلم أن أرى الأطفال

يقتسمون قرص الشمس

يختبئون كالأزهار في دفء الشتاء

ما زلت أحلم..

أن أرى وطنًا يعانق صرختي

ويثور في شمم.. ويرفض في إباء

ما زلت أحلم..

أن أرى في القدس يومًا

صوت قداس يعانق ليلة الإسراء..

ويطل وجه الله بين ربوعنا

وتعود.. أرض الأنبياء

(فاروق جويدة - قصيدة: ماذا تبقى من أرض الأنبياء؟)

كأنها بالفطرة تعرف ما يجب أن تفعل، تتمسك بالخبز بعد الأرض، تماما كما يفعل الآباء في وطنها، بينما يعلوا ضجيجا تعرفه، ولا يجب أن تعرفه، ضجيج ما قبل الكارثة، غارة جوية للاحتلال الإسرائيلي تدمر المستشفى التي تتعالج فيها، يزداد الضجيج ويكثر الصراخ، وبعد قليل يعرف العالم الكارثة، الاحتلال قصف مستشفى المعمداني في غزة، ما تسبب في استشهاد أكثر 500 فلسطيني على الأقل، كحصيلة أولية.

لم يكن للخبز في يوم من الأيّامِ

هذا الطعمُ هذا الدمُ

هذا الملمسُ الهامسُ

هذا الهاجسُ الكونيُّ

هذا الجوهرُ الكليُّ

هذا الصوتُ هذا الوقتُ

هذا اللونُ هذا الفنُّ

محمود درويش - قصيدة الخبز

لا كلمات ألم تصف ما حدث، فصورة الطفلة كفيلة أن توقظ كل من كان ذو ضمير حي في العالم، تسارعت الإدانات وكثرت، بينما لا تعرف الطفلة ما يحدث حولها، لكن بفطرتها تدرك أنها تختلف عن الجميع، لم تعد تفزع من أصوات الطائرات.

غدا ماذا سيحدث؟ سؤال لا تعرفه هذه الطفلة، ولا يملك إجابته حتى أهلها، أحلام غير عادية تعيشها، بينما يحلم الأهل والجيران ومن قبلهم كل صاحب ضمير، بانتهاء هذا الكابوس، كابوس الاحتلال.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مستشفى المعمداني الحرب في غزة الحرب علي غزة العدوان الاسرائيلي حرب اسرائيل علي غزة حرب غزة حرب غزة 2023

إقرأ أيضاً:

محافظ الإسماعيلية يتفقد المخابز المدعمة بمركز ومدينة القصاصين

حرص اللواء أكرم جلال محافظ الإسماعيلية، اليوم الخميس، على تفقد أحد المخابز البلدية المدعمة في إطار جولته التفقدية لمركز ومدينة القصاصين الجديدة، وذلك في إطار الاهتمام بالمراكز والمدن ومشاكلها والعمل على بحثها ودراستها تمهيدًا لحلها، وتحقيق التواصل الدائم مع المواطنين، ومتابعة سير العمل ميدانيًّا بها.

وذلك بحضور المهندس أحمد عصام الدين نائب محافظ الإسماعيلية، شيماء عمر مدير عام مديرية التموين والتجارة الداخلية بالإسماعيلية، مدحت عباس رئيس مركز ومدينة القصاصين، ولفيف من القيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة.

حيث تفقد محافظ الإسماعيلية المخبز البلدي المدعّم، للتأكد من توافر الخبز المدعّم للأهالي بجودة عالية، وضمان انتظام سير العمل داخل المخبز وتحقيق الانضباط في منظومة إنتاج وتوزيع الخبز، بما يلبي احتياجات المواطنين ويحافظ على حقوقهم.

وأكد محافظ الإسماعيلية على ضرورة المتابعة المستمرة للتأكد من جودة رغيف الخبز و مستوى النظافة بالمخابز منوها أن الدولة تدعم رغيف الخبز ليصل للمواطنين أصحاب البطاقات التموينية.

وحرص المحافظ خلال تفقده للمخبز على الاستماع للمواطنين، ومعرفة مدى رضاهم عن جودة رغيف الخبز المدعم، وملاحظاتهم وشكواهم خلال التعامل مع المخابز البلدية المدعمة.

مقالات مشابهة

  • الطفلة اليابانية وقشرة العلكة
  • استشاري: الخبز الأبيض يرفع سكر الدم في الجسم بسرعة تفوق تناول السكر
  • فتاة تكشف عن تعرضها لاعتداء جنسي على الملأ بينما كان المارة يضحكون ويصورونها بهواتفهم!
  • شاهد بالصور.. الحسناء “هند” طليقة الفنان مأمون سوار الدهب تشعل مواقع التواصل الاجتماعي بإطلالة مثيرة
  • سيف: لبنان شهد ثورة تطور في صناعة الخبز
  • ابتعد عن تناول الخبز الأبيض.. وهذه البدائل الصحية
  • جريمة مروّعة في إب.. تعذيب طفلة في الخامسة على يد زوجة والدها واحتجازها لأشهر
  • بالمناسبة الحزب الشيوعي أحد داعمي المليشيا
  • محافظ الإسماعيلية يتفقد المخابز المدعمة بمركز ومدينة القصاصين
  • أمن عمران يتستر على إمرأة فضت بكارة طفلة قاصر