مجازر الصهيونية تؤكد هزيمتها المدوية
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
د. أسماء عبدالوهاب الشهاري
لقد سقطت هيبة إسرائيل بدون رجعة وتحولت إلى خيبة أملٍ كبيرة وإلى خزيٍ وعار وفضيحةٍ مدويةٍ أمام العالم أجمع وأمام الصديق للكيان الغاصب قبل غيره. فلا مئات المجازر وعمليات الإبادة الجماعية والتصفية العرقية لشعب بأكمله؛ ولا آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطيني وغزة العزةِ والإباء يمكن أن تغير هذه الحقيقة أو أن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء.
لقد تعرّى هذا الكيان الغاصب وسقطت جميع أكذوباته التي سعى لصنعها طوال عقودٍ من الزمن عندما أُسقطت أسطورة جيشه الذي لا يقهر وترسانته العسكرية الضخمة الدفاعية والهجومية والمستحيلة الاختراق-حسب ترويجهم وزعمهم-. فقد سقط الجدار وتحول الليل إلى نهار في بضع لحظات استطاعت أن تغير وجه الأرض وأن تغير المعادلات وتقلب الطاولة على وجوه المجرمين والطغاة.
ولا جديد. وعلى الصهاينة فالأمر معتاد وليس بغريب. حقائق معروفة عبر التاريخ منذ القدم بيد أن الصلف الصهيوني يسعى دوماً لتجديدها وترسيخها في ذاكرة وعقول الأجيال وتذكيرنا بها وربطها في ذاكرة وجداننا مع كميات مهولة من القهر والألم والوجع الذي لا يُطاق ولا يُحتمل ولا تستطيع لغات الدنيا كلها ولا معاجم اللغة بإحاطة التعبير عنها أو حتى وصفها بأقل وصف يمكن أن يليق بها. كأن آلة القتل الوحشية الصهيوأمريكية والغربية بذلك تريد أن تضع حواجزا عالية جداً وعقوبات مرعبة يصعب تصديق وقوعها حتى وهي كائنة أمام أعيننا -لكنه الإجرام الصهيوني المتعطش للدماء والمقتات عليها والمتجاوز كل الخطوط الحمراء والمسرف في اقترافها والتجرؤ عليها الكرة تلو الكرة- ظناً منه أن ذلك قد يثنينا عن نيل الحرية وعن السعي للانتصار للمقدسات والقضية. لكن هيهات فبعض الظن إثم!
مجازر بالتجزئة وبالجملة. سعت لمحو أسر بأكملها من الوجود في غزة فيما لا يتجاوز أحد عشر يوماً فقط تزامنت مع عملية #طوفان_الأقصى التي باغتت العدو الغاصب يوم 7/10/2023 وأظهرت عجز الصهاينة وأنهم كما وصفهم القرآن ” إن يقاتلونكم يولونكم الأدبار ثم لا ينصرون”. أما انتقام الصهاينة لكرامتهم المهدرة إلى الأبد، فقد نتج عنها استهداف أكثر من 450 أسرة والشهداء أكثر من 3500 والجرحى أكثر من 12000 ولا يزال القصف الوحشي مستمراً كما لا يزال المئات تحت الركام. الاستهداف على مدار الدقيقة مع شحة إن لم يكن انعدام وشلل في كل مقدرات العيش وعلى رأسها التجهيزات والمعدات الطبية والأدوية مع حجم الكارثة المهول. كل ما يمكنك أن تتخيله وما تعجز حتى عن تخيله لدرجة أن العمليات تجرى في الطرقات وبدون مخدر!
الاستهداف الشيطاني الأرعن لم ينل المسعفين وسيارات الإسعاف فحسب بل أنه نال المستشفيات المكتظة بالشهداء والجرحى والأطقم الطبية ومئات النازحين بعد قصف منازلهم واستهداف كل مظاهر الحياة؛ فقد لجأوا إليه لأنه لا مكان آخر يذهبون إليه. ولأنه مشفى يعتبر قصفه من كبائر المحرمات في كل دساتير الأرض وقوانين ومواثيق العالم. لكن الصهاينة لا يراعون مقدساً ولا يعترفون بحرمة شيء. وفي لحظة واحدة يتم إبادة المئات -على مرأى ومسمع من العالم أجمع- وسط مستشفى المعمداني الأهلي بقنبلة محرمة أمريكية وهذه كانت هدية بايدن لأطفال ونساء فلسطين بعد زيارته لربيبته إسرائيل. هذا هو الوجه الحقيقي لأمريكا التي تتشدق دوماً بحقوق الإنسان والإنسانية!
عدد الشهداء 600 أم 1000 أم يزيدون.-في هذه الضربة فقط- كيف لك أن تجزم والجثث متفحمة والأشلاء متناثرة!
في غزة فقط يقتل الشهيد مرتين. ويتم تصفية الشهيد مع من تبقى من أفراد أسرته. إن كان لا يزال هنالك بقية!
وعن المذابح الصهيونية فقد حصل ذلك مئات وآلاف المرات عندما كان لا يزال المقاوم الفلسطيني البطل يتصدى للمدرعات والدبابات بالحجارة وبجسده الأعزل من أي سلاح إلا من سلاح الكرامة والعزة والإيمان والغيرة على المقدسات والانتفاضة من أجل الحرمات. ولكم أن تسألوا عن مجزرة صبرا وشاتيلا ومجزرة حي البقر وغيرها الكثير.
فكيف ستكون العقوبة اليوم من قبل أمريكا وإسرائيل والغرب الكافر وقد قامت ثلة قليلة من أحرار المقاومة الفلسطينية بتمريغ أنف الكيان الصهيوني في تراب الذل والهوان وإثبات أن إسرائيل- بل وأمريكا- بكل هيلمانتها ليست معجزة ولا أسطورة بل فلتة نشأت على حين غرة من الزمن وهي حالة مؤقتة وعابرة ولا بد أن تزول كما أكد على ذلك القرآن الكريم وكلام الله العظيم الذي لا ولن يُخلف وعده. لكن من الذي سيستحق أن يُحقق على يده هذا الوعد الإلهي القاطع-عبادٌ لنا- مخلِصون ومُخلَّصون لله رب العالمين.
على الصهيوني أن يتأكد أن هذه المجازر والمذابح الجماعية لأخوتنا وأهلنا في فلسطين وغزة الثائرين ضد الظلم والإجرام والمحافظين بأشلائهم ودمائهم على المقدسات وإحياء واستمرارية القضية لن تمُر، فهي دَين مؤجل لإسرائيل وأمريكا وكل الصهاينة والمتصهينين. نعاهدهم بالله وبأشلاء أطفال غزة أن الدائرة ستدور، وأن الدين سيُسدد، وأنهم إن رأوه بعيداً فإننا نراه قريبا. وإنه لوعدٌ غير مكذوب. وان أولو القوة والبأس الشديد من أنصار الله ورجال اليمن الأحرار وشرفاء محور المقاومة ورجال الله المؤمنين قادمون.
أليس القدس بقريب.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: لا یزال
إقرأ أيضاً:
عقدان من مشروع الشهيد القائد.. شعارُ الصرخة يعرّي مخطّطات الصهيونية
يمانيون/ استطلاع تطل الذكرى السنوية للصرخة واليمن يخوضُ حربًا ضروسًا ومباشرة ضد قوى الاستكبار العالمي أمريكا و(إسرائيل)؛ إسنادًا لغزة وانتصارًا لمظلوميتها؛ ما يعكس جدوى المشروع القرآني الذي أطلق مداميكه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي في العام 2001م.
بعد حادثة تفجير البرجَينِ في نيويورك الأمريكية في الحادي عشر من سبتمبر 2001م، وتبنِّي الجماعات التكفيرية الحادثة، أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش الحرب على ما يسمى بالإرهاب قائلًا جملته المشهورة: “من لم يكن معنا فهو ضدنا”، في تصريح واضح وصريح على النوايا الأمريكية في الحرب على الإسلام وانتهاك أراضيه.
وبدلًا عن اتِّخاذ موقف مضادٍّ ورافض لتلك التصريحات الأمريكية العدائية، تسابق العديد من الأنظمة العربية والإسلامية إلى تأييد الموقف الأمريكي، مؤكّـدين تعاونهم المطلق مع أمريكا في حربها ضد ما يسمى بـ “الإرهاب”!، لتبدأ أمريكا مشروعها الاستعماري والتآمري على الدول العربية والإسلامية.
وفي الوقت الذي يتماشى زعماء وملوك ورؤساء وعلماء ومثقفو الدول العربية والإسلامية مع المشروع الأمريكي المستهدِفِ للأُمَّـة الإسلامية، أعلن الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوانُ الله عليه) رفضَه التامَّ للمشروع الأمريكي قائلًا: “نحن ضدكم وسنتصدى لكم” معريًا بالوثائق والأدلة الدامغة الروايةَ الأمريكية المزعومة بشأن حادثة الـ11 من سبتمبر، كاشفًا الغايةَ من تبنِّي تلك الرواية المفضوحة.
وعلى إثر ذلك أطلق الشهيد القائد شعار الحرية المتمثل في “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لـ(إسرائيل)، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”، مؤسِّسًا بذلك مشروعه القرآني الذي مثَّل لحظةً فارقةً في التاريخ؛ وهو ما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تتحَرّك فورًا لمحاربته ومحاولة القضاء عليه.
وفي الوقت الذي تحَرّك الشهيد القائد “رضوان الله عليه” هو وثُـلَّةٌ من رفاقه المنتمين إلى المشروع القرآني؛ لنشر الثقافة القرآنية بإمْكَانياتهم البسيطة، شنت السلطة الظالمة على المشروع القرآني حروبًا عدوانية طاحنة استمرت رحاها ستةَ أعوام لتخلِّفَ الآلافَ من الشهداء والمصابين.
آنذاك لم تكتفِ السلطةُ بما تمتلكُه من ترسانة عسكرية كُبْرى في حربها على فئةٍ قليلةٍ من المواطنين المستضعَفين لا يفقهون شيئًا عن المعارك، بل حرصت السلطةُ الظالمةُ على طلب المساندة من عشراتِ الدول.
وتظهر وثائق سرية تم الحصول عليها إبان ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة 2024م إشرافًا أمريكيًّا مباشرًا على السلطة خلال سنوات الحرب بَدءًا من 2004م وُصُـولًا إلى عام 2009م.
وتفصحُ وثائقُ أُخرى عن قيامِ أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا بالرصد ورسم الخرائط وتسليمها للسلطة.
وتكشف مذكرة رسمية عن حجم الخسائر المادية والبشرية التي مُنِيَت بها السلطةُ في حروبها ضد صعدةَ من تاريخ 2004م وحتى 2008م، حَيثُ بلغ عددُ الشهداء والمصابين تسعةَ عشرَ ألفًا وسبعَ مئةٍ وستةَ أفراد، وبكلفة مالية تُقَدَّرُ بـ 23 مليار ريال.
ومن معالم التأييد الإلهي لحَمَلَةِ المشروع القرآني أن تلك الحروب الظالمة لم تقضِ على المشروع كما رسمت السلطة وإنما أسهمت في اتساع نطاقِه ليصلَ إلى العديد من المحافظات، لتمثلَ ثورةُ الحادي وعشرين من سبتمبر المستوحاةُ من عُمقِ الثقافة القرآنية ميلادًا جديدًا ليمنٍ يسودُه الأمنُ والاستقرارُ شعارُه الحريةُ والاستقلال.
وبعدَ عقد وعام من التصدِّي والمواجهة لقوى تحالف العدوان توجِّـهه في الخفاء قوى الهيمنة والاستكبار، تطلُّ الذكرى السنوية لمشروع الصرخة واليمنُ في أوج قوته يواجهُ مباشرةً قوى الشر العالمي أمريكا و(إسرائيل)؛ نصرةً لمظلومية العصر غزةَ ليصبح اليمنُ أُعجوبةَ الحاضر والمستقبل.
وحول هذا السياق يؤكّـدُ مستشار المجلس السياسي الأعلى محمد طاهر أنعم أن “الموقفَ اليمني التاريخي والبطولي والاستثنائي في مساندة غزة ثمرةٌ من ثمار المشروع القرآني”.
مثّل الإسنادُ اليمني لغزةَ منذُ معركة السابع من أُكتوبر 2023م وحتى اللحظة نافذةَ المشروع القرآني صوبَ العالم، ليلتحقَ مئاتُ الأدباء والمثقفين والعلماء من مختلف دول العالم بالمشروع.
وفي هذه الجزئية يؤكّـدُ الباحثُ في الشؤون السياسية والدينية الدكتور الجزائري نور الدين أبو لحية أن “المشروعَ القرآني استطاع النهوض بالأمة الإسلامية وإخراجها من متاهة التيه والصراعات الداخلية، جاعلًا من مواجهة اليهود بُوصلة للتحَرّك”.
بدوره يؤكّـدُ الكاتب والباحث السياسي التونسي زهير مخلوف أن “الصرخة مشروعٌ عالمي يحملُ قِيَمَ ومبادئ وأخلاق الدين الإسلامي الحنيف وليس شعارًا يخُصُّ فئةً معينةً دونَ غيرها.
بعد عقودٍ طويلةٍ من تنفيذ المؤامرات اليهودية على الأُمَّــة الإسلامية ونفاذها في تدجين وإضعاف المسلمين يأتي المشروعُ القرآني كمنقِذٍ للمسلمين يلمْلِمُ شتاتَهم ويوحِّدُ صفوفَهم.
نقلا عن المسيرة نت