الصافي سالم يكتب – أسرار من مفاوضات جدة
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
كنت على ثقة من نجاح المملكة العربية السعودية في إعادة المفاوضات بين الجيش والمليشيا المتمردة والتي توقفت منذ مايو المنصرم شهدت فيها المعارك تكتيك مغاير للجيش في محاولة لإخراج المليشيا من منازل المواطنيين والمؤسسات التي كانوا متواجدين فيها قبل الحرب لكنهم احدثوا فيها ضرر بالغ للغاية يصعب إعادتها الا بعد جهود وقيام مؤتمر لإعمار العاصمة وهو ما سوف يكون للمملكة دور كبير فيه.
الأن رغم التعتيم الإعلامي على المفاوضات الا ان الوسطاء يجتهدون في تقريب وجهات النظر للوصول إلى اتفاق سلام حقيقي ومنها ضرورة إخلاء منازل المواطنين والتجمع في نقاط يحددها بإشراف قوات مشتركه من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت وبعض دول الجوار ومن ثم إجراء عمليات الدمج وفق ترتيب آخر لكني أرى أن وفد القوات المسلحة الان يتمسك بضرورة الخروج من منازل المواطنين والمؤسسات الحكومية في المقام الأول لإفساح المجال للموضوعات الأخرى ومن ثم يتبقى معرفة نقاط تجميع القوات وحضر الأسلحة التي لديها تمهيداً لهذه الخطوة.
ما يخشاه الرأي العام هو اتفاق هش لا ينهي الأزمة من جذورها خصوصاً مع استمرار الهجمات هنا وهناك ويدور حلف كواليس المفاوضات توقيع هدنة قصيرة حتى يتمكن المفاوضين الوسطاء من ايجاد وقت لتسوية الكثير من القضايا العالقة.
أخبار مبشرة من جدة تؤكد أن جولة المفاوضات الأولى والثانية والأخرى التي سوف تنعقد ظهر اليوم سوف تفضي الي تفاهمات حقيقية يمكن أن تمهد لوقف الحرب الدائرة الان وعودة الثقة لاستمرار المفاوضات وأحراز تقدم ملموس يطمئن الراي العام ببيان واضح يضع كل تساؤلات الناس ويجيب عليها حتى يعرف الناس حقيقة الوضع بعيداً عن التكهنات والمعلومات المغلوطة التي بذات تظهر أولها أمس بانسحاب وفد القوات المسلحة من المفاوضات عقب الهجوم على الفرقة 16 نيالا وظهور عبد الرحيم دقلو وهو مؤشر سئي في طاولة المفاوضات ولا يبشر بنتائج سريعة لأنه لم يتطرق إلى المفاوضات في خطابه الذي ألقاه أمام بوابة الفرقة قبل أن يستعيدها الجيش في ملحمة خالدة…
خاص :
التسوية المطلوبة تاخذ منحى التنازلات من أجل السلام الدائم وإغلاق ملف الحرب والتفرغ للاعمار والاستعداد للانتخابات بشكل سليم وسريع خلال عامين فقط وخروج جميع الأحزاب من الفترة الانتقالية وقيام حكومة كفاءات لإعادة الأمور إلى نصابها.
نواصل
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الصافي سالم يكتب
إقرأ أيضاً:
تحشيد عسكري بين الحكومة والحوثيين.. هل تدق طبول الحرب مجددا باليمن؟
يشهد اليمن حالة من التحشيد العسكري وسط تصاعد لافت في الخطاب السياسي وتبادل الاتهامات بين الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة الحوثي، فيما تواصل الأمم المتحدة جهودها لدفع عملية السلام في البلد الذي يعاني واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم.
ففي حين دعت الحكومة قواتها إلى رفع مستوى الجاهزية القتالية على مختلف الجبهات، عقدت جماعة الحوثي اجتماعات ناقشت خلالها خطط التعبئة والتحشيد العسكري، محذّرة من تداعيات "تفجير الحرب" من جديد باليمن الذي يعاني حربا وصراع نفوذ منذ سبتمبر/أيلول 2014.
هذا التصعيد يهدد حالة التهدئة الحذرة التي يعيشها اليمن منذ أبريل/نيسان 2022، رغم تسجيل اشتباكات متقطعة بين قوات الحكومة وقوات الحوثيين من حين لآخر في عدد من المناطق.
*رفع الجاهزية القتالية
والسبت، عقد عضو مجلس القيادة الرئاسي سلطان العرادة، "اجتماعا موسعا للقيادات العسكرية في مدينة مأرب النفطية (وسط)، بحضور رئيس هيئة الأركان العامة وهو أيضا قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز"، حسب وكالة الأنباء الرسمية (سبأ).
خلال اللقاء، حث العرادة الجيش على "رفع الجاهزية القتالية، وتعزيز الانضباط العسكري، والتنسيق والتكامل بين الوحدات العسكرية، وتكثيف العمل الاستخباراتي في هذه المرحلة".
وأبلغ العرادة القادة العسكريين بأن "مليشيات الحوثي الإرهابية تسعى لإحداث أي اختراقات، وتحقيق أي مكاسب ميدانية"، مشددا على "ضرورة التأهب واليقظة العالية، والاهتمام بالأفراد واستدعاء الروح الوطنية الخالصة، للوقوف أمام تلك التحديات".
والعرادة هو أيضا محافظ مأرب النفطية (يتقاسم الحوثيون والحكومة السيطرة عليها) التي شهدت خلال السنوات الماضية أعنف قتال بين القوات الحكومية والحوثيين، على مستوى جبهات اليمن، حسب رصد مراسل الأناضول.
وفي سياق حديثه، قلل العرادة من قدرات الحوثيين إذا اتحدت الجهود الحكومية، قائلا: "مأرب كسرت المشروع الفارسي الإيراني وهو في أوج قوته بفضل الله وتضحيات أحرار اليمن".
وأكمل: "لا يمكن لأي قوة أن تنال من عزيمة أبطال القوات المسلحة والأمن والمقاومة الشعبية ما داموا موحدين الهدف وثابتين على المبدأ ومتجردين للوطن وقضايا الشعب".
*تحضير القوات لمواجهة الحوثي
وبالتوازي، ومن مدينة المخا التابعة لمحافظة تعز (جنوب غرب)، والمطلة على مضيق باب المندب جنوبي البحر الأحمر، شدد عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح "على جاهزية المقاومة الوطنية (يقودها وموالية للحكومة) لدعم وإسناد أي جبهة تقاتل مليشيات الحوثي في جميع المحافظات".
حديث صالح جاء خلال لقائه السبت، مع قيادات المقاومة الوطنية، "لتقييم الجاهزية القتالية لهذه القوات خلال العام الجاري، ومراجعة الخطط التدريبية وبرامج الإعداد، ورفع مستوى الاستعداد العملياتي للمرحلة القادمة، بما يتوافق مع متطلبات المعركة الحاسمة"، بحسب وكالة (سبأ) الرسمية.
واتهم صالح الحوثيين بأنهم "يحشدون مجاميعهم في مختلف الجبهات، لاسيما في الساحل الغربي وتعز، ما يفرض على جميع القوات في هذا المسرح الحربي تكثيف جهودها وتنسيقها ومواجهة هذا التهديد المشترك".
ونبه إلى أن "المقاومة الوطنية مستمرة في تحضير قواتها وتجهيز عتادها لمواجهة المليشيات الإرهابية في معركة الخلاص الوطني بكل ثبات وانضباط"، مشددًا على أن "الحوثي هو العدو الرئيسي والأوحد".
وأضاف "نعمل على إعادة ترتيب الخطط القتالية للمرحلة القادمة، وخياراتنا العملياتية الآن أفضل من أي وقت مضى، لضمان إنجاز المعركة بشكل حاسم وفاصل".
صالح دعا "كل شركاء المعركة في مختلف الجبهات والمحاور إلى أن تكون المعركة القادمة شاملة لاستعادة جميع المناطق التي تسيطر عليها المليشيات (يقصد جماعة الحوثي)".
واعتبر أن "الظروف الراهنة في صالح حسم معركة اليمنيين، مع وصول الناس إلى قناعة باستحالة التعايش مع هذه المليشيا"، حسب تعبيره.
*الحوثيون يبحثون التعبئة والتحشيد
في المقابل، عقدت السلطات المحلية التابعة للحوثيين في محافظة الحديدة (غرب) التي تسيطر عليها الجماعة، الأحد، "اجتماعا برئاسة المحافظ المعين من الجماعة عبدالله عطيفي".
الاجتماع "جرى خلاله مناقشة مستوى الجهوزية الأمنية والميدانية، إلى جانب خطط التعبئة والتحشيد استعدادا لمتطلبات المرحلة القادمة"، بحسب "موقع 26 سبتمبر" الناطق باسم وزارة دفاع الجماعة.
وتناول المجتمعون "مستوى التنسيق بين الأجهزة الأمنية والعسكرية، واستعراض ما تحقق من إنجازات خلال الفترة الماضية في مجال حفظ الأمن والاستقرار، وتعزيز الجاهزية للتعامل مع أي طارئ".
وأوصى الاجتماع الحوثي "بأهمية رفع الوعي بخطورة المرحلة وضرورة الاستعداد لأي تصعيد محتمل".
بالتزامن، بثت قناة "المسيرة" الفضائية التابعة للحوثيين، الأحد، تقريرا اتهمت فيه القوات الحكومية "بالحشد نحو تفجير الحرب من جديد والدفع نحو معركة كبيرة مع صنعاء (قوات الجماعة)".
وتعليقا على خطابي عضوي مجلس القيادة الرئاسي سلطان العرادة وطارق صالح، اعتبر التقرير الحوثي ذلك بأنه "تأكيد واضح على استكمال استعداد (القوات الحكومية) للدخول في المعركة، بناء على المعطيات المرسومة على الأرض".
*وساطة أممية تواجه تحديات كبيرة
هذه التطورات تأتي بينما الأمم المتحدة واصلت مؤخرا جهودها من أجل إقناع طرفي النزاع بعقد مشاورات جديدة لحل الأزمة.
ففي 27 نوفمبر /تشرين الثاني الماضي، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في بيان، أن" جهود الوساطة تتعرض لتحديات كبيرة"، مشددا على "أهمية استمرار وتنسيق الجهود الإقليمية والوطنية دعماً لمسار سياسي في اليمن".
بيان غروندبرغ حينها جاء عقب عقده لقاءات إقليمية متعددة للدفع بالسلام في اليمن، شملت وزيري خارجية سلطنة عُمان بدر بن حمد البوسعيدي، وإيران عباس عراقجي.
كما التقى غروندبرغ وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبدالعزيز الخليفي، وكذلك عدد من المسؤولين اليمنيين، بينهم نائب وزير الخارجية مصطفى النعمان، وفقا للبيان ذاته.
وسبق أن أعلن غروندبرغ في 23 ديسمبر/ كانون الأول 2023، التزام الحكومة والحوثي بحزمة تدابير ضمن "خارطة طريق" تشمل بنودا أبرزها وقفا شاملا لإطلاق النار، وتحسين ظروف معيشة المواطنين.
وحتى اليوم لم يتم تنفيذ خارطة الطريق، وسط اتهامات متبادلة بين الحكومة والحوثيين بشأن التسبب بعدم إحراز تقدم بهذا المسار.