صحة الشرقية توجه الرائدات الريفيات باستمرار عمل الدعاية لمبادرة 100 مليون صحة
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
تابع الدكتور هشام شوقي مسعود وكيل وزارة الصحة بالشرقية، عمل الفرق الطبية المشاركة في المبادرة الرئاسية ١٠٠ يوم صحة، بوحدة طب الأسرة بالشوافين، التابعة للإدارة الصحية بأولاد صقر، في يومها الـ ١٢٦، والتي انطلقت في نهاية شهر يونيو الماضي على مستوى الجمهورية، ووجه وزير الصحة بمد أيام المبادرة ١٠٠ يوم آخرى، تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية.
وتأكد وكيل الوزارة، من توافر مستلزمات العمل، وسلامة الأجهزة الطبية اللازمة لتقديم الخدمات الصحية والأساسية للمواطنين، واجراء كافة الفحوصات الطبية لهم وفقاً لخطة عمل المبادرات الرئاسية الصحية ١٠٠ مليون صحة، والتي تشمل الكشف عن الأمراض غير السارية، ودعم صحة الأم والجنين، ودعم صحة المرأة والكشف المبكر عن سرطان الثدي، ومتابعة وعلاج الأمراض المزمنة والكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي، وغيرها.
كما تابع الدكتور هشام مسعود الزيارات المنزلية للمواطنين بالمنازل مع الفريق الطبي بالوحدة، موجها الفرق والرائدات الريفيات باستمرار عمل الدعاية اللازمة بالمناطق المحيطة، وتقديم الخدمات الطبية من خلال الفرق المتحركة بالمنازل، مع التأكيد على حسن معاملة متلقي الخدمة، وتوفير أي احتياجات طبية لهم، مع متابعة أعمال المسح الميداني للتطعيمات الروتينية، والتأكد من تطعيم أي أطفال متخلفة عن التطعيم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرائدات الريفيات صحة الشرقية 100 مليون صحة أولاد صقر
إقرأ أيضاً:
«الهراء الفكري»
«المشكلة مع هذا العالم هي
أن الأشخاص الأذكياء مليئون بالشكوك
بينما الأشخاص الأغبياء مليئون بالثقة»...
*برتراند راسل*
إلى جانب عمله كعالم رياضيات وفيلسوف، والذي جعله أحد مؤسسي المنطق المعاصر والفلسفة التحليلية، كتب برتراند راسل العديد من الكتب والمقالات التي تعكس التزاماته السياسية والاجتماعية، لا سيما فيما يتصل بالديمقراطية الألمانية، والبلشفية، والصين، والحرب، والتعليم، والزواج، والأخلاق، والدين. فخلال مسيرته المهنية الطويلة التي أخذته من كامبريدج إلى الولايات المتحدة، ومن سجن بريكستون حيث سُجن بتهمة السلمية عام 1918 إلى «محكمة راسل» التي أنشأها للحكم على جرائم الحرب في فيتنام، كان حفيد رئيس وزراء الملكة فيكتوريا في القرن العشرين، أحد تجسدات المثقف العام العظيمة الذي يقف في وجه القوى المهيمنة. كان أرستقراطيًا وُلد في عائلة ليبرالية من أبوين ملحدين واشتراكيين، وأصبح لوردا عام 1931، وتلقى تعليمه على يد معلمين خاصين إذ لم يذهب إلى أي مدرسة حتى سن الثامنة عشرة؛ قرأ إقليدس والكلاسيكيات كما فعل عرابه جون ستيوارت ميل قبل جيل من ذلك التاريخ.
ربما كان هذا هو ما جعله أكثر استعدادًا للقناعات التي دافع عنها في كتابه «مقالات غير شعبية» (صادر حديثا بترجمة فرنسية)، وقد وصفها على هذا النحو؛ لأنها «تحتوي على عدة جمل قد يجدها بعض الأطفال الأغبياء بشكل غير طبيعي محيرة إلى حدّ ما». لكن هذا مجرد تعبير مضاد؛ لأن «البالغين الأذكياء» عادة سوف يستفيدون منها بشكل كبير - وهي مقالات تقول إن روح العزلة لا غنى عنها للتعليم وأن الفردية هي أساس الديمقراطية الحقيقية، على الرغم من الانجذاب الذي شعر به طوال حياته نحو الاشتراكية والشيوعية، من دون أن يتفق أبدًا مع المبادئ الماركسية، كما يشرح في مقالة كتبها عام 1937 بعنوان «لماذا لست شيوعيًّا». ولم تكن آراؤه بشأن الزواج، ودفاعه عن الاتحادات الحرّة والتعليم من دون قيود من الدولة، مرضية لسلطات المؤسسات التي وظفته. وهكذا نجحت مجموعة يقودها المحافظون الأمريكيون في عام 1940 في إبعاده عن التدريس في كلية مدينة نيويورك، في الوقت الذي كان يلقي فيه محاضرات ويليام جيمس في جامعة هارفارد وكان موضوع مجلد في «مكتبة الفلاسفة الأحياء»، والذي غالبًا ما يطلق عليه «جائزة نوبل للفلسفة» (فاز لاحقًا بجائزة نوبل للآداب). فالتكريمات الأكاديمية لا تعوض عن الغباء المتدين والمتشدد.
تدور الــ «مقالات غير الشعبية» حول الموضوعات المفضلة لدى العقلاني راسل: التعصب، والدوغمائية، والخرافات، والمعتقدات السخيفة، والمنطق الخاطئ، وخاصة في مجالات الدين والسياسة. كما يدافع باستمرار عن نظرية «تخريب» الإيمان التي وضعها في كتابه «المقالات المتشككة»: «ليس من المرغوب فيه قبول اقتراح عندما لا يكون هناك سبب للافتراض بأنه صحيح»، مضيفًا أنه إذا أصبح شائعًا، فسوف يغير حياتنا الاجتماعية ونظامنا السياسي تمامًا. في ترديده لقول هوبز الشهير أنه لو كان ضد مصالح الأقوياء أن تكون زوايا المثلث الثلاث مساوية لزاويتين قائمتين، فإن هذه العقيدة كانت ستُقمع من خلال حرق جميع الكتب المتعلقة بالهندسة، يقول راسل إنه «إذا أعطيت له القدرة على منح سكان «ما» أجورًا أعلى وغذاءً أفضل، فإنه يستطيع أن يجعل أغلبية هؤلاء السكان يعتقدون أن اثنين واثنين يساويان ثلاثة».
كذلك يدافع باستمرار عن التجريبية (الأمبيرية)، في نسخة لوك وليس نسخة هيوم، مع الاعتراف بحدودها. وهنا يندد باستمرار بقوة الأفكار الدينية، ويدعو إلى التسامح والحرية، ويعرب عن ثقته في العلم، بينما يحذرنا باستمرار من قدراته التدميرية. أما كبش الفداء المفضل لديه فهو هيجل، الذي كان يعتقد، كما يخبرنا، أن التاريخ يتبع التطور المنطقي للفكرة، وكان يؤمن إيمانًا لا يتزعزع بالفكر، خاصة فكره الخاص، والذي يتناقض باستمرار مع مسار التاريخ المذكور. ماركس أيضا، لم يسلم ماركس منه. إذ يعارض راسل كل روح نظامية، وخاصة الدين. وليس من الصعب، حتى لو لم يشهد خلافاتنا المعاصرة حول مكانة الدين وارتداء الرموز الدينية في الأماكن العامة، أن يتخيل ما كان ليفكر فيه، ومدى تأثير الغباء والتعصب في مجتمعاتنا ورفضها المتزايد لمثل العلمانية.
وعلى الرغم من أن الظروف السياسية التي كتب فيها راسل لم تعد هي نفسها في عصرنا، فإن الخيارات الثلاثة التي طرحها في العام 1921 لمستقبل البشرية في نهاية القرن العشرين - نهاية الحياة البشرية على الكوكب بأكمله، أو العودة إلى البربرية بعد انخفاض كارثي في عدد سكان الأرض، أو توحيد العالم تحت حكومة واحدة تحتكر أسلحة الحرب - تظل مفتوحة. فالأسلوب الذي يجسده راسل يريد وصف السمات عبر تاريخية الثقافة والروح الإنسانية من دون الأخذ في الاعتبار المسافات الزمنية باسم سبب ثابت، يعارض حماقات الأمس بنفس القوة التي يعارض بها حماقات اليوم لأنها هي نفسها. وهذا هو الحال مع أحد المقالات الأكثر شهرة في هذه المجموعة: «مخطط للهراء الفكري»، والذي يوضح كلّ الهراء الذي يمكن للبشر أن يصدقوه، دون أن يُعذروا على العيش في الأوقات المظلمة.
يعدد راسل كل المعتقدات السخيفة والخطيرة التي يستطيع العقل البشري إنتاجها عندما يسمح للعاطفة والرغبة بالسيطرة على العقل، ولا يوفر هذا الكتاب لا علماء الدين ولا الفلاسفة. اليوم، لدينا الكثير من علماء الاجتماع وعلماء النفس ليشرحوا لنا، مع الأدلة التجريبية لدعم حجتهم، أن البشر غير عقلانيين، وأنهم مستعدون لتصديق أي شيء والتفكير بأي طريقة، وقبول المؤامرات الأكثر غرابة، وإغراق أدمغتهم في أنفاق عقلية، وغير قادرين على مراجعة معتقداتهم عندما يثبت لهم أنها خاطئة. إن أخلاقيا ساخرا مثل راسل يصف نفس الحقائق ويخبرنا بها دون اللجوء إلى مجلدات ضخمة مليئة بالإحصائيات. ومن بين الاتجاهات السائدة أيضا الاتجاه الذي أشار إليه في مقال آخر وهو «إيجاد فضيلة أسمى في المظلومين»، وفي الفقراء والضحايا، وفي الأمم المستعبدة والأطفال التعساء. اليوم، أصبحت الضحية واحدة من المصادر الأكثر ثباتًا لمشاعرنا الجماعية.
لقد قيل في كثير من الأحيان أن راسل جسد، في القرن العشرين، أسلوب الفلسفة الفولتيرية، حيث مارس السخرية اللاذعة في مواجهة الغباء. إن روح الدعابة والأسلوب الساخر والمتغطرس للأرستقراطي، والتي يمكن أن تقرب راسل من الكتَّاب ذوي المزاج المحافظ مثل ساكي، وإيفلين وو، أو ب. ج. وودهاوس في إنجلترا، ومارك توين وإتش. إل. مينكين في الولايات المتحدة، كلها معتدلة لديه من خلال الثقة في العقل والاهتمام بالمعاناة الإنسانية التي لا يظهرها هؤلاء الأخيرون. لقد تبنى الشعار الذي أخذته جدته، الكونتيسة راسل، من الكتاب المقدس: «لا تتبع الكثيرين إلى الشر» (خر 23: 1)، وكلّ هذه المقالات مشبعة بالمُثل الاجتماعية والإصلاحية التي لم يحد حفيدها عنها أبدًا.
هل يمكن للسخرية في مواجهة الغباء والهراء أن تسير جنبًا إلى جنب مع الدفاع عن المُثل العالمية؟ لقد أظهر سويفت، وتشيسترتون، وسي. إس. لويس أن هذا الأمر قد يسير جنبًا إلى جنب مع الدين. إذا كانت هذه السخرية تعني احتقار الإنسانية، فالجواب هو لا. ولكن عند راسل الجواب بالتأكيد إيجابي.