دبي في 30 أكتوبر / وام/ استقبل معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، سعادة حسين باجيس، السفير الإندونيسي لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، ترافقه ناتاليا ريالوكي مارسودي، الرئيسة التنفيذية لشركة فيراتموس، حيث تناولت الزيارة أهمية تبادل أفضل الممارسات والتجارب العالمية في مجال إزالة الكربون من أنظمة الطاقة لدعم العمل المناخي وخفض انبعاثات غازات الدفيئة وتحقيق أهداف الحياد المناخي.


وأكّد معالي سعيد الطاير خلال اللقاء أهمية تعزيز أطر التعاون وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وفرص الاستثمارات في القطاعات ذات الاهتمام المشترك، كما ناقش الجانبان آفاق التعاون الاستراتيجي ومساهمة المؤسسات والشركات الإندونيسية في مجالات الطاقة المتجددة والنظيفة والمياه والاستدامة، وهي قطاعات محورية في كل من دولة الإمارات وجمهورية إندونيسيا.
واستعرض معالي الطاير أهم المشاريع والمبادرات والبرامج التي تنفذها الهيئة والتي تدعم رؤية القيادة الرشيدة الرامية إلى استشراف ورسم ملامح المستقبل وتأسيس نموذج مستدام لتوفير الطاقة داعم للنمو الاقتصادي دون الإضرار بالبيئة ومواردها، موضحاً أن الهيئة اعتمدت نموذج المنتج المستقل للطاقة والمياه لتعزيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص. ومن خلال هذا النموذج، حصلت على أدنى الأسعار العالمية في مشاريع الطاقة النظيفة.
وأشار معاليه إلى جهود دبي لتحقيق الحياد الكربوني في إطار استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي لتوفير 100% من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول العام 2050.
وأسهمت جهود هيئة كهرباء ومياه في خفض الانبعاثات الكربونية في إمارة دبي بنسبة 19% حتى عام 2022.
من جهته، أكد سعادة السفير الإندونيسي أهمية تعزيز التجارة والاستثمار وتبادل الخبرات والتقنيات بين الجمهورية الإندونيسية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وأبدى الجانب الإندونيسي اهتمامه بالمشاركة في مشروعات الهيئة الرائدة في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة والمياه، مثنياً على جهود الهيئة الحثيثة في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة.

اسلامه الحسين/ جورج إبراهيم

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: الطاقة النظیفة

إقرأ أيضاً:

د. ثروت إمبابي يكتب: التحول الأخضر في الزراعة المصرية.. دور الطاقة المتجددة لتحقيق الاستدامة

في ظل التحديات البيئية والاقتصادية التي تواجه مصر، لا سيما في قطاع الزراعة، برزت الطاقة المتجددة كأحد الحلول الواعدة لتحقيق التنمية المستدامة. إن اعتماد مصادر الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية والرياح في العمليات الزراعية لم يعد رفاهية، بل ضرورة ملحّة لمواجهة ندرة المياه، وارتفاع تكلفة الوقود، وتغير المناخ. 

ومن واقع اهتمامي الشخصي بالقضايا البيئية، أرى أن دمج الطاقة المتجددة في الزراعة يمثل نقطة تحول استراتيجية نحو مستقبل زراعي أكثر أمنًا وكفاءة واستدامة. يعاني القطاع الزراعي في مصر من عدة مشكلات مزمنة، أبرزها ندرة المياه نتيجة الاعتماد شبه الكامل على نهر النيل، وارتفاع تكلفة الإنتاج بسبب أسعار الوقود المستخدمة في تشغيل ماكينات الري والنقل، إضافة إلى ضعف البنية التحتية التكنولوجية، وتأثيرات التغير المناخي التي تهدد الإنتاجية الزراعية وتُخلّ بتوازن النظم البيئية. 

ومن هنا، تأتي أهمية البحث عن حلول بديلة وفعالة. تتمتع مصر بإمكانات هائلة في مجال الطاقة المتجددة، خصوصًا الطاقة الشمسية التي توفر أكثر من 3,000 ساعة سطوع شمسي سنويًا، والطاقة الريحية في مناطق مثل خليج السويس وسيوة، إلى جانب إمكانية الاستفادة من الكتلة الحيوية عبر تحويل المخلفات الزراعية إلى مصادر طاقة. إن إدخال هذه التقنيات في العمليات الزراعية يمكن أن يُحدث تحولًا نوعيًا؛ إذ يمكن استخدام أنظمة الري بالطاقة الشمسية لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتشغيل البيوت المحمية بالطاقة النظيفة، فضلًا عن توليد الكهرباء من المخلفات الزراعية وتخزين المنتجات الزراعية في وحدات تبريد تعمل بالطاقة المتجددة، وهو ما يسهم في تقليل الفاقد وتحسين جودة المنتجات.

ومن التجارب التي أتابعها باهتمام، هناك مشروع تركيب أنظمة ري تعمل بالطاقة الشمسية في بعض قرى الصعيد، بتمويل مشترك بين الدولة وبعض المنظمات الدولية، وقد ساهم في تقليل استهلاك الديزل، وزيادة ساعات تشغيل المضخات دون الحاجة إلى وقود خارجي. هذا النوع من المشروعات لا يوفر فقط الطاقة، بل يمنح المزارع الصغير شعورًا بالاستقلالية ويقلل من اعتماده على دعم حكومي دائم. كذلك، فإن الطاقة المتجددة تسهم في تمكين المرأة الريفية، حيث إن وجود مصدر طاقة موثوق ومستدام داخل المزارع والمنازل الريفية يساعد في تحسين جودة الحياة، وتمكين النساء من الدخول في مشاريع صغيرة مثل إنتاج الأغذية المصنعة أو إدارة وحدات تبريد وحفظ المنتجات، ما يفتح آفاقًا اقتصادية جديدة في المجتمعات الزراعية. 

ومن الجوانب التي لا يمكن إغفالها كذلك، أن استخدام الطاقة المتجددة في الزراعة يحد بشكل كبير من الأثر البيئي السلبي الناجم عن الاعتماد على الوقود الأحفوري. فالمحركات التي تعمل بالديزل تطلق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات الدفيئة، مما يسهم في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري. أما التحول إلى الطاقة الشمسية والرياح، فهو يقلل من البصمة الكربونية للأنشطة الزراعية، ويحافظ على نقاء الهواء والتربة والمياه.

وهذا أمر بالغ الأهمية، خاصة في المناطق الزراعية التي تعتمد على مصادر المياه الجوفية والسطحية، إذ أن تقليل التلوث يعني الحفاظ على جودة الموارد الطبيعية وضمان استدامتها للاستخدام البشري والزراعي على حد سواء. ومن ناحية أخرى، فإن إدخال الطاقة المتجددة في الزراعة له أثر اقتصادي مباشر على المزارع الصغير. 

فخفض تكلفة تشغيل المضخات ووحدات التبريد والتخزين ينعكس على خفض تكلفة الإنتاج، وزيادة القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية في الأسواق المحلية والدولية. كما أن التخلص من تقلبات أسعار الوقود يعني استقرارًا أكبر في ميزانية المزارع، ما يشجعه على الاستثمار والتوسع، ويقلل من مخاطر الديون والاعتماد على التمويل الخارجي. ومن وجهة نظري، لا يكفي الحديث عن الطاقة المتجددة كحل تقني فحسب، بل يجب أن يكون هناك إرادة سياسية قوية واستثمار طويل الأمد في البنية التحتية، إلى جانب رفع وعي المزارعين بأهمية الطاقة النظيفة. إنني أؤمن بأن مستقبل الزراعة في مصر سيكون مرهونًا بمدى قدرتنا على استيعاب هذا التحول الأخضر، لا بوصفه خيارًا بيئيًا فحسب، بل كحل اقتصادي استراتيجي يحافظ على الأمن الغذائي ويخلق فرص عمل جديدة في الريف. 

كما أرى ضرورة أن تتكامل الجهود بين وزارات الزراعة والكهرباء والبيئة والتعليم، لتنشئة جيل جديد من المزارعين على أسس المعرفة التكنولوجية والاستدامة. 

وفي ضوء ما سبق، يتضح أن للطاقة المتجددة دورًا محوريًا في إنقاذ الزراعة المصرية من التحديات المتفاقمة التي تواجهها. ومع أن الطريق لا يزال طويلاً، فإن الخطوات الأولى قد بدأت، وما علينا إلا أن نسرّع هذا المسار برؤية واضحة وتعاون جاد بين الدولة والمجتمع والمزارعين أنفسهم. إن الزراعة المستدامة ليست حلمًا بعيدًا، بل مشروعًا واقعيًا يبدأ من ألواح شمسية في حقل صغير، وينتهي بمنظومة زراعية حديثة تضمن الأمن الغذائي للأجيال القادمة.

طباعة شارك الزراعة الطاقة التنمية المستدامة

مقالات مشابهة

  • د. ثروت إمبابي يكتب: التحول الأخضر في الزراعة المصرية.. دور الطاقة المتجددة لتحقيق الاستدامة
  • وزير الكهرباء والطاقة المتجددة فى زيارة ميدانية إلى محطة كهرباء الشباب المركبة بمنطقة القصاصين محافظة الإسماعيلية.
  • وزير الكهرباء يتفقد محطة كهرباء الشباب المركبة في منطقة القصاصين بالإسماعيلية
  • انتعاش الوقود الأحفوري في أوروبا مع تذبذب إنتاج الطاقة النظيفة
  • كيف تكون الطاقة المتجددة نظيفة وموثوقة في نفس الوقت؟
  • وزير البترول الأسبق: اتفاقيات الكوميسا والجافتا تعزز مكانة مصر كمصنع ومُصدر للطاقة
  • وزير البترول الأسبق: 60 جيجاوات و9 معامل تكرير تدعم تحول مصر لمركز طاقة عالمي
  • أوبك تتوقع استمرار ارتفاع استهلاك النفط حتى العام 2050
  • بمليارات الدولارات.. أوبك تتوقع ارتفاع الطلب على الطاقة في 2050
  • وزيرا الكهرباء والإسكان يبحثان خطة التوسع فى استخدامات الطاقة المتجددة