قال الدكتور سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن قرار حسن نصر الله أمين حزب الله سيكون في طهران وليس في الناحية الجنوبية، والمرة الوحيدة التي ظهر فيها حسن نصر الله عام 2006، حينما تخفى وتسلل من لبنان إلى سوريا والتقى بالرئيس السوري، وهذه هي المرة الوحيدة التي ظهر فيها، وفيما عدا ذلك، حسن نصر الله متواجد في أماكن سرية ينتقل من مكان إلى آخر ولكن سرا، وخطاباته تكون متلفزة تُنقل إلى جماهير لا تعرف مكانه.

 

خبير استراتيجي يتحدث عن حزب الله 

وأضاف "غطاس"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "الحكاية" المذاع من خلال قناة "إم بي سي مصر"، أن لم يحدث منذ عام 2006 حتى الآن أن ألقى حسن نصر الله خطابا مباشرة مع المواطنين وأمام الناس، والخطاب المقبل له سيكون على نفس الشاكلة، وهو ما يسموه الإسرائيليون بالفأر المذعور المختبئ، وبالتالي حسن نصر الله حينما يتحدث سيواصل الحديث من مكان مجهول، وسيُنقل في الشاشات الكبرى المنصوبة في الناحية الجنوبية. 

وتابع الخبير الاستراتيجي، أن عام 2006 كانت الحرب الأكبر بين حسن نصر الله وإسرائيل، ومنذ هذا العام لم يشتبك مع الإسرائيليين خاصة بعد القيام باعتداءات متكررة عام 2008 و2009، و2012 و2014، و2021، والآن، ولم يشارك حزب الله في المشاركة في دعم الفلسطينيين رغم الاعتداءات. 

واستكمل، أنه حينما قامت مجموعات فلسطينية من جنوب لبنان بإطلاق صواريخ على شمال إسرائيل تبرأ من الأمر، موضحا أن خطاب حسن نصر الله المقبل، سيعتمد قراره على إيران ورغبتها في الحرب، موضحا أن إسرائيل كل التقارير العسكرية تتحدث أن حزب الله إذا دخل الحرب يمكن أن يؤدي لقتل عدد كبير من الإسرائيليين، وتدمير مؤسسات كبرى وكلام من هذا القبيل. 

وواصل، أن إسرائيل لديها استراتيجية معلنة، قالت فيها إن حزب الله إذا استخدم قوتها النارية الضخمة، فهي مستعدة لشطب الضاحية الجنوبية بالكامل وإبادتها عن بكرة أبيها، وتتوسع في القصف بشكل أكبر، والإبادة في هذا الوقت سيكون بأسلحة لم تستخدمها إسرائيل من قبل.

وتوقع أن يكون خطاب حزب الله يوم الجمعة حماسي لا أكثر مع وضع تحذيرات مثل العادة، أنه إذا تم ضرب العمق اللبناني سيتم الرد عليهم. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حسن نصر الله حزب الله لبنان برنامج الحكاية أديب حسن نصر الله حزب الله

إقرأ أيضاً:

حينما تكـــون فـــي قــائمــة الأرشــــيف !

عبد العزيز السليماني

أرسل ما تشاء من رسائلك القصيرة أو الطويلة، فلا صوت يصدح، ولا جواب يأتي، ولا أبواب تُفتح لقراءة ما تودّ قوله! هذا هو حال الكثير من الناس الذين يضعون تصنيفًا شخصيًّا للبشر؛ كلما بَعُدت درجة الأهمية بالنسبة لهم، كلما كنت بعيدًا عن مرمى التواصل معهم.

أصبحت خدمة الرسائل «الوتسابية» من أكثر وسائل التواصل استخدامًا بين ملايين البشر، سواء كان هذا التواصل صوتيًّا أو كتابيًّا أو مرئيًّا.

في أماكن مختلفة، تجد الناس يشغلون أوقاتهم في مراسلة الآخرين والتواصل معهم، لكن بعض الناس، حتى وإن كان التواصل معهم من أجل العمل، لا يردون على المكالمات الهاتفية، وتبقى الرسائل «الوتسابية» معلقة دون أن تحصل على إذن أو إيضاح لما بها من كلمات.

هذه الأفعال تصدر من فئة معينة من الناس، سرّ ذلك هو أنهم يرون أنك لست مهمًّا بالنسبة لهم، حتى وإن كنت شخصًا بسيطًا «على باب الله». اهتمامات هذه الفئة هي قطع كل حبال التواصل مع الآخرين، حتى وإن لم يكن الأمر يتعلق بطلب شخصي.

عندما تسأل نفسك: لماذا لا يرد على الاتصال؟ ترى من الواجب ألا تزعجه، وتكتفي بإرسال رسالة يتيمة، لتفاجأ بأنها هي الأخرى تظل «عالقة في مكانها»، وتعلم أنك في قائمة الانتظار، وتتمنى الحصول على الرد. والواقع الذي تتنبه له فيما بعد أن كل رسائلك القديمة والحديثة محبوسة في خانة الأرشيف أو تابوت المهملات ــ كما يسميه البعض.

أصبحت «المصلحة» هي التي تحرّك الكثير من الناس نحو اتجاهات الحياة، والارتباط بالأشياء، والتواصل مع الآخرين. وغياب «المصلحة» هو ما يُخرج البعض من نطاق الإنسانية إلى التعامل مع الغير بطريقة غير آدمية. فطالما أنك لست من المُرحّب بتواصلهم معهم -حتى وإن كنت نقيًّا، غير مؤذٍ أو متسلق- تبقى بعيدًا عن «العين والقلب».

عندما تلتقي بشخص لا تريد منه شيئًا سوى أنك تظن به خيرًا، وتخبره بأنك دوما تحاول الاتصال به صوتيًّا وكتابيًّا، وتطالبه بمعرفة الجواب الذي يُقنعك ويفك عنك شر التساؤلات والتخمينات وسوء الظن أحيانًا! تجده يُسرع لفتح كتاب «المبررات»، يذكر لك بأنه مشغول جدًّا في أعماله اليومية، أو لم ينتبه لكثرة الرسائل التي تصل إليه، أو ليس لديه الوقت الكافي للرد حتى وإن قرأ ما كتبت. لذا، فهو «عذر أقبح من ذنب». لكن، لو كانت هناك مصلحة تُرجى منك، فستجده متصلًا طوال الوقت، ولربما منحك اهتمامًا خاصًّا ووقتًا أطول من أي شيء آخر يعترض طريقه.

بعض الناس يتبنى فكرة الرد فقط على الأرقام المسجلة في هاتفه، أما الأرقام الأخرى فلا يرد عليها، حتى وإن كانت لا تطالبه بشيء أو تلزمه بأمر. يرى بأن حياته يجب أن يُسخّرها لنفسه، دون أن يعي أن عليه حقوقًا يجب أن يؤديها للآخرين.

من خلال المواقف والأحداث نكتشف أن أرشفة الرسائل في الهواتف النقالة قد حرمت البعض من فرصة الحصول على الردود، وأصبحت عبارة عن «صندوق مظلم» يرمي فيه بعض الناس مطالب الآخرين، أو يحجب البت في بعض الأمور المهم الرد عليها.

باختصار شديد، الحياة لم تُخلق من أجل الهروب من الآخرين أو تصنيفهم على حسب «المصلحة»، وإنما البشر سواسية في الحصول على الحقوق وأداء الواجبات. فلو لم يكن لدى الآخر شيء عندك، لما طرق بابك. تأكد بأن كف اليد عن مساعدة الغير سلوك سوف يحاسبك الله عليه يومًا، وربما تقع في شر أعمالك إذا اعتقدت بأن حوائج الناس لا تُقضى إلا من خلالك.

بعض المواقف والتصرفات تكشف الكثير من السواد الذي يُخفيه البعض عن الآخرين، فمثلًا عندما تتصل بشخص ما وتجد حسن استقباله لمكالمتك، ثم يدر وجهه عنك، لتجد نفسك غير مرغوب في الرد عليه، فأفضل الأشياء أن تحفظ كرامتك، وأن تنأى بنفسك جانبًا عن هذه النوعية من البشر الذين لا يهمهم إلا أنفسهم، ويُغلّبون مصلحتهم فوق أي شيء.

مقالات مشابهة

  • تقرير عسكري: إسرائيل تفعل في غزة ما لم تفعله ألمانيا بالحرب العالمية
  • تقرير بريطاني: إسرائيل تفعل في غزة ما لم تفعله ألمانيا بالحرب العالمية
  • تقرير بريطاني: "إسرائيل" تقصف مستشفيات غزة بطرق لم تفعلها ألمانيا بالحرب العالمية الثانية
  • ضربة تقضي على النووي .. مخاوف من عودة الحرب بين إيران و إسرائيل
  • اسناد لا يتوقف قولا وعملا..اليمن يستهدف عمق الكيان
  • جدل حول سلوك إسرائيل في غزة.. خبير قانوني: ما يحصل في القطاع لا يرقى لمستوى الإبادة الجماعية
  • حينما تكـــون فـــي قــائمــة الأرشــــيف !
  • خبير عسكري: سحب الفرقة 98 من غزة يؤكد تحول إسرائيل من الهجوم إلى الدفاع
  • دول الخليج تستعد لثلاثة سيناريوهات لمواجهة الصفحة الثانية من حرب إيران- إسرائيل
  • عراقجي: إيران لن تقبل بأن تمضي الأمور كما كانت عليه قبل حرب الـ12 يوم مع “إسرائيل”