جوهرة ثمينة من جواهر الإيمان: خبيء العمل الصالح
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
جوهرة ثمينة من #جواهر_الإيمان: خبيء العمل الصالح
#ماجد_دودين
قال الحبيب المحبوب المصطفى صلى الله عليه وسلّم: ((من استطاع منكم أن يكونَ له خَبيءٌ [خَبءٌ] من عملٍ صالحٍ فلْيفْعلْ)) الراوي: الزبير بن العوام | المحدث: الألباني | المصدر: السلسلة الصحيحة – خلاصة حكم المحدث: صحيح
نعم، إنه ذلك الكنز الخفي الذي لا تراه عيون الناس، ولكن الله يراه ويضاعف أجره.
لماذا نحرص على هذا الخبيء؟
لأنه الترياق الوحيد لمرض الرياء الذي قد يفتك بالأعمال ويبطلها. لأن فيه شفاء للقلب من تعلقها بمدح الناس وخوفها من ذمهم. عندما يكون لك عمل لا يعلم به أحد سوى الله جلّ وعلا وتقدّس، فإنك تشعر بحلاوة الإيمان، وقد يكرمك الله بدرجة الإحسان (أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ) وتكون من المحسنين الذي يحبّهم الله تعالى وقد ذكرهم في خمسة مواضع في القرآن الكريم
﴿وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ سورة البقرة آية 195
﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ سورة آل عمران آية 134
﴿فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ سورة آل عمران آية 148
﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ سورة المائدة آية 13
﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ سورة المائدة آية 93
وكيف يكون لنا هذا الخبيء؟
الأمر أسهل مما نتصور، وأعظم أجراً مما نعتقد. إنه ليس مقصوراً على الأغنياء أو العلماء، بل هو متاح للجميع:
صدقة السر: أن تدفع تمرة أو ريالاً أو درهما أو ديناراً في يد فقير، ولا يعلم به أحد. أو أن تسدّد ديناً عن معسر، وتطلب منه ألا يخبر أحداً. دموع الخشية: أن تبكي من خشية الله في جوف الليل، فلا يراك إلا الرحمن. صلاة الليل: أن تقوم من فراشك الدافئ لتقف بين يدي الله، شاكياً متضرعاً، في ظلمة الليل وهدوئه. صلة الرحم سراً: أن تصل قريباً قطعك، دون أن تذكر له ذلك. ذكر خفي: أن تسبح الله في قلبك وأنت تسير في الطريق، أو في مكتبك. علم نافع: أن تعلم شخصاً شيئاً من الدين أو الدنيا دون أن تنتظر منه شكراً. كلمة طيبة: أن ترفع همة محبط، أو تمسح دموع حزين، دون أن تنتظر منه مقابل.تذكر دائماً:
إن اليوم الذي سنكون فيه أحوج ما نكون إلى هذا الخبيء آت لا محالة. ﴿ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾.
يوم لا ينفع مال ولا بنون أي: لا يقي المرء من عذاب الله ماله، ولو افتدى بملء الأرض ذهبا: ولا بنون} ولو افتدى بمن في الأرض جميعا، ولا ينفع يومئذ إلا الإيمان بالله، وإخلاص الدين له، والتبري من الشرك; ولهذا قال: إلا من أتى الله بقلب سليم} أي: سالم من الدنس والشرك.
قال محمد بن سيرين: القلب السليم أن يعلم أن الله حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور.
يوم نندم على كل لحظة أضعناها في طلب مرضاة الناس على حساب مرضاة الله.
فلينظر كل واحد منا في قلبه وفي رصيده:
ماذا أعددنا من زاد لذلك اليوم؟
ماذا ادّخرنا في صندوق ادّخارنا؟
لا تؤجل هذا الخير. ابدأ اليوم. اختر عملاً صالحاً صغيراً، واجعله سراً بينك وبين الله. ستذوق طعماً للإيمان لم تذقه من قبل.
أسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: ماجد دودين
إقرأ أيضاً:
سورة قرآنية تسمى الكنز وبها الأمان والاستغفار .. تعرف عليها واغتنمها
جعل الله -عزّ وجل- قراءة القرآن الكريم من أفضل الأعمال؛ وفيها خير عظيم وفائدة كبيرة؛ وما يدل على ذلك قوله تعالى: «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ»، (سورة الإسراء: الآية 9)، وأما الدليل على فضل قراءة القرآن الكريم من السنة النبوية، قوله - صلى الله عليه وسلم-«اقرؤوا هذا القرآن فإنه يأتي شفيعًا لأصحابه يوم القيامة»، صحيح مسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم،عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرأوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة" "رواه مسلم".
تسمى بالكنز والأمان وسورة الاستغفار، فأصح ما ورد في هذه السورة عن النبي- صلى الله الله عليه وسلم - قوله: "اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران".
وحث رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن نغتنم القرآن ونواظب على قرأته يوميًا لأنه يأتي شفيعًا لقارئه يوم القيامة، وخص رسول الله سورة "البقرة وآل عمران" وسماهما "الزهراوين"، وسميتا زهراوين لكثرة أنوار الأحكام الشرعية والأسماء الحسنى العلية، وهي تثنية الزهراء وتأنيث الأزهر وهو المضيء الشديد الضوء، أي المنيرتين لنورهما وهدايتهما وعظم أجرهما فكأنهما بالنسبة إلى ما عداهما عند الله مكان القمرين من سائر الكواكب.
سميت سورة آل عمران بهذا الاسم لورود ذكر قصة أسرة "آل عمران" والد مريم آم عيسى وما تجلى فيها من مظاهر القدرة الإلهية بولادة مريم البتول وابنها عيسى عليهما السلام.
وفى سورة آل عمران الكثير من الأحكام والأشياء التي تعطي الإنسان مزيدا من الثقة بدين الله وبكتابه ومزيدا من طمأنينة القلب فيما يقوله الله - سبحانه وتعالى - وفيها يتكلم الله عن كثير من القضايا التي يقع فيها كثير من الناس أصحاب الشكوك النفسية والمعنوية والشكوك في الدين.
سورة آل عمران تسمى سورة الأمان، كما قال الإمام القرطبي (رحمه الله) وتبعه في ذلك خلق كثير من المفسرين على أن هذه السورة تسمى سورة الأمان، وإن كثيرا من المفسرين غير الإمام القرطبي قالوا إن سورة آل عمران كنز من الكنوز، فلو قام الإنسان بسورة آل عمران في ليلة واحدة كتب من القانتين، ولو قرأها الإنسان قراءة في ليلة عُد له ذلك قيام ليلة كاملة.
سورة آل عمران هي السورة الثالثة ترتيبًا في القرآن وعدد آياتها 200 آية ورد في فضل قراءتها أحاديث كثيرة منها:
-عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه اقرأوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة”. رواه مسلم - أحاديث الضعيفة - 1349.
1-قراءة سورة البقرة تطردُ الشّياطين؛ فالشّياطين تنفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة، كما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله عليه الصّلاة والسّلام قال: «لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِى تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ».
2-في قراءة سورة البقرة حفظٌ من الشّرور ووقايةٌ من السَّحرة وسحرهم كما أنّ في قراءتها بركةٌ تعمُّ من قرأها، ومِصداق ذلك ما رُوي في صحيح مسلم عن أبي أُمامة الباهليّ -رضي الله عنه-، أنَّ رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- قال: «اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ»، والمقصود بالغيايتين غيمتان تظلَّان قارئ البقرة، كناية عن حفظه وحمايته، وفرقان أي جماعتان، والبطلة هم السَّحرة.
ومن فضل سورة البقرة
3-لحافظ القرآن بوجهٍ عامٍّ ولحافظ البقرة بوجهٍ خاصٍّ أفضليَّةً وميزةً عن غيره، وممَّا يدلِّل على ذلك ما حدث زمن رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- فقد رُوي أبو هريرة -رضي الله عنه- أنَّه قال: «بعث رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بعثًا، وهم ذو عَددٍ، فاستقرأهم، فاستقرأ كلُّ رجلٍ منهم ما معه من القرآنِ، فأتى على رجلٍ منهم - من أَحدثِهم سِنًّا - فقال: ما معك يا فلانُ؟! قال: معي كذا وكذا، وسورةُ البقرةِ، قال: أمعك سورةَ البقرةِ؟!، فقال: نعم، قال: فاذهبْ، فأنت أميرُهم، فقال رجلٌ من أشرافهم: واللهِ يا رسولَ اللهِ! ما منعني أن أتعلَّمَ سورةَ البقرةِ، إلا خشيةَ ألا أقومَ بها؟ فقال رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: تعلَّموا القرآنَ، واقرءُوه، فإنَّ مثلَ القرآنِ لمن تعلَّمه، فقرأه وقام به، كمثلِ جرابٍ مَحشُوٍّ مسكًا، يفوحُ ريحُه في كلِّ مكانٍ، ومثلُ من تعلَّمَه، فيرقدُ، وهو في جوفِه، كمثلِ جرابٍ وُكِئَ على مِسكٍ»؛ فقد اختار النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- من يحفظ سورة البقرة أميرًا على الجماعة من الصّحابة الذين بعثهم رغم أنَّه أصغرهم سنًَّا، لكنَّه أفضلهم بحفظه لسورة البقرة.