جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-22@16:52:56 GMT

رحلة في صفحات رواية علي كفيتان

تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT

رحلة في صفحات رواية علي كفيتان

 

 

 

حسين الراوي

 

منذ أيام قليلة، في الساعة الرابعة عصرًا، وقبل خروجي من المنزل بثوانٍ، لمحت في إحدى زوايا صالة المنزل كتابًا صغير الحجم نسبيًا وقليل الصفحات، لكن عنوانه كان لافتًا، وتصميم غلافه معبّرًا جدًا عن الهوية والجغرافيا.

تذكرتُ حينها أنَّ ذلك الكتاب كان هدية من أحد الأصدقاء قبل نحو عامٍ ونصف العام، وهذا حال أغلب الكتب التي تدخل بيتي؛ إذ تمكث في محطة الانتظار زمنًا قبل أن يحين موعد تصفحها وقراءتها، ما لم يكن الكتاب في ظرفٍ يستوجب قراءته على وجه السرعة، لسببٍ لا يحتمل التأجيل لأكثر من أسبوعٍ أو عشرة أيام.

اختطفت الكتاب على عجل، ووضعته في جيب حقيبة اللابتوب التي ترافقني أحيانًا حين أشعر أن هناك سطورًا جديدة قادمة.

في المقهى، أخرجت الكتاب الذي اختطفته، رواية "مهاجر من ظفار"، وقلت في نفسي: "أرجو أن أجد منذ البداية في السطور الأولى التي سأقرأها ما يدفعني ويفتح نفسي لأكمل القراءة".

ميزاني في هذا الأمر- إكمال القراءة- حساس جدًا، فأنا أظن أني خبير في معرفة قوة الكاتب، واتساع خياله، وقدرته على الإمساك بزمن الحبكة السردية منذ مروري على الصفحات الأولى من الرواية.

ومنذ بداية سطور الرواية، جذبني أسلوب الكاتب علي بن سالم كفيتان، وكلما تعمقت في القراءة، أدركت أن المؤلف يتقن فن الكتابة بشكل جميل، ويصنع عالمه الروائي بتأنٍ ومزاج.

تابعت قراءة الرواية وأنا أعيش رحلة بطلها، الشاب القادم من ريف ظفار في ستينيات القرن الماضي، المغادر إلى دولة قطر بحثًا عن حياة أفضل لعائلته. شعرت بالحنين والغربة والقلق الذي يرافقه في كل خطوة، وتفاعلت مع التحديات التي واجهها في الغربة، وصعوبة الاندماج في بيئات جديدة، والضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي فرضتها عليه الحياة.

كنت أشرب القهوة أثناء القراءة، مستمتعًا بقرار علي بن سالم كفيتان أن يجعل كتابته شبه مباشرة، خالية من الحشو غير الضروري، ومن الاستعراض اللغوي الذي يرهق روح النص ويجلب الملل ويصرف القارئ عن جوهر الفكرة.

وعندما عاد بطل الرواية بعد أربع سنوات إلى ظفار، شعرت بالارتياح معه، بالعودة إلى الوطن، وبالمشاركة في جهود دعم خطوات السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- وانخراطه في قوات الفرق الوطنية، مساهمًا في تحقيق النصر عام 1975.

قرأت صفحات الرواية الـ123 بشغفٍ وعلى مهلٍ، على مدى فنجانين من القهوة، وعلى الرغم من أنَّ حجم الرواية صغير نسبيًا، فإن معانيها كبيرة وأبعادها عميقة؛ فهي تجربة غنية بالتضحية والحنين إلى الوطن، وتُجسِّد براعة الكاتب في الإمساك بالحبكة السردية وعمق المشاعر الإنسانية، مما يجعلها قراءةً جميلة ومُمتعة.

في ختام هذه القراءة، أود أن أشكر المؤلف على روايته الجميلة، وأخبره بأنني أظن أنَّ بعض القراء ينتظرون- مثلي- روايته القادمة إذا كان يفكر في ذلك.

وأشكر أيضًا الصديق الأستاذ عادل متولي الناشر الذي أهداني هذه الرواية وطلب مني قراءتها، فقد كانت تجربة قراءة غنية. كما أود أن أشكر الأستاذ عادل على إدارته الرائعة لدار نشر "بورصة الكتب"، التي تساهم بشكل كبير في نشر الثقافة في سلطنة عمان وغيرها، من خلال انتقائها المتميز للكتب التي تنشرها.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

جريمة بنغازي.. السلطات تحمّل الأب مسؤولية قتل أبنائه، والشارع يُشكّك في الرواية الرسمية

قالت السلطات الأمنية والقضائية في مدينة بنغازي إنها تواصل تحقيقاتها في واقعة مقتل المواطن حسن خير الله الزوي وأطفاله السبعة، وسط دعوات رسمية وشعبية متزايدة لكشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عن الحادث.

وكان رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، أسامة حماد، قد أصدر بيانا دعا فيه إلى فتح تحقيق شامل وعاجل، مطالبًا الجهات الأمنية والقضائية المختصة بتقديم توضيحات للرأي العام، والتعامل مع الحادث وفق أحكام القانون بما يضمن العدالة ويمنع تكرار مثل هذه الجرائم.

من جهته، رجح مدير أمن بنغازي، صلاح هويدي، فرضية إقدام الزوي على قتل أطفاله السبعة ثم الانتحار، مستندًا إلى التحقيقات الأولية، والأدلة الجنائية، وأقوال ذوي المتوفى وزوجاته.

وأشار إلى أن المديرية تنسق مع النيابة العامة، التي ستصدر بيانًا مفصلًا يوضح ملابسات الحادث وتداعياته، محذرًا من نشر معلومات خاطئة من شأنها زعزعة الأمن العام.

وفي السياق ذاته، نعت مراقبة التربية والتعليم في بنغازي الضحايا، مؤكدة أن الأب وأطفاله السبعة، الذين لقوا حتفهم في الحادث، من طلبة المدارس، ووصفت الواقعة بأنها “حادث أليم وصادم”، معربة عن تعازيها لأسرهم.

الرواية الرسمية لقيت تشكيكا واسعا من مواطنين ومتابعين، حيث أثارت الفرضية جدلا وغضبا على مواقع التواصل الاجتماعي، مع مطالبات بإجراء تحقيق شفاف ومستقل، والتأكد من صحة الأدلة والاستماع إلى كافة الأطراف.

بدورها، طالبت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، بفتح تحقيق عاجل وشامل في واقعة العثور على المواطن حسن الزوي وأبنائه مقتولين داخل سيارتهم بمنطقة الطلحية في بنغازي، وذلك عقب تداول مقطع فيديو للحادثة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي بيان لها، دعت المؤسسة مكتب المحامي العام ببنغازي ووزارة الداخلية إلى كشف ملابسات الجريمة وتقديم الجناة للعدالة، مؤكدة وجود مؤشرات واضحة على أنها “جريمة مدبرة”، مستبعدة الروايات المتداولة حول إقدامه على الانتحار بعد قتل أطفاله.

وأشارت المؤسسة إلى التصاعد الملحوظ في جرائم القتل والعنف الاجتماعي مؤخراً في ليبيا، مستشهدة بحوادث مماثلة وقعت في مدينتي العجيلات ومصراتة خلال الشهر الماضي.

وكان قد تم العثور على جثث حسن الزوي وأطفاله مساء يوم الاثنين داخل سيارتهم بمنطقة الهواري غرب بنغازي، مصابين بأعيرة نارية في الرأس، في مشهد وثقته مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل، ما أثار صدمة واسعة في الشارع الليبي.

ولا تزال النيابة العامة تواصل التحقيق في القضية، وسط ترقب شعبي لبيان رسمي يكشف ملابسات الحادث ويوضح حقيقة ما جرى.

المصدر: قناة ليبيا الأحرار

بنغازيحسن الزويرئيسي Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • عطر الأثرياء الذي لا يشيخ.. رحلة الباتشولي من طارد للحشرات إلى ملابس النبلاء
  • جريمة بنغازي.. السلطات تحمّل الأب مسؤولية قتل أبنائه، والشارع يُشكّك في الرواية الرسمية
  • اللجنة الملكية لشؤون القدس.. مؤسسة للتوعية بقضية القدس ومواجهة رواية الاحتلال
  • «تحدي القراءة» يبدأ رحلة التصفيات.. والتتويج غداً
  • محسن الوكيلي: الروایة لعبة خطرة تعید ترتیب الأشیاء
  • أهمية النقد الأدبي في مسيرة الكاتب
  • باحثون يبتكرون جهازًا للمكفوفين يمكنهم من القراءة
  • تعرف على الرواية الرسمية لمقتل القذافي
  • هشام عادل :كل الانتقادات للفرح جاية من صفحات أخرى عايزة تتشهر