صراحة نيوز:
2025-10-22@16:52:57 GMT

العشيرة.. دفء الانتماء لا نار العصبية

تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT

العشيرة.. دفء الانتماء لا نار العصبية

صراحة نيوز- بقلم / أ.د.بيتي السقرات/ الجامعة الأردنية

حين قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين: «أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب»، كان في قوله تأكيد على صدق نبوته واعتزازه بأصله ونَسَبه، فهو من بني عبد المطلب، أحد فروع قريش الكبرى، لكنّ تأكيده هذا لم يكن مباهاة بالنسب أو العصبية، بل تعبيرًا عن الفخر بالانتماء الأصيل الذي يجمع بين الرسالة والقيم، ويؤكد أن النسب الشريف مقرون بالحق والثبات والإيمان.


وهذا المعنى العميق في الاعتزاز بالأصل والانتماء القيمي هو ما يعكس جوهر مفهوم العشيرة في المجتمع الأردني.

فالعشيرة ليست مجرد رابطة دم أو اسم، بل منظومة قيمية واجتماعية تقوم على الدفا والوفا، وعلى التكافل والتراحم، وعلى الوقوف مع الحق، وحماية النسيج المجتمعي من التشرذم والانقسام.
العشيرة الأردنية هي الامتداد الطبيعي للأصالة، وهي البذرة التي نبتت منها الدولة الأردنية الحديثة، فكانت على الدوام الرافعة والسند، وحاضنة القيم التي تربى عليها الأردنيون جيلاً بعد جيل.

ولذلك، لا يجوز أن تُشيطن العشيرة أو تُختزل في سلوكيات فردية أو مظاهر خاطئة، فالعشيرة ليست مثار جدل ولا أداة للاستقواء أو التعصب. بل هي منظومة وفاء وانتماء، نابعة من تاريخ من المروءة والشهامة والكرم والنخوة، تعزز الاستقرار، وتعمق الانتماء، وتشكل عماد البناء الاجتماعي والوطني.
إن تشويه صورة العشيرة أو تصويرها وكأنها رمز للهمجية أو التخلف هو جهل بحقيقتها ودورها، فالعشيرة الأردنية كانت وستبقى صمام الأمان للمجتمع، ومصدر الدفا الاجتماعي الذي يحفظ الناس في الشدة والرخاء، وهي الأصل الذي لا نستغني عنه ولا نقبل المساس به.

وقد عبّر جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله، عن مكانة العشائر الأردنية بقوله:

“العشائر الأردنية كانت وستبقى صمام الأمان للوطن، ورافعة الدولة الأردنية، وشريكة في مسيرة البناء والتحديث.”

كلمات جلالته تمثل بوصلة الانتماء الحقيقي، فالعشيرة الأردنية قلبًا وقالبًا مع الملك ومع ولي عهده الأمين، يعلنون الولاء والوفاء والانتماء الدائم، ويقفون صفًا واحدًا خلف الوطن في مواجهة كل محاولات الإساءة أو الفتنة أو زرع الشكوك بين أبناء المجتمع الواحد.

العشائر الأردنية ترفض العشائرية المميتة التي يُراد بها الاستقواء أو الإساءة أو إثارة الفتن، لأن العشيرة ليست وسيلة للنفوذ، بل عنوان للعطاء، وليست سلاحًا للتفرقة، بل جسرًا للوحدة.
هي نموذج للتماسك الاجتماعي، تستمد شرعيتها من تاريخها وقيمها، وتترجم ولاءها بالفعل لا بالقول، في العمل والعطاء والالتزام.

فالعشيرة الأردنية، التي بنت الدولة ووقفت في خندق الوطن منذ بدايات التأسيس، ستبقى صامدة على هذا النهج الأصيل:
دفا في العلاقات، وفاء في الانتماء، ونبلاً في الموقف، لا تسمح لأحد أن يشوه صورتها أو يقلل من دورها.
فهي الأصل الذي نحتمي به، والهوية التي نفخر بها، والدرع الاجتماعي والإنساني الذي يجمعنا على المحبة والاحترام، في ظل قيادة هاشمية حكيمة ومخلصة، تقود السفينة بثبات نحو المستقبل.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام العشیرة الأردنیة

إقرأ أيضاً:

الاعتلال النفسي والاضطرابات العصبية المرتبطة به

الاعتلال النفسي هو حالة معقدة متعددة الأوجه؛ حيث يتميز بمجموعة من السمات العاطفية والتفاعلية، كنقص التعاطف أو الشعور بالذنب أو الندم، بالإضافة إلى الاندفاعية والجاذبية السطحية، بالرغم من الفهم الواسع لتقييم الاعتلال النفسي، إلا أنه لا يزال هناك فجوة كبيرة في فهم الاضطرابات العصبية المرتبطة بهذا الاضطراب النفسي الحاد، الذي يقدر بأنه يصيب حوالي 1% من سكان العالم. التعمق في الأسس العصبية الحيوية للاعتلال النفسي يتم من خلال دراسة ثلاث مناطق حيوية في الدماغ؛ وهي اللوزة الدماغية والقشرة الجبهية والهياكل شبه الحوفية الممتدة، حيث تلعب كل من هذه المجالات دورًا محوريًا في التشوهات السلوكية والعاطفية التي لوحظت في الأفراد ذوي السمات النفسية المرضية، إحدى المناطق الرئيسية المتأثرة في أدمغة الأفراد الذين يظهرون سماتٍ نفسية هي اللوزة الدماغية، وهي المنطقة المسؤولة عن معالجة المشاعر كالخوف والقلق. المصابين بالاعتلال النفسي يظهرون نشاطًا ضئيلًا في اللوزة؛ ما قد يفسر استجاباتهم الخافتة للخوف وضعف قدرتهم على إدراك الضيق لدى الآخرين، ويعد هذا الخلل الوظيفي بالغ الأهمية في فهم سبب انخفاض حجم المناطق الأمامية من الدماغ لدى الأفراد المصابين باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع بنسبة 18% تقريبًا، عند تعرض المصابين بالاعتلال النفسي لصور تظهر وجوهًا مخيفة أو انتهاكات أخلاقية ينخفض نشاط اللوزة الدماغية بشكل ملحوظ مقارنةً بالأفراد غير المصابين بالاعتلال النفسي، ويبرز هذا النقص في الاستجابة الانفصال العاطفي، وعدم الحساسية الأخلاقية وهما من السمات المميزة للاعتلال النفسي؛ ما يقدم تفسيرًا عصبيًا بيولوجيًا لهذه السمات السلوكية، من المناطق الحرجة الأخري المتورطة في الاعتلال النفسي، هي قشرة الفص الجبهي التي تلعب دورًا أساسيًا في الوظائف التنفيذية مثل مراقبة السلوك، وتقييم النتائج، ودمج العواطف في عمليات صنع القرار، غالبًا ما يظهر المصابون بالاعتلال النفسي انخفاضًا في حجم قشرة الفص الجبهي، ما يضعف بشدة قدرتهم على التعلم من التجارب العاطفية، وبالتالي يؤثر على اتخاذهم للقرارات المستقبلية، وقد يدفع هذا النقص المصابين بالاعتلال النفسي إلى التقليل المستمر من عواقب أفعالهم، حيث لا يستطيعون معالجة ردود الفعل العاطفية ودمجها بشكل كامل، وكلما زاد الخلل الوظيفي في هذه المنطقة زادت شدة السلوك النفسي، حيث يتسبب بانخراط الأفراد المصابين في سلوكيات متهورة وغير مسؤولة دون مراعاة النتائج السلبية المحتملة، يتجاوز الخلل في الدماغ السيكوباتي الجهاز الحوفي، ليصل إلى المناطق المجاورة له، والتي تعرف مجتمعةً بالجهاز شبه الحوفي، حيث ترتبط هذه المناطق بمجموعة أوسع من الوظائف الإدراكية، بما في ذلك معالجة الذاكرة والتجارب، المصابين بالاعتلال النفسي يعانون من انخفاض في المادة الرمادية داخل هذه المناطق، ما يسهم في حدوث تشوهات في الذاكرة والإدراك، وقد يفسر هذا الانخفاض في حجم الدماغ سبب معالجة المصابين بالاعتلال النفسي للذكريات بطريقة مختلفة جذريًا، حيث غالبًا ما ينظرون إلى دورهم في الأحداث الماضية بانفصال أو تحريف، ويمكن أن تعزى الفجوة العاطفية الملحوظة لدى الأفراد المصابين بالاعتلال النفسي إلى ضعف قدرة هذه المناطق الدماغية، ما يعقد قدرتهم على التواصل مع الآخرين وفهم الأهمية العاطفية لتجاربهم، وكلها تؤدي إلى العجز العاطفي وضعف اتخاذ القرار والتشوهات المعرفية الملحوظة لدى الأفراد المصابين بالاعتلال النفسي.

NevenAbbass@

مقالات مشابهة

  • مدبولي: المواطن يتحمل فاتورة الإصلاحات التي تقوم بها الدولة
  • الاعتلال النفسي والاضطرابات العصبية المرتبطة به
  • خالد يوسف: السينما ليست ترفيهًا بل أسلوب حياة يجب أن نحافظ عليه
  • وزيرة التضامن الاجتماعي تستقبل وزيرة الدولة للتعاون الدولي بدولة قطر
  • وزير الدولة للتعاون الدولي تجتمع مع وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية
  • الأغذية العالمي: المساعدات التي تصل إلى شمال غزة ليست كافية
  • اعلام الفيوم يناقش رؤية الدولة المصرية فى التحديات التي تواجه الامن القومي
  • برلمانية الوفد: رسائل السيسي في الندوة التثقيفية حلول جذرية للتحديات التي تواجه الوطن
  • برلماني: كلمة الرئيس السيسي خلال الندوة التثقيفية الـ42 جسدت معاني الانتماء للوطن