تعرف على حكم ترك الصلاة وكفارتها
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
ترك الصلاة يُعد تكاسلًا كبيرًا من الكبائر في الإسلام، واعتبر أبو حنيفة ومالك والشافعي أن من يتهاون في أداء الصلاة يُعتبر فاسقًا وعاصيًا، وهذا الرأي مدعوم بآيات قرآنية تشير إلى أن الله لا يغفر الشرك الأكبر، ولكن ترك الصلاة يبقى من الكبائر ومصير الفاعل يعتمد على إرادة الله.
وفقًا لهؤلاء العلماء، تعد ترك الصلاة ككسل في الأداء أقل خطورة من الشرك الأكبر في العقيدة.
من جهة أخرى، يعتبر بعض العلماء، مثل الإمام أحمد وبعض أهل العلم الآخرين، أن تارك الصلاة يعتبر كافرًا.
ويستندون في ذلك إلى حديث آخر عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول إن العهد بين المسلمين والكفار هو الصلاة، ومن تركها يعتبر كافرًا.
إجمالًا، هناك اختلاف في الرأي بين العلماء حول ترك الصلاة وكيفية تصنيفه.
ترك الصلاة جحدًا
إن ترك الصلاة جاحدًا هو مسألة تعني عدم أداء الصلاة مع الإنكار على صحتها، وهذا المصطلح مأخوذ من الفعل "جَحَدَ"، والذي يعني عدم الاعتراف بحق شيء. هناك اختلاف في الحكم الشرعي لترك الصلاة جاحدًا وفقًا للظروف الشخصية للفرد:
- إذا كان الشخص تخلف عن أداء الصلاة وهو حديث الإسلام أو لم يكن على دراية بواجب الصلاة، فيجوز تعذيره في هذه الحالة، وذلك بسبب جهله بواجب الصلاة.
- إذا ترك الصلاة جاحدًا وهو معترف بواجبيتها وكان يشهد أن المسلمين يصلون ولم يؤدي الصلاة، فيُعتبر كافرًا ومنكرًا للإسلام، لأن وجوب الصلاة واضح في القرآن والسنة، والإنكار على واجب ديني يؤدي إلى خروج الشخص من دائرة الإسلام.
على العموم، الفقهاء اتفقوا على أن من ترك الصلاة جاحدًا وعلم بواجبها يُعتبر كافرًا، واستندوا إلى أدلة قرآنية وأحاديث نبوية تؤكد واجب الصلاة.
كفارة ترك الصلاة
ترك الصلاة كسلًا يوجب على الشخص القضاء على ما فاته من الصلوات الفرضية التي تركها.
ويجب عليه أن يبادر إلى أداء هذه الصلوات بجدية، ويستمر في تعويضها مع كل فرض آخر يؤديه. إذا زاد على ذلك وقضى صلوات إضافية، فهذا يعتبر أفضل.
أما الشخص الذي ترك الصلاة جاحدًا، فليس عليه كفارة وليس عليه قضاء، لأنه في هذه الحالة يُعامل ككافر ويجب عليه التوبة إلى الله تعالى والندم على ترك الصلاة والعودة إلى الإسلام.
وتارك الصلاة جاحدًا يختلف حكمه عن تارك الصلاة كسلًا، حيث الكفارة والقضاء تختلف تمامًا بين الحالتين.
أهمية الإلتزام بالصلاة
الصلاة تحمل أهمية كبيرة في الإسلام وفي حياة المسلمين.
إليك بعض النقاط التي توضح أهمية الالتزام بالصلاة:
- الصلاة هي أدنى واجب ديني: تعتبر الصلاة واحدة من أهم الفرائض في الإسلام وأدنى واجب ديني يجب على المسلم أداؤه. إنها أساس العبادة والاتصال المباشر مع الله.
- تعبير عن التواصل مع الله: الصلاة تمثل وسيلة للمسلمين للتواصل مع الله والاقتراب منه. من خلال الصلاة، يمكن للمسلمين التعبير عن إيمانهم وتقديرهم لله.
- مصدر للهدوء والروحانية: الصلاة تقدم للمسلمين لحظات من الهدوء والانغماس في الذكر والتأمل. إنها تساعد في تهدئة النفس وزيادة الروحانية.
- قيم تربوية: تعلم الأطفال والشباب أهمية الالتزام بالصلاة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على تربيتهم وأخلاقهم.
- تأهيل للآخرة: الصلاة تمثل إعدادًا للحساب يوم القيامة. إذا تمت بصورة صحيحة وبإخلاص، فإنها تكون وسيلة للنجاة والدخول إلى الجنة.
- تعزيز الروابط الاجتماعية: الصلاة في المساجد تعزز التلاحم والتواصل بين أفراد المجتمع المسلم.
بشكل عام، الالتزام بالصلاة يعزز الروحانية الشخصية ويساهم في تحقيق التوازن والسعادة في الحياة، وهو جزء مهم من الإسلام والعبادة المخلصة لله.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ترك الصلاة حكم ترك الصلاة اهمية الصلاة
إقرأ أيضاً:
هل التسبيح أثناء خطبة الجمعة يبطل الصلاة.. عطية لاشين يجيب
ورد إلى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر سؤال من أحد المتابعين قال فيه: "أثناء خطبة الجمعة كان مع جاري مسبحة يسبح عليها طوال الخطبة، فقلت له إن صلاتك باطلة، فهل ما قلته صحيح؟"
فأجاب الدكتور لاشين موضحًا أن الله سبحانه وتعالى قال في القرآن الكريم: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)، مشيرًا إلى عِظم يوم الجمعة وفضله، فقد بدأ الله فيه الخلق، وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعة إجابة لا يُرد فيها الدعاء، كما يُستحب الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ في هذا اليوم.
وأوضح أن صلاة الجمعة لا تجب إلا بتوافر شروطها كالإسلام، والبلوغ، والعقل، والصحة، والاستيطان، والذكورة، ولها شروط صحة من بينها أن تُؤدى في جماعة وفي وقت صلاة الظهر، وتسبقها خطبتان.
وأشار إلى أن من آداب الجمعة الاستماع والإنصات للخطبة، مستدلًا بقول النبي ﷺ: (ومن مس الحصى فقد لغى)، موضحًا أن الانشغال بالتسبيح أثناء الخطبة أمر مكروه ويفوّت الأجر الكامل، لكنه لا يبطل الصلاة.
وأضاف أن قوله ﷺ: (ومن لغى فلا جمعة له) يُحمل على نفي الكمال لا الصحة.
وختم الدكتور لاشين بالتنبيه على أن لكل وقت عبادة تناسبه، ووقت الخطبة هو للإنصات لا للذكر أو التسبيح، ناصحًا من يمسك بالمسبحة أثناء الخطبة أن يتركها ويصغي لما يقال.