الثورة نت:
2025-07-13@00:14:12 GMT

غزة.. وصواريخ السيد!!

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

أحمد يحيى الديلمي

 

 

خلافاً لما يروجه البعض ممن لا يُعجبهم العجب ولا الصيام في رجب عن الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة التي تطلقها قيادة الثورة على الأراضي المحتلة، وخلافاً لما يقول هؤلاء القابعون في زوايا الخوف التي وصلت عقولهم إلى مرحلة التدجين والذين تحول الوهم لديهم إلى مخاوف لا وجود لها إلا في أعماقهم، خلافاً لكل ذلك سمعت فلسطينياً يعيش في كندا وهو يتحدث عن الخزي والعار الذي يعيشه العرب وحالة اليأس والحرمان التي أصابت المواطن العربي نتيجة عمالة حُكامه وانقيادهم للبيت الأبيض، فقال “لقد عاد إلينا بعض الدم العربي وشعرنا بالنخوة والاعتزاز عندما سمعنا أن صواريخ السيد الحوثي وصلت إلى مطار اللد وبعض المناطق في الأراضي المحتلة، أنا كفلسطيني من زمان أعتز بانحداري من اليمن وأن أسرتي هاجرت مُنذ زمن سحيق إلى فلسطين، ولكن هذا الاعتزاز تعاظم أكثر عندما سمعنا عن هذه الصواريخ والطائرات المسيرة التي أقلقت الصهاينة وقضت مضاجعهم، لا أُريد أن أقول أنها كانت الحاسمة لكنها كانت البداية العظيمة التي نأمل أن تبعث في بقية العرب ولو قليلاً من النخوة وتدفعهم إلى نصرة إخوانهم في فلسطين الذين يذوقون مرارة الموت في كل ثانية من الأطفال والنساء والشيوخ وكلهم ينتظرون نجدت إخوانهم بلا جدوى وكأن الدم العربي قد تخثر وأصابته الجرثومة الصهيونية وأصبح يتحدث باسمها “، انتهى كلام الفلسطيني، ومن خلاله نعرف مدى مُراهنة إخواننا في فلسطين الجريحة بإخوانهم العرب بلا جدوى، والإعلام العربي والخليجي بالذات يتحدث عن بضعة ملايين من الدولارات وملابس ممزقة يقولون أنها ذهبت إلى غزة لتحمي أطفال هذه المدينة الجريحة من حر البرد وتستر أجسادهم النحيلة عندما تكشفها صواريخ العدو وضرباته البغيضة، إذاً الفلسطينييون لا يزالون يراهنون وسيظل رهانهم مرهوناً بمن يتحرك ويُقدم ولو شيئاً بسيطاً لهذا الشعب المظلوم المكلوم الذين تكالب عليه العالم بما في ذلك أبناء جلدته، لا أقول الكل ولكن الغالبية منهم .


لا أدري كيف سيواجه القادة العرب الموت وهم يُحاسبون في الآخرة ناهيك عن الدنيا، وقد رأوا بأُم أعيُنهم أشلاء الأطفال ممزقة والنساء مبعثرة وكل شيء أصبح في غزة مُباحاً والعدو الصهيوني يُرسل حِمم الرصاص بين ثانية وأخرى، ليس الرصاص فقط بل الصواريخ والقنابل المدمرة التي تُصيب الأطفال والنساء وتهدم المنازل فوق رؤوس قاطنيها، بل وتمتد إلى المستشفيات وأماكن العبادة وكل ما له علاقة بالحياة، والعرب يتمادون بالاستنكار والتنديد والشجب، من يستنكر من، ومن يشجُب من، وبمن تلوذون أيها العرب، أمريكا هي العدو الأكبر، عودوا إلى تصريحات بلينكن وزير الخارجية الأمريكي في الأردن وعلى بُعد أميال من غزة الجريحة، وهو يتحدث عن مستقبل غزة بعد انتهاء العدوان، وكأنهم يُرسلون للعالم كيف يصلون ويدخلون مساجد العبادة، وأنتم تلوذون بهذه الدولة وبأوروبا رغم علمِكُم المسبق أن بريطانيا هي من زرعت هذا السرطان الخبيث في قلب الأمة، وسلمت هذه الأرض المقدسة إلى الصهاينة المشردين وجمعتهم من عالم الشتات ليدّعو بأن فلسطين أرض الميعاد، وهي دعوة باطلة تُكذبها كل الكُتب التاريخية والإثباتات الماثلة في الواقع .
لم يبق أمامكم أيها العرب إلا أن تخفوا وجوهكم في الرمال وتبقى أجسامكم عارية حتى لا يطالكم سخط أمريكا، وهذا هو الحال القائم الآن وأنتم تتغنون به وتفرضون على شعوبكم الخضوع والذل والاستكانة، افتحوا المجال أمام الشعوب وهي كفيلة بأن تتحرك وأن تمد إخوانها في فلسطين، لأن النخوة العربية لم تمت والدم العربي لا يزال يغلي وسيكون الحاسم إن شاء الله، والنصر قريب لأن نتنياهو بدأ يحس بالخذلان وعدم الرضا حتى عن نفسه، لأنه لم يُحقق شيئاً من الأهداف التي دمر غزة من أجلها وقتل الأطفال والنساء بسببها، فكل شيء لا يزال على حاله، الصواريخ تنطلق من غزة وعلى مرأى ومسمع من القبة الحديدية، وأبطال حماس والقسام الميامين مُرابطون في مواقعهم ينتظرون ساعة الخلاص من هذا الصهيوني العفن، نسأل الله التأييد والسداد لإخواننا في غزة والنصر المبين إن شاء الله، والله من وراء القصد ..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حين يغيب العقل.. يتحدث الجسد

حين يُنهك العقل من كثرة التفسير، حين تتراكم الأسئلة دون أجوبة، وحين لا يبقى للكلمات معنى…

يتنحّى العقل، ويُطفئ الضوء.

وحينها، يتقدّم الجسد.

الجسد لا يُجيد البلاغة، ولا يتقن البيان.
لكنه حين يتكلم… لا يكذب.
هو لا يراوغ، لا يُجامل، لا يساوم.

يرتجف حين نخاف، يضطرب حين نُقصي ذواتنا عن المشهد، ينكمش حين تُغلق الأبواب في وجه أرواحنا، وينطق — بطريقته — عندما يُمنع علينا البوح.

في بدايات شبابي، كنت أكتب على الصفحة الأولى من كل كتاب عبارة لا أعرف من أين جاءت، لكنها كانت تشبهني:

“عندما يغيب العقل يتحدث الجسم”
واليوم فقط فهمت ما كنت أكتبه.

ليس العقل هو القائد دائمًا، وليس المنطق هو الحَكم.
فكم مرة غصّ حلقي أمام جمعٍ من الناس دون أن أكون مريضًا؟
وكم مرة ارتعشت يدي وأنا أمدّها لسلام، كأنني أرتكب خطيئة؟
كنت أختبئ خلف ابتسامة وادعة، لكن جسدي كان يصرخ في الداخل:
“أرجوك، لا ترني لهذا الضوء، لا تسلّطني في هذا المشهد، لا تجعلني هدفًا للعيون…”

لم يكن رهابًا، بل كان جسدي يتكلم بدلاً من عقلي، لأن عقلي خذلني، وانشغل بإحصاء احتمالات الإحراج والفشل.

ثم قرأت نصًا، كأنّه كُتب عني… لكنه كان أوسع.

لم يكن عن كلية مزروعة، بل عن الرفض ذاته، حين يُزَرع في بيئة لا تعرف كيف تحتضن المختلف.

كتبت د. ظافرة عن الرفض حين يُنتزع من مكانه، ويُلقى في مجتمع لا يُشبهه.

كل من حوله يرفضه:

الأطفال لا يمدّون له أيديهم،
الكبار لا ينظرون إليه،
والمكان الجديد يضيق به، بلا ماء، بلا رحمة.

لم يكن الرفض مذنبًا…
لكنه كان غريبًا.

والغريب، في منطق بعض المجتمعات، لا يستحق إلا أن يُقصى، حتى وإن كان يحمل الخير.

أفكّر أحيانًا:
كم منّا خُلع من مكانه، وزُرع في بيئة لا تُشبهه؟
كم منّا رفضه المحيط لأنه لم يُشبههم؟
كم منّا صرخ من الداخل: “أنا لا أنتمي هنا”… لكن صوته لم يخرج من حنجرته، فاضطر أن يُخرجه من عضلة، من رعشة، من مرض؟

الجسد لا يكذب.
والألم الحقيقي… لا يختبئ إلى الأبد.

حين يغيب العقل، يتحدث الجسد.
فإمّا أن نُصغي باكرًا… أو ننتظر الصراخ المتأخر من مكانٍ لا يُسمع فيه شيء.

مقالات مشابهة

  • حين يغيب العقل.. يتحدث الجسد
  • السفير الإيراني لدى موسكو: الصواریخ لا تستطیع تدمیر علومنا النووية
  • روسيا تشن هجمات على غرب أوكرانيا بطائرات مسيرة وصواريخ
  • إيران ترفع سقف التحدي.. التخصيب يصل 60% وبرنامج الصواريخ «خط أحمر»
  • سفير أوكرانيا في بريطانيا: نقترح نقل الصواريخ الأمريكية القديمة إلى كييف
  • غارات إسرائيلية على غزة تسفر عن 43 شهيداً معظمهم من الأطفال والنساء
  • لجنة انتخابات مجلس الشعب تعزز مشاركة الأطباء والنساء في الحوار الانتخابي
  • الإعلامي الحكومي بغزة:استشهاد 15بينهم 19 أطفال و3 نساء في جريمة جديدة يرتكبها العدو الصهيوني
  • هواجس إسرائيل من الصواريخ اليمنية وسيناريوهات وقف الهجمات
  • 16 شهيدا فلسطينيا غالبيتهم من الأطفال والنساء في مجزرة جديدة يرتكبها العدو الإسرائيلي في دير البلح