وزير الزراعة: مصر بوابة الصين للأسواق الإفريقية والعربية والأوروبية
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
أكد السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن العلاقات الصينية المصرية، شهدت تميزا كبيرا وواضحا في الفترة الأخيرة، نظرا للعلاقات القوية بين القيادة السياسية في البلدين، وصلت إلى مرحلة الشراكة الاستيراتيجية في مجالات كثيرة، منها النقل والطيران والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والرقمنة والمشروعات الخضراء، والهيدروجين الأخضر والأمونيا والطاقة الجديدة والمتجددة، والموانئ والأنشطة الصناعية وتحلية المياه وغيرها من المشروعات التي تدعم التعاون الثنائي بين البلدين.
وأضاف، لعل انضمام مصر إلى مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013، تؤكد على اهتمام القيادة السياسية بالدولة المصرية وتعزيز التعاون مع جمهورية الصين، حيث كانت مصر من أوائل الدول التي انضمت لتلك المبادرة اعتبارها منصة دولية للتعاون وتوثيق الروابط الاقتصادية والتجارية بين آسيا وأروبا إفريقيا.
دور الدولة المصرية في مبادرة الحزام والطريقوتابع: عملت الدولة المصرية كلاعب رئيسي في هذه المبادرة من خلال دعم خدمات اللوجستيات، ووجود أهم ممر ملاحي بها وهو قناة السويس وتطويرها بصفة مستمرة، باعتبارها الشريان الملاحي الأول الذي يربط بين الشرق والغرب، وله دورا كبيرا في تسهيل حركة التجارة الدولية.
جاء ذلك خلال الكلمة التي القاءها وزير الزراعة اليوم أمام المنتدى الصيني الأفريقي في الزراعة والذي يعقد حاليا في العاصمة الصينية بحضور السادة وزراء الزراعة والمسئولين بالدول الأفريقية.
و تقدم وزير الزراعة في بداية كلمته بالشكر إلى دكتور تانج رينجيان، وزير الزراعة والتنمية الريفية، على الدعوة الكريمة للمشاركة وحسن الاستقبال وكرم الضيافة، كما رحب بجميع السادة الوزراء وكل الجهات المشاركة في المنتدى.
وقال السيد القصير: إن توقيت انعقاد هذا المنتدى يأتي في غاية الأهمية نظراً لما يمر به العالم من أزمات وتحديات متتالية ومتشابكة، بدءً من جائحة كورونا ومرورا بالأزمة الروسية الأوكرانية والصراع الحالي في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى التغيرات المناخية، وجميعها أحدثت متغيرات أدت الى ارتفاع أسعار السلع والخدمات والطاقة والاسمدة ونقص الإنتاجية الزراعية وتوقف سلاسل الامداد والتوريد وارتفاع أسعار الشحن والنولون والتأمين، وقيام بعض الدول بتقييد صادراتها من السلع الغذائية، وهو الأمر الذى عانت وتعاني منه الدول الأفريقية باعتبارها من أكبر الدول استيرادا للمواد الغذائية، فضلاً عن عدم توافر القدرات التخزينية الكبيرة ونقص التمويل،
أهمية التعاون الإفريقي الصينيوأكد وزير الزراعة، على أهمية التعاون الإفريقي الصيني لدعم التنمية والاستثمار في دول القارة، وتمكينها من بناء أنظمة زراعية وغذائية مستدامة وأكثر صمودا وشمولا، ولتمكينها أيضا من تمويل برامج التكيف والتخفيف لمواجهة الآثار الناتجة عن التغيرات المناخية خاصة وأن الدول الأفريقية مساهمتها في الانبعاثات الكربونية باتت محدودة جدا،
وأشار القصير إلى أن القارة الإفريقية تمتلك موارد طبيعية واقتصادية هائلة ما بين أراضي صالحة للزراعة بملايين الهكتارات، وثروات هائلة من التعدين والغاز الطبيعي والغابات والمراعي الطبيعية والحياة البرية، وتحتفظ بنسبة كبيرة من الموارد الطبيعية في العالم من مصادر الطاقة المتجددة وغير المتجددة، كما أنها تمتلك موارد بشرية عظيمة معظمها من الشباب، إلا أنها مازالت تواجه ضعف في توفير احتياجات شعوبها من الغذاء، اذ يعانى أكثر من 220 مليون مواطن من سوء ونقص التغذية، كما تعانى من نقص التمويل المحفز والميسر.
وتابع: تحتاج أيضا إلى تدعيم بناء القدرات وإدخال التكنولوجيا والابتكار ودعم منظومة اللوجستيات، والحاجة الماسة إلى تخفيف حدة الصراعات والتوترات السياسية بما يحقق قدرا من الاستقرار، الذى يساهم بصورة أكبر في تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة، لدعم وتمويل برامج التنمية لديها، كما تحتاج إلى آليات وجهود لتدعيم التجارة البيئية بينها وبين الدول الكبرى خاصة جمهورية الصين الشعبية.
المنتدى الصيني الأفريقيوقال وزير الزراعة: إن المنتدى الصيني الأفريقي يعد نموذجا فاعلا للتعاون بين أطرافه، فضلًا عن أن العلاقات بين الدول الأفريقية ودولة الصين، قد نمت بشكل كبير ومتزايد خلال السنوات الماضية بداية من انطلاق هذا المنتدى عام 2000، حيث أصبحت الصين الشريك التجاري الأكبر لدول القارة الأفريقية، وتنوعت مجالات التعاون ما بين التجارية والاقتصادية والثقافية والتعليم العالي وغيرها.
حجم التجارة البينية بين الصين وإفريقياوأضاف القصير، أن حجم التجارة البينية بين الصين وافريقيا بلغ حوالي 185 مليار دولار خلال التسعة أشهر الأولى من عام2021، ولعلها قد تزايدت بشكل كبير خلال إحصائيات السنوات التالية، إضافة إلى التعاون في مجال البنية التحتية وتدفق الاستثمارات لتمويل كثير من المشروعات لدعم برامج التنمية في كثير في دول القارة.
وأكد السيد القصير، أن الدولة المصرية قامت بتطوير البنية التحتية والتوسع في المناطق الصناعية والاقتصادية، وإنشاء ممرات وطرق مع دول الجوار، كما أن مصر مؤهلة لأن تكون مركز لوجستي عالمي، وكل هذه المشروعات وغيرها تؤدي الى دفع وتكمين الدول الكبرى خاصة الصين من النفاذ الى الأسواق الإفريقية والعربية والأوربية، كما أن العلاقات المصرية الصينية المتميزة والمتطورة تؤهلها لأن تكون مركزا للتحرك الصيني داخل القارة الإفريقية نظرا للاعتبارات السابقة وموقعها الاستراتيجي.
ولعل مشاركة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الدورة الثالثة لمنتدى الحزام والطرق للتعاون الدولي، التي عقدت في العاصمة الصينية بكين في 17 و18 أكتوبر الماضي، وتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الثنائية بالبلدين في مجالات متعددة، تعزز هذه العلاقة المتميزة.
العلاقات بين وزارتي الزراعة في جمهورية الصين الشعبية وجمهورية مصر العربيةواختتم القصير حديثة، بتطور العلاقات بين وزارتي الزراعة في جمهورية الصين الشعبية وجمهورية مصر العربية خلال السنوات الأخيرة، واستهدفت الوصول الى مرحلة الشراكة الاستراتيجية، حيث شملت تدعيم مشروعات مشتركة في مجال البحوث التطبيقية، واستنباط أصناف عالية الإنتاجية، والقادرة على التعامل مع التغيرات المناخية، ومكافحة التصحر وتعزيز التجارة البينية بين البلدين من المنتجات الزراعية وغيرها، إضافة إلى توقيعنا على خطة العمل لدعم التعاون الثنائي بين البلدين للثلاث أعوام القادمة، من 2023 وحتى 2025.
كما أشار إلى أن التعاون الصيني الإفريقي يعد نموذجا متميزا للتعاون بين الدول، وسوف يسهم بقدر كبير في دعم برامج التنمية في دول القارة الإفريقية.
اقرأ أيضاًالزراعة تتابع توزيع تقاوي القمح والأسمدة ومنع التعديات على الأراضي في بني سويف
وزير الزراعة يتوجه إلى الصين للمشاركة في المنتدى الثاني للتعاون الصيني الأفريقي
«الزراعة» تشارك في ورشة لتحويل نظم الأغذية المستدامة بالشرق الأدنى وشمال إفريقيا
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي التعاون الثنائي السيد القصير وزير الزراعة المشروعات الخضراء مبادرة الحزام والطريق العلاقات الصينية المصرية حركة التجارة الدولية المنتدى الصيني الأفريقي القارة الإفریقیة الدول الأفریقیة جمهوریة الصین وزیر الزراعة دول القارة
إقرأ أيضاً:
إبراهيم شقلاوي يكتب: منتدى أصحاب المصلحة وحوض النيل
في سياق إقليمي تتزايد فيه التحديات المرتبطة بإدارة الموارد المائية والتغير المناخي، تنطلق في الثامن عشر من يونيو 2025 فعاليات المنتدى الإقليمي الثالث لأصحاب المصلحة المبتكرين، المنعقد في نيروبي، كينيا، بتنظيم من المكتب الإقليمي الفني لحوض النيل الشرقي (ENTRO). ويأتي هذا الحدث الحيوي تحت عنوان “التعاون في حوض النيل من أجل التكيف مع تغير المناخ (NCCR)”، ليؤسس لمسار أكثر عمقاً وفعالية في الحوار بين مختلف مكونات النسيج السياسي والاجتماعي والإعلامي لدول حوض النيل الشرقي.
يمثل هذا المنتدى فرصة استراتيجية لإعادة تعريف أطر التعاون الإقليمي، في ظل توترات مائية متزايدة وسياقات مناخية متغيرة تفرض على دول الحوض تجاوز المواقف التقليدية لصالح نماذج أكثر ابتكاراً في العمل المشترك. ويُنتظر أن يشارك السودان، إلى جانب دول الحوض الأخرى، في هذا الحدث، باعتباره أحد الفاعلين المحوريين في ملف النيل، بحكم موقعه الجغرافي وأدواره التاريخية في المفاوضات المتعلقة بمياهه.
المنتدى هذه المرة يعمل بطريقة مبتكرة إلى جانب النخب السياسية التقليدية، يسعى إلى توسيع قاعدة الحوار من خلال إشراك فئات جديدة، ذات تأثير نوعي، تشمل: القيادات الدينية من الديانتين الإسلامية والمسيحية، الدبلوماسيين السابقين ممن راكموا خبرات طويلة في إدارة ملفات النيل، الصحفيين من المؤسسات الإعلامية المؤثرة، إضافة إلى البرلمانيين الذين يملكون سلطة التشريع والرقابة. هذه المقاربة الجديدة تعكس توجهاً نحو خلق خطاب عام مشترك يدعم الرؤية التعاونية، ويقلل من التوترات الناتجة عن سوء الفهم أو نقص المعلومات.
كذلك يهدف المنتدى إلى تحقيق جملة من الأهداف السياسية والتنموية الدقيقة، من أبرزها: ترسيخ الحوار القائم على الحقائق، لتجاوز النزاعات الخطابية التي طالما عطلت فرص التفاهم الإقليمي. بجانب تعزيز الوعي الجماعي ببرامج مبادرة حوض النيل (NBI) وبرنامج العمل الإنمائي للنيل الشرقي (ENSAP)، وتوسيع دائرة الفهم حول أدوارهما الحيوية في دعم التنمية المستدامة والتعامل مع آثار تغير المناخ. كذلك إلى كسب التأييد السياسي والإعلامي لصالح المشاريع الإقليمية المشتركة، وخلق بيئة من التفاهم حول التحديات والمصالح المتقاطعة.
ايضاً من الاهداف المهمة التي لفت نظر الخبرات والمراقبين هي تحويل المعلومات الفنية إلى معرفة سياسية قابلة للتوظيف في صنع القرار، سواء في المجالات البيئية، أو المائية، أو الجيوسياسية. هذا يمكن من إعادة بناء الثقة بين دول الحوض، بهدف تجاوز حالة الجمود في المفاوضات، وتهيئة الظروف للتوصل إلى توافقات شاملة بشأن القضايا العالقة.
إن تنظيم هذا المنتدى في هذا الظرف الإقليمي الدقيق يعكس إدراكاً متنامياً لدى الجهات المعنية بضرورة الانفتاح على أطراف جديدة في الحوار، والابتعاد عن الحلقات المغلقة التي أدت في السابق إلى تعثر العديد من المبادرات. كما يُعد مؤشراً على رغبة متزايدة في إدماج البعد المجتمعي والديني والإعلامي في مسارات التعاون الرسمي، بما يشكل دعماً سياسياً وشعبياً لأي اتفاقات مستقبلية.
بالتالي، لا يقتصر المنتدى على كونه فعالية تبادلية للأفكار، بل يُعتبر منصة استراتيجية لإعادة صياغة سردية حوض النيل من منظور تشاركي، يقوم على إدراك أن الأمن المائي والمناخي لا يمكن أن يتحقق بمنأى عن التعاون الحقيقي والنية السياسية الصادقة.
بالنظر إلى #وجه_الحقيقة، فإن المنتدى الإقليمي الثالث لأصحاب المصلحة لا يُعد مجرد مساحة للحوار، بل يمثل محطة مفصلية في مسار بلورة رؤية مشتركة لمستقبل التعاون بين دول الحوض. ففي ظل التحديات الوجودية المتزايدة، بات من الضروري تبني نهج جديد يتخطى الجمود السياسي، ويعزز منطق التفاهم الإقليمي كخيار استراتيجي لا غنى عنه. وتأتي أهمية هذه الرؤية من قدرتها على التوفيق بين التباينات، وإبراز المصالح المتقاطعة بوصفها منطلقاً لتكامل المصالح. ومن هذا المنطلق، جاء حضور السودان في هذه الفعاليات إيماناً منه بأهمية الانخراط الفاعل في جهود بناء الثقة، وترسيخ أسس التعاون المشترك، من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وصون أمن شعوب الحوض واستقرارها ورفاهيتها.
دمتم بخير وعافية.
إبراهيم شقلاوي
الإثنين 16 يونيو 2025 م Shglawi55@gmail.com