خبير عسكري: مقاتلو القسام يملكون جرأة وإقداما فريدين ولا مناطق سيطرة للاحتلال
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري، إن المشاهد النوعية الأخيرة التي بثتها الجزيرة لكتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تظهر جرأة وإقداما فريدين لمقاتلي القسام، كما تثبت أن المعارك لا تزال ضارية في مختلف محاور قطاع غزة، حتى ما يزعم الاحتلال الإسرائيلي السيطرة عليها.
وأظهرت المشاهد مقاتلي القسام وهم يستهدفون دبابات وآليات إسرائيلية في مدينة غزة، كما تضمنت صور ملابس عسكرية لعدد من الجنود الإسرائيليين وقلاداتهم ومعداتهم، وجانبا من معارك في محاور عدة بمدينة غزة خلال الأيام الماضية، يظهر خلالها المقاتلون وهم يتحركون بين شوارع المدينة ومبانيها التي دمرها القصف الإسرائيلي.
ولفت الدويري -في تحليل للجزيرة- إلى أن هذه المشاهد لمعارك من المفترض أنها في مناطق تشهد سيطرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، لكنها تثبت بشكل واضح أن المعارك فيها لا تزال ضارية، ومن ثم فإن التوصيف الأمثل لها أنها مناطق اشتباك وليست مناطق سيطرة.
ويرى الخبير العسكري أن هذه المشاهد تظهر جرأة وإقداما وجدارة في الأداء العسكري بمعارك من مسافة الصفر، وتؤكد أن العناصر المنفذة "غير عادية"، وترتكز على عقيدة وتضحية لا يمكن تجاهلها أو إنكارها، كما أنها تخفي تفاصيل أخرى، لم يكشفها القسام عن مصير من تم استهدافهم من جنود الاحتلال.
وأضاف أن الفرق المنفذة لديها منظومة عمل استخباري وقدرة على المتابعة الحثيثة لتحديد أماكن قوات جيش الاحتلال، ثم التحرك والخروج في الوقت والمكان المناسبين، واعتماد التأني والدقة في هذه العمليات بشكل لافت.
لا مثيل لهاوأشار إلى أن القدرة على هذا الأداء بعد نحو 45 يوما من القصف المكثف لجميع مناطق غزة والدمار الكبير الحاصل بسبب ذلك القصف، يؤكد أن هذه المعركة لم يشهد التاريخ مثلها، وأن ما قدمته المقاومة من تضحيات لم يؤثر على أدائها في المعركة، في ظل اتساع دائرة القتال.
وبشأن مشهد استهداف قوات الاحتلال المتمركزة في مستشفى الرنتيسي، رأى الدويري أن ذلك أعطى رسالة لقوات الاحتلال أن وصولها وسيطرتها على مربع المستشفيات لن يحول دون القدرة على استهدافهم فيها، مضيفا "كما أن الجيش فرض على غزة أنه لا مكان آمن بها، فإن القسام فرض عليه كذلك أنه لا مكان آمن بمناطق الاشتباك".
ولم يستبعد الخبير العسكري أن يقوم جيش الاحتلال بهجوم بري على مناطق الجنوب، لكن إذا حصل ذلك فإن الأمر لا يعني نجاحا في القاطع الشمالي، وإنما بحثا عن مخرج بذلك الهجوم.
ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات مشتركة لا تملك أغلب الجيوش القدرة على تنفيذها، حيث تشارك فيها جميع الأسلحة وهو ما يتطلب أداء تكامليا يتم توظيفه في الصراع بين الدول الكبرى والمتقدمة، في حين يقوم به الجيش الإسرائيلي ضد جماعات مقاتلة ذات إمكانيات محدودة.
ويرى الدويري أن صدى هذه المقاطع سيكون كبيرا على أهالي أفراد جيش الاحتلال الذين يشاركون في العمليات البرية، خاصة من لا يستطيع التواصل معهم، إذ سيتوقع أن يكون من بين من قتل أو أصيب أو ربما أسر في تلك المواجهات التي أظهرتها تلك المقاطع.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تأمر بإخلاء مناطق في خان يونس وسط تصعيد عسكري وتحركات أمريكية لصفقة تبادل أسرى
أصدر الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، إنذارًا بالإخلاء الفوري لسكان مناطق بني سهيلا وعبسان والقرارة في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، محذرًا من هجوم وشيك وصفه بـ "غير المسبوق".
إنذار بالإخلاء الفوريفي بيان رسمي، دعا الجيش الإسرائيلي سكان المناطق المذكورة إلى التوجه فورًا نحو منطقة المواصي غربًا، معتبرًا محافظة خان يونس "منطقة قتال خطيرة".
استقالة مفاجئة لمدير «مؤسسة غزة الإنسانية».. وبرنامج الأغذية العالمي: 500 ألف فلسطيني على شفا المجاعة الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر بالإخلاء لسكان محافظة خان يونس و"بني سهيلا" و"عبسان" و"القرارة" في قطاع غزةيأتي هذا الإنذار بعد عمليات قصف مكثفة استهدفت مناطق متعددة في القطاع، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، بينهم أطفال ونساء.
تحركات أمريكية لصفقة تبادل أسرىفي سياق متصل، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الولايات المتحدة تعمل على تقديم مقترح جديد لصفقة تبادل أسرى في غزة خلال الأسبوع الجاري.
حسب صحيفة "يسرائيل هيوم"، فإن واشنطن تعكف على وضع مقترح جديد لصفقة تبادل في غزة وتدرس طرحه خلال الأسبوع الجاري.
تصعيد ميداني ومخاوف إنسانيةتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد ميداني متواصل في جنوب قطاع غزة، حيث تشهد خان يونس غارات جوية واشتباكات برية متكررة منذ أسابيع.
وقد أعربت منظمات إنسانية عن قلقها من تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، خاصة مع تزايد أعداد النازحين وصعوبة إيصال المساعدات الإنسانية.