قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن ساعات ما قبل بدء تنفيذ الهدنة ستكون حاسمة وعنيفة من الجانبين، مؤكدا أن جيش الاحتلال سيخاطر من أجل تحقيق مكاسب على الأرض قبل وقف القتال.

وأوضح الدويري في تحليل للجزيرة أن الساعات التي تسبق وقف إي إطلاق نار تكون ساعات حاسمة وعنيفة وخصوصا مع جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يعتمد تاريخيا إحداث اختراقات لتحقيق ثبات أرضي قبيل دخول وقف القتال حيز التنفيذ.

وأعرب عن اعتقاده بأن القوات الإسرائيلية ستحاول اختراق جنوب جباليا بأقصى قوة وسرعة قبل دخول الهدنة -التي تم الإعلان عنها صباح اليوم الأربعاء- حيز التنفيذ.

ووفق ما تم الإعلان عنه، فسيبدأ الوقف المؤقت للقتال بعد 24 ساعة من المصادقة عليه، أي بحلول فجر الجمعة.

وقال الدويري إن الاحتلال يروج منذ أيام إلى أنه يحاصر جباليا على غير الحقيقة، وبالتالي سيحاول اختراقها بسرعة وبإسناد بقصف جوي ومدفعي وبحري عنيف، أملا في كسب مئات الأمتار أو تقسيم شمال غزة إلى 4 أقسام قبل بدء تفعيل الهدنة.

ورغم أن هذه المحاولة تحمل نوعا من المخاطرة، إلا إن جيش الاحتلال سيحاول الاستفادة من هذا الخرق لإعادة تموضع قواته الموجودة على خط التماس خلال وقف القتال لأن هذا لا يعتبر خرقا، كما يقول الخبير العسكري.

في المقابل، يتوقع الدويري أن تقوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعمليات مضادة للتحرك الإسرائيلي على غرار ما جرى في جحر الديك والمستشفى الإندونيسي، وأن تقوم أيضا بقصف تل أبيب لإرسال رسالة مفادها أنها تفاوض من موقف قوة وندية.

واضعة الجسور

وعن الآلية الجديدة التي أرسلها جيش الاحتلال إلى غزة، قال الدويري إنها تسمى واضعة الجسور وإنها تابعة لسلاح المهندسين وتستخدم لسد فجوات عميقة مائية أو أرضية، مشيرا إلى أن الاحتلال يتوقع وجود خنادق أرضية في مناطق مثل خان يونس التي تعتبر أقل كثافة من حيث عدد المباني عن مدينة غزة.

وفيما يتعلق بقنابل المدافع 155 ملليمترا التي زودت بها الولايات المتحدة الجيش الإسرائيلي رغم اعتراضات العديد من المنظمات الأميركية، قال الدويري إنها تستخدم لإصابة أهداف تتراوح بين 18 و30 كيلومترا.

وهناك عدة أنواع من هذه القنابل بعضها يحدث قدرات تدميرية كبيرة وخصوصا النوع القابل للتشظي ويوقع ضحايا كثرا في الأماكن المزدحمة مثل غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: جیش الاحتلال

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: غياب الدعم الأميركي يربك الحسابات الإسرائيلية في اليمن

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد ركن متقاعد إلياس حنا إن غياب الدعم الأميركي يربك الحسابات الإسرائيلية في عملياتها ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، مشيراً إلى أن التحول الأكبر في المشهد هو انسحاب الأميركيين من المواجهة المباشرة واتجاههم نحو الحوار.

وأعلنت القناة الـ13 الإسرائيلية -اليوم الأحد- أن سلاح الجو بدأ هجوما على موانئ الحوثيين في اليمن، بعدما أصدر تحذيرات لليمنيين بإخلاء 3 موانئ هي رأس عيسى والحديدة والصليف.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قال إن الجيش أصدر اليوم تحذيرات بضرورة إخلاء 3 موانئ يمنية، مشيرا إلى أن جماعة أنصار الله اليمنية تستخدم هذه الموانئ.

وأوضح حنا أن الطائرات الإسرائيلية تواصل شن غارات على الموانئ اليمنية، متسائلاً عن الجدوى العسكرية من إعادة قصف أهداف يدعي الجانب الإسرائيلي أنه دمرها سابقاً.

وأشار إلى أن المعضلة الإسرائيلية تكمن في أنها مضطرة للرد دون أن تملك معلومات جديدة عن بنك أهداف يؤثر فعلياً على قدرات الحوثيين في إطلاق الصواريخ والمسيرات.

وبحسب العميد حنا، فإن ما يجري اليوم في اليمن هو ما يسمى بـ"تعاهد الأهداف" حيث يتم قصف نفس المواقع مراراً دون تأكد من استخدام الحوثيين هذه المرافق فعلياً، مشبهاً العمليات الإسرائيلية بضرب الماء دون نتيجة تذكر.

إعلان

مقاربة متغيرة

ويرى الخبير العسكري أن غياب الدعم الأميركي لا يقتصر على الانسحاب من العمليات العسكرية ضد الحوثيين فحسب، بل يمتد إلى تحول جوهري في المقاربة السياسية الأميركية.

فالغياب الأميركي ليس فقط غيابا عن اليمن، بل يتعداه إلى حديث مباشر أو غير مباشر مع الحوثيين وحديث مباشر مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وهو تحول في المقاربة السياسية للحوار الأميركي مع لاعب من خارج إطار الدولة سواء في اليمن أو مع حماس.

وأضاف حنا أن هذا التحول أجبر إسرائيل على العمل منفردة، معتبراً أن الحوثيين وصلوا إلى مرتبة متقدمة في العلاقة مع واشنطن، إذ باتوا يتحدثون مع الأميركيين بشكل مباشر أو غير مباشر.

ويأتي هذا التطور في وقت يستعد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب للإعلان عما وصفه بـ"الخبر الأكثر أهمية وتأثيراً على الإطلاق" مما يشير إلى احتمال حدوث تغييرات مهمة في المقاربة الأميركية للأزمات الإقليمية.

استنزاف مكلف

وتطرق العميد حنا إلى الكلفة الباهظة التي تتكبدها إسرائيل في عملياتها ضد اليمن، موضحاً أن الولايات المتحدة زودت إسرائيل بذخائر بما تقارب قيمته 8 مليارات دولار، لكنها تستنزف هذه الذخيرة على مسافات طويلة دون تحقيق نتائج ذات قيمة.

وفصّل الخبير العسكري التحديات اللوجستية التي تواجهها إسرائيل في عملياتها اليمنية، حيث تواجه ضغوطاً في عامل المسافة والأهداف وقياس النجاح.

فعند قصف هدف ما، يجب التأكد من مدى نجاح القصف وتحييد الهدف، وهو ما قد يتطلب عمليات متكررة على نفس الهدف في حال عدم التأكد.

وتمثل المسافة البالغة ألفي كيلومتر بين إسرائيل واليمن استنزافاً كبيراً للطائرات الإسرائيلية -بحسب الخبير العسكري- إذ تبلغ كلفة تحليق طائرة "إف-16" (F-16) ما بين 40 و60 ألف دولار في الساعة، هذا عدا كلفة الذخيرة. وتتطلب هذه العمليات تزويداً بالوقود للطائرات في الجو مما يضيف تعقيدات تكتيكية وإستراتيجية إضافية.

إعلان

وفي سياق تحليله للأسلحة المستخدمة، أوضح العميد حنا أن إسرائيل تستخدم عدة أنواع من الطائرات في غاراتها على اليمن، منها القاذفة "إف-16" وكذلك "إف-15" التي تؤمن الهيمنة الجوية.

ردع مستحيل

ورغم كل هذه القدرات الهجومية، يؤكد حنا أن الحوثيين لم يرتدعوا، مشدداً على أن الردع يظل دائماً في عقل المردوع الذي لن يتراجع طالما يمتلك وسائل الرد، مؤكدا أن الحوثيين لا يزالون قادرين على المبادرة والرد، بل وصل الأمر إلى حد استباقهم للعمليات التي تخطط لها إسرائيل.

ورغم ذلك، يلفت الخبير العسكري إلى أن إسرائيل ترى أنها تتمتع بأريحية معينة في استهداف الحوثيين كونهم لاعبا غير دولي لا يملك منظومات دفاع جوي متطورة مثل تلك التي تمتلكها الدول.

مقالات مشابهة

  • خبير إسرائيلي يحذر من طوق عسكري تعمل تركيا على إحاطة الاحتلال به
  • طائرات الاحتلال تشن غارات عنيفة على غزة ورفح – فيديو
  • خبير عسكري: غياب الدعم الأميركي يربك الحسابات الإسرائيلية في اليمن
  • صحيفة إيطالية: زيارة ترامب لدول الخليج تجارية بحتة والهدنة مع الحوثيين ستكون قصيرة الأجل (ترجمة خاصة9
  • عاجل- ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 2720 شهيدًا و7513 مصابًا منذ استئناف العمليات في مارس
  • عراقجي: طهران تصر على حقوقها النووية.. وإسرائيل تسعى لإضعاف البلدان الإسلامية
  • المقاطعة تتقدّم وإسرائيل تُعزل في عقر دار داعميها
  • الدويري: المقاومة غيرت مقاربتها وزيادة الاحتلال لقواته لن يحقق أهدافه
  • خبير عسكري: تصاعد نشاط المقاومة يعكس جاهزيتها لتوسيع عمليات الاحتلال
  • الدويري: أبواب الجحيم 2 معركة حقيقية تؤكد دقة كمائن المقاومة