جدلية ازمة المحاماة والتهميش الدستوري لهيئات المحامين
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
كلما اقترب موعد الانتخابات المهنية الا وازداد الحديث عن أزمة المحاماة التي تفاقمت في السنوات الاخيرة بشكل لم يسبق له مثيل، وإن كان لا زال هناك من يردد خلاف ذلك، ولا شك أن لكل واحد مبرراته ومعاييره، لكن أليس الدستور هو المعيار الأسمى ؟ فالدساتير المتعاقبة قد تجنبت ذكر المحامين او هيئاتهم منذ أول دستور للمملكة الصادر سنة 1962 الى غاية دستور 2011 الحالي خلافا لدساتير معظم دول العالم .
وبطبيعة الحال فإن التهميش الدستوري لهيئات المحامين يختلف عن عدم ” دسترة المحاماة ” التي تباينت بشأنها الآراء، والتي سنتناولها لاحقا، كما يختلف عن دسترة “ حقوق الدفاع ” بمقتضى الفصل 120 من الدستور .
حيث ان إجماع الدساتير الستة المتوالية على التهميش التام لهيئات المحامين لدرجة عدم ذكر كلمة محام، لا في ديباجاتها ولا في متونها يعد أسوأ من عدم دسترة المحاماة “، مما يتعين الوقوف عنده مليا، والتساؤل عن دور هذا المعطى في تفاقم أزمة المحاماة ؟
لا شك ان الدستور هو المصدر الأسمى للشرعية والمشروعية، وهو ميزان القوى الحقيقي بين السلط والمؤسسات والهيات، وأن أي مؤسسة او هياة لا تتبوأ فيه مكانتها أو تمثيليتها المستحقة في مؤسساته العليا، سينعكس ذلك لا محالة، سلبا على مكانتها الاعتبارية والرمزية، وسيؤدي مع مرور السنين الى إضعافها وتفاقم أزماتها، كما حدث لهيئات المحامين .
ومما لا شك فيه، ان إضعاف المحاماة هو إضعاف لمنظومة العدالة، التي ناضلت كافة مكوناتها طيلة العقود الماضية من أجل استقلال القضاء الى أن تحقق على أرض الواقع .
ولا وجود لعدالة حقيقية بمحاماة مهمشة، او دولة قانون بدون هياة دفاع عن سيادة القانون .
فإلى متى ستبقى المحاماة مهمشة، والمحامون لا ذكر لهم في الدستور، وشركات محاماة الذكاء الاصطناعي العابرة للقارات قادمة لا محالة ؟
انه موضوع جدير بطرحه للمناقشة، سيما بين الجيل الجديد من المحاميات والمحامين الشباب الذين يستلمون مشعل المحاماة للدفاع عن الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان .
فمن الواضح ان التدافع وتسجيل الأهداف وتحقيق المكاسب، تدور داخل مربع الدستور وليس على هامشه كما كان يعتقد البعض، وذلك باعتبار الدستور هو مصدر الحقوق والحريات وهو الضامن لها رغم ما يوجه اليه من انتقادات قد نتفق بشأن أهميتها او نختلف، وأبوابه مفتوحة أمام المنظمات النقابية والمهنية وغيرها الواردة في فصوله المتعددة، والممثلة في مؤسساته ذات الصلة بإصدار القوانين لتحقيق مطالبها المشروعة، اما الهيئات المهنية غير الممثلة في تلك المؤسسات، كهيئات المحامين فقد تم تركها لمصيرها ولأزماتها المتفاقمة .
وبالتالي، اذا كانت أزمة المحاماة الى جانب كونها أزمة قانون وتقاليد وأعراف وتكوين وموارد وغيرها، فماذا عن جانبها الدستوري؟
ألم يؤد غياب المحامين الطويل عن الدستور وتطوراته بسبب الصراعات السياسية والايديولوجية، الى عدم تخويل هيئات المحامين أي تمثيلية في المؤسسات الدستورية ذات العلاقة بالتشريع، مما أدى الى فسح المجال لتمرير قوانين خاصة وعامة ذات صلة بالمحاماة حبلى بالأزمات !
ومن نتائج ذلك أيضا، تضييق مجال اشتغال المحامين، وإرهاقهم بضرائب غير عادلة، وشجع على الاحتكار غير المشروع، وسطو جهات اخرى على اختصاصاتهم، ومنافسة غير مشروعة من مكاتب أجنبية للمحاماة، وعدم الزام الادارة بتنصيب محام في قضاياها خرقا لمبدأ مساواة الأطراف أمام القضاء، وعرقلة تفعيل المادة 30 من قانون المهنة، بشأن تمثيل المحامين للمرتفقين أمام مختلف الادارات والمرافق العمومية، بهدف إبقائهم بعيدين عما ترتكبه من خروقات قانونية في كثير من الأحيان، وتركهم مكدسين في ممرات المحاكم، حيث يعاني أغلبهم من بطالة مهنية…والقائمة طويلة.
المصدر: اليوم 24
إقرأ أيضاً:
زيادة معاشات المحامين | تفاصيل انعقاد مهم لـ عمومية النقابة
أعلنت اللجنة القضائية المشرفة على الجمعية العمومية لنقابة المحامين، برئاسة المستشار أمين عثمان، نتيجة تصويت اعضاء الجمعية العمومية على عدد من البنود التي أقرها مجلس النقابة وتتعلق بزيادة المعاشات واعتماد الميزانية.
ووجه " عثمان" في مؤتمر صحفي عقب انتهاء الفرز، الشكر لمجلس النقابة العامة للمحامين، برئاسة عبدالحليم علام ، وجميع اعضاء المجلس على جهدهم البذول لانجاح الجمعية العمومية المنعقدة اليوم ، والتي اسفرت عن حضور ٤٠٤٠ عضو من اعضاء الجمعية العمومية والتي جاءت وفقا لكل بند على حده كالتالي:
تعديل المعاش ٣٩٩٢ صوت الباطلة ٢٨ صوت
اعتماد الميزانيات ٣٩٢٨ صوت الباطل ١١٢ صوت
زيادة الدمغة ٣٩٥٣ صوت الباطلة ٨٧ صوت
زيادة الاشتراك السنوي ٣٩٤٧ صوت الباطل ٩٣ صوت
اعتماد رسم الدراسة بمعهد المحاماة ٣٨٩٧ صوت الباطلة ١٤٣ صوت
عزل مراقب الحسابات الحالي وتعيين اخر مع تقدير اتعابه ٣٩٣٤ صوت الباطلة ١٠٦ صوت
وجاءت الاصوات وفقا لقبول البند أو رفضه كالتالي:
تعديل المعاش ٣٦٧٦ والرفض ١١٦
اعتماد الميزانيات الموافق ١٨٥٠ صوت غير الموافق ٢٠٧٨ صوت
زيادة الدمغة ٢٠٣٤ صوت غير الموافق ١٩١٩ صوت
زيادة الاشتراك السنوي الموافق ١٩٨٦ صوت غير الموافق ١٩٦١
اعتماد رسم الدراسة الموافق ٢٠٦٧ صوت غير الموافق ١٨٣٠ صوت
عزل مراقب الحسابات وتعيين اخر الموافق ٣٠٥٤ صوت غير الموافق ٨٨٠ صوت .
وأكد "عثمان" شرفت اللجنة القضائية بالتعاون مع مجلس النقابة بانجاز وانجاح الجمعية العمومية ومراعاة ارادة اعضاء الجمعية ، من حيث التصويت لكل بند على حده وهو ما عبر تعبيرا حقيقيا عن ارادة الجمعية العمومية، واوضح ان البند الذي يبطل لا يؤثر على باقي البنود.