صدى البلد:
2025-12-14@18:24:49 GMT

منى أحمد تكتب: غزة وشبح فيتنام

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

انتهت الهدنة الإنسانية وعمليات تبادل الأسري والمحتجزين  بين الجانبين الفلسطيني والأسرائيلي بعد 7 أيام  واستأنفت تل أبيب قصف واستهداف المدنيين الفلسطينيين.


وتأتي الهدنة بعد حرب استمرت أكثر من 45 يوما، مارست فيه الدولة العبرية كل أشكال الإبادة ضد المدنيين العزل من أبناء الشعب الفلسطيني، محققة خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات والبنية التحتية.


 

صدمة السابع من أكتوبر دفعت قادة إسرائيل بالتسلسل الهرمي إلي حافة الجنون, بعد أخذ رجال المقاومة الفلسطنينية المبادرة لأول مرة, بتنفيذ عملية مباغتة ناجحة زلزلت الكيان الأسرائيلي داخل مستوطنات غلاف غزة ، وحلحلت الصورة الذهنية للأساطير المختلقة عن الدولة العبرية الأقوي في المنطقة العربية, التي تمتلك أسلحة  قادرة علي تدمير كل من يقف ضد مصالحها وترتكز علي جيش لا يقهر وأجهزة أستخباراتية متطورة.


وجاء مشهد طوفان الأقصي مذلا ومهينا لإسرائيل ,علي أيدي بضع مئات من المقاومين أستطاعوا في خلال ساعات باساليب بدائية أجتياح عدد من المستوطنات ,والسيطرة علي قواعد عسكرية وإحداث خسائر بشرية وأسر المئات رغم وجود أنظمة دفاعية متطورة مثل السياج الحدودي والقبة الحديدية.


وتوالت التصريحات الدموية عن حرب أنتقامية قادرة علي تغير منطقة الشرق الأوسط  , وحاول رئيس الوزارء بنيامين نتنياهو الذي تواجه حكومته انقسامات شديدة في الداخل الاسرائيلي ,الحفاظ علي بعض من ماء وجهه بعمليات وحشية ضد المدنينين العزل ,أوقعت الآف الضحايا  بين حرجي وصرعي ,أغلبهم من الأطفال والنساء وسط صمت دولي مخجل علي المجازر المرتكبة.


وفقدت تل أبيب السيطرة في أستخدام القوة غير المنضبطة, بحصولها علي الدعم العسكري والسياسي من الحليف الأبدي الأمريكي والدول الغربية ,الذين تبنوا الرواية اسرائيلية بان عملية طوفان الاقصي شبيهة بهجمات 11سبتمبر لتبريرعمليات التطهير العرقي والأبادة للمدنينين العزل.   
لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ,استطاعت المقاومة أن تظهرالوجه القبيح للدولة العبرية التي  دائما ما تجيد لعب دور الضحية لرفع مستوي جرائمها غير المسبوقة في التاريخ الأنساني ،وتنتفض شعوب العالم  لأول مرة عكس حكوماتها منددة بالممارسات الوحشية ضد العدوان الأسرائيلي وقتل الأبرياء.


لكن هل إسرائيل ترغب  فعلا في العودة لأحتلال غزة , وهو مالم يظهر جليا حتي الأن , لكن المؤكد أن أسرائيل تريد إنهاء المقاومة الفلسطينية في غزة, التي تؤرق وجودهم وخاصة أنها احد الفصائل المدعومة من العدو الاقليمي اللدود لها ايران.


سيناريوهات مفتوحة علي كل الأحتمالات و كلها قابلة للتغير, إحداها سيناريو تهجير الفلسطنينين الذي تحاول دولة الأحتلال أن تنفذه بملاحقة المدنيين للنزوح جنوبا ,وهو ما رفضه بشكل قاطع وصريح الرئيس عبد الفتاح السيسي وملك الأردن , في ظل جهود كبيرة تقوم بها مصر وعدد من الدول العربية , لتقديم مساعدات أنسانية  وأحتواء الموقف المتفجر لانهاء الحرب علي غزة. 


ويشكل احتلال غزة مغامرة للدولة العبرية خوفا من الأنزلاق لمواجهة مسلحة طويلة الأمد, وهو سيناريو يثير مخاوف قادة الجيش الأسرائيلي , فما زال مستنقع فيتنام أحد التجارب المؤلمة التي كبدت الولايات المتحدة الأمريكية خسائر فادحة , يلوح أمام دولة الاحتلال و الأقرب للتحقيق, فإعادة الأحتلال في ظل وجود عشرات الآلاف من المقاتلين سيؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي , وهو ما لم ترغب فيه إسرائيل ولا المجتمع الإسرائيلي مهيأ لقبوله.


وقف العدوان علي غزة مرهون بالصمود الفلسطيني ,ويتوقف مشهد تحقيق الأنتصار الأسرائيلي  علي مدي قوة  المقاومة  , وستبقي  كلمة الفصل لصاحب النفس الأطول , وكلما استطاعت الفصائل المقاومة تمديد المعركة والوصول بقوات الأحتلال لمرحلة الانهاك والأحراج الدولي أمام العجز في تحقيق الأهداف , كلما استطاعت أن تحول المحنة الفلسطينية إلي منحة لتسويات سلمية.


طوفان الأقصى كان قبلة الحياة للقضية الفلسطينية, التي تورات وتجمدت أمام الصلف الأسرائيلي والصمت الدولي , مؤكد أن 7 أكتوبر حدث له ما بعده في معادلة الصراع الفلسطيني الأسرائيلي وفي الظرف التاريخي و الخريطة الجغرافية.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

د. إيمان شاهين تكتب: اتيكيت التعامل بين الأزواج في الإسلام

الإسلام قدّم أرقى صورة للتعامل بين الزوجين، ووضع أُسسًا راقية تشبه ما نسمّيه اليوم «اتيكيت الحياة الزوجية»، قائمة على المودة والرحمة والاحترام المتبادل.


حسن المعاشرة: من أهم قواعد الإتيكيت أن يتعامل الزوجان بلطف وكلمة طيبة، وأن يبتعدا عن الألفاظ الجارحة، لأن الله قال: «وعاشروهن بالمعروف»، والمعروف يشمل الكلام الحسن والرفق والتقدير.


الاحترام المتبادل: الاحترام عبادة، ويظهر في احترام الرأي والمشاعر وخصوصية كل طرف، وعدم التقليل أو السخرية، واحترام العائلات وعدم ذكرها بسوء.


 الحوار الراقي: الخلافات تُحل بالكلمة الهادئة بدون صراخ أو تهديد أو تعميمات. اختيار الوقت المناسب وتجنّب الحدة من أرقى صور الإتيكيت الذي دعا إليه الإسلام.


 التعبير عن المودة: النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يُظهر حبه لزوجاته، وهذا دليل على أن التعبير عن المشاعر حق وضرورة، كلمة حلوة، شكر بسيط، لفتة تقدير كلها تزيد الألفة وتبني جسور المودة.


التعاون في شؤون البيت: من السنة أن يساعد الزوج زوجته، وأن تتعاون الزوجة أيضاً، المشاركة في الأعمال تخفف الضغوط وتقوّي الشراكة وتمنع تراكم المشكلات.


 حفظ الأسرار الزوجية: من أهم القواعد ألا يُخرج أحد الزوجين ما يدور داخل البيت. حفظ السر يحفظ الثقة، أما كشفه فيكسر العلاقة.


 الرفق في الطلب والعتاب: الإتيكيت الحقيقي هو اللين، تطلبي بلطف وتعاتبي بهدوء، ويكون الهدف الإصلاح مش جرح المشاعر. العتاب الرقيق أقوى من العتاب القاسي.


 الاهتمام بالمظهر: ابن عباس قال: «أحب أن أتزين لزوجتي كما أحب أن تتزين لي»، الاهتمام بالنظافة والمظهر والرائحة من احترام الشريك وحقه عليك.
 

 الدعاء لبعض: الدعاء يربط القلوب: «اللهم ألّف بين قلوبنا وبارك لنا»، وهو من أجمل صور المودة والرحمة.


حفظ الحقوق: الإسلام وضع حقوقاً للطرفين: النفقة بالمعروف، الكرامة، الرحمة، وعدم الاستغلال. الالتزام بها أساس الاستقرار وجوهر الإتيكيت.

الدكتورة إيمان شاهين - مدرس إدارة المنزل والمؤسسات بجامعة المنوفية

طباعة شارك إيمان شاهين اتيكيت التعامل بين الأزواج اتيكيت التعامل بين الأزواج في الإسلام التعامل بين الأزواج في الإسلام الإسلام

مقالات مشابهة

  • كريمة أبو العينين تكتب: الكوكايين السلوكي
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بفلسطين تزيد من موجة العنف
  • حماس : طوفان الأقصى محطة شامخة في مسيرة الشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال
  • لوكاشينكو يحذر الأمريكيين من تكرار تجربة فيتنام في فنزويلا
  • الرئيس البيلاروسي يحذر واشنطن من تكرار حرب فيتنام في فنزويلا
  • لوكاشينكو يحذر أمريكا من تكرار سيناريو حرب فيتنام في حال تورطها مع فنزويلا
  • د. هبة عيد تكتب: نعيب زماننا والعيب فينا
  • اسماء عبدالعظيم تكتب: «حين سبقنا التطوير.. ونسينا الإنسان»
  • القاهرة الإخبارية: الغارات الإسرائيلية على لبنان استهدفت مناطق مفتوحة ولم تُسجل خسائر بشرية
  • د. إيمان شاهين تكتب: اتيكيت التعامل بين الأزواج في الإسلام