ذكرى رحيل "مانديلا".. أبرز مواقف زعيم حركة مناهضة الفصل العنصري
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
مع حلول 5 ديسمبر تكتمل عشر سنوات على رحيل نيلسون مانديلا أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا وزعيم مكافحة نظام الفصل العنصري الذي رحل في 5 ديسمبر 2013 عن عمر 94 عاما قضى أغلبها في خدمة رسالة السلام، ومثّل مانديلا أيقونة وصورة ملهمة لشعوب العالم، فسلك مانديلا طريق نضال طويل ضد الاستعمار وضد التفرقة العنصرية بين أصحاب البشرة البيضاء والمواطنيين السود.
وكانت كلفة فاتورة النضال كبيرة فقد قضى في السجن 27 عاما، ثم خرج منه ليصبح أول رئيس أسود للبلاد، وأدى دورا رئيسيا في إحلال السلام في مناطق النزاع الأخري بالقارة السمراء، مما أوصله للحصول علي جائزة نوبل للسلام عام 1993.
ومع ذكرى رحيل الزعيم مانديلا، نلقي الضوء على أبرز مواقف الزعيم الجنوب أفريقي، نيلسون مانديلا في مناصرة الحرية في العديد من الدول ووصفه لمصر في مذكراته بالتقرير التالي:
مانديلاحرية الفلسطينيين:يتذكر الفلسطينيون مراحل حياة مانديلا ويستحضرون مناقبه وهم الذين لا يزالون يعايشون أقسى مظاهر التمييز العنصري التي حارب مانديلا لأجلها عدواً آخر، مؤكدين أن الهدف والغاية واحدة.
وقد ذكر "مانديلا" أن الأمم المتحدة اتخذت موقفًا قويًّا ضد نظام التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا، وعلى مر السنين، بنيت إجماعًا دوليًّا وضع نهاية لهذا النظام الجائر، لكن نعلم جيدًا أن حريتنا ناقصة بدون تحقق حرية الفلسطينيين.
موقفه من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في فلسطين والجولان وجنوب لبنان:«على إسرائيل الانسحاب من جميع المناطق العربية التي استولت عليها في عام 1967، وعليها خاصة أن تنسحب من مرتفعات الجولان والضفة الغربية وجنوب لبنان».
رفضه استعدادات الولايات المتحدة الأمريكية لغزو العراق الحرب الأمريكية عليها:من ابرز ما ذكره عن هذا الغزو "إذا نظرت إلى هذه الأمور سنصل إلى استنتاج مفاده أن اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية يهدد السلام العالمي"
مانديلاووجه " مانديلا" الاتهام إلى الولايات ورئيسها في ذلك الوقت جورج بوش بأن الدافع لغزو العراق هو الاستيلاء على النفط الموجود بها وقال «كل ما يريده السيد جورج بوش هو نفط العراق».
وعن الحرب على العراق «إذا كانت هناك دولة في العالم ارتكبت فظائع لا توصف، فهي الولايات المتحدة، إنهم لا يتهمون ببني البشر».
«إن واجبنا يحتّم علينا تقديم الدعم للأخ القائد.. خاصة فيما يتعلق بالعقوبات التي لا تستهدف ضربه شخصيًّا، وإنما ضرب جماهير الناس العادية إنهم إخواننا وأخواتنا الأفارقة».
دعمه لفيدل كاسترو والثورة الكوبية:«منذ الأيام الأولى للثورة الكوبية، أصبحت الثورة مصدر إلهام للشعوب المحبة للحرية، نحن معجبون بتضحيات الشعب الكوبي من أجل الدفاع عن استقلالهم وسيادتهم في مواجهة الحملة الاستعمارية لتدمير المكاسب التي حققتها الثورة.. عاشت الثورة الكوبية.. عاش الرفيق فيدل كاسترو».
مانديلاوصف مصر في مذكراته:كتب مانديلا مذكراته بعنوان "مشوار طويل نحو الحرية" ونشرت في 1994، وكان لمصر جزءا هاما بين صفحات تلك المذكرات، فقال عنه مانديلا كانت مصر قد تملكت مخيلتى، وأنا طالب كمهد للحضارة الأفريقية، وكنز لجمال الفن والتصميم، وكنت دائما أرغب فى زيارة الأهرام وأبو الهول، وعبور نهر النيل أعظم أنهار أفريقيا، ومن أديس أبابا ذهبت إلى القاهرة، وقضيت يومي الأول فى المتحف أفحص القطع الفنية وأدون الملاحظات، وأجمع المعلومات عن نمط الرجال الذين أسسوا حضارة وادي النيل القديمة، ولم يكن اهتمامي كهاو للآثار فإنه لمن المهم للأفارقة القوميين أن يتسلحوا بالبرهان الذي يدحضون به ادعاءات البيض بأن الأفارقة لم تكن لهم في الماضي حضارة تضارع مدنية الغرب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مانديلا نيلسون مانديلا الاحتلال الفلسطينيين
إقرأ أيضاً:
حشود ذكرى الاستقلال .. رسائل واضحة للمحتلين الجدد بحتمية رحيلهم من اليمن
الثورة نت /تقرير: جميل القشم
في مشهد يفيض بالعزة والكرامة، شهدت المحافظات اليمنية اليوم مسيرات مليونية مهيبة في ذكرى الاستقلال وطرد المحتل البريطاني من عدن، حملت في جوهرها رسالة حاسمة للمحتلين الجدد بحتمية رحيلهم وتحرير المحافظات المحتلة وترسيخ الاستقلال الثاني على كامل التراب اليمني.
وجاءت الحشود الجماهيرية، لتعيد للواجهة صورة أبطال اليمن الذين أجبروا المحتل البريطاني على الرحيل من عدن وسائر المحافظات الجنوبية في 30 نوفمبر 1967، حيث يستحضر اليمنيون ذلك اليوم كقاعدة لوعيهم التحرري المتجدد، بما يمنحهم قوة إضافية لدحر المحتل الجديد والاستعداد لتطهير المحافظات الواقعة تحت سيطرة السعودية والإمارات في سياق معركة تمتد بخطها المباشر من الجلاء الأول إلى معركة الاستقلال الثاني.
تعكس المسيرات التي عمّت المحافظات الحرة مستوى متقدماً من الوعي الشعبي بحقيقة ما يجري في المحافظات الواقعة تحت الاحتلال السعودي الإماراتي من ارتهان واعتداء على تاريخ النضال الوطني وخط أحرار أكتوبر ونوفمبر وشهداء الوطن، وتتكرس في الوجدان قناعة بحتمية الثورة وخوض المعركة المصيرية وتطهير المحافظات المحتلة.
المسيرات المليونية وجهت دعوة صريحة لأبناء المحافظات الواقعة تحت الاحتلال للانخراط في مشروع الاستقلال من المحتل السعودي الإماراتي، مؤكدة جاهزية أبناء الشعب للوقوف إلى جانب الأحرار منهم لدحر المستعمرين الجدد ضمن مشروع وطني شامل يستعيد السيادة على كامل التراب اليمني ويعيد الأمور إلى سياقها التاريخي الصحيح.
تتكامل الرسائل مع ما طرحه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه الذي ربط فيه بين ذكرى الاستقلال ومعركة اليوم ضد القوى الاستعمارية الحديثة، بالتأكيد على أن الاستقلال في الوعي اليمني قدر تاريخي متجدد في كل مرحلة، ومسار الثورة والتحرير يسير في اصطفاف واحد مع الإيمان والهوية القرآنية، ما يمنح أبناء المين القدرة على مواجهة منظومة الهيمنة التي تقودها أمريكا وبريطانيا وأدواتهما في المنطقة.
تبرز الحشود الجماهيرية التي خرجت اليوم دليلاً ساطعاً على إصرار اليمنيين على مواصلة مسار التحرر، إذ تختزن ذاكرتهم صورة أرض شكلت عبر العصور ساحة لانكسار الغزاة وتُعبر عن إرادة شعبية تحول كل مشروع احتلال إلى عبء ثقيل على أصحابه وتمنح المدافعين عن الوطن مكانة رفيعة في سجل التاريخ.
ويتعزز مع المسيرات يقين واسع بأن القوات السعودية والإماراتية تعيش واقعاً مغايراً لما رسمته حساباتها الأولى، حيث تتعامل اليوم مع شعب يمتلك درجة عالية من الوعي السياسي والعسكري ويستند إلى تجربة صمود ممتدة في مواجهة العدوان، ما يفتح الباب أمام معادلة تحرير جديدة ترتكز على الإرادة الشعبية والقدرات الدفاعية المتطورة التي راكمتها التجربة خلال سنوات العدوان منذ 2015م.
الزخم الاستثنائي الذي تشهده المحافظات الحرة بخروج المسيرات خلال هذا العام يعزز من حالة الوعي الجمعي بأن الصمت لن يطول تجاه ما يجري في المحافظات المحتلة تحت إدارة الأدوات السعودية والإماراتية ويدفع نحو صحوة أوسع في أوساط أبنائها تبلور توجهاً متزايداً لتوحيد الصفوف والانخراط في مشروع التحرير والاستقلال ضمن معركة وطنية واحدة تستعيد السيادة على كامل الجغرافيا اليمنية.
ويمنح الزخم الجماهيري في ساحات المحافظات الحرة بعداً إضافياً لدور القبائل اليمنية التي تواصل خروجها واحتشادها في مختلف الساحات بوصفها الحاضنة الرئيسة لمشروع التحرير، إذ تتكامل مسيرات الجماهير وتحركات القبائل في خط واحد لرفع الصوت بمواصلة النفير ورفع الجهوزية لتحرير المحافظات المحتلة واستعادة القرار الوطني على كامل الجغرافيا اليمنية ضمن معادلة تقوم على تلاحم القبيلة والشعب في معركة الاستقلال.
ويستند التلاحم الشعبي إلى رؤية وطنية تعتبر أن الثورة التي أسقطت الاستعمار البريطاني وأجبرته على الرحيل، أرست روحاً نضالية ثابتة في الوجدان الجمعي، تقود اليوم على المسار التاريخي لاستكمال الاستقلال الوطني، بحيث يشكل طرد الغزاة الجدد امتداداً طبيعياً لثورة أكتوبر في مواجهة العبث السعودي، الإماراتي بالثروات والموانئ والجزر اليمنية وتراكم حالة السخط الشعبي من سياسات نهب وتقسيم ومحاولات فرض الوصاية على قرار اليمن وأرضه.
تأتي المسيرات في جوهرها كتأكيد واضح على أن اليمنيين ينظرون إلى هذه المناسبة الوطنية، كمحطة لتعزيز حضورهم في معادلة الصراع الإقليمي والدولي، ويجددّ الشعب من خلالها موقفه الرافض للهيمنة الخارجية ويرى في استقلاله الكامل جزءاً أصيلاً من معركة الأمة في مواجهة الأنظمة الاستعمارية المعاصرة بأدواتها الاقتصادية والعسكرية والإعلامية الموجّهة للهيمنة على مقدرات الشعوب.
ويلتحم الوعي الشعبي مع ما شددّ عليه قائد الثورة بشأن طبيعة المنظومة الاستعمارية الجديدة الممتدة بجذورها من الحقبة البريطانية والعاملة اليوم برعاية أمريكية وبأذرع سعودية وإماراتية، حيث يعيد اليمنيون قراءة تاريخهم التحرري لفهم واقعهم الراهن ضمن سياق أوسع يرون فيه العدوان الحالي استمراراً للمشروع نفسه الذي واجهه الأسلاف بأسلحتهم البسيطة وإيمانهم العميق ووعيهم بحقيقة الصراع.
ويُظهر الحضور الشعبي الواسع أن الشعب اليمني، يعيش مرحلة متقدمة من الإيمان بحقه وسيادته، ويتصدر الشعور بالمسؤولية تجاه الأرض والقرار الوطني واجهة المشهد، وتتحول الحشود التي خرجت اليوم إلى إعلان صريح عن توجه عام يرى في معركة التحرير واجباً وطنياً جامعاً تتحرك في إطاره القبيلة والمدينة والجبهة والمؤسسة الرسمية ضمن رؤية واحدة.
تؤكد المسيرات المليونية، امتلاك الشعب اليمني قدرة كبيرة لخلق حالة تعبئة وطنية واسعة تمتد من الميدان الجماهيري إلى مؤسسات الدولة والكيانات القبلية والمنظومة العسكرية في إطار رؤية متكاملة ترى في معركة التحرير مساراً يؤسس لبناء اليمن الحديث القادر على حماية قراره ومواجهة مشاريع التفتيت والتجزئة التي تستهدف كيانه وترابه الوطني.
يكرس التفاعل الشعبي الواسع مع ذكرى الاستقلال الـ30 من نوفمبر حضور هذا اليوم كعنوان لهوية تحررية في الوجدان اليمني، حيث تتجه الأنظار إليه بوصفه مناسبة لإحياء قيم الرفض للمستعمر وتوريث معنى الكرامة للأجيال الجديدة وترسيخ الوعي بطبيعة الصراع مع المحتلين الجدد بما يحول الاستقلال من ذكرى تاريخية إلى منظومة وعي مستمرة تغذّي مشروع التحرير واستعادة القرار على كامل الجغرافيا اليمنية.
سبأ