الجزيرة:
2025-05-19@14:30:42 GMT

القمر.. هل دخل عصرا جديدا بتأثير البشر؟

تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT

القمر.. هل دخل عصرا جديدا بتأثير البشر؟

"حقبة التأثير البشري" أو "الأنثروبوسين".. اصطلاحان يستخدمان للدلالة على عصر جيولوجي مقترح يعود تاريخه إلى بداية التأثير البشري الكبير على جيولوجيا الأرض ونظمها البيئية، فقد تسبب وجودُ الإنسان وانتشاره بتغيرات واضحة في التركيب الكيميائي للغلاف الجوي والمحيطات والتربة.

وإلى جانب ذلك، دفع النشاط البشري في الأرض إلى تغير المناخ، الأمر الذي قاد بدوره إلى حالة واسعة من الانقراض لصور الحياة بمعدلات أكبر بآلاف المرات من المتوسط، وهو ما يشير إليه العلماء باسم "الاتقراض السادس"، وعلى خلاف الانقراضات الخمسة السالفة التي كانت طبيعية، فإن هذا الانقراض كان مدفوعا بنشاط البشر.

ويقترح فريق من الباحثين أن حقبة التأثير البشري (الأنثروبوسين) بدأت مع بداية ثورة العصر الحجري الحديث منذ 12 ألفا إلى 15 ألف سنة مضت، لكن الخلاف مازال مستمرا بين الباحثين بشأن هذا الأمر.

بيئة القمر ليست ثابتة كما كان يُظن سابقا، والإنسان بات هو القوة المهيمنة عليها (ناسا) الأنثروبوسين القمري

ويتساءل فريق بحثي بقيادة علماء من جامعة كنساس الأميركية عن إمكانية تطبيق نفس الاصطلاح على القمر، لنحصل على حقبة التأثير البشري القمري أو الأنثروبوسين القمري، الذي بدأ بحسب دراسة جديدة نشرت في دورية "نيتشر جيوساينس" مع إثارة أول غبار قمري في 13 سبتمبر/أيلول 1959، عندما هبطت المركبة الفضائية غير المأهولة التابعة للاتحاد السوفياتي لونا 2 على سطح القمر. وفي العقود التالية لهذا التاريخ، هبط عدد من البشر وأكثر من 100 مركبة بشرية الصنع على سطح القمر، سواء هبطت بأمان أو تحطمت تماما.

وبحسب الدراسة، فإنه يجب على العلماء التفكير في أن بيئة القمر ليست ثابتة كما كان يُظن سابقًا، وأن الإنسان بات بالفعل هو القوة المهيمنة على البيئة القمرية، وأنه يؤثر فيها بقوة، وأول تلك الآثار هو عملية تحريك الثرى القمري، والتي كانت تتم سابقا عبر ضربات النيازك، أما الآن فإن المركبات البشرية هي التي تفعل ذلك.

وبات القمر بالفعل يحتوي على كمّ كبير من نفايات البعثات البشرية إلى القمر، مثل مكونات المركبات الفضائية المهملة والمهجورة وأكياس الفضلات البشرية والمعدات العلمية، وغيرها من الأشياء مثل الأعلام وكرات الغولف والصور الفوتوغرافية والنصوص الدينية.

القمر يخضع لـ"معاهدة الفضاء الخارجي" في الستينيات و"اتفاقية القمر" في السبعينيات (ناسا) مستقبل محفوف بالمخاطر

الأهم مما سبق بحسب بيان صحفي رسمي من جامعة كنساس، هو الآثار المتوقعة في المستقبَلين القريب والبعيد، حيث تعتزم العديد من الدول الهبوط على القمر لدراسة سطحه. ومع انخفاض كلفة السفر أو توصيل الحمولات إلى الفضاء، فإن ذلك أصبح أسهل من أي وقت سابق.

وسيؤدي ذلك إلى المزيد من وجود البشر وأدواتهم على سطح القمر، خاصة وأن هناك آمالا لدى كثير من الدول في استخراج بعض الموارد القمرية لتحقيق فائدة اقتصادية، كما أن دولا مثل الصين والولايات المتحدة الأميركية تعمل على إقامة محطات قمرية دائمة خلال عقد من الزمن، بالإضافة إلى نطاق سياحة الفضاء الذي يزدهر يوما بعد يوم.

ويأتي ذلك كله في سياق هام يتعلق بملكية القمر، فالقمر يخضع لـ"معاهدة الفضاء الخارجي" في الستينيات، و"اتفاقية القمر" في السبعينيات والتي تدافع عن القمر وجميع الأجرام الفضائية الأخرى باعتبارها ملكا للجنس البشري بأكمله، لكن هذه الاتفاقيات ضبابية ولا تضع حدودا لاستخدام القمر لأي غرض، سواء أكان علميا أم اقتصاديا.

وبحسب الدراسة، فإنه يجب البدء برصد هذه المشكلات من الآن والتعامل معها، قبل أن يتفاقم الأثر السلبي للإنسان على القمر ويأتي يوم يكون قد سبق فيه السيف العذل، مثلما يحدث على الأرض الآن.

ويقترح هذا الفريق أنه على البعثات القمرية المستقبلية أن تفكر على الأقل في تخفيف التأثيرات الضارة على البيئة القمرية، إلى حين تطوير منظومة قانونية تحمي القمر من أثر الإنسان الضار.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

الكائنات الغريبة التي لم نعهدها

 

 

علي المسلمي

في عصر نستطيع أن نقول فيه إنه بلغ ذروة العلم والتمدن، مبتكرات ومخترعات، لم تخطر على بال أحد؛ لتيسير حياة البشرية جمعاء، وأخريّات لتدمير البشرية من المغلوب على أمرهم؛ من أجل المليار الذهبي من البشر.

في المُقابل توجد ثلة من الصنف الثاني من الناس، تحكمها شريعة الغاب، تمارس السّادية بحق شعب أعزل في أرضه، لا يطلب سوى العيش الكريم، والحياة الهانئة الهادئة، يطلب حريته بعدما تمت مُحاصرته برًا وجوًا وبحرًا بالقاذفات والمسيرات، والقنابل الحارقة الفسفورية المحرمة دوليًا والخارقة للصوت، والمجنزرات والبلدوزرات ودبابات الميركافا. هذه الكائنات هل هي من جنس البشرية أمْ كما تدعِي؛ بأنها شعب الله المختار، وأخذت صك الغفران من فرعون العصر، الذي أعطاها الضوء الأخضر، تبيد البشر والحجر في حمم لا تبقي ولا تذر، وتشفي غليلها بتهشيم رؤوس أطفال العرب حسب عقيدتهم التلمودية التوراتية الواردة في أسفارهم؛ حتى يهدأ بالها وتستريح قلوبها المليئة بالحقد والغل.

هيهات.. هيهات، إنَّ الله يمهل ولا يهمل، من قَبلِكِ أمم وأفراد أخذتهم العزة بالإثم، فصاروا إلى ما صاروا إليه من النكال والعذاب في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون "أَدْخِلُوا آلَ فِرْعونَ أشدَّ العذابِ". وهذه الكائنات استباحت الحرمات، ودنست الأعراض، وأهلكت الحرث والنسل، وعاثوا في الأرض الفساد، ولم تنصت لصوت العقلاء الحكماء، والمتظاهرين المناهضين لهذه الهمجية الجاهلية، ولا إلى دعوة المظلومين، ولا إلى تنهدات المكلومين والثكالى وبكاء الأطفال اليتامى، همها الأكبر التطهير العرقي، والإبادة الجماعية، وبناء ملك زائل، ونبوءات زائفة في أرض الميعاد بالتطهر بالبقرات الحمراء الشيكاغوجية السّمانْ؛ لبناء هيكلهم المزعوم، وتحقيق أهداف بروتوكولات بني صهيون الماسونية.

أمّا وبَعْدّ أن تكشفت سوءات هذه الفئة، وكشفت عن بريق وجهها، ورأى العالم صنيعها وأفعالها أنَّا له أنْ يقف العالم الحُر كما يدعي بـديمقراطيته وعدالته مكتوف الأيدي بمؤسساته التي بُنيت على أساس صون كرامة الإنسان وحريته، واحترام حقوقه بعد الحربين العالميتين المدمرتين وبَنَتْ على ذلك العهود والمواثيق، أمْ تكون بريقاً مزيفاً يستخدمه الكبار؛ لاستمالة الشعوب التي يظنونها أممًا تابعة لهم تنقاد وفق أهوائهم ورغباتهم.

لقد طفح الكيل أمّة المليار مسلم، وأمّة الدين والتاريخ واللغة والنسب، إخوانكم وأبناؤكم وبني جلدتكم وقومكم يساقون سوقًا، ويدفنون أحياء بلا رحمة ولا شفقة، يُجّوعون ويتوسلون، بطونهم خاوية، أمعاؤهم تتقطع وتصرصر كصرير النمل في وضح النهار، وأفواههم عطشى ظمأى من شدة العطش، يبكون على أطفالهم من هول الأمر ولا يستطيعون بنت شفة من شدة ما يعتصرهم من الآلام. وهذا ما تسطره لنا الشاشات المرئية، يئنون من شدة الألم، يفترشون البيوت المهشمة، ويلتحفون قطعًا بالية والفضاء الملوث. وهناك من يطبل ويزمر ويزمجر، ويفرش الورد، ويُنفق المليارات نظير وعود لا يعلم صدقها إلا أصحابها، تنثر في الهواء؛ بينما الواقع يزداد بؤسًا وشقاء، بينما الأنين والنوح لا أحد يلقي له بالاً ويلقى اللوم على هذه الفئة الصابرة المرابطة منذ خمسة وسبعين سنة في دحر هذا العدوان الغاشم بأبسط الوسائل.

ألا ينبض لنا عرق من دمٍ، أم نتوجس خيفة من أحفاد الصهاينة ولم نتكلم ببنت شفة، أينك يا فاروق الأمة، ويا صلاح الدين، وقطز، والأئمة والقادة العظام، وامعتصماه، واصلتاه، أم ندس أنوفنا في التراب، ونصُم آذاننا عن السماع، أو تشرئب أعناقنا إلى السماء ننتظر الفرج من رب السماء دون عناء. ونعم بالله الواحد القهار. "ألا إنَّ نصرَ اللهِ قرِيبٌ".

لا ضيّر لهذه الزمرة المؤمنة الصابرة أن تدفع بفلذات أكبادها؛ من أجل أن تعيش مثل بقية البشر آمنة مُطمئنة، ولكن الصمت يخيم، والجبروت يزداد من قبل الكيان وزمرته المتطرفة التي لا تبقي ولا تذر، والاتكال على سيد البيت الأبيض الحالم بنوبل للسلام إحلاله في بقاع الأرض؛ وخاصة منطقة الشرق الأوسط، لعل الصبح ينبلج بفجر جديد يعم السلام ربوع البلاد، ينفع البلاد والعباد من هذه الحرب المبيدة التي قضت على البشر والحجر، رحمة بهؤلاء البشر.

صبرًا يا آل ياسر فإنَّ موعدكم الجنة.

مقالات مشابهة

  • اتفاق أم اختلاف.. متى يبدأ عيد الأضحى 1446؟
  • الغيبيات في الدين
  • لجنة القيد العليا تواصل عملها في بعلبك.. والنتائج الرسمية عصرا
  • انتكاسة لبرنامج الفضاء الهندي بعد فشل إطلاق قمر صناعي لمراقبة الأرض
  • خريجون: مبادرة تطوير رأس المال البشري أضافت لنا الكثير في منظومة العمل الإعلامي
  • وزير الديوان يرعى تدشين كتاب "القوة الناعمة للسلطنة".. أول إصدار يُبرز عناصر التأثير العُماني
  • ثورة تكنولوجية.. ابتكار جهاز عصبي يحاكي عمل الدماغ البشري
  • الكائنات الغريبة التي لم نعهدها
  • شح الأراضي الزراعية حول العالم بفعل النشاط البشري
  • ناسا تعيد تشغيل محركات أبعد جسم من صنع البشر عن الأرض