الخليج الجديد:
2025-05-14@09:34:57 GMT

حزب الله والفُرصة الأخيرة

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

حزب الله والفُرصة الأخيرة

حزب الله والفُرصة الأخيرة

من الضامن لعدم اختراق إسرائيل للاتفاق، وهي الموسومة بأنها الأخلف في وعودها؟

هل إسرائيل مستعدة لسحب قواتها من شمال فلسطين بمسافة تعادل انسحاب قوات حزب الله إلى شمال الليطاني؟

إذا رفض حزب الله، المقاربة الأمريكية الإسرائيلية، فهذا سيوفّر لإسرائيل السبب والذريعة لتوجيه ضربة عسكرية لحزب الله بتأييد أمريكي.

وإذا رفض حزب الله، المقاربة الأمريكية الإسرائيلية، فهذا سيوفّر لإسرائيل السبب والذريعة لتوجيه ضربة عسكرية لحزب الله بتأييد أمريكي

قيادة الاحتلال وخاصة نتنياهو ووزير حربه، ومع حرصهما على عدم فتح جبهات أخرى لإبقاء التركيز على غزة، إلا أنهما يواجهان ضغوطا شديدة.

هل هذه الوصفة تناسب حزب الله، حيث ستضع سلاحه في الداخل اللبناني على طاولة النقاش، بانتفاء موجبات حمله السلاح بعد ترسيم الحدود البرية؟

مستوطنو الشمال النازحون يتهمون نتنياهو بالتقصير والفشل في وضع حد لعمليات حزب الله المتواصلة ما يشكّل عبئا جديدا يضاف لفشلهم في حسم معركة غزة.

هل سياسة إسرائيل بسحب الذرائع (ترسيم الحدود البرية) تناسب حزب الله وإيران؛ التي تقود محور المقاومة القائم على تحرير القدس ومواجهة المشروع الصهيوني في فلسطين والمنطقة؟

* * *

بدأ الكيان الصهيوني يكثّف تهديداته لحزب الله اللبناني في الأيام الأخيرة، فرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وخلال زيارته الجبهة الشمالية كرّر تهديداته؛ بأنّ مصير جنوب لبنان وبيروت سيكون مشابها لمصير غزة وخانيونس، في حال فتح حزب الله جبهة شاملة من القتال ضد إسرائيل.

الأخطر من ذلك أن وزير الحرب يوآف غالانت، دعا إلى انسحاب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، باتفاق سياسي بموجب القرار 1701، وإذا فشل ذلك فإن جيش الاحتلال سيقوم بهذه المهمة بالقوّة العسكرية.

في هذا السياق تحرّك الفرنسيون في لبنان، توطئة لزيارة المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين، لمتابعة هذا الملف، ولعقد صفقة مع لبنان وحزب الله، بإعادة ترسيم الحدود البرية كما تم ترسيم الحدود البحرية سابقا وإنهاء أزمة حقل كاريش للغاز، بانسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وكفر شوبا والغجر، مقابل انسحاب قوات حزب الله من الجنوب اللبناني إلى شمال نهر الليطاني، لتأمين الحدود الشمالية لفلسطين وتأمين المستوطنات التي هي اليوم أهدفا للمقاومة اللبنانية والفلسطينية انطلاقا من جنوب لبنان.

يأتي هذا الحراك على وقع المعارك الضارية التي تجري في قطاع غزة، حيث فشل الاحتلال لحد اللحظة في تحقيق أهدافه بالقضاء على حركة حماس أو إطلاق سراح أسراه لديها، في وقت يحاول فيه التعويض عن هذا الفشل، باستهداف المدنيين بحرب إبادة لم تترك شيئا في قطاع غزة إلا وأتت عليه، في محاولة لتهجير السكان إن استطاع إلى ذلك سبيلا، رغم مواجهته مقاومة عنيدة ومحترفة، وشعبا جبارا في صموده وكبريائه في غزة.

قيادة الاحتلال وخاصة بنيامين نتانياهو ووزير حربه يوآف غالانت، ومع حرصهما على عدم فتح جبهات أخرى لإبقاء التركيز على غزة، إلا أنهما يواجهان ضغوطا شديدة من المستوطنين النازحين من مستوطنات الشمال، الذين يتهمونهم بالتقصير والفشل في وضع حد لحزب الله ولعملياته المتواصلة يوميا، ما يشكّل لهم عبئا جديدا يضاف إلى رصيد فشلهم في حسم المعركة مع غزة.

يُتوقّع أن هناك اتصالات ساخنة جرت في الآونة الأخيرة بين تل أبيب وواشنطن، حول كيفية معالجة الوضع على الحدود الشمالية لفلسطين مع لبنان، ما أنتج بدوره فرصة، أحسبها أخيرة، لتحرك الماكنة الفرنسية والأمريكية نحو لبنان، لعقد صفقة لترسيم الحدود البرية، يُبنى عليها وقف عمليات حزب الله والمقاومة الفلسطينية من الجنوب اللبناني، على اعتبار أن لبنان لن يعد لديه ما يبرر الاشتباك الدائم أو الوجود العسكري لحزب الله في الجنوب بحضور الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل بديلا.

تبدو المقاربة منطقية، في إطار السعي لمعالجة أزمة الحدود البرية قياسا على النجاح السابق في ترسيم الحدود البحرية، ولكن هذه المقاربة تطرح في ذات الوقت مجموعة من الأسئلة المعقّدة على النحو التالي:

هل إسرائيل مستعدة لسحب قواتها من شمال فلسطين بمسافة تعادل انسحاب قوات حزب الله إلى شمال الليطاني؟

من الضامن لعدم اختراق إسرائيل للاتفاق، وهي الموسومة بأنها الأخلف في وعودها؟

وهل هذه الوصفة تناسب حزب الله، حيث ستضع سلاحه في الداخل اللبناني على طاولة النقاش، بانتفاء موجبات حمله السلاح بعد ترسيم الحدود البرية؟

هل سياسة سحب الذرائع الإسرائيلية (ترسيم الحدود البرية) تناسب حزب الله وإيران؛ التي تقود ما يُسمى محور المقاومة القائم على تحرير القدس ومواجهة المشروع الصهيوني في فلسطين والمنطقة؟

لا شك أن الخطوة الإسرائيلية بتوقيتها جدّ حساسة؛ فإذا وافق حزب الله، حتى لو توفّرت الضمانات والشروط مع صعوبة ذلك، فهذا يعني انتفاء أحد أهم شرعيات حزب الله ووجود محور المقاومة المتعلّق بتحرير القدس وفلسطين من الاحتلال، ما يعني أيضا انكفاء حزب الله وسياساته إلى الداخل اللبناني بامتداد وتأثير إيراني بعيدا عن فلسطين والقدس.

وإذا رفض حزب الله، المقاربة الأمريكية الإسرائيلية، فهذا سيوفّر لإسرائيل السبب والذريعة لتوجيه ضربة عسكرية لحزب الله بتأييد أمريكي.

قيادة الاحتلال الإسرائيلي وخاصة نتنياهو وغالانت، ونتيجة الضغوط الداخلية عليهما، وشعورهما بالحاجة إلى إنجاز مفقود، يسعيان لأخذ خطوة باتجاه لبنان، ولكن خشية واشنطن من تداعيات توسيع دائرة الاشتباك دفعها لحمل مقاربة ترسيم الحدود مع لبنان، علّها تكون بديلا عن حرب محتملة مع حزب الله، قد تبادر إليها إسرائيل مع استمرار فشلها في قطاع غزة.

ذلك الفشل الذي يُعقّد المشهد أمام بنيامين نتنياهو ويدفعه مع وزير حربه غالانت للهروب إلى الأمام، باستغلال فرصة الدعم الأمريكي المطلق والمفتوح، والذي قد لا يتوفّر في فرصة أخرى.

*د. أحمد الحيلة كاتب وباحث فلسطيني

المصدر | عربي21

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: لبنان إيران إسرائيل غزة فلسطين أمريكا محور المقاومة ترسيم الحدود حزب الله المقاومة الفلسطينية ترسیم الحدود البریة لحزب الله

إقرأ أيضاً:

الرئيس اللبناني: لا تراجع عن نزع السلاح من الفصائل اللبنانية والفلسطينية

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن قرار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية بات محسوماً ولا تراجع عنه، مشدداً على أن الدولة تعمل على تفكيك مخيمات التدريب ومصادرة الأسلحة غير الشرعية، سواء اللبنانية أو الفلسطينية، مع التأكيد على أهمية الحوار لتجنب أي مواجهة عسكرية داخلية.

جاءت تصريحات عون في مقابلة مع قناة "الأخبار" الكويتية، عشية وصوله إلى الكويت في زيارة رسمية تستمر يومين، بدعوة من أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حيث قال إن زيارته تهدف إلى "تفعيل العمل الدبلوماسي بين البلدين، وبحث الملفات الاقتصادية والإنمائية، وتشجيع المستثمرين الكويتيين على القدوم إلى لبنان".

وأشار الرئيس اللبناني إلى أن الجيش يقوم بجهود مكثفة في جنوب لبنان لتفكيك الأنفاق ومصادرة الأسلحة، مشدداً على أن "الحل لا يكون بالسلاح، بل بالحوار، حتى مع السلطة الفلسطينية"، وأضاف: "الدولة اللبنانية موجودة في كل مكان، والعبء كبير، لكننا نواصل السير نحو التنفيذ الكامل لقرار حصر السلاح".

وفي الشأن الاقتصادي، كشف عون عن لقاء سابق مع وفد الصندوق الكويتي للتنمية، مشدداً على حاجة لبنان لمشاريع استثمارية في مجالات الطاقة والمرافئ والمطار والكهرباء، قائلاً: "لبنان لا يحتاج إلى هبات، بل إلى استثمارات حقيقية تعزز البنية التحتية وتنهض بالاقتصاد".

من جهته، قال القائم بأعمال سفارة الكويت في بيروت، المستشار ياسين الماجد، إن زيارة الرئيس اللبناني تمثل "محطة مهمة لتعزيز التعاون الثنائي"، مؤكداً أن الكويت ستواصل وقوفها إلى جانب لبنان في مختلف الظروف، كما فعلت خلال العدوان الإسرائيلي الأخير عبر جسر جوي إغاثي.

أما القائم بالأعمال في السفارة اللبنانية لدى الكويت، أحمد عرفة، فاعتبر الزيارة فرصة لتطوير العلاقات الثنائية والتباحث في سبل مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، لافتاً إلى أهمية التشاور وتبادل الآراء في هذه المرحلة الحساسة.


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

سيف الزعبي

قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند الرئيس اللبناني: لا تراجع عن نزع السلاح من الفصائل اللبنانية والفلسطينية تركيا تعرض استضافة مفاوضات جديدة بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول حسام السيلاوي يكشف تفاصيل أزمته الصحية بسبب والدته.. رفعت علي قضية ألكسندر سورلوث يدخل تاريخ الليغا بأسرع هاتريك على الإطلاق تشكيلات الفرق: برشلونة - ريال مدريد في كلاسيكو الدوري الإسباني 2024-25 Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • نعيم قاسم: إسرائيل خرقت اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 3000 مرة
  • الهند وباكستان تعلنان حصيلة ضحايا المواجهات العسكرية الأخيرة
  • نصائح للحكومة: أبعدوا الانتخابات عن الحدود.. اليونيفيل سلّمت الجيش أكثر من 225 مخبأ للسلاح
  • نعيم قاسم: الغارات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان "لعبٌ بالنار" ومحاولات إخراجنا من المعادلة فشلت
  • قصة ضابط إسرائيليّ دمر أنفاق حزب الله.. تقرير يكشفها!
  • حزب الله: لولا المقاومة لتمكنت إسرائيل ضم قسم من أراضي لبنان كل عام
  • رئيس مجلس النواب اللبناني: التطبيع مع إسرائيل خيانة ولن يحدث على الإطلاق
  • الرئيس اللبناني يتوجه إلى الكويت في ثانية زياراته الخليجية
  • الرئيس اللبناني من الكويت: لا صدامات عسكرية والسلاح للدولة وحدها
  • الرئيس اللبناني: لا تراجع عن نزع السلاح من الفصائل اللبنانية والفلسطينية