"المسافة صفر".. سر الانتصار
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
راشد بن حميد الراشدي **
مصطلح عسكري له دلالة تاريخية عظيمة كانت الحروب القديمة تعمل به من خلال مقارعة الطرفين المتحاربين وجهًا لوجه بالسيوف والرماح والسهام والمنجنيق وغيره من آلات الحرب؛ حيث كانت المسافات قريبة جداً بين الطرفين.
أما في وقتنا الحالي فتلعب الأسلحة الحديثة دورا كبيرا في حسم المعارك عبر الطائرات والصواريخ والمدافع بعيدة المدى والقنابل شديدة الانفجار والسفن القابعة في البحر والدبابات المحصنة التي تطلق قذائفها لمسافات بعيدة إضافة للتكتيكات الحربية المتطورة والخطط العسكرية المدروسة، إلا أن إرادة الله وتوفيقه وإيمان الفئة القلية المتمسكة بحبل الله المتين كان أقوى من عددهم وعتادهم، فانقلبت المعادلة رأساً على عقب رغم استعمال العدو بجيشه الجرار كل تلك المكائد والأسلحة الحديثة المتطورة فأخزاهم الله وأذلهم وجعل الهزيمة بين أعينهم، فزاغت أعينهم وانفطرت قلوبهم هلعاً بما لقوه من عذاب وقتل وأسر ومهانة، لعنهم الله.
كانت المسافة صفر هي جوهر تغيُّر سير المعركة والعودة للحروب القديمة الوجه بالوجه فقد ألجم العدو الغاشم بعد الاستهتار والغرور، بما يملكه من جيش وعدة فكانت المسافة صفر هي الفيصل الذي كبَّد العدو خسائر لم يشهدها طوال سنوات احتلاله، فتفرق شملهم وشُلت أيديهم بشجاعة الشجعان وإيمان المجاهدين الصابرين المحتسبين الذين رابطوا لملاقاة عدوهم اللدود، فأردوه صريعًا بما اقترفت يداه، فكانوا يهبون أنفسهم لله ويتبارون في الخروج بكمائن من المسافة صفر يفتكون بالعدو من تحته وعلى جنبه ومن فوقه، يزرعون المتفجرات ويطلقون من بنادقهم وآلياتهم المحمولة على الكتف قذائفهم التي صبت جام غضبها وسهامها نحو أعداء الله ففجرت آلياتهم ودباباتهم وقتلت جنودهم فكان المقاوم بعشرة آلاف جندي جبان خائفا مرتجفا في دبابته أو آليته يحيط الموت به من كل مكان بسبب أولئك الشجعان، فحققت المسافة صفر مفاجاة للعالم بأسره في تغيير حسم الحرب والمعارك لصالح جنود الله وأُهلك هنالك الظالمين .
يقول الله تعالى: "وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ".
اليوم يقاتل إخواننا في فلسطين وغزة المعتدي وقد تحالف معه القريب والبعيد من أجل نصرته، لكن هيهات للجميع أن ينتصروا فقد أعادتهم المسافة صفر لعهد صلاح الدين الأيوبي وفتح وتحرير فلسطين والقدس الشريف وتطهير أرضها من الأنجاس الملاعين قبحهم الله وأخزاهم.
اليوم تعود بنا الأيام لتبين لنا أن قدرة الله فوق قدرة البشر وأن الظالم سوف تدك صوامعه وجيوشه، فلا غالب الا الله ولا منتصر إلا الحق.
حتمًا اليوم نشهد أن المسافة صفر هي أحد مقومات النصر في معركة الحرية والاستقلال، إضافة للعوامل الأخرى التي سخّرها الله لنصرة عباده؛ فالصبر والإيمان والعمل لله والوطن، سر هذا النور الذي أشرق بأعظم الانتصارات، فلقد ردت المقاومة الباسلة اعتبارنا كعرب ومسلمين ولفلسطين الغالية بين شعوب الأرض، وغدًا سيشرق فجر جديد تكون فيه القدس وفلسطين محررةً أبيّةً، وسيعود اليهود لديارهم شتاتًا مهزومين مُطارَدِين بإذن الله… ولعنة الله عليهم إلى يوم الدين.
** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أبناء تعز يحتشدون في 38 ساحة نصرة لغزة ومباركة بهزيمة العدو الأمريكي
يمانيون/ تعز
احتشد أبناء محافظة تعز اليوم الجمعة ، في 38 مسيرة ووقفة تحت شعار “لنصرة غزة.. بقوة الله هزمنا أمريكا وسنهزم إسرائيل”، انتصاراً للشعب الفلسطيني واحتفاء بفشل العدوان الأمريكي على اليمن.
حيث شهدت ساحة الرسول الأعظم في مركز المحافظة حشوداً كبيرة بمشاركة قيادات عسكرية وأمنية ووكلاء المحافظة وشخصيات اجتماعية، تعبيرا عن الحمد والشكر لله سبحانه وتعالى على الفشل الأمريكي في العدوان على يمن الإيمان.
وأعلنت الحشود التحدي للعدو الإسرائيلي، والثبات على الموقف الحق، في نصرة ومؤازرة للشعب الفلسطيني.. مؤكدة أن الموقف اليمني لن ينكسر مهما كانت التحديات.
وشهدت مديريات المربع الشرقي مسيرات بمركز مديرية خدير، وساحات شارع 40 المشارب، والحيمة والزواقر في سوق وادي عريق بالتعزية، وجبالة، والشرمان بماوية، والمدينة السكنية بالبرح والعرف والقحيفة وهجدة بمقبنة، وفي مساهر بحيفان، والزبيرة بالمواسط، واللصيب والدموم بخدير البريهي بماوية، والمشجب بالصلو، وبني عون، والأمجود، وايفوع أعلى بشرعب السلام، وفي المربع الغربي في الربيعي بالتعزية، والشيخ عبيد ومرجل، والخريبة، وشوكان بماوية، ومركز شرعب الرونة، ومحطة الرعينة وسوقي القحيم والاتيان، وحلية بشرعب الرونة، ومركز مديرية ماوية، وسوق الحرية وعدن الشيخ بشرعب الرونة وفي مركز شرعب السلام وسقم، وميراب بمقبنة، ومفرق قياض بالتعزية والسهيلية بمقبنة، والخزجة وسوق قمال وبني علي وسوق القطعة بالاعبوس بحيفان.
وأكد المشاركون في المسيرات بحضور عدد من أعضاء مجلس الشورى ووكلاء المحافظة وقيادات تنفيذية وعسكرية وأمنية وشخصيات اجتماعية، استمرار التحشيد والنفير لمواصلة إسناد الشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني.
وعبر بيان صادر عن مسيرات تعز عن الشكر والثناء والامتنان لله العلي العظيم، القادر القاهر، ملك السماوات والأرض، الذي كسر طغيان وتكبر رأس الكفر والإجرام، على أيدي عباده المجاهدين، من أبناء يمن الايمان والحكمة، مما جعله يعلن وقف عدوانه على بلدنا دون أن يحقق أي هدف من أهدافه، وتخلى عن حماية السفن الصهيونية وسقطت غطرسته بفضل الله سبحانه وتعالى.
وبين أن الله ثبت الأقدام، وربط على القلوب، وأعطى المعنويات العالية، وهو -سبحانه- من قذف في قلوب الأعداء الرعب، وكف أيديهم، وأوهن كيدهم، وأفشل أهدافهم.
وبارك البيان للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي وللقوات المسلحة ولكل الأحرار من أمتنا والعالم فشل العدو الأمريكي، وخيبة آماله، وسقوط أهدافه.
وأكد تأكيداً جازما ثبات الموقف المدافع عن غزة، والمساند للمقاومة بشكل لا تراجع عنه ولا مساومة فيه، وأن أحفاد الأنصار لن يتركوا أبناء غزة وحدهم ولن يتخلوا عن إنسانيتهم ودينهم وأخوتهم بالتخلي عنهم.. مباركا عمليات القوات المسلحة ضد العدو الأمريكي والإسرائيلي، والتي كان من أبرزها الضربة المسددة في مطار اللد والتي حققت نجاحاً كبيراً بفضل الله.
وعبر البيان عن التحدي الواضح والصريح للعدو الإسرائيلي المجرم، والاستمرار في مواجهته بكل قوة وعزم، دون تهاون أو تراجع.. مؤكدا استمرار تطوير كل القدرات وتصعيد المواجهة مع العدو في كل الميادين، والمجالات والجاهزية والاستعداد لأي عودة للعدوان الأمريكي على اليمن متوكلين على الله، ومعتمدين عليه، وواثقين بوعوده.
وأشار إلى أن الشعب اليمني كشعب مؤمن مجاهد شرفه الله بنسبة الإيمان والحكمة له بقول الرسول المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله (الإيمان يمان والحكمة يمانية) يعلم علماً يقيناً بأن كلفة المواجهة مع الأعداء مهما بدت جسيمة فإن ثمن التفريط والتقاعس أكبر وأجسم وأخطر في الدنيا والآخرة.
ولفت إلى أن ما يتم تقديمه من تضحيات أو يتعرض له الشعب من معاناة فهي في سبيل الله، وابتغاء لمرضاته، وثمناً مستحقا للحرية والكرامة التي بدونها لا خير ولا مجد ولا عز للأمة لا في الدنيا، ولا في الآخرة.. مشيرا إلى أن ثمار التضحيات هو الخير كل الخير، في الدنيا وفي الآخرة.
كما عبر البيان عن الأسف لما وصل إليه حال بعض الأنظمة العربية والإسلامية والجهات التي لم تكتفِ بالتخاذل أمام قضايا ومعاناة أمتها، بل صارت تسعى لاستهداف شعوبها، والتحريض عليها، والانخراط مع مؤامرات الأعداء ضدها.. مشيدا بدور الأشقاء في سلطنة عمان الداعم للسلام بين شعوب الأمة.