يبدو أن تحذيرات الرئيس عبدالفتاح السيسي من اتساع دائرة الحرب لتهدد المنطقة بأكملها على وشك أن تحدث بعد التهديدات التي يعمل الحوثيون على تنفيذها في أعالي البحر الأحمر.

وسبق وحذر الرئيس عبد الفتاح السيسي مع تجدد الصراع بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، قبل 74 يوما، أن المنطقة بأكملها قد تشتعل وتحدث حرب إقليمية، ما لم تتوقف إسرائيل عن العنف الذي تمارسه ضد سكان وشعب فلسطين.

السيسي يحذر من زعزعة استقرار المنطقة 

ومع استمرار إسرائيل في سياسة العقاب الجماعي والقتل الممنهج في حق الفلسطينين، والإبادة الجماعية، تشابكت الحرب وتداخلت فيها بعض القوى الأخرى الموجودة في المنطقة مثل حزب الله والحوثيين. 

ويهدد الحوثيون من خلال الهجمات التي شيننوها، حركة التجارة الدولية، في منطقة البحر الأحمر، ما يعني أن دائرة الحرب قد تتسع في أي وقت.

وشن الحوثيون عدة هجمات على سفن التجارة التي تعبر البحر الأحمر، ما دعا بعضها إلى وقف حركة التجارة خوفا من الهجمات والضربات التي ينفذها الحوثيون ردا على العدوان الإسرائيلي.

وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من سكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي بأن الاتصال تناول مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، حيث استعرض الرئيس الجهود المصرية المكثفة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار ونفاذ المساعدات الإنسانية بكميات كافية، محذراً من الخطورة البالغة لاستمرار الأمور على وتيرتها الحالية، بما سيكون له من تبعات إنسانية وأمنية وتأثير على استقرار المنطقة.

وشدد الرئيس على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسئولياته، خاصةً فيما يتعلق بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، مثمناً جهود السكرتير العام في هذا الصدد.

الجهود المصرية لوقف نزيف الدماء

من جانبه، أشاد "جوتيريش" بالجهود المصرية لوقف نزيف الدماء، مؤكداً حرصه على التنسيق المستمر مع مصر للخروج من الأزمة الجارية، والعمل على تحقيق الاستقرار بالمنطقة.

ودعت 10 منظمات دولية، اليوم الثلاثاء، إلى "وقف فورى ودائم لإطلاق النار" فى غزة، بسبب "الكارثة الإنسانية غير المسبوقة" فى القطاع الذى يشهد حربا تشنها إسرائيل.

وأكدت منظمات "أوكسفام"، و"أطباء بلا حدود"، و"أطباء العالم"، و"المنظمة الدولية للمعوقين"، و"العمل ضد الجوع"، و"الطوارئ الدولية"، و"منظمة الإغاثة الإسلامية" فى فرنسا، والاتحاد الدولي لحقوق الإنسان، ومنظمة العفو الدولية، و"اللجنة الكاثوليكية لمكافحة الجوع والتنمية"، أن دعوتها جماعية وعالمية لوقف إطلاق النار الآن، وقالت: "نشهد حربا شاملة فى غزة، حيث أصبح حجم الكارثة الإنسانية غير مسبوق".

من جانبه، قال المدير العام لمنظمة أطباء العالم جويل فايلر، "إن الوضع الحالي أسوأ مما كان عليه في جميع النزاعات الأخيرة"، وأكد أن "غزة كانت أصلا سجنا كبيرا، وقسم السجن إلى 8 مناطق مكتظة بالسكان تتعرض للقصف".

وأضاف أن جميع التابعين للمنظمة يعانون من الصدمة ولا يعرفون أين يأكلون أو ينامون مثل سائر سكان غزة.

بدوره، أعلن المسئول عن عمليات منظمة الطوارئ الدولية أوليفييه روتو أن غزة "بلا شك المكان الأخطر في العالم بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني"، علما بأن هؤلاء أنفسهم "يتبعون منطق البقاء على قيد الحياة" مع "قلق متزايد" بسبب الجوع.

منظمات دولية تدعو لوقف إطلاق النار 

وكانت "هيومن رايتس ووتش" قالت أمس، الاثنين، إن إسرائيل تعمد إلى "استخدام تجويع المدنيين كأداة حرب".

ووصفت رئيسة منظمة “أطباء بلا حدود” إيزابيل دوفورني، الوضع بأنه "ميؤوس منه" في المستشفيات "المكتظة".

وقالت "إن ربع المرضى الذين تعالجهم منظمة أطباء بلا حدود هم من الأطفال دون الثانية عشرة"، نصفهم أقل من 18 عاما، وثلاثة أرباعهم من النساء والأطفال".

ووصلت لمدينة العريش بشمال سيناء دفعات مساعدات مقدمة لسكان قطاع غزة من المملكة العربية السعودية، واستقبل  مطار العريش الدولي الطائرة الإغاثية السعودية الـ 32، والتي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة حملت على متنها مواد طبية بوزن إجمالي يبلغ 16 طنًا، تسلمها الهلال الأحمر المصري تمهيدا لنقلها لقطاع غزة.

غزة في اليوم 73| تطورات التصعيد واشتباكات جديدة بين حماس وقوات الاحتلال البيت الأبيض ينقلب على السلطة الفلسطينية.. وهذا البلد مرشح لإدارة قطاع غزة

فيما يجرى الاستعداد لاستقبال شحنات مساعدات تصل للعريش برا من ميناء بورسعيد على ساحل البحر المتوسط بعد تفريغها من سفينة شحن مساعدات سعودية مخصصة لغزة سيرها مركز الملك سلمان للإغاثة، والأعمال الإنسانية من ميناء جدة الإسلامي، وتحمل على متنها 250 حاوية كبيرة، منها 225 حاوية تشتمل على مواد ومستلزمات طبية لسد احتياج المستشفيات هناك، و25 حاوية تشتمل على مواد غذائية وإيوائية.

يذكر أنه وصل عدد طائرات نقل المساعدات الدولية لقطاع غزة التي هبطت في مطار العريش بشمال سيناء منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة حتى اليوم إلى 320 طائرة.

من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم، الثلاثاء، مقتل اثنين من أفراده في المواجهات الدائرة في غزة خلال الساعات الماضية.

 قوات الاحتلال تحتجز الأطباء والمرضى 

وقال الجيش الإسرائيلي إن ضابطا وجنديا قتلا وأصيب 2 آخران في المواجهات مع حركة حماس خلال الساعات الماضية في قطاع غزة.

وبهذا يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بدء العمليات البرية في قطاع غزة إلى 129 قتيلا، بينما ارتفع عدد الجنود القتلى منذ السابع من أكتوبر إلى 460 قتيلا.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أمس، الاثنين، مقتل 5 من جنوده، قائلا: "الرقيب احتياط ليدور يوسف كرفاني، البالغ من العمر 23 عاما الذي يتبع كتيبة الهندسة 8163 من قيادة المنطقة الجنوبية"، قتل خلال العمليات العسكرية أمس الأول، الأحد.

جدير بالذكر، أن الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة الدكتور أشرف القدرة، أكد أن قوات الاحتلال الإسرائيلي حولت مستشفى العودة إلى ثكنة عسكرية.

إسرائيل تخسر الحرب.. المقاومة تشل قدرات جيش الاحتلال والجحيم ينتظر حكومة نتنياهو تحارب أشباحا يسكنون قلب الأرض.. كيف خدعت حماس إسرائيل ووضعتها في ورطة

وقال إن قوات الاحتلال تحتجز 240 شخصاً، منهم 80 كادراً طبياً و40 مريضاً و120 نازحاً داخل المستشفى بلا ماء أو طعام أو دواء وتمنع الحركة بين الأقسام، كما اعتقلت 6 من كوادر المستشفى بينهم مديره الدكتور أحمد مهنا بالإضافة لمريض ومرافق.

وكانت وزارة الصحة بغزة أعلنت خروج مستشفى المعمداني بغزة عن الخدمة بعد اقتحامه من قبل قوات إسرائيلية، وأشارت الي إصابة صحفيين اثنين إثر استهداف مجاور لمركز جباليا الطبي.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية في وقت سابق أن قوات الاحتلال أغلقت مستشفى المعمداني في غزة، حيث احتجزت موظفيه ودمرت المدخل الرئيسي للمستشفى، فيما استشهد 29 جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي 3 منازل في رفح جنوبي قطاع غزة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطينية إسرائيل فلسطين الفلسطينين العدوان الإسرائيلي المساعدات الانسانية غزة الجیش الإسرائیلی قوات الاحتلال قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

كيف يعزّز فشل إسرائيل العسكري في غزة من مكاسب حماس الاستراتيجية والدولية؟

قال المحامي والضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، موريس هيرش، إنّ: "الاحتلال لا يُخفي وأوساطه الأمنية والعسكرية أن استمرار الحرب على غزة طيلة هذه المدة دون القضاء على حماس، يشكّل خيبة أمل كبيرة، رغم  ما يتم تكراره من مزاعم دعائية فارغة".

وعبر مقال، نشره معهد القدس للشؤون الأمنية والخارجية، أوضح هيرش، أنّ: "الحركة تمتلك لاستراتيجية متعددة الطبقات، وصلت أخيرا إلى تشويه سمعة جيش الاحتلال الإسرائيلي على الساحة الدولية، وفي الوقت ذاته الحفاظ على سلطتها في غزة، مع تأمين موارد إعادة الإعمار الدولية".

وتابع المقال الذي ترجمته "عربي21" بالقول: "رغم أهداف الاحتلال المُتمثّلة بتفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس، فإن الضغوط الدولية أجبرته على السماح لها بمواصلة وظائفها الحكومية، لتوزيع المساعدات الإنسانية، وإبقاء الأسرى في غزة تأمين وجودي لها".

وأبرز: "لن يتم إطلاق سراحهم بالكامل إلا من خلال المفاوضات وحدها، التي أسفرت حتى الآن عن إطلاق سراح أسراها الكبار، وعددهم 2144 مقابل إطلاق سراح بعض الأسرى".

"عندما نفذت حماس هجوم الطوفان كان لها عدة أهداف، تحققت كلها تقريباً، أهمها قتل أكبر عدد من الجنود والمستوطنين، وأسرهم، واستخدامهم أوراق مساومة لضمان إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، ومثّل قتل عشرات آلاف الفلسطينيين في غزة، مناسبة لتشويه سمعة الاحتلال، وإدانته في الساحة الدولية، وإعادة إشعال النقاش العالمي حول الدولة الفلسطينية، واعتراف العالم بها" استرسل المقال ذاته.


وتابع: "في نهاية المطاف، سعت الحركة للبقاء على قيد الحياة بعد الحرب، والحفاظ على مكانتها الحاكمة في المجتمع الفلسطيني، والتمتع بثمار الجهود الدولية الحتمية لإعادة بناء غزة".

وأشار إلى  أنه: "منذ البداية، أدركت حماس أنها لا تستطيع مجاراة القوة العسكرية للاحتلال، وأدركت جيداً أن ردّه سيكون ساحقاً، لكنها عملت على تحويل هذا الردّ العنيف إلى أصل استراتيجي يمكن استخدامه ضده، عبر الاستعانة بحلفائها وأصدقائها حول العالم، أولهم الأمم المتحدة ومؤسساتها في غزة، وبدأت بإصدار قرار تلو الآخر لإدانة الاحتلال..".

وأوضح أنّ: "الحليف الثاني للحركة هو المحور الإيراني لمساعدتها في التصدّي للعدوان الاسرائيلي، حيث انضم حزب الله والحوثيون بسرعة لمهاجمة الاحتلال، وأطلق الحزب أكثر من عشرة آلاف صاروخ وقذيفة وطائرة بدون طيار، ما تسبّب بأضرار واسعة النطاق، وإجلاء أكثر من 140 ألف مستوطن، وجمع الحوثيون بين الهجمات المباشرة على الاحتلال، وتعطيل حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، فيما هاجمت إيران، دولة الاحتلال بمئات الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار".

وأضاف: "الحليف الثالث لحماس هي مجموعات إسلامية، منتشرة في مختلف أنحاء العالم، حيث نجحت الحركة بحشد الدعم الشعبي، وملايين المتظاهرين ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومهاجمته، والضغط على حكوماتهم لفرض عقوبات عليه".

وأكد أنّ: "الحركة شوّهت سمعة الاحتلال، وانضمت إليها هيئات الأمم المتحدة، بما فيها الجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان وسلسلة من: المقررين الخاصين، ومحكمة العدل الدولية، وصولا لإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب آنذاك، يوآف غالانت، بوصفهم مجرمي حرب".


وأردف: "فرضت العديد من حكومات العالم، بما فيها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وبريطانيا، وكندا، وهولندا، وأستراليا، ودول أخرى، حظراً كاملاً أو جزئياً على تصدير الأسلحة أو المكونات للاستخدام العسكري للاحتلال".

ولفت أنّ: "هدفا آخر من أهداف حماس في طريقه للتحقق من خلال تزايد عدد الدول المعترفة بفلسطين، بلغ عددها تسعة، وهي: أرمينيا، سلوفينيا، أيرلندا، النرويج، إسبانيا، جزر البهاما، ترينيداد، وتوباغو، جامايكا وبربادوس، مع احتمال انضمام فرنسا وبريطانيا لها".

وختم بالقول إنّه: "إذا استمرت الأحداث في مسارها الحالي، فلا شك أن حماس ستنتصر في الحرب، وتحقّق كل أهدافها من الهجوم، وسيكون هذا بمثابة كارثة بالنسبة للاحتلال".

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يعترف بفشل سياسته في سوريا ويبدي قلقا من النفوذ التركي
  • الولايات المتحدة تستعد لإزالة سوريا  من قائمة “الدول الداعمة للإرهاب”
  • اليوم الـ 600 من العدوان الإسرائيلي.. نداء دولي عاجل لوقف جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة
  • صفعة لإسرائيل .. مقترح أمريكي جديد بشأن غزة | تفاصيل
  • مقرر أممي: ما يحدث في قطاع غزة “إبادة جماعية وتجويع وجريمة ضد الإنسانية
  • انتخاب قاض أردني لعضوية العدل الدولية.. مواقفه حادة تجاه الاحتلال الإسرائيلي
  • أولمرت .. غزة أرض فلسطينية و”إسرائيل” ترتكب جرائم حرب
  • تعرف على الأزمات والخلافات الداخلية لإسرائيل بعد 600 يوم على الحرب
  • الحرب في غزة: الاتحاد الأوروبي مُطالب برد مشترك عقب قراره إعادة النظر في اتفاق الشراكة مع إسرائيل
  • كيف يعزّز فشل إسرائيل العسكري في غزة من مكاسب حماس الاستراتيجية والدولية؟