هل تُنقِذ الهُدنة حكومة نتنياهو من ورطة غزة.. خسائر الاحتلال تفوق الحدود
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ75، فيما يتواصل القصف العنيف على مواقع عدة في قطاع غزة، وخاصة في خان يونس التي تشهد اشتباكات لم تنقطع منذ إعلان الاحتلال تركيز عملياته فيها، فيما تتصاعد المطالبة الإسرائيلية بضرورة التوصل إلى صفقة للإفراج عن المحتجزين، مع بث كتائب القسام فيديو لثلاثة منهم يطالبون بالعمل على إطلاق سراحهم.
ويعاني سكان غزة شحا شديدا يكاد يكون انقطاعا تاما للمواد التموينية، بسبب الحصار المفروض عليها، وعدم تمكن المساعدات من الوصول، فضلا عن عدم تمكنهم من سحب الأموال من الصرافات الآلية، بسبب خروجها عن العمل، بعد توغل آليات الاحتلال الواسع.
وتوجه المواطنون إلى المناطق الغربية في مدينة غزة، بسبب القصف الشديد في المناطق الشرقية، حيث يشهد مربع مجمع الشفاء والرمال الغربي اكتظاظا كبيرا في أعداد النازحين.
كما أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، قنابل مضيئة في سماء غزة بالتزامن مع قصف يستهدف مناطق عدة في القطاع.
وافاد نبأ عاجل نقلته وسائل إعلام فلسطينية بوقوع عشرات الشهداء والجرحى في قصف إسرائيلي على منزلين في جباليا شمالي غزة.
كانت قد أفادت وسائل إعلام فلسطينية، اليوم الأربعاء، بأن اشتباكات عنيفة تدور بين المقاتلين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في وسط وجنوب قطاع غزة، فيما تجدد القصف على مناطق متفرقة بالقطاع.
تشريد 800.000 شخصوقالت وزارة الصحة في غزة ،اليوم الاربعاء، بعد قصف إسرائيلي متواصل أن :"القصف الإسرائيلي العنيف على القطاع منذ 3 أيام هدفه تشريد 800.000 شخص".
ومن جانبه، قال نائب المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة روبرت وود أن حل الدولتين هو الأساس لحل مستدام للصراع بين إسرائيل وبين الفلسطينيين، وتابع : "لن نسمح لحماس بالسيطرة مجددا على قطاع غزة للحفاظ على أمن إسرائيل".
كما صرح المنسق الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، أن هجمات الحوثيين تهدد سلامة الملاحة في البحر الأحمر، وأوضح: "الهجمات في البحر الأحمر زادت المخاوف بشأن حرية الملاحة، و قطاع غزة شهد سقوط أكبر عدد من القتلى في صفوف موظفي الأمم المتحدة وارتفاع عدد القتلى المدنيين في قطاع غزة أمر غير مسبوق في التاريخ"، ودعى وينسلاند إلى إطلاق سراح جميع الرهائن في قطاع غزة وعلى جميع الأطراف ضبط النفس وحماية المدنيين.
وبالأمس، أكدت الخارجية الأمريكية، انه يمكن التوصل إلى هدنة إنسانية ممتدة إذا وافقت حماس على إطلاق سراح المحتجزين، حسبما افادت قناة "القاهرة الإخبارية".
وقالت الخارجية الأمريكية:" واشنطن تعمل مع زملاء في مجلس الأمن لحل قضايا معلقة متعلقة بمشروع قرار خاص بغزة"، وأضافت أن واشنطن سترحب بقرار يدعم تلبية الاحتياجات الإنسانية لغزة ولكن تفاصيل القرار مهمة، وتابعت: "سنرحب باضطلاع الصين بدور بناء في محاولة منع هجمات الحوثيين على حركة الملاحة البحرية الدولية".
تطورات وصول المساعدات الإنسانيةوفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية: إن المواقف الأمريكية الإسرائيلية تمضي في اتجاهات انتقادية، وليست خلافية بالمعنى المعروف، خاصة وأن مطالبة الرئيس الأمريكي جو بايدن بتغيير الحكومة الإسرائيلية لها ما يبررها، قبل أن تحسم إسرائيل مواجهتها الراهنة في قطاع غزة.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن إسرائيل الدولة وليست فقط الحكومة، تعرضت لانتقادات كبيرة جراء الهجمات على قطاع غزة، وتجاوز المواجهات السابقة، والتي أدت إلى الهجوم الدولي إعلاميا وسياسيا على إسرائيل.
وأشار فهمي إلى أن التسليم الأمريكي، بل والإسرائيلي بأنها ربحت في العموم من الدعم الغربي أمريكيا وعالميا في الفترة الأولى للمواجهة، والتأكيد على دعم غربي مفتوح دبلوماسيا وسياسيا، بل وأمنيا ظهر كل ذلك في تقديم كل التسهيلات لإسرائيل في المواجهة .
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد ما لا يقل عن 100 فلسطيني في هجمات الاحتلال الإسرائيلي على غزة أمس، وإصابة المئات.
ومازال يواصل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة أمس فتح أبوابه لمرور المساعدات الإنسانية لسكان غزة، وأفاد مصدر بمعبر رفح، أنه دخلت إلى قطاع غزة من مصر اليوم عبر معبر رفح 125 شاحنة تنقل مساعدات مقدمة إلى الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، حيث أن تحمل المساعدات أصناف متنوعة من المساعدات لنقلها إلى قطاع غزه بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة وتسليمها إلى الهلال الأحمر الفلسطينى.
ووصل عدد طائرات نقل المساعدات الدولية لقطاع غزة التى هبطت فى مطار العريش بشمال سيناء منذ بدء العدوان الإسرائيلى على غزة حتى اليوم إلى 320 طائرة.
وأوضحت بيانات حركة وصول المساعدات الدولية لقطاع غزة عبر مطار العريش، أنه تم خلال الساعات القليلة الماضية استقبال طائرتين شحن مساعدات من المملكة العربية السعودى ونقلت 15.320 طن مستلزمات طبية ومن بلجيكا، ونقلت 40.962 طن مستلزمات طبية وأدوية، ليرتفع عدد الطائرات التى استقبلها مطار العريش وتنقل مساعدات إغاثية لغزة منذ أحداث العدوان الإسرائيلى على غزة التى اندلعت أكتوبر الماضى إلى 320 طائرة نقلت نحو 950 طنا من المساعدات الإغاثية وسيارات إسعاف ومستشفيات ميدانية وأدوية موجهة لقطاع غزة، وتسلم الهلال الأحمر المصرى الشحنات ونقلها على شاحنات من العريش لمعبر رفح وصولا لقطاع غزة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة قطاع غزة قصف غزة هدنة انسانية فی قطاع غزة لقطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مسؤول عسكري إسرائيلي سابق يتهم نتنياهو بتوريط إسرائيل في مأزق غزة
اتهم يسرائيل زيف، رئيس العمليات السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإدخال "إسرائيل في مأزق إنساني ولوجستي" في قطاع غزة.
وأكد زيف، أن القطاع يشهد "فوضى، وأن المسؤول الوحيد عنها هو إسرائيل"، قائلا: "إسرائيل تغرق في مستنقع بأعين مفتوحة ودون منفذ للنجاة".
وأضاف أنه "بعد 600 يوم من الحرب، لم نقترب خطوة واحدة من النصر الكامل"، مشيرا إلى أن جنود الاحتياط "منهكون ومستنزفون وأن الجيش يقترب من التحول إلى ميليشيا من حيث الانضباط".
كما لفت إلى أن الجيش يُطلب منه "الاستمرار دون هدف واضح أو استراتيجية خروج"، واصفا "الشعارات الداعية إلى القضاء على حماس بأنها جوفاء ومنفصلة تماما عن الواقع".
ووفق تقديرات مصادر إسرائيلية مطلعة، فإنه "لا يتوقع أن تعارض إسرائيل اتفاق وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما وإفراج حماس عن أسرى إسرائيليين، بينهم 10 أحياء ونصف الأسرى الأموات، مقابل الإفراج عن عدد غير معروف حاليا من الأسرى الفلسطينيين، بموجب مقترح المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف".
وطوال المفاوضات بين الاحتلال والمقاومة بوساطة أمريكية وقطرية ومصرية، أصرت الحركة على وقف إطلاق دائم وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة كله، ورفضت إسرائيل هذا المطلب بالمطلق.
وعقب اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى السابق، في الفترة بين 19 كانون الثاني/ يناير و18 آذار/ مارس من العام الحالي، استأنف الاحتلال الحرب وأعلن أنها تسعى إلى تحقيق الأهداف نفسها التي وضعتها في بداية الحرب، قبل حوالي 20 شهرا، وهي القضاء على حماس وإعادة الأسرى من غزة.
وفشل الاحتلال بتحقيق أي من الهدفين، فيما ترفض حكومة نتنياهو حتى الآن الحديث عما يسمى "اليوم التالي" في غزة بعد الحرب، وتعلن في الوقت نفسه أن الحرب لن تتوقف، وأنها تسعى إلى تنفيذ مخطط طرد سكان غزة إلى خارج القطاع، فإنه أصبح واضحا أن الحرب ليست ضد حماس فقط، وإنما هي بالأساس ضد سكان غزة المدنيين، الذين يشكلون الغالبية العظمى من القتلى والجرحى والمهجرين الذين دمرت بيوتهم وحياتهم كلها.