سواليف:
2025-05-06@23:39:38 GMT

ماذا بعد؟

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

#ماذا_بعد ؟ د. #هاشم_غرايبه

بعد مرور ما يقارب من الثلاثة شهور على الطوفان العظيم، فقد أيقن العالم بأسره أن تأثيره سيؤدي الى تغييرات جوهرية في كثير من المفاهيم، والتي ستنعكس بتعديلات كثيرة على الواقع الذي ظل سائدا الى ما قبله، لذلك فالجميع متلهفون لمعرفة ما الذي سيأتي بعده.
سأتطرق فيما يلي الى التوقعات المحتملة، ليس على طريقة من اعتادوا تقديم تنبؤات للعام الجديد، بل من الاستنتاج المنطقي، أي الربط بين المُقدَّم والمنتج المتوقع، وعلى كلي الصعيدين، الدولي والعربي.


على الصعيد الدولي:
1 – بسبب انفراد الولايات المتحدة باحتكار القوة العسكرية، فقد جرب العالم لثلاثين عاما عواقب القطب الواحد، اذ عاد فيه العالم مرة أخرى الى الواقع ذاته الذي عاشه خلال سيطرة الامبراطوريات الاحتلالية القديمة: الإغريقية والرومانية واليابانية والصينية، وانقسم فيه البشر الى جزئين غير متكافئين: جزء ظالم مستفرد بكل الخيرات، وجزء مظلوم مستبعد محروم، مما يعني انكشاف كذبة منظري الغرب بشأن أن الرأسمالية حققت العالم الحر، وخطأ نظرية انتهاء صراع الحضارات بتفوق الحضارة الغربية، كونها الحضارة التي تحقق العدالة والمساواة.
وهذا يعني أن الصراع سيظل قائما ولن يستتب الأمر للغرب طويلا، وفي النهاية فالمرشح القادم لإزاحته هي حضارة الشرق الأقصى أو الشرق الأوسط.
2 – بالطبع لن يكون ذلك بالنزال العسكري، فقد أدخل الطوفان مفهوما لم يكن محتكروا القوة الباغية يعرفونه، وهو أنه ليس بالتفوق العسكري والتقني وحدهما يتحقق النصر، بل هنالك عوامل أخرى أهمها الإيمان وصحة المعتقد.
3 – ثبت بطلان نظرية “غوبلز” بأنه بالتضليل الإعلامي يمكن تزوير الحقيقة، وأنه بتكرار الأكاذيب يمكن خداع الناس طوال الوقت، فقد حدث ذلك فعليا لكثير من الناس لكن لفترة قصيرة، لأن الإنسان يميل بفطرته للبحث عن الحقيقة، فقد رأينا التحول في توجهات الرأي العام الغربي متسارعا، لدرجة اعترف أساطين التضليل بعجزهم عن سوق الناس بعد لتصديق أكاذيبهم، وأقروا بالخسارة الاستراتيجية.
لذلك باتت المعارك الإعلامية ذات أهمية لا تقل عن العسكرية، وسلاح ذو حدين، وثبت أن الصورة الحقيقية الصادقة هي الأقوى تأثيرا في النفس، وتهزم تلك المزورة مهما تم تجنيد الامكانيات لتعميمها.
على الصعيد العربي:
1 – بعد انكشاف أن المقاوم للإحتلال هو المجاهد الصابر المرابط، فلم يعد بمقدور المقاومين (السلميين) عن طريق المراهنة على مفاوضات العملية السلمية، اقناع الأمة بصواب منهجهم، بل تبين أنهم وكلاء للعدو وظيفتهم وأد الروح الجهادية والتخذيل عن المجاهدين، لأجل التمكين للكيان اللقيط وإدامة بقائه.
2 – لذلك ستتعزز الدعوة الى التوقف عن الرهان على (الجهود السلمية) للأنظمة العربية، وستقوى الدعوة لقيام أنظمة متبعة منهج الله، بعد أن تبين أن المقاومة الاسلامية استطاعت رغم الحصار والتضييق والملاحقة من تأسيس قاعدة تصنيعية عسكرية وازنة، بعكس النظام السياسي العربي القائم على المنهج النقيض، فما حقق إلا التبعية والتخلف والهزائم.
لذلك فالنظام السياسي القائم على أساس اسلامي يحقق المعجزات ويعوض الفارق التقني الهائل لأقطارنا العربية.
3 – لذلك واستنادا الى عنصر القوة هذا الذي تنفرد به أمتنا عن باقي أمم الأرض، واعتمادا على أن صراع الحضارات ما زال قائما، فان المستقبل على المدى الأبعد، وبما أنه وبعد الحضارة الغربية الآيلة الى الاندثار، سيكون المستقبل (كما أسلفت) لإحدى حضارتي الشرق الأقصى أو الأوسط، وفي المفاضلة بين أيهما صاحبة الفرصة الأكبر، سنجد أن التي تنبني على أساس حضاري مرتكز على معتقد فكري إنساني، وليس على مبدء استحواذي إحلالي، ستكون هي الأوفر حظا.
لذلك فإن نجح أخيار الأمة بالتغلب على قوى الشد العكسي، المتمثلة بممانعة إقامة منهج الله في ديار الإسلام، وتمكنوا من استعادة وحدتها التي لن تتم الا على أساس إسلامي، عادت الأمة الى امتلاك عناصر قوتها، لأن نظام الحكم ذاك سيؤسس لنظام اجتماعي اقتصادي يرتقي بالدولة، فتمتلك قدرات عسكرية مكافئة للقوة الغربية المتقدمة، قادرة على توفير البديل للحضارة الغربية الاستعمارية الآفلة، بسبب لا إنسانيتها وظلمها للشعوب المستضعفة، والتي ما حققت رغد العيش إلا للعرق الأبيض فقط.
عندها سينحسر فساد الطغاة الذي طال البر والبحر، وصنعوا أسلحة دمرت البشر والحجر، وبعدها سينعم البشر جميعهم بالمساواة والعدالة، كما أراد لهم خالقهم.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: ماذا بعد

إقرأ أيضاً:

الشفاء البطيء… سرّ جروح الإنسان التي تتحدى سرعة الطبيعة!

في اكتشاف علمي جديد قد يغير مفاهيمنا حول التطور البشري، أظهرت دراسة أن جروح البشر تلتئم ببطء يفوق ثلاثة أضعاف سرعة التئام الجروح في بعض الثدييات الأخرى، مثل الشمبانزي، هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام تساؤلات جديدة حول الأسباب التطورية وراء هذا الفارق الملحوظ، مما يثير تساؤلات علمية حول كيف ولماذا يختلف البشر عن باقي الأنواع في هذه العملية الحيوية.

وأظهرت الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة Proceedings of the Royal Society، أن متوسط سرعة التئام الجروح عند البشر بلغ 0.25 ملم يومياً فقط، مقارنة بـ 0.61 ملم يومياً لدى قرود مثل الشمبانزي، والرباح، والمارموسيت أبيض الحلق، وقرود الفرفت.

وأُجريت التجارب عبر تخدير خمسة أفراد على الأقل من كل نوع من الرئيسيات غير البشرية، وحلاقة بقعة صغيرة من فرائها، ثم إحداث جرح دائري بقطر 40 ملم. عُولجت الجروح بمرهم مضاد حيوي وغُطيت بشاش لمدة يوم لمنع العدوى. جرى التقاط صور وقياسات منتظمة على مدى عدة أيام لتقييم سرعة الشفاء.

وفي المقابل، تم تحليل سرعة التئام الجروح لدى 24 مريضًا خضعوا لجراحات استئصال أورام جلدية في مستشفى جامعة ريوكيو اليابانية، حيث لوحظ بطء كبير في عملية الشفاء.

بدورها، قالت البروفيسورة أكيكو ماتسوموتو-أودا، من جامعة ريوكيو، إن بطء شفاء الجروح لدى البشر قد يكون ظاهرة تطورية حدثت بعد الانفصال عن السلف المشترك مع الشمبانزي، مرجّحة أن يكون ذلك ناتجًا عن فقدان الشعر الكثيف من الجسم.

وأوضحت: “قد يكون الشفاء البطيء نتيجة تغيرات تطورية مثل فقدان الفراء، إذ إن وجود شعر كثيف يزيد من عدد الخلايا الجذعية، مما يُعزز سرعة التئام الجروح”.

الدعم الاجتماعي كآلية تعويض

رغم بطء الشفاء الجسدي، رجّحت الدراسة أن الدعم الاجتماعي لدى البشر – مثل تبادل الغذاء، والرعاية، والتقدم الطبي– ساعد في تعويض هذا الضعف الطبيعي في القدرة على التئام الجروح.

وتسهم هذه النتائج في توسيع الفهم العلمي حول الفروقات البيولوجية بين البشر والحيوانات الأخرى، كما تفتح المجال لمزيد من الأبحاث في مجالات الطب التجديدي وعلاج الجروح المزمنة.

يذكر أن التئام الجروح هو عملية بيولوجية معقدة تتضمن سلسلة من التفاعلات بين الأنسجة والخلايا لإصلاح الأضرار التي تحدث بسبب الإصابات أو الجروح. هذه العملية تتكون من عدة مراحل رئيسية تشمل:

المرحلة الالتهابية: تبدأ فورًا بعد الإصابة، حيث يتجمع الدماء لتكوين جلطة توقف النزيف. كما يتم تنشيط الخلايا المناعية لمكافحة أي عدوى وتطهير الجرح. مرحلة النمو (البناء): في هذه المرحلة، تبدأ الخلايا في التوسع والتكاثر لإعادة بناء الأنسجة التالفة. الخلايا الجديدة تشكل الأنسجة الليفية التي تساعد في تعزيز الجرح وإغلاقه. مرحلة النضج (التعافي): تستمر الأنسجة في إعادة تنظيمها وتنضج حتى يستعيد الجرح قوته. قد يستغرق هذا الأمر وقتًا أطول، حيث تستمر الأنسجة الجديدة في تحسين قوتها ومرونتها.

وبالنسبة للبشر، عملية التئام الجروح غالبًا ما تكون بطيئة مقارنة بأنواع أخرى من الثدييات مثل الشمبانزي، الذين يمتلكون آليات بيولوجية قد تساعدهم على الشفاء بشكل أسرع. العلماء يبحثون في الأسباب التطورية لهذا التفاوت، ما يفتح المجال لفهم أعمق حول كيفية تطور أنظمة الشفاء لدى مختلف الأنواع.

مقالات مشابهة

  • استيقاظ وحش أعماق المحيط الهادئ.. ماذا ينتظر البشر؟
  • الكونكلاف.. ماذا نعرف عن أكثر عمليات الانتخاب سرية وتعقيداً في العالم؟
  • الشفاء البطيء… سرّ جروح الإنسان التي تتحدى سرعة الطبيعة!
  • مفاجأة علمية.. ماذا حدث للأمريكي الذي حقن نفسه بسم الأفاعي لمدة 18 عامًا؟
  • موعد خروج مودة الأدهم من سجن النساء.. أكملت 5 سنوات خلف القضبان
  • أبرز 10 دول استخداما للسجائر الإلكترونية في العالم.. ماذا عن العرب؟
  • البحر الأحمر: شريان التجارة الذي يغذي العالم ويختنق أمام أعيننا
  • أوزيبيو.. النمر الأسود الذي حرمته السياسة من غزو أوروبا
  • فيلم اطلس.. الذكاء الاصطناعي يتمرّد على البشر ويقود حرباً كونيّة
  • العودة إلى كوكب الروبوتات