كاتبة بريطانية: هل يمكن أن يكون هناك منتصر في الحرب بين إسرائيل وحماس؟
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
استعرض مقال في صحيفة "الغارديان" للصحفية نيمو عمر، مسارات ونتائج العدوان الإسرائيلي على غزة، وما هي إمكانات أن تخرج دولة الاحتلال بنصر من القطاع.
وقالت عمر، إنه منذ أكثر من 80 يوما، يدور صراع دموي في إسرائيل وغزة، حيث وعدت الحكومة "بالانتقام القوي" ضد حماس، وتعهدت بتدميرها تماما، حيث أطلق جيش الاحتلال العنان لواحدة من أعنف حملات القصف التقليدية في التاريخ، وفقا لأحد الخبراء.
واستشهد أكثر من 21,000 شخص، من بينهم ما يقرب من 8000 طفل، وفقا لوزارة الصحة في غزة، خلال شهرين ونصف منذ بدء القصف. وقد نزح مئات الآلاف من الأشخاص؛ وتحولت أحياء بأكملها إلى أنقاض.
ووصفت الأمم المتحدة الوضع الإنساني في غزة بأنه "مروع"، وقال برنامج الأغذية العالمي إن هناك "أزمة جوع كارثية"، كما أن مياه الشرب المأمونة نادرة للغاية، ما يزيد من خطر تفشي الأمراض.
لقد أدى عدد القتلى المدنيين في هذا الصراع إلى إعادة إطلاق الحوار العالمي حول الطريق إلى السلام في المنطقة، على الرغم من عدم وجود إجماع كبير حتى الآن.
وتابعت: "لقد تحدثت مع مراسلة صحيفة الغارديان الخارجية إيما غراهام هاريسون حول الوضع في إسرائيل والأراضي المحتلة قبل هجمات حماس، ونقاط التحول الكبرى في الحرب والخطوات التالية المحتملة".
ويبدو أن استراتيجية نتنياهو طويلة المدى لاحتواء حماس كانت ناجحة بالنسبة له، لقد تراجعت المخاوف بشأن الأوضاع في غزة إلى أسفل الأجندة الدولية.
وتقول إيما غراهام هاريسون: "على الرغم من تعرض القطاع للقصف والحصار بشكل منتظم، وكثيرا ما كان يوصف بأنه سجن في الهواء الطلق، إلا أنه كان هناك تركيز دولي أقل على القطاع الصغير"، وكانت الجهود المدعومة من الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات مع القوى الإقليمية تتمتع بنجاح متزايد.
وأضافت هاريسون: "اعتقدت إسرائيل أن حماس قد تم "خلع أنيابها نوعا ما" كتهديد لها، "ربما كان نتنياهو حريصا جدا على تصديق أن سياساته قد نجحت، وكانت حماس تركز أكثر على الجانب الاقتصادي من الأمور، وبالتالي فهي لم تعد تشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل على الرغم من الميثاق الذي يدعو إلى تدميرها".
وقد يفسر هذا إلى حد ما سبب تجاهل حكومة نتنياهو لتحذيرات استخباراتية داخلية وخارجية كبيرة بشأن خطط حماس.
وبعد يومين من هجوم السابع من أكتوبر وإعلان نتنياهو عن حرب شاملة، فقد بدأ الحصار الكامل على غزة. ولم يُسمح بدخول الماء أو الطعام أو الوقود إلى القطاع. وفي غضون 10 أيام، زار العديد من زعماء العالم، بما في ذلك جو بايدن، إسرائيل لإظهار دعمهم.
واستغرق الأمر شهرا ونصف الشهر للتفاوض على هدنة إنسانية للسماح بتبادل 105 أسرى "إسرائيليين" مقابل أكثر من 240 فلسطينيا كانوا محتجزين في السجون الإسرائيلية. لكن وقف إطلاق النار انهار بعد ثمانية أيام، واستؤنفت الضربات الجوية.
وذكرت الصحفية البريطانية نيمو عمر: "في البداية، كانت بعض الحكومات الغربية حازمة في دعمها لإسرائيل وكانت الولايات المتحدة، الحليف الأكثر أهمية لإسرائيل، ثابتة في دعمها للحملة الإسرائيلية في غزة، قائلة إن لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد حماس".
وبحسب هاريسون، فإن "أعداد الضحايا المدنيين والمستويات المروعة للمعاناة قد غيرت فحوى المحادثة. عندما بدأت الحرب، كان سكان غزة يتمتعون بمستوى معين من القدرة على الصمود.
وتضيف هاريسون: "إنهم يفرون الآن مرة أخرى، ولكن هذه المرة الناس يعانون من الجوع، ويعانون من صدمة شديدة، وهناك مستويات عالية من المرض".
وتابعت: "أعتقد أنك ترى هذا الواقع ينعكس حتى لدى أقرب حلفاء إسرائيل، حيث بدأ الرئيس بايدن مؤخرا بتصعيد انتقاداته لإسرائيل، محذرا من أنها بدأت تفقد الدعم بسبب القصف العشوائي على غزة".
وقد خفف حلفاء آخرون من دعمهم: فقد شدد إيمانويل ماكرون انتقاداته للاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، مطالبا السلطات الإسرائيلية "بتحديد أكثر دقة" لأهدافها في غزة.
وبحسب ما ورد، فقد رفض زعماء الاتحاد الأوروبي طلبات نتنياهو للضغط على مصر لفتح حدودها أمام اللاجئين الفلسطينيين.
وعلى الرغم من الضغوط الدولية المتزايدة، فقد قال نتنياهو مؤخرا إن الحرب "ليست قريبة من النهاية".
وتتلخص الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في تجريد حماس من السلاح من خلال إضعاف قدراتها حتى لا تتمكن من الهجوم مرة أخرى.
ورفض نتنياهو احتمال إدارة السلطة الفلسطينية لغزة، وهو اقتراح من بايدن، ورفض فكرة توسط قوات حفظ السلام الأجنبية في التوصل إلى اتفاق، وأصر على أنه يمكن الوثوق بالجيش الإسرائيلي فقط للتأكد من بقاء غزة منزوعة السلاح. الهدف العسكري الوحيد المعلن والواضح هو "تدمير حماس".
عن ذلك تقول هاريسون، إن هذا ليس "هدفا عسكريا يمكن تحقيقه لأن حماس منظمة أيديولوجية تعمل خارج غزة من الناحية العملية والسياسية".
وقال نتنياهو: "إن هناك احتمال أن يحتفظ الجيش الإسرائيلي بسيطرة أمنية غير محددة على غزة بعد انتهاء الحرب"، ما يشير إلى أن الخطة تهدف إلى إعادة تقديم شكل من أشكال الاحتلال الإسرائيلي الموسع للقطاع.
وقد حذر بايدن نتنياهو بشدة من ذلك.
وتابعت هاريسون: "ناقش المسؤولون الإسرائيليون أيضا إمكانية إنشاء منطقة عازلة في غزة، نظرا لأن غزة صغيرة جدا بالفعل، فإن مصادرة المزيد من الأراضي من أجل ذلك سيكون أمرا مثيرا للجدل إلى حد كبير".
وحذر بايدن الاحتلال من أن "الانتقام" ليس استراتيجية عسكرية قابلة للتطبيق، وهو يرى خطورة شن حرب كهذه، وهو يتذكر حرب إدارة بوش في أفغانستان.
وأردفت: "لقد استغرق الأمر ما يقرب من 20 عاما أصبحت فيها حركة طالبان أقوى وأقوى وأبطلت النصر العسكري الأمريكي الأصلي، ويرى بايدن بوضوح الخطر في حدوث شيء مماثل في هذا الصراع".
واستدركت: "منذ البداية، كان من الواضح أن الغالبية العظمى من المجتمع الإسرائيلي تحمل نتنياهو مسؤولية الهجوم".
و"رغم أن نتنياهو، الزعيم الأطول خدمة في تاريخ إسرائيل، يتمتع بسمعة كونه الناجي السياسي المطلق، فإن هذه الحرب الأخيرة تبدو كأنها بداية النهاية لوقته في السلطة".
وقال الكثيرون إن الأفكار المتعلقة بمستقبله السياسي أثرت على الطريقة التي أدار بها الحرب: "قدم نتنياهو نفسه على أنه الرجل القوي الذي سيحافظ على أمن إسرائيل، والسؤال الذي يدور في ذهنه هو: إذا تمكن من إدارة حرب دمرت حماس، فهل يستطيع أن يخلص نفسه من الجمهور الإسرائيلي ويتمسك بمنصبه بطريقة أو بأخرى؟".
وأدى حجم الأزمة في غزة إلى قيام المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة بإصدار بيانات صريحة بشكل غير عادي حول الصراع.
واكدت هاريسون، أن "قوة تصريحاتهم في إدانة الوضع في غزة هي انعكاس لكيفية كون هذا الوضع خطيرا بشكل خاص من حيث مستوى المعاناة الإنسانية، حتى في سياق عالم مليء بالعديد من الحروب الوحشية والمعقدة والرهيبة".
وبينت، أن "داخل إسرائيل لا يوجد ضغط شعبي يذكر للحد من الهجمات على غزة, إذ يرى معظم الناس أن الحرب حملة وجودية".
وعندما سألت إيما أحد جنود الاحتياط عن تحذيرات بايدن، والكوارث العسكرية في أفغانستان والعراق، والتي تغذيها جزئيا الخسائر في صفوف المدنيين بسبب حملات القصف الجوي، قال: "يمكن للجنود البريطانيين والأمريكيين العودة إلى ديارهم، وليس لدينا أي مكان آخر نذهب إليه".
ومع دخولنا عام 2024، فلا نهاية في الأفق، ومن المرجح أن يستمر هذا الصراع، تاركا في أعقابه سلسلة من الدمار والموت الذي لا يمكن تصوره.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة الاحتلال حماس بايدن الاتحاد الأوروبي حماس غزة الاحتلال الاتحاد الأوروبي بايدن صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على الرغم من على غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
مركز عمليات الوعي قسم الحرب النفسية باستخبارات إسرائيل العسكرية
مركز عمليات "تشكيل الوعي"، ويُسمى اختصارا "ملات"، هو قسم التأثير على الخصوم في شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) بالجيش الإسرائيلي، تناط به قيادة عمليات الحرب النفسية ضد الخصوم، خاصة أثناء الحروب.
وأثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي انطلقت بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كثّف المركز استخدام تكتيكات مختلفة لشن حرب نفسية ضد المقاومة الفلسطينية وسكان القطاع، بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية التي كان يمارسها جيش الاحتلال.
النشأة والتأسيسقبل عام 2005 كانت مهمة بث الدعاية في الجيش الإسرائيلي منوطة بقسم المتحدث باسم الجيش وجهاز الاستخبارات، وبعدها تأسس مركز عمليات "تشكيل الوعي" ضمن هيئة العمليات في الجيش الإسرائيلي، بتوجيه من وزير الجيش الإسرائيلي آنذاك موشيه يعالون.
وصرّح يعالون لصحيفة هآرتس في 25 يناير/كانون الثاني 2005 أنه مع الحروب المتكررة مع الفلسطينيين، نشأ إحباط كبير في الجيش الإسرائيلي نتيجة صعوبة التأثير على مواقف الفلسطينيين، أو حتى إيجاد طرق للتواصل معهم، وهو ما دفع قيادته إلى إنشاء "مركز عمليات تشكيل الوعي".
ومنح يعالون المركز مكانة قسم في الجيش، ووضع على رأس قيادته ضابطا مخضرما من المخابرات برتبة مقدم، ومنحه صلاحية تجنيد عدد كبير من الضباط والجنود في المركز، خاصة من الناطقين باللغة العربية، وكان ذلك جزءا من مساعيه لـ"تشكيل الوعي وبناء الإمكانات التنظيمية التي تدعم رؤية الجيش".
وكان المركز في البداية جهة للتخطيط والتنفيذ، هدفه تركيز وتطوير مجال الوعي، وتنسيق جهود التأثير الإدراكي داخل الجيش الإسرائيلي ضمن حملة وعي متكاملة.
وبعدها بعام نقل المركز إلى شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، وأصبح جهة تنفيذية فقط، وترتكز مهمته في التأثير على الخصوم، وأصبحت نشاطاته تتسم بالسرية.
يناط بالمركز العمل على تغيير المواقف والمشاعر والسلوك لدى الجمهور المستهدف، ببث الدعاية والحرب النفسية وتمارين الخداع.
إعلانووضع الجيش الإسرائيلي خطة متكاملة للتأثير في الخصوم وتغيير وعيهم، وهدف من وراء إنشاء المركز إلى:
وضع تصورات لشن حملات على الوعي لدى أعداء إسرائيل. تطوير الأدوات التكنولوجية وتدريب الأفراد الملائمين وبناء الأطر التنظيمية التي تدعم الرواية الإسرائيلية. توجيه رسالة مباشرة إلى المجتمعات المستهدفة في الدول المعادية.ولتحقيق أهداف مركز عمليات "تشكيل الوعي"، استخدم وسائل عدة، أبرزها:
توزيع المنشورات. السيطرة على بث الإذاعات والتلفزيونات التابعة للخصوم والتشويش عليها. إنشاء مواقع إنترنت وهمية للتشويش على الخصوم واغتيالهم معنويا. إدارة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لتشوية الخصوم. أبرز الحملاتقاد المركز حملة معنوية ضد الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله أثناء الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، ألقت فيها الطائرات الإسرائيلية على لبنان رسومات لأشجار الأرز -الرمز الرسمي للبلاد- وشعار العلم الوطني للبنان أيضا، ويظهر خلف الشجرة نصر الله مختبئا، بهدف زرع فكرة لدى اللبنانيين بأن "مشاكلهم سببها حزب الله، وأنه يستخدم لبنان لمصالحه الشخصية ويختبئ خلفها".
كما ألقت الطائرات الحربية الإسرائيلية منشورات، كشفت فيها عن أسماء أعضاء الحزب وحجم خسائره، ومدى سيطرتها على قنوات الاتصال التابعة لحزب الله.
وبث المركز منشورات كان الغرض منها تشجيع اللبنانيين على التعاون مع إسرائيل، عبر موقع إلكتروني أنشأه لهذه الغاية، كما وفر رقما هاتفيا يمكن عبره الاتصال بممثلي الجيش الإسرائيلي باللغة العربية.
كما بث منشورات جاء فيها "ندعو المواطنين إلى رفع أصواتهم ضد تصرفات حزب الله التي تتسبب في استمرار الضربات الإسرائيلية".
وكان للمركز دور مركزي في الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة، ففي حرب "الرصاص المصبوب" التي شنتها إسرائيل على القطاع عام 2008 استهدف قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عبر إلقاء منشورات على الغزيين من الطائرات الحربية، والسيطرة على محطات إذاعية وتلفزيونية تابعة للحركة، وإنشاء حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي وبث مقاطع فيديو عليها.
وأنتج المركز نشرات إخبارية، وأعاد بثها أكثر من مرة عبر الإذاعات التي استولى عليها، كما سيطر على بث قنوات فضائية، وأجرى مكالمات هاتفية مع سكان غزة لحثهم على الإبلاغ عن عناصر حماس.
وفي حرب عمود السحاب التي شنتها إسرائيل على القطاع عام 2012، وبعدها حرب "الجرف الصامد التي اندلعت صيف 2014، ركّز المركز على تشويه حركة حماس وقادتها، وعلى رأسهم رئيس مكتبها السياسي وأعضاء المكتب وأعضاء المجلس العسكري لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة، بهدف إضعاف معنويات عناصرها والتأثير على وعي السكان تجاهها.
وحسب دراسة لمعهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب نشرت يوم 15 فبراير/شباط 2021، بعنوان "حملات المعلومات الإسرائيلية في غزة: العصر الرقمي ميدانا للحرب"، فإن من بين الأدوات التي استخدمها المركز، "المكالمات الروبوتية"، أي المكالمات الهاتفية التي يتلقاها المدنيون في غزة، وتحمل رسالة آلية يريد جيش الاحتلال نقلها إليهم، مثل "هذا ليس حلما، هذا كابوس حماس".
إعلانكما استخدم -حسب الدراسة نفسها- أحد الأساليب المتمثلة في نشر أسماء عناصر حماس الذين استشهدوا أثناء الحرب، وعرض صورهم مع علامة "إكس" حمراء عليها وساعة رملية في الخلفية، مما يشير إلى أن "الوقت ينفد أمام حماس".
فشل في تحقيق الأهدافوقال معهد "دراسات الأمن القومي" إن مركز "عمليات تشكيل الوعي" أعدّ -من أجل تحقيق أهدافه- حملة بمساعدة مستشارين مدنيين، تضمنت مقاطع فيديو ومنشورات، كما طوّر قدرات لإنتاج محتوى سريع أثناء الحرب، لكنه فشل في تحقيق ذلك.
وحاول الجيش الإسرائيلي تعزيز الانطباع بأن حماس تعرضت لضربات قاسية، واختار لذلك عدم تركيز أنشطته النفسية على قيادة حماس، بسبب الاعتقاد أن "الهجمات الشخصية لن يكون لها تأثير مرغوب فيه على السكان، بل ربما تتسبب بحشد التأييد الشعبي لقادة حماس".
ووجد المركز "صعوبة في اكتساب زخم حقيقي لأي رواية تضر بالدعم الشعبي لحماس، إضافة إلى صعوبة قياس مدى الإنجاز في هذا المجال، بحيث يصعب إظهار النجاح الفعلي في تحقيق هذا الهدف"، حسب الدراسة.
معركة طوفان الأقصىبعد معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد المستوطنات الإسرائيلية على غلاف غزة فجر 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عمل المركز على تشويه المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، بهدف:
تهجير السكان من مناطقهم. إضعاف معنويات المدنيين. نشر الرعب. تأليب السكان على المقاومة الفلسطينية، في محاولة لإحداث شرخ بينها وبينهم، وتحميلها مسؤولية ما يجري من قتل ودمار على صعيد الأرواح والممتلكات. التركيز على سياسة العقاب الجماعي.ومن بين المزاعم التي تعمّد نشرها بين الغزيين، بالتعاون مع مؤسسات إسرائيلية أخرى، أن "قادة حماس فروا وتخلوا عن المدنيين، وحماس تستخدم المدنيين دروعا بشرية، وتسرق المساعدات الإنسانية المخصصة لهم"، وحمل أحد هذه المنشورات اسم "صحيفة الواقع"، وتضمن تحريضا مباشرا على حماس.
كما تضمن أحد المنشورات مثلا شعبيا يقول "حماس مثل البومة ما بتلف إلا على الخراب"، ومنشور آخر احتوى على عبارة مأخوذة من سورة العنكبوت في القرآن الكريم وهي "فأخذهم الطوفان وهم ظالمون" (آية 14)، في محاكاة للتسمية التي أطلقتها المقاومة على معركة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما اختُتم العديد من المنشورات بعبارة "قد أعذر من أنذر". وفي منشورات أخرى طبعت أسماء وصور تزعم إسرائيل أنها لأعضاء من جهاز الاستخبارات العسكري التابع لحركة حماس، ووضعت في منشورات أخرى أرقام هواتف وعناوين لبريد إلكتروني تحث الغزيين على الاتصال عبرها للإدلاء بمعلومات عن الأنفاق وأماكن الأسرى الإسرائيليين.
وشملت بعض المنشورات رسوما وصورا لمنازل مدمرة بغزة، وكُتبت على بعضها عبارات تسخر من المقاومة الفلسطينية، مثل "هل بات النصر على الأبواب أم ليس بعد؟"، وعلى أخرى "حلل يا دويري"، في إشارة ساخرة إلى الوضع الميداني جراء حرب الإبادة.
وظهرت عبارة "انتصار جديد للمقاومة" مرفقة برسومات تصور أطفالا وشيوخا ونساء يبكون فوق أنقاض منازل دمرتها إسرائيل في العدوان على غزة.
وإلى جانب ذلك، اخترق المركز موجات الإذاعات الفلسطينية وبث رسائل تحريضية ضد المقاومة، وأنشأ صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لتشويه المقاومة.
وفي كل مرة تلقي الطائرات الإسرائيلية المنشورات على غزة، كانت تحرص على إسقاطها بالقرب من مقرات الصحافيين في غزة، حتى "تتمكن الصحافة المحلية من نشرها".
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريرا للصحفي ينيف كوفوفيتش، كشف فيه أن الجيش الإسرائيلي كان المسؤول، بشكل مخالف للقانون، عن إدارة قناة في "تليغرام" باسم "72 حورية-بدون رقابة".
وأوضح تقرير "هآرتس" أن وحدة الجيش الإسرائيلي المسؤولة عن عمليات الحرب النفسية، هي التي تدير القناة، وتستهدف فيها الإسرائيليين مع "المحتوى الحصري من قطاع غزة"، وتعرض جثث مقاتلي حركة حماس بوعد "تحطيم خيال الإرهابيين".
إعلانوتشجع القناة متابعيها البالغ عددهم أكثر من 5 آلاف متابع على مشاركة محتواها "الحصري من قطاع غزة" وفيه أكثر من 700 منشور وصورة وفيديو لفلسطينيين يقتلون ويدمرون في القطاع، حتى "يرى الجميع كيف أننا نحطمهم".
واضطر الجيش الإسرائيلي للاعتراف بأن "قسم التأثير" في قسم العمليات يشغل أيضا قناة "72 عذراء بلا رقابة".