محللون فرنسيون: سياسة اسرائيل في غزة انتحارية
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
اعتبر العالم الجيوسياسي الفرنسي رينو جيرار، أن استمرار حرب إسرائيل على غزة يزيد شعبية حماس بين الفلسطينيين والدول الإسلامية على عكس ما ترغب فيه تل أبيب. وأكد أن ذريعة أن سكان غزة رهائن لدى حماس، لا تبرر لإسرائيل تدمير البنية التحتية والمباني السكنية في قطاع غزة.
وأكد أستاذ العلاقات الدولية في معهد باريس للدراسات السياسية، أن على إسرائيل أن تشعر بالحرج من الأضرار الجانبية غير المسبوقة للفلسطينيين، قائلاً إن إطالة أمد الحرب بمثابة انتحار للغرب، إذ يُقدّم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو للرئيس الروسي فلاديمير بوتين هدية مجانية لم يكن يحلم بها، وتتمثّل في ازدواجية المعايير في الدروس الأخلاقية الغربية عن أوكرانيا وقطاع غزة، بالإضافة إلى تزايد الدول المؤيدة لمحور روسيا والصين.
وفي هذا الصدد أكدت هيئة تحرير "لوموند" الفرنسية كذلك أن الدعم غير المشروط من واشنطن وأغلبية الزعماء الأوروبيين لإسرائيل على حساب الفلسطينيين يُثير السخط في العالم العربي.
هدية لبوتين
وأيد ذلك، عالم الأنثروبولوجيا الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة "ليبيراسيون" ميشال آجييه الذي يرى أن الغرب وإسرائيل معاً لم يتسببا فقط في نفور واستياء الدول العربية، بل معظم البلدان الإفريقية والآسيوية ودول أميركا اللاتينية الرافضة للحرب على غزة، وهذا ما يُفسّر غياب التضامن مع الاتحاد الأوروبي في مواجهة روسيا في حربها في أوكرانيا.
وبالمقابل يُلاحظ آجييه تزايد التضامن العالمي مع الفلسطينيين وحماس بسبب الحرب، نافياً أن تكون مواقف دول العالم ضدّ إسرائيل من منطلق معاداة السامية، بل ضد العالم الغربي ممثلاً في الولايات المتحدة وأوروبا. واعتبر أنّ غياب سياسة عالمية حقيقية ساهم في اندلاع الحروب وتحويل الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط إلى معسكر كبير.
دعم حماس
وقالت "لوفيغارو" إن معسكر نشطاء السلام والداعمين له أصبح غير مسموع في إسرائيل، ناقلة عن بعض مواطنيها مُطالبتهم بضرورة أن تستقيل الحكومة وتغيير السياسة ضد الفلسطينيين بشكل جذري.
وأعادت مجلة "لونوفال أوبسرفاتور" من جهتها التذكير بتصريحات سابقة للكاتب الإسرائيلي الراحل عاموس أوز، أكد فيها أنّ غالبية اليهود الإسرائيليين، مثل غالبية العرب الفلسطينيين، يعرفون أنّه في النهاية ستكون هناك دولتان، وهذا ما يجب أن يقبل به الجميع حلاً مثاليا للأزمة.
وقالت المجلة إن إسرائيل، بسبب تشدّد وزير المال بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، تزعزع استقرار السلطة الفلسطينية منع تحويل مستحقاتها المالية لضم بعض مناطق الضفة الغربية إلى الأراضي الإسرائيلية، رغم أن رئيس الوزراء بنيامين نتناياهو حاول تمرير بعض المستحقات المالية بناء على طلب عاجل من الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية التي تُحذّر باستمرار من العواقب الوخيمة التي قد تترتب على إفلاس السلطة الفلسطينية، وهو ما يصب في مصلحة حماس.
ورأى المحرر السياسي في صحيفة "ليبراسيون" أن وحشية الضربات الإسرائيلية في غزة تُكسب حركة حماس دعماً جديداً في الضفة الغربية، وخارجها، بما في ذلك بين خصومها رغم استياء بعض سكان غزة من قادة الحركة الذين يعتبرون الخسائر البشرية تضحية لا بدّ منها.
وترى اليومية الفرنسية أن كتائب عزالدين القسام وبسبب وحشية الضربات الإسرائيلية باتت تحظى بتأييد الرأي العام العربي حتى من بعض أشد المُعارضين للإسلام السياسي ولآليات عمل حركة حماس.
نتانياهو خطر
من جهتها تساءلت الكاتبة والمحللة السياسية دومينيك إدي "هل هناك من يظن أن الإسرائيليين سيعيشون في سلام بعد الذي لا يُمكن إصلاحه؟" ورأت في مقال بـ"لوموند" أنّ الرأي العام الإسرائيلي بموافقته على الحرب في قطاع غزة، يُعرّض مستقبله والسلام العالمي للخطر.
وقالت: "نشهد موت التعاطف وانتشار الوحشية حيث لم تعد هناك صفة يمكن إطلاقها لوصف الرعب في غزة، والذي طال المستشفيات، والمدارس، والكنائس، والمساجد، والصحافيين وعناصر الخدمات الطبية، والأمم المتحدة. وفي هذا الصدد فإنّ المسؤولية التي تتحملها السياسة الأمريكية هائلة، والدعم غير المشروط لإسرائيل من أقوى ديمقراطية في العالم، خان دورها الضامن للحرية. كما تُسجّل سياسة واشنطن في الشرق الأوسط سلسلة هزائم كبيرة، وهي بهذه السياسة لا تحمي إسرائيل بل تمنعها من النمو والتحول إلى الحاضر".
ومن الطبيعي وفق الكاتبة أن "نستنتج أنّ هناك رغبة إسرائيلية في إنهاء شعب كامل وليس القضاء على حركة حماس فقط، حيث لا يُخفي ذلك القادة الإسرائيليون، خاصة نتانياهو الذي نقل عنه مُستشاروه أن هدفه هو خفض عدد سكان غزة إلى أدنى مستوى ممكن".
واستغربت الكاتبة إصرار قسم كبير من الإسرائيليين على الموافقة على سياسة ستحرمه من مستقبله تحت ذريعة حماية شعبه. مؤكدة أنّه رغم التطبيق القاسي لخطة التدمير والمحو والضم الإسرائيلية، سيبقى الفلسطينيون على قيد الحياة كما نجوا في الأعوام الخمسة والسبعينالماضية "ولكن بأي ثمن لهم ولإسرائيل وللسلام العالمي؟".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
محللون سودانيون لـ«الاتحاد»: «سلطة بورتسودان» لا تمثل شعب السودان
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةشدّد محللون سودانيون على أن «سلطة بورتسودان» لا تمثل السودان، ولا تجسّد إرادة الشعب السوداني، مؤكدين أنها تمارس سياسة الإلهاء لخداع الرأي العام المحلي والإقليمي والعالمي.
وأشاد المحللون السودانيون، في تصريحات لـ«الاتحاد»، بالدعم الإنساني والسياسي والدبلوماسي الذي تقدمه دولة الإمارات، لإنهاء الأزمة السودانية سلمياً، والتخفيف من معاناة ملايين المدنيين، سواء النازحين داخلياً أو اللاجئين في دول الجوار، ووصفوها بأنها «خير صديق» للشعب السوداني.
أوضحت الناشطة في تحالف «قُم السوداني»، لُنا مهدي، أن ما يصدر من تصريحات ومواقف عدائية من قبل «سلطة بورتسودان» تجاه الإمارات، لا يمثل شريحة واسعة من المواطنين السودانيين، الذين يدركون جيداً حجم الدور الإيجابي والمواقف الداعمة، التي تقدمها الدولة للسودان في محنته الراهنة.
وأكدت مهدي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن تصريحات «سلطة بورتسودان» العدائية والمشينة لا تعكس قيم الشعب السوداني، ولا تخدم مصالحه خلال هذه الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد، لافتة إلى أن هذه السلطة غير الشرعية، تحاول الزج بالسودان في خلافات لا علاقة له بها، وتضر بعلاقاته الخارجية ومصالح شعبه الذي يُعاني واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.
وأشارت إلى أن الإمارات كانت دائماً حاضرة بقوة وفاعلية في جميع المحن السودانية، سواء خلال الكوارث الطبيعية أو النزاعات المسلحة، موضحة أن الدولة كانت من أوائل الدول، التي بادرت بتقديم المساعدات الإنسانية في أعقاب اندلاع النزاع الدائر حالياً، إضافة إلى جهودها السياسية والدبلوماسية لدعم التسوية السلمية.
وأفادت الناشطة السودانية بأن ما يربط الشعب السوداني بالإمارات ليس فقط المصالح، بل روابط الدم والمصير المشترك، مؤكدة أن السودان يحتاج اليوم إلى تعزيز علاقاته مع الدول الشقيقة، وفي مقدمتها الإمارات، التي لم تتأخر يوماً عن الوقوف إلى جانب السودانيين.
ونوهت مهدي إلى أن التصريحات العدائية الصادرة عن «سلطة بورتسودان» تفتح باباً للتوتر والقطيعة، وهو ما لا تتحمله البلاد في ظل أزماتها المتعددة، مشددة على أن السودان لا يحتمل المزيد من العزلة، ولا يجب السماح لأي جهة، مهما كانت، بالإساءة لدولة شقيقة باسم الشعب السوداني، أو خلق فجوة بينه وبين القيادة الإماراتية التي تحظى بالاحترام والتقدير.
من جهته، قال المحلل السياسي السوداني، مصعب يوسف، إن سلطة بورتسودان تنتهج، منذ سيطرتها على الحكم، سياسة «الإلهاء الجماهيري»، من خلال القفز على الأزمات الحقيقية التي يعانيها المواطن، وافتعال صراعات مع دول الجوار بهدف تضليل الشعب السوداني، وتجنب مواجهة الأزمات الحقيقية التي تعصف بالبلاد.
وذكر يوسف في تصريح لـ«الاتحاد» أن سلطة بورتسودان بدأت عداواتها مع دول الجوار، مثل إثيوبيا وتشاد، ثم انتقلت إلى خلق توترات مع دول عربية شقيقة، من دون وجود مبررات منطقية، مشيراً إلى أن الدعوى التي رفعتها ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية لا تتعدى كونها محاولة لخلق صراع وهمي.
وأوضح أن فشل «سلطة بورتسودان» في ترويج الادعاءات الباطلة ضد الإمارات دفعها إلى التفكير في تصعيد أكبر من خلال قطع العلاقات الدبلوماسية، لكن بطريقة غير مباشرة، حيث صدر القرار عن مجلس الأمن والدفاع، وليس عن وزارة الخارجية، ما يعكس رغبة في مخاطبة الرأي العام الداخلي الموالي لها، من دون مراعاة لمصالح المواطنين السودانيين المقيمين في الدولة.
وأشار المحلل السياسي السوداني، إلى أن تصريحات قيادة القوات المسلحة السودانية، التي صدرت في التوقيت نفسه، لم تتطرق إلى قرار قطع العلاقات مع الإمارات، ما يؤكد أن التصعيد موجه للاستهلاك المحلي، بعيداً عن أي حسابات استراتيجية أو دبلوماسية تحترم العلاقات السودانية الإماراتية التاريخية.