جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-28@05:57:07 GMT

قوافل الشهداء

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

قوافل الشهداء

 

د. سالم عبدالله العامري

يُسطِّر الشعب العربي الفلسطيني ملحمةً نضاليةً بطوليةً ستُخلَّد في التاريخ، قدَّم فيها قوافل من الشهداء ولا يزال مستعدًا لتقديم المزيد من التضحيات من أجل تحرير الأقصى مسرى الرسول وأولى القبلتين وثالث الحرمين.

أمام مرأى الجميع شاهد العالم كيف يودع الفلسطينيون شهداءهم في ثبات ورباط وقوة إيمان لم يشهد له مثيل في أي وقت وزمان، في اليوم الذي تودع فيه قوافل الشهداء إلى الآفاق يولد النور من جديد في الميادين والأنفاق.

فلسطين العربية الكنعانية الأصل، ستظل كما هي في قلب العالم العربي والإسلامي، القبلة الأولى والقضية العربية شاء من شاء وأبى من أبى، عربية هي بكل جوارحها من رأسها إلى أخمص قدميها، هي كما قال المتنبي "الشمس في كبد السماء وضوؤها يغشى البلاد مشارقًا ومغاربًا"، وهي الحقيقة التي يدركها جميع البشر بعقولهم وقلوبهم، يعرفها كل من دبَّ على الأرض حتى وإن اختلفوا عليها، يعرفونها حق المعرفة، يعرفون قضيتها ويعرفون من اغتصبها حتى وإن أنكروا ذلك، فالشمس لا تغطى بغربال.

فلسطين أرض المُعجزات ومهبط الديانات وموطن الأنبياء، أخذت مكانتها العظيمة مما حوته من رموز ومقدسات، بلد التين والزيتون وأسطورة الحرية والأحرار هي الثورة والثوار هي المقاومة والكرامة، ستبقى للفلسطينيين كلها من النهر إلى البحر، هي دم يجري في عروق كل إنسان حر شريف ولسان حاله يقول " أنا دمي فلسطيني" قضية الأبطال والشرفاء لن ينال شرف تحريرها إلا الأحرار.

في قلب كل جنين مكتوبة فلسطين، محفورة في القلب والوجدان والتاريخ رغم أنف الحاقدين والمستعمرين، يردد الفلسطينيون "إنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون" و"أسياد نحن ولسنا عبيد" إنهم متجذرون في أرضهم متمسكون بوطنهم يضعون آمالهم وأحلامهم في ديارهم ولن يخرجوا من أرضهم ولن يهاجروا، يرون أن الطريق إلى فلسطين قد اقترب وستكون حرة وبين أيديهم ولسان حالهم يقول ما قاله رسام الكاريكاتور الفلسطيني ناجي العلي "الطريق إلى فلسطين ليست بالبعيدة ولا بالقريبة إنها فقط بمسافة الثورة".

فلسطين هي ملتقى القارات ونقطة التقاء الممرات، أصبحت محط أطماع الغزاة المستعمرين والمحتلين، وصارت رمزاً للصراع بين الحق والباطل بين الخير والشر، هذا الباطل الذي لا يأنف أن يستخدم أقذر الأسلحة التي لديه في كل زمان ومكان، لمواجهة الحق؛ فلا مبادئ ولا أخلاق للباطل في صراعه مع الحق، إلا أننا على يقين من أن النصر والغلبة في نهاية المطاف ستكون للحق على الباطل، مصداقاً لقوله تعالى: " وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ، فدولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة.

قوافل من الشهداء سالت دماؤهم الزكية ولا زالت تسيل لتسطر سجلاً حافلاً بالبطولات والتضحيات والمجد والفداء هي شرف وفخر واعتزاز لكل مسلم على ثرى تلك البسيطة، رجال صدقوا العهد والوعد فمنهم من مات على الصدق والوفاء ومنهم من ينتظر إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة "مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" (الأحزاب: 23)، ما غيروا عهد الله ولا بدلوه، فربط الله على قلوبهم أن اصبروا وصابروا ورابطوا واستبشروا بنصر من الله وفتح قريب.

ختامًا.. نسأل الله الرحمة للشهداء، والشفاء العاجل للمصابين والجرحى، والحرية والمجد لفلسطين الأبيّة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

75 مسيرة في المحويت تحت شعار “مباركةً بانتصار إيران.. وثباتاً مع غزة حتى النصر”

الثورة نت /..

شهدت محافظة المحويت، اليوم 75 مسيرة جماهيرية حاشدة تحت شعار “مباركةً بانتصار إيران.. وثباتاً مع غزة حتى النصر”.

وعبر المشاركون في المسيرات عن مباركتهم للجمهورية الإسلامية الإيرانية بانتصارها في مواجهة مشاريع الاستكبار العالمي.. مؤكدين ثباتهم مع الشعب الفلسطيني المظلوم ومواصلة إسناده حتى يتحقق النصر وتتحرر أرضه من دنس الاحتلال الصهيوني.

وجددوا التأكيد على أن الشعب اليمني سيظل في طليعة الشعوب الحرة المناهضة للعدو الصهيوني وأن دعم القضية الفلسطينية ليس موقفا عابرا بل خيارا إيمانيا لا تراجع عنه مهما كانت التحديات.

وردد المشاركون في المسيرات التي تقدمها وكلاء المحافظة وقيادات محلية وتنفيذية وأمنية بمديريات شبام كوكبان والطويلة والرجم والمدينة والخبت وبني سعد وحفاش وملحان الهتافات المنددة باستمرار المجازر الصهيونية بحق أبناء غزة في ظل صمت المجتمع الدولي.

وثمّن أبناء المحويت المواقف الإيمانية المشرفة لقائد الثورة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، والتي يجسد من خلالها أصدق معاني العزة في مناصرة القضايا العادلة وعلى رأسها فلسطين.. مؤكدين المضي على نهج الجهاد حتى يتحقق النصر لفلسطين وتُهزم مشاريع الاستكبار في المنطقة.

وجدد بيان صادر عن مسيرات المحويت العهد لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الثبات على نهج الإيمان والجهاد، ونصرة الرسول والرسالة والإسلام.

وبارك للأمة العربية والإسلامية حلول العام الهجري الجديد.. سائلاً الله تعالى أن يجعله عام جهاد وانتصار وخير للأمة كلها وللمستضعفين في العالم.

ولفت إلى أن هذه المناسبة ترتبط بوجدان الشعب اليمني، وتاريخه الإيماني المشرف من أسلافه العظماء، أنصار رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، إلى حاضرهم المجيد المنتمى للمسيرة القرآنية والحامل الأول لها.. مجددا العهد لله تعالى، ولرسوله صلوات الله عليه وعلى آله، وللسيد القائد بالمضي في طريق الجهاد والبذل والعطاء والوفاء والولاء، دون تردد، أو تراجع، أو تخاذل، متوكلين على الله، ومعتمدين عليه، وواثقين به، حتى يحقق للأمة النصر المبين والفتح الموعود.

كما بارك البيان للأشقاء في جمهورية إيران الإسلامية قيادة وشعباً ولمجاهديها الأعزاء -في الجيش والحرس الثوري- انتصارهم العظيم على العدوان الصهيو أمريكي الظالم والذي حدد غايته المجرم السفاح ترامب بضرورة استسلام إيران غير المشروط وبعد تلقيه وشركائه الضربات الساحقة أذعن هو بنفسه ليعلن وقفا غير مشروط لعدوانهم على إيران الشموخ والعزة، بعد أن تكبد كيان العدو ضربات مدمرة لم يعرف لها مثيلا على مدى تاريخه الملطخ بالعار.

وأكد أن هذا الانتصار هو ثمرة من ثمار التوكل على الله، والاعتماد عليه، والاستجابة له في الإعداد، والاستعداد والبناء القوي للأمة، وتبني خيار الجهاد والمقاومة، ورفض خيار الاستسلام والخنوع، والتطبيع والولاء للأعداء، وهو ما ينبغي أن يكون أملاً ونموذجاً وأسوة لبقية دول العالم العربي والإسلامي.

وبارك البيان أيضا للإخوة في المقاومة الفلسطينية الباسلة ضرباتهم الموجعة للعدو الصهيوني التي تثلج الصدور، وثباتهم وصبرهم ومواصلتهم للجهاد برغم الصعوبات الهائلة.. مجددا لهم الوعد والعهد ولكل الشعب الفلسطيني في غزة وكل فلسطين بمواصلة الدعم والمساندة، والوقوف إلى جانبهم، والدفاع معهم عن المقدسات.

مقالات مشابهة

  • بن حبتور يعزي في استشهاد المجاهد الحاج رمضان
  • مسيرات في الجوف تبارك انتصار الجمهورية الإسلامية على العدو الصهيوني
  • 85 مسيرة حاشدة في عمران تبارك انتصار إيران وتؤكد الثبات مع غزة
  • 75 مسيرة في المحويت تحت شعار “مباركةً بانتصار إيران.. وثباتاً مع غزة حتى النصر”
  • 240 مسيرة حاشدة في حجة تبارك انتصار إيران وتؤكد الثبات مع غزة
  • 240 مسيرة حاشدة في حجة تبارك انتصار إيران وتؤكد الثبات مع غزة حتى النصر
  • حزب الله يعزي خامنئي باستشهاد مسؤول ملف فلسطين والقدس
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: متى تمسكت الأمة بسنة النبي كتب لها النصر
  • مصر.. دعوة من ساويرس وسط ضجة باحثة إسرائيلية وما قالته عن أصل أرض فلسطين
  • حزب الله يعلق علي وقف إطلاق النار بين إيران ودولة الاحتلال