لطيفة بنت محمد: أهمية الاحتفاء بالكفاءات المبدعة
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
دبي (وام)
أخبار ذات صلةأكدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي عضو مجلس دبي، أهمية الاحتفاء بالكفاءات العربية المبدعة، وضرورة تسليط الضوء على ما أبدعوه وحققوه من إنجازات، ما يساهم في تعريف المجتمعات العربية والعالم بما سجّلوه في تاريخ الحضارة الإنسانية من مساهمات ملهمة، وتوسيع نطاق تأثيرها الإيجابي على البشرية.
وأشارت سموها إلى أهمية جائزة «نوابغ العرب» التي تبرز إبداعات المتميزين العرب في أوطانهم والعالم، وتحتفي بإنجازاتهم وتكرِّم جهودهم وإبداعاتهم، لافتةً سموها إلى النهج الإبداعي الذي تتبعه لينا الغطمة في تصميماتها، ورؤيتها لمستقبل معماري مستدام يحقق التناغم بين الإنسان والأرض، وبالتزامها بالمسؤولية البيئية من خلال مشاريعها المتنوعة التي تسهم في بناء مجتمعات مستدامة، وتؤسس لمستقبل أفضل.
جاء ذلك خلال لقاء سموها بالبروفيسورة المعمارية لينا الغطمة الفائزة بجائزة «نوابغ العرب» عن فئة العمارة والتصميم، في المجلس الذي أقامته سموها في حي الشندغة التاريخي، على هامش حفل توزيع جائزة «نوابع العرب» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، كأكبر حراكٍ عربي يحتفي بالعقول والنوابغ وأصحاب المواهب المتميزة من العلماء والمفكرين والمبتكرين والمبدعين العرب في شتى المجالات، ما يساهم في تمكينهم من أداء دورهم الحضاري والإيجابي، والارتقاء بأفكارهم وتطويرها وتوسيع حضورها وتأثيرها في المنطقة، وتوصيل رسالة العلم والمعرفة للأجيال الجديدة، ما يثري التجربة الإنسانية ويبشر بمستقبل حافل بالتفوق والإنجاز وجمع المجلس نخبة من أبرز الأسماء والشخصيات الفاعلة والمؤثرة في مجاليْ التصميم والعمارة.
نموذج رائد
تعد الغطمة نموذجاً رائداً وملهماً في مجال الهندسة المعمارية الإبداعية التي تجمع بين المحلية والعالمية، لما قدمته من تصاميم مبتكرة تستند إلى نهج معماري عصري يتفاعل مع البيئة الطبيعية والمبنية، ويؤسس لآثار مستدامة في البيئات المبنية للمستقبل. وخلال اللقاء عبرت الغطمة عن فخرها واعتزازها بالفوز بجائزة «نوابغ العرب»، مشيدةً بالفكر الاستثنائي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، السبَّاق في تكريم العقول العربية المتميزة والاحتفاء بإنجازاتها ودورها الإيجابي المؤثر، مؤكدةً أن الجائزة تجسّد حرص سموه على تقدير الإبداع والابتكار، ودعم التقدم العلمي والمعرفي والثقافي والفكري في الوطن العربي والعالم. ونوهت الغطمة بتفرد المشهد العمراني في دبي، لافتةً إلى أن هذا التميز يعكس الفكر الاستثنائي لقيادةٍ حكيمة أدركت أهمية الاستثمار في الإنسان وقدراته وإمكانياته، وهو ما انعكس بشكل إيجابي ومباشر على الإبداع في مختلف الجوانب والمجالات.
كما عبّرت عن سعادتها بلقاء سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، راعية الإبداع والداعمة لأصحاب المواهب المتميزة، مثمنةً جهودها المتواصلة في هذا الجانب، ومؤكدةً ريادة قطاع التصميم في دبي، ومكانة الإمارة المتميزة على خريطة التصميم العالمية.
العمارة والثقافة
وتطرقت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم خلال اللقاء إلى العلاقة بين العمارة والثقافة، والروابط التي تجمع العمارة بالتاريخ وتحقيق مفهوم الاستدامة، إضافةً إلى أهمية فنون العمارة في مواصلة مسيرة البناء والإبداع والابتكار، لافتةً سموها إلى دور قطاعي العمارة والتصميم في البناء وإعمار الأرض، والأثر الذي تتركه المعالم العمرانية كشواهد تروي قصة الإبداع الإنساني وتاريخ تطور الحضارات العربية والعالمية. كما سلّطت لينا الغطمة الضوء على مشهد العمارة والتصميم العربي، وضرورة استثمار المواهب العربية المبدعة في تطويره، وبناء جيلٍ مبدعٍ قادرٍ على ترك بصمة في مستقبل العمارة والتصميم، مؤكدة ضرورة توظيف المعرفة والخبرة وأحدث أدوات وتقنيات العصر في خدمة الإنسان، وطرح المزيد من المبادرات التي من شأنها دعم الابتكار وقيادة الحراك الإبداعي، وزيادة إسهام المنطقة في مجتمع المعرفة العالمي. كما تناولت الغطمة خلال المجلس أبرز التحديات التي تواجه المبدعين في قطاعي العمارة والتصميم، وأهمية استثمار المواهب الإبداعية ضمن القطاعين للمساهمة في تطويرهما والارتقاء بهما، ما يعزز الحضور العربي المميز في بناء الحضارة الإنسانية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: لطيفة بنت محمد الإمارات لطيفة بنت محمد بن راشد دبي نوابغ العرب محمد بن راشد آل مکتوم العمارة والتصمیم لطیفة بنت محمد
إقرأ أيضاً:
إنعام محمد علي.. رائدة الدراما المصرية التي أنصفت المرأة وكتبت التاريخ بالصورة
في عالم الدراما المصرية، لا يمكن الحديث عن الريادة والتجديد دون ذكر اسم إنعام محمد علي، التي استطاعت أن تحجز لنفسها مكانة مرموقة بين كبار المخرجين، ليس فقط بإبداعها الفني، بل بقدرتها على نقل قضايا المجتمع والمرأة إلى الشاشة بكل صدق ووعي.
مخرجة استثنائية صنعت مجدها بعدسة الكاميرا، وجعلت من الفن رسالة وقضية، فحكت التاريخ وناقشت الممنوع وطرحت الواقع بأسلوب راقٍ لا يُنسى.
البدايات والتكوين العلميولدت إنعام محمد علي في محافظة المنيا عام 1938، وسط بيئة محافظة وطموحة، دفعتها منذ الصغر إلى التمسك بالعلم والثقافة كوسيلة للصعود وتحقيق الذات. تخرجت في كلية الآداب جامعة عين شمس عام 1960، ثم حصلت على درجة الماجستير في الإعلام من جامعة القاهرة عام 1973. لم تكتفِ بالدراسة المحلية، بل خاضت تجربة التدريب الدولي في هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، بالإضافة إلى معايشة التجارب الأوروبية في التلفزيون الألماني والتشيكوسلوفاكي، ما شكّل لديها قاعدة ثقافية ومهنية متميزة.
خطواتها الأولى في عالم الإخراجبدأت إنعام مشوارها المهني من داخل التلفزيون المصري، وتحديدًا في قسم التمثيليات، حيث عملت كمساعدة مخرج عام 1960. سرعان ما أثبتت كفاءتها، فحصلت على فرصة إخراج أول مسلسل لها عام 1964.
كانت بداياتها هادئة لكنها واثقة، ومع كل عمل جديد كانت تؤكد أنها ليست مخرجة عادية، بل صاحبة رؤية ورسالة.
تدرج إداري ومكانة فنيةلم تقتصر إنعام على الجانب الفني فقط، بل ارتقت أيضًا إداريًا داخل مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون، فشغلت منصب مديرة إدارة برامج المرأة من 1974 حتى 1985، ثم أصبحت نائبة لرئيس قطاع الإنتاج بدرجة وكيل وزارة، وهو ما منحها نفوذًا مؤثرًا في توجيه محتوى الدراما المصرية، وخاصة ما يتعلق بقضايا المرأة.
إبداع لا يُنسى في الدراما التلفزيونيةأبدعت إنعام محمد علي في تقديم عدد من أبرز المسلسلات المصرية التي لا تزال تُعرض حتى اليوم، أبرزها:
• ضمير أبلة حكمت، الذي قدمته عام 1991، وجسدت فيه الفنانة فاتن حمامة دور المعلمة القدوة.
• أم كلثوم، الذي روت فيه حكاية كوكب الشرق بتفاصيل إنسانية وفنية مؤثرة.
• قاسم أمين، الذي سلط الضوء على مشروع تحرير المرأة في مصر، وأثار جدلًا واسعًا في الأوساط الثقافية.
• قصة الأمس، والحب وأشياء أخرى، ومسلسل نونة الشعنونة الذي تناول قضية الخادمات القاصرات.
كل عمل من هذه الأعمال جاء محمّلًا برسائل اجتماعية وثقافية عميقة، ولم يكن مجرد ترفيه بل توثيق وتحفيز على التغيير.
بصمتها في السينما الوطنيةرغم أن إنعام برعت أكثر في الدراما، فإنها تركت أثرًا قويًا أيضًا في السينما من خلال أفلام ذات طابع وطني واجتماعي، مثل:
• الطريق إلى إيلات، الذي يعتبر من أهم أفلام المقاومة الوطنية الحديثة.
• آسفة أرفض الطلاق، الذي ناقش معاناة النساء في ظل قوانين الأحوال الشخصية.
• حكايات الغريب وصائد الأحلام، اللذان حملا بُعدًا فلسفيًا وإنسانيًا فريدًا.
رؤية نسوية حقيقية بعين مخرجة واعيةمنذ بداية مشوارها، حرصت إنعام محمد علي على تسليط الضوء على قضايا المرأة ومشكلاتها، ليس بشكل دعائي أو سطحي، بل برؤية إنسانية صادقة. وقد جسّدت هذه الرؤية في أعمال مثل أم مثالية ونونة الشعنونة، لتكشف واقع الطفلات العاملات وتطرح تساؤلات عن حقوقهن المسلوبة.
كما عادت مجددًا لمناقشة هذه القضايا من منظور تاريخي في مسلسل قاسم أمين، الذي تطرّق لتحرير المرأة المصرية في بداية القرن العشرين.
حياتها الشخصية وتجربتها مع الفنلم يكن الفن لدى إنعام مجرد مهنة، بل كان أسلوب حياة ورسالة تعيش من أجلها. أكدت في أكثر من حوار أن العمل الفني يجب أن يعبّر عن نبض داخلي لدى صانعه، وهو ما كانت تطبقه في اختيار أعمالها، التي رأت أنها تشكل سلسلة مترابطة تحمل رؤية واحدة، تتسم بالجدية والتأثير دون التخلي عن المتعة البصرية.
تكريمات مستحقة وجوائز مميزةحصدت إنعام محمد علي العديد من الجوائز على مدار مشوارها، خاصة عن أعمالها التي ناقشت هموم المرأة والمجتمع، كما نالت تكريمات من جهات رسمية وثقافية عدة، تقديرًا لدورها الريادي كمخرجة قادت دراما المرأة إلى آفاق جديدة من الوعي والاحتراف.