لا يمكن تفسير محاولة تمرير أمريكا سفينتها (كيم رينجر)، إلا تحد سافر للتحذيرات اليمنية، وتأكيدها حماية الكيان الصهيوني، المُدان دوليا بالإبادة الجماعية.
وفي كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي الخميس، -بعد الهجمات الأمريكية البريطانية – جاء تأكيد الموقف وتثبيت المعادلة: (ممنوع عبور السفن إلى الكيان الصهيوني حتى يتوقف عدوانه على غزة ويُسمح بتدفق مختلف مواد الحياة وعلى نحو كاف) – استخلاص غير قابل للنقاش أو الجدل أو التفاوض.
لذلك كان من الطبيعي أن تقوم القوات المسلحة بواجبها في تأديب من يجرؤ على كسر كلمة اليمنيين، دون أن يكون له أي حق حتى في المحاولة.
على أمريكا أن تنهي حالة الغطرسة التي تتلبسها، وأن تواجه الحقيقة بروح رياضية وتجمع ما بقي من كرامتها وترحل من المنطقة، وعليها الحذر من ارتفاع سقف مطالب إيقاف العمليات اليمنية الذي يبدو أنه يرتفع شيئا فشيئا، فبالأمس، كان فتح المعابر لإنقاذ الشعب الفلسطيني من الإبادة الجماعية بالتجويع، ثم صار إلى إيقاف العدوان الصهيوني وقتل النساء والأطفال بالسلاح الأمريكي، واليوم لم يعد حتى للسفن الأمريكية والبريطانية أن تمر، فلنا معهم ثأر ولا بد أن نأخذه، وغدا لا ندري إلى أي حد سيرتفع السقف.
ولم يعد لدى أمريكا أي ورقة تساوم بها لثني اليمنيين عن واجبهم المقدس تجاه الدين والهوية العربية، ساوموا بإيقاف العدوان الذي قادته السعودية، ثم بالاعتراف بحكومة صنعاء قبل أن يعيدوا إخراج ورقة التصنيف، ولو أنهم كانوا خبراء سياسة لأدركوا أن اليمنيين لا يتراجعون حين يقررون ولا يمكن مساومتهم، لذلك فإن الأفضل ألا تصل الأمور إلى استفزازهم أكثر ليتخذوا قرارا ما، يتسبب بعد ذلك بوجع هؤلاء القادمين بالأساطيل والبوارج.
حالة من الفوضى صنعتها أمريكا اليوم في البحرين العربي والأحمر، ولا شأن لها، أما إذا كانت تتعمدها وتريدها تعنتاً وصلفاً سافراً فمن الطبيعي أن تجد من لا يزال في عروقه يجري دم النخوة والعزة والكرامة ويرفض هذه الغطرسة الوقحة، ولا يمكن لهذا الاهتراء وهذه الفوضى أن تمر، أو أن تظل أمريكا تصدّر نفسها كحاكم يتفرد بمصائر الأحداث حول العالم، فتنسف لأجل ذلك كل القوانين والأعراف الدولية وكل القيم الإنسانية.
ولعله بالنظر إلى حجم الإدانات التي قوبلت بها الهجمات الأمريكية البريطانية على اليمن، تتعزز هذه الحقيقة، بأن أمريكا لم تعد تلك القوة المؤثرة في توجيه الرأي العام العالمي، أو الكيان المخيف الذي يُلزم الآخرين على التسليم بشيطنته دون استهجان أو إدانة.
وصحيح أن أمريكا لا تزال تمارس البلطجة متجاوزة الإرادة الدولية، لكن ذلك لم يعد – كما يبدو – أكثر من رعشات المنتهية صلاحيته، يتخبط في محاولة لاستعادة ما أمكن من مكانة وحضور، ومع ذلك فإنها كلما زادت من منهجيتها العبثية، كرست أكثر من تلاشي مكانتها كقوة لها تأثير.
وما تجاوزها للإرادة الدولية – حد الانعزال بأفعالها المستهجنة – إلا انعكاس طبيعي للمنهجية التي قامت عليها بالترهيب والحروب وزرع الفتن وإثارة الشعوب، إذ اعتادت على إرهاب العالم بقوتها الوهمية من خلال تصنيفاتها الجريئة للدول، كما وإطلاقها لما تسميه فرض العقوبات، بتقمص سافر للدور الأممي فتعاقب وتعفو وكأنها الحاكم لهذا العالم، وغالبا لغرض تمرير أجندة خاصة بها وليس لمصالح إنسانية أو رعاية لثوابت عالمية.
هذا الأمر تراجع اليوم إلى حدٍ كبير، وبدأ يُواجه بالمعارضة الشديدة وأحيانا بالمعاملة بالمثل، وصار من الصعب أن تحقق أي انتصار، والشواهد ماثلة في أحداث الشرق الأوسط، وفي الأزمات الأوكرانية والتايوانية وكوريا الشمالية، ماثلة أيضا في الأصوات التي صارت تطرح رأيها بقوة كجنوب أفريقيا التي تجاوزت الهالة الأمريكية الحامية للكيان الصهيوني، وتحركت لمحاكمة الكيان.
أما ما أثار المتغير الجديد – الذي يُنذر بانتهاء هيمنتها في المنطقة العربية – فهو فعل البلطجة الذي لجأت إليه عندما نفذت عدوانها الجديد على اليمن، فخلال الأيام الماضية قصفت أمريكا بمعية بريطانيا عدداً من المدن اليمنية في انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية التي لا تجيز مثل هذا الفعل بحق دولة ذات سيادة.
ورغم أن أمريكا حرصت قبل ذلك على انتزاع قرار إدانة من مجلس الأمن للعمليات الدفاعية اليمنية في البحر الأحمر ضد إجرام الكيان الصهيوني، إلا أنها اعتبرت ذلك قرار تخويل بالقصف وهو ما رفضته واستهجنته دول العالم، وبذاك الفعل قدّمت أمريكا نفسها كشيطانة، وأكدت حقيقة أنه قد آن أوان إنهاء وزوال هذه الحقبة الأمريكية المظلمة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ارتفاع أسعار الذهب عالميا مع ترقب بيانات التضخم الأمريكية
ارتفعت أسعار الذهب بشكل طفيف في التداولات الأسيوية، اليوم، الاثنين، بدعم من تزايد التوقعات بشأن خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لمعدلات الفائدة خلال الفترة المقبلة، فيما يترقب المستثمرون صدور بيانات التضخم الأمريكية ومحادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين هذا الأسبوع لتحديد اتجاه الأسواق.
صعد الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% ليصل إلى 4264.49 دولار للأوقية، بعد أن تكبد يوم الجمعة خسائر حادة بلغت 1.8%، في أكبر انخفاض يومي له منذ منتصف مايو.
ورغم هذا الهبوط، لا يزال المعدن النفيس يسجل أفضل أداء أسبوعي له منذ أبريل، بعدما بلغ مستوى قياسيأ عند 4378.69 دولار للأوقية في وقت سابق من الأسبوع الماضي.
وارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 1.5% إلى 4280.30 دولار للأوقية.
ويواصل الذهب مكاسبه بأكثر من 60% منذ بداية العام، بدعم من التوترات الجيوسياسية العالمية وتزايد الرهانات على خفض الفائدة الأمريكية، وعمليات الشراء من البنوك المركزية، إلى جانب التخلص من الدولار وارتفاع التدفقات إلى صناديق الاستثمار المتداولة.
وهبط المعدن الثمين بقوة يوم الجمعة الماضية بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد فيها أن الرسوم الجمركية المقترحة بنسبة 100% على السلع الصينية "لن تكون مستدامة"، مشيرا إلى نيته لقاء الرئيس الصيني شي جين بينج، وتوقعه التوصل إلى تفاهمات.
وتوقع بنك "إتش إس بي سي" أن ترتفع أسعار الذهب إلى 5000 دولار للأوقية بحلول عام 2026، مدعومة بتزايد المخاطر ودخول لاعبين جدد إلى السوق.
وفي المعادن النفيسة الأخرى، صعدت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة -0.5% إلى 52.08 دولار للأوقية، بعد أن هوت 4.4% في الجلسة السابقة، وهو أكبر تراجع لها منذ أوائل أبريل، عقب تسجيلها مستوى قياسيا عند 54.47 دولار للأوقية.
كما تراجع البلاتين بنسبة 1.1% إلى 1591.55 دولار للأوقية، وانخفض البلاديوم بنسبة 0.5% إلى 1467.16 دولار للأوقية.