موقع النيلين:
2025-05-14@15:27:52 GMT

الإبداع أنثى

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT


قد يكتب الرجل عن الحب كتابًا، ومع ذلك لا يستطيع أن يعبر عنه، ولكن كلمة عن الحب من المرأة تكفي لذلك كله.. فيكتور هوجو.

لا أتفق أبدًا مع كلمات “هوجو”؛ لأن الواقع دائمًا ما يثبت ذكورية الشهرة والإبداع، رغمًا عن أن المرأة غالبًا ما تصير هي البطلة الخفية لأي عمل إبداعي، وهي الملهمة الأولى خلف تحريك كتائب المبدعين، فلا عجب إذا علمنا أن أشهر لوحة فنية في العالم هي “الموناليزا” المرأة الغامضة للفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي (1503 – 1519)، فضلا عن لوحة “فتاة أقراط اللؤلؤ” للفنان الهولندي يوهانس فيرمير (1665).

بالإضافة إلى أن أهم أشعار شاعر المرأة السوري نزار قباني كانت لحبيبته بلقيس:

هل تعرفون حبيبتي بلقيس؟
فهي أهم ما كتبوه في كتب الغرام
كانت مزيجًا رائعًا
بين القطيفة والرخام..
كان البنفسج بين عينيها
ينام ولا ينام..

ولن ننسى بطلات روايات الأديب العبقري إحسان عبدالقدوس في “النظارة السوداء” و”لا أنام” و”العذراء والشعر الأبيض”، ومن يمكن أن ينسى “نفيسة” الفنانة المتفردة سناء جميل بطلة رواية أديب نوبل نجيب محفوظ “بداية ونهاية”.

ثم علينا أن نقف قليلا على روائع الطرب للست أم كلثوم التي ألهمت جموعًا من المبدعين ما بين شعراء، الهادي آدم في رائعة “أغدًا ألقاك” وأحمد شوقي، ومن الملحنين رياض السنباطي والقصبجي وغيرهم… ولكن يبدو أنها الوحيدة التى خرجت عن نص “الإبداع للرجال فقط”.

أما في الفلسفة فقد اشتهر أفلاطون وأرسطو وسقراط وسارتر ونيتشه، على الرغم من وجود شخصيات نسائية لم تحظ بنفس الشهرة مثل الفرنسية سيمون دي بوفوار، والأمريكية نانسي كارترايت، فالأسطورة القديمة طالما صورت المرأة بصورة سلبية، وظهرت في كثير من الأساطير القديمة مثل أسطورة “جلجامش” لحضارة بلاد الرافدين، وأسطورة “الندّاهة”، الأسطورة المصرية القديمة، وأسطورة “المرأة الأفعى”، اليونانية، وأساطير أخرى كثيرة، لقد صُورت المرأة على أنها رمز للشر، وعابِثة ومفتعِلة للمشاكل، وكانت الصورة الإيجابية الوحيدة التي تظهر بها المرأة في الأساطير هي في قدرتها على الإنجاب، حيث اعتُبرت رمزًا للخصب، وسرًا من أسرار استمرار الكون.

والمثير للدهشة أن من علم الموسيقار العالمي فريدريك فرانسوا شوبان والدته في البداية، ثم معلمته التشيكية فويتشخ زفنى التي أهداها أول مقطوعته “بولونيز”.

ولكن طاغور رأى ثنائية الرجل والمرأة بطريقة مغايرة على النحو التالي: إنّ الله حين أراد أن يخلق حواء من آدم، لم يخلقها من عظام رجليه حتى لا يدوسها، ولا من عظام رأسه حتى لا تُسيطر عليه، وإنما خلقها من أحد أضلاعه؛ لتكون مساوية له قريبة من قلبه.

ولكن الحقيقة التي لا يمكن تغافلها هي الائتلاف بين الكتابة الأنثوية والذكورية، والاختلاف بين تقييم الإبداع، أو ربما الانطلاق به نحو القمة، فالمرأة ملهمة ودافعة وداعمة للإبداع في شرقنا الباهت، أما إبداعها فيأتي غالبًا مبتسرًا وبزوغها منقوصًا!

ويرى بعض النقاد أن الأسباب تكمن في طبيعة المرأة كالخجل مثلًا، وإلقاء الأعباء والمسئوليات على عاتقها بشكل مبالغ فيه وتحجيم حريتها، التى يزعم البعض ظاهريًا أنها تمتلكها بالكامل في العصر الحديث، ولكن الحقيقة الباطنة تؤكد أنها مقيدة فعليًا بفعل عوامل العادات والتقاليد والممارسات المجتمعية المجحفة.

فالمبدع دائمًا ما يحلق في السماوات بلا قيود ويبحر في محيط المفردات والكلمات، لتكتمل سيرورة الإبداع، فهل يجوز للمرأة أن تنطلق وتغوص على هذا النحو؟

للإجابة عن هذا السؤال نحتاج إلى عقود وجهود مستقبلية للتخلص من هذه الصورة الضبابية، وتحطيم قيود الإبداع التى تحيط بالمواهب النسائية، ولكن هل ستجدي تلك المحاولات؟ أم سوف يضاف هذا الملف إلى قائمة الملفات التي تحمل عنوان “مشكلات أبدية بلا حلول جذرية”!

د. هبة عبدالعزيز – بوابة الأهرام

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

التحول الرقمي وتعزيز الإبداع.. رانيا شرعان تستعرض تجربة مكتبة مصر العامة

في إطار فعاليات المؤتمر العلمي السنوي لمكتبة مصر العامة، الذي أقيم تحت عنوان "الدور الاجتماعي لمكتبات مصر العامة"، على مدار يومين متتاليين، قدّمت رانيا شرعان، مديرة المكتبة، بحثًا بعنوان "دور التحول الرقمي في دعم إبداع ومهارات المستفيدين"، سلّطت فيه الضوء على أهمية التكنولوجيا الرقمية في تطوير المهارات الفردية، وتمكين فئات المجتمع المختلفة من الانخراط الفعّال في بيئة معرفية حديثة ومستمرة التطور.

تناول البحث دور المكتبات العامة، وخاصة مكتبة مصر العامة، في تبنّي أدوات التحول الرقمي كوسيلة لدعم التنمية البشرية والثقافية، مؤكدة أن المكتبة لم تعد مجرد مكان للقراءة أو استعارة الكتب، بل أصبحت منصة معرفية متكاملة تعتمد على التكنولوجيا لتمكين المستفيدين، وخاصة فئة الشباب، من اكتساب مهارات جديدة تتماشى مع متطلبات العصر.

واستعرضت شرعان في بحثها عددًا من المبادرات التي نفذتها مكتبة مصر العامة في هذا الإطار، أبرزها: الورش الإلكترونية التفاعلية التي تُقام عبر الإنترنت وتستهدف تنمية المهارات التقنية والفنية والإبداعية لدى المشاركين، منصات التعلم عن بُعد التي وفرت محتوى معرفيًا متنوعًا، وأتاحت فرصًا للتعلم الذاتي في مجالات متعددة، مشروعات الابتكار المجتمعي التي شجّعت الشباب على تقديم حلول مبتكرة لمشكلات محلية من خلال أدوات رقمية.


وأكدت شرعان أن هذه المبادرات أسهمت بشكل مباشر في سد الفجوة الرقمية، خاصة في المناطق التي تعاني من ضعف الوصول إلى خدمات التعليم أو التدريب التقليدي، مشيرة إلى أن المكتبة استطاعت أن تكون حلقة وصل فعّالة بين التكنولوجيا والمجتمع.

وشددت على ضرورة استمرار تطوير البنية التحتية الرقمية داخل المكتبات، وتأهيل الكوادر العاملة على استخدام التقنيات الحديثة، بما يضمن استدامة هذه الجهود ويُعزز دور المكتبة كمؤسسة حيوية في دعم الإبداع والمعرفة والابتكار.

وقد لاقى البحث اهتمامًا واسعًا من المشاركين في المؤتمر، نظرًا لتطبيقه العملي وتجربته الواقعية في أحد أكبر الصروح الثقافية في مصر، كما طُرح كمثال يُحتذى به في المكتبات الأخرى الساعية إلى لعب دور مجتمعي فاعل في ظل التحول الرقمي.

طباعة شارك لمكتبة مصر العامة الدور الاجتماعي رانيا شرعان التكنولوجيا الرقمية أدوات التحول

مقالات مشابهة

  • التحول الرقمي وتعزيز الإبداع.. رانيا شرعان تستعرض تجربة مكتبة مصر العامة
  • بعد تكريمها في مهرجان أسوان.. لبلبة: أمي كانت خير صديقة لي.. و«ماما» أجمل كلمة في الدنيا
  • ” مرياع ” الالفية الثالثة
  • تحدي الفنون يفتح آفاق الإبداع لطلبة مدارس مسقط
  • أبكت العالم.. أنثى فيل تهاجم شاحنة قتلت صغيرها| ما القصة؟
  • أنثى فيل تهاجم شاحنة بعد مقتل صغيرها.. فيديو
  • الإفتاء: يجوز الصلاة بعد تناول دواء به مخدر ولكن بشرطين
  • سهير شلبي: ما زلت أتلقى عروضًا بالزواج.. ولكن مفيش راجل ملى عيني بعد أحمد سمير
  • أنثى فيل “تنتقم من شاحنة” دهست صغيرها
  • على أرصفة النكران وأسوار الصمت