موقع النيلين:
2024-06-12@03:35:51 GMT

الإبداع أنثى

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT


قد يكتب الرجل عن الحب كتابًا، ومع ذلك لا يستطيع أن يعبر عنه، ولكن كلمة عن الحب من المرأة تكفي لذلك كله.. فيكتور هوجو.

لا أتفق أبدًا مع كلمات “هوجو”؛ لأن الواقع دائمًا ما يثبت ذكورية الشهرة والإبداع، رغمًا عن أن المرأة غالبًا ما تصير هي البطلة الخفية لأي عمل إبداعي، وهي الملهمة الأولى خلف تحريك كتائب المبدعين، فلا عجب إذا علمنا أن أشهر لوحة فنية في العالم هي “الموناليزا” المرأة الغامضة للفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي (1503 – 1519)، فضلا عن لوحة “فتاة أقراط اللؤلؤ” للفنان الهولندي يوهانس فيرمير (1665).

بالإضافة إلى أن أهم أشعار شاعر المرأة السوري نزار قباني كانت لحبيبته بلقيس:

هل تعرفون حبيبتي بلقيس؟
فهي أهم ما كتبوه في كتب الغرام
كانت مزيجًا رائعًا
بين القطيفة والرخام..
كان البنفسج بين عينيها
ينام ولا ينام..

ولن ننسى بطلات روايات الأديب العبقري إحسان عبدالقدوس في “النظارة السوداء” و”لا أنام” و”العذراء والشعر الأبيض”، ومن يمكن أن ينسى “نفيسة” الفنانة المتفردة سناء جميل بطلة رواية أديب نوبل نجيب محفوظ “بداية ونهاية”.

ثم علينا أن نقف قليلا على روائع الطرب للست أم كلثوم التي ألهمت جموعًا من المبدعين ما بين شعراء، الهادي آدم في رائعة “أغدًا ألقاك” وأحمد شوقي، ومن الملحنين رياض السنباطي والقصبجي وغيرهم… ولكن يبدو أنها الوحيدة التى خرجت عن نص “الإبداع للرجال فقط”.

أما في الفلسفة فقد اشتهر أفلاطون وأرسطو وسقراط وسارتر ونيتشه، على الرغم من وجود شخصيات نسائية لم تحظ بنفس الشهرة مثل الفرنسية سيمون دي بوفوار، والأمريكية نانسي كارترايت، فالأسطورة القديمة طالما صورت المرأة بصورة سلبية، وظهرت في كثير من الأساطير القديمة مثل أسطورة “جلجامش” لحضارة بلاد الرافدين، وأسطورة “الندّاهة”، الأسطورة المصرية القديمة، وأسطورة “المرأة الأفعى”، اليونانية، وأساطير أخرى كثيرة، لقد صُورت المرأة على أنها رمز للشر، وعابِثة ومفتعِلة للمشاكل، وكانت الصورة الإيجابية الوحيدة التي تظهر بها المرأة في الأساطير هي في قدرتها على الإنجاب، حيث اعتُبرت رمزًا للخصب، وسرًا من أسرار استمرار الكون.

والمثير للدهشة أن من علم الموسيقار العالمي فريدريك فرانسوا شوبان والدته في البداية، ثم معلمته التشيكية فويتشخ زفنى التي أهداها أول مقطوعته “بولونيز”.

ولكن طاغور رأى ثنائية الرجل والمرأة بطريقة مغايرة على النحو التالي: إنّ الله حين أراد أن يخلق حواء من آدم، لم يخلقها من عظام رجليه حتى لا يدوسها، ولا من عظام رأسه حتى لا تُسيطر عليه، وإنما خلقها من أحد أضلاعه؛ لتكون مساوية له قريبة من قلبه.

ولكن الحقيقة التي لا يمكن تغافلها هي الائتلاف بين الكتابة الأنثوية والذكورية، والاختلاف بين تقييم الإبداع، أو ربما الانطلاق به نحو القمة، فالمرأة ملهمة ودافعة وداعمة للإبداع في شرقنا الباهت، أما إبداعها فيأتي غالبًا مبتسرًا وبزوغها منقوصًا!

ويرى بعض النقاد أن الأسباب تكمن في طبيعة المرأة كالخجل مثلًا، وإلقاء الأعباء والمسئوليات على عاتقها بشكل مبالغ فيه وتحجيم حريتها، التى يزعم البعض ظاهريًا أنها تمتلكها بالكامل في العصر الحديث، ولكن الحقيقة الباطنة تؤكد أنها مقيدة فعليًا بفعل عوامل العادات والتقاليد والممارسات المجتمعية المجحفة.

فالمبدع دائمًا ما يحلق في السماوات بلا قيود ويبحر في محيط المفردات والكلمات، لتكتمل سيرورة الإبداع، فهل يجوز للمرأة أن تنطلق وتغوص على هذا النحو؟

للإجابة عن هذا السؤال نحتاج إلى عقود وجهود مستقبلية للتخلص من هذه الصورة الضبابية، وتحطيم قيود الإبداع التى تحيط بالمواهب النسائية، ولكن هل ستجدي تلك المحاولات؟ أم سوف يضاف هذا الملف إلى قائمة الملفات التي تحمل عنوان “مشكلات أبدية بلا حلول جذرية”!

د. هبة عبدالعزيز – بوابة الأهرام

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

غدا.. "ليتنا لا ننسى" على مسرح مركز الإبداع الفني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يشهد مسرح مركز الإبداع الفني، في السابعة مساء غد الثلاثاء، العرض المسرحي "ليتنا لا ننسى"، ضمن العروض المشاركة في المسابقة الرسمية لمواسم نجوم المسرح الجامعي في دورته السادسة، بحضور لجنة التحكيم التي تضم كل من: الكاتب الصحفي عاطف النمر، والفنان محسن منصور، والمخرج سامح مجاهد، والدكتورة مروة عودة، والمهندس محمد الغرباوي.

"ليتنا لا ننسى" إنتاج فرقة جامعة حلوان المسرحية، والعمل مأخوذ عن النص المسرحي "غرفة بلا نوافذ" للكاتب المسرحي عز الدين عيسى.

يشارك في بطولة المسرحية الفنانين: مريم ماجد في دور "الأم"، بيشوي أشرف في دور "آرثر المؤلف"، يسرا يسري في دور "لونا"، آلاء فرغل في دور "هيلاري الراقصة"، إيهاب إسماعيل في دور "بيتر العازف"، ديكور باسم وديع، اضاءة أحمد أمين، ملابس فيرونيا شكري، تعبير حركي آيات صابر، مدرب تمثيل محمد عبدالستار، دراماتورج أحمد حتحوت، وإخراج إبراهيم عمرو.

وتستمر فعاليات الدورة السادسة لمواسم نجوم المسرح الجامعي برئاسة المخرج خالد جلال، حتى 14 يونيو الجاري، وقد شهد حفل الافتتاح تكريم عدد من الفنانين الذين شاركوا  في عروض المسرح الجامعي، وهم: الفنان خالد الصاوي، والفنان ضياء عبدالخالق، والمخرج محسن رزق، والمخرج محمد جبر، والفنان أحمد عبدالوهاب، والفنان الدكتور فريد النقراشي، والفنان محمد أسامة، والفنان كريم عفيفي، والدكتورة عبير فوزي.

مقالات مشابهة

  • هل كانت المرأة مسؤولة عن توزيع الميراث في “مصر القديمة”؟
  • حتى بوجود الرجال.. هل كانت المرأة مسؤولة عن توزيع الميراث في مصر القديمة؟
  • علي يوسف السعد يكتب: عندما فقد أليكس هاتفه في فيينا
  • غدا.. "ليتنا لا ننسى" على مسرح مركز الإبداع الفني
  • تعاون بين «جامعة الفجيرة» و«مدينة الإبداع» والهيئة الاتحادية للهوية
  • الصندوق الأسود لسفاح التجمع
  • "أم سيتي".. والعلاقة المحرمة بوالد رمسيس الثاني!
  • لجنة المرأة بنقابة الصحفيين تتضامن مع الإعلامية قصواء الخلالي
  • "لجنة المرأة" تتضامن مع الإعلامية قصواء الخلالي.. وترفض المحاولات الصهيونية الأمريكية لاستهداف الصحفيين والإعلاميين العرب
  • محافظ الدقهلية يتابع تنفيذ ندوات تمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا