المعتصم البوسعيدي
(1)
سحَابةُ الصيفِ تَمُرُّ مرُورَ ٱلْكِرامِ، نشعُرُ بها، ونَستبشِرُ بِها، ولكِنَّها لحَظات؛ ثُمَّ نعودُ للدُّعاءِ أن تَأتيَ سحَابةُ موسِمٍ "يُغَاثُ فِيهِ النَّاسُ". وهكذا حالُ موسِمِنا الرياضي: "لا قدِيمٌ يُعاد، ولا جدِيدٌ يُذكر"، وما نأملُهُ ليسَ لهُ مُنطلقٌ إِلا الأحلام، وأغلبُها "أضغاثُ أحلام"!
(2)
السيب يُواصلُ تفرُّده، وصور غَرِقت مراكِبُه، وعبري قصةٌ قصِيرةٌ انتهت، وسحَابَةُ الموْسمِ عابرةٌ غيرُ ماطرة!
(3)
رياضةُ الشواطئ تُسجلُ امتيازها الدائم، ولكنَّ جزرَ البَحرِ سريعًا ما يمحو ما يُخطُّ على الرمال، وحتى السحَابةُ باتت مُجرَّد مِمحَاةٍ أخرى فقط!
(4)
اللجنة الأولمبية تَكْتُبُ فصلًا جديدًا في هيكلها التنظيمي، والأسماءُ ليست جدِيدة، والمعوَّلُ أن يكونَ العملُ مُختلفًا، وعسى أن تكونَ سحَابةُ اللجنةِ القادمةِ مُثقلةً بالأمطار.
(5)
مُنتخبنا الوطني لِكُرةِ القدمِ بينَ سحَابةِ صيفٍ لا تُبللُ الرَّمقَ، وسحَابةِ غَيثٍ تروِي عِطاشى الأرضِ والإِنسان، والمونديال على بُعدِ أمتارٍ قريبة، هذهِ الأمتارُ تحتاجُ جُهدًا وحظًّا، ولا مُلامَ إِلا أنفُسنا، فبعضُ القراراتِ تُرهِقُكَ حتى النهاية.
(6)
استنفارٌ في انتخاباتِ اتحادِ كُرةِ القدمِ العُماني دُونَ الاتحاداتِ الأخرى. هل هي انتخاباتٌ مفتُوحةٌ أم انتِخاباتٌ مُحدَّدةُ المسار؟ هل هذا سُؤالٌ جائز؟ ما أعلمهُ أنَّ "الضَّجيجَ يُفقِدُ السَّمع" إِلا ضجيجَ الجمعيَّةِ العموميَّة، نُريدُ سماعَ صوتِها العالي، قرارها، صِناعتها للتحوُّلاتِ الحقيقية. أمَّا صمْتُها المُريحُ فهو غيرُ مُريحٍ ولا يُفضِي إِلى حكمة، وسكُوتُها رِضًا أشبهُ بِرِضا العروسِ التي لا تُستشار، وسحابتُها رغمَ أنها مُثقلةٌ، إلا أنها ما تَلبثُ أن تكونَ سحَابةَ صيف!
(7)
حانَ الوقتُ لاستِمطارِ الألعابِ الرياضيَّةِ المُختلفة، ودعم الاتحاداتِ الرياضيَّةِ الطموحة. كرةُ القدمِ ستظلُّ كُرةَ القدمِ، لن يقتربَ لشعبيَّتها أحد، ولكنَّها –كما قُلنا–سحَابةُ صيفٍ عابرة، لا تَروي الظمأ، سرابٌ في صحراءَ قاحلة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً: