مصر الغنية بثرواتها المنسية
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
تخيل مصر التى تبحث عن التصدير الآن كطوق نجاة من أزمة الدولار.. هى واحدة من اغنى ثلاث دول عربية فى الثروات الطبيعية، بعد المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة.. ليس ذلك وحسب وإنما هى صاحبة المركز الثالث عالميا فى الثروة المحجرية.
هذه الكلام ليس من عندى، وانما هو تصنيف دولى من مؤسسات معتبرة مصر تتمتع بثروة طائلة ومتنوعة، هذه الثروة ليست ذهبا ولا فضة ولا نفطا، وإنما الجبال التى تحمل فى باطنها وفوق رؤسها ثروات لا تقدر بثمن وتحتل مصر المركز الثالث عالميا فى الثروة المحجرية، التى تشمل أنواعا مختلفة من الخامات، مثل الحجر الجيرى والبازالت والرمل والزلط والجرانيت والرخام والجبس وطفلة الأسمنت.
كما تدخل تلك المواد الخام فى العديد من الصناعات، مثل الزجاج والأسمنت والأدوية، وهى ثروة كبيرة قادرة على نقل البلاد اقتصاديا إلى مستوى أعلى إذا أحسن استغلالها.
وتتميز مصر بوفرة هائلة فى صخور الحجر الجيرى المتعدد الألوان، ومن أهم محاجره طرة والمعصرة وبنى خالد وسمالوط بالمنيا، وعلى امتداد طريق أسيوط، والواحات الداخلة والخارجة، كما توجد أيضا بعض المحاجر فى سيوة والعلمين.
كل ذلك بجانب الرمال السوداء.
وبعد عقود من الإهمال الطويل التفتت الدولة المصرية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الإهمال الجسيم الذى تعانى منه تلك الثروة، فوافقت لجنة الصناعة بمجلس النواب المصرى خلال العام الماضى على مشروع قانون مقدم من الحكومة بتعديل بعض أحكام قانون الثروة المعدنية والقانون الصادر به رقم 198 لسنة 2014، بهدف وضع ضوابط واضحة لاستغلال ثروة مصر المعدنية من محاجر ومناجم وملاحات، بما يسمح بالاستغلال الأمثل لهذا المورد الطبيعية، ويحقق أكبر عائد ممكن لصالح الدخل القومى.
الأزمة الكبرى فى مصر أن ثرواتها المعدنية بشكل عام والمحاجر بشكل خاص لا تتم الاستفادة منها، ولا تتحول تلك الثروة لصناعات هامة قادرة على إفادة خزينة الدولة، ولا يمكن الحصول على معلومات دقيقة عن حجم الدخل الذى توفره للبلاد أو الكميات التى نجحت مصر فى تصديرها، رغم أن تلك الثروات تدخل فى صناعات عدة يتعطش لها السوق المصرى من ناحية، ويمكنها ضخ مليارات الدولارات إلى الدخل القومى لمصر من ناحية أخرى، إذا أحسن استغلالها.
والمطلوب هو تحويل تلك المواد الخام المتوفرة فى مصر إلى صناعات متطورة يمكنها تصدير الزجاج والأدوية ومواد البناء وغيرها إلى السوق العالمى، ما ينقل الاقتصاد المصرى نقلة نوعية إلى الأمام، ويساهم فى القضاء على البطالة وتحقيق انتعاشة فى الدخل المصرى عبر ثورة صناعية قادرة على التحول إلى قاطرة تقود البلاد نحو مستقبل مشرق.
والمفاجأة جاءت فى تقرير لبنك كريدى سويس حول ثروات الأمم فى عام 2022
وجاءت المملكة العربية السعودية فى المركز 24 عالمياً، مع صافى ثروة يقدر بـ2.07 تريليون دولار بزيادة 144% عن الإحصاء السابق فى عام 2010.
أما الإمارات فجاءت فى المرتبة 37 عالمياً، من حيث صافى الثروة والبالغ 994 مليار دولار، فيما اعتبر التقرير «مصر»، واحدة من أغنى دول العالم، وصنفها فى المرتبة 32 عالمياً بصافى ثروة تزيد على 1.4 تريليون دولار.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصر أزمة الدولار ثلاث دول عربية المملكة العربية السعودية الإمارات العربية المتحدة
إقرأ أيضاً:
الملتقى الزراعي الثاني بولاية طاقة يوصي بتوسيع تطبيق التكنولوجيا الحديثة والزراعة المستدامة
طاقة -أوصى الملتقى الزراعي الثاني بولاية طاقة في محافظة ظفار بأهمية توسيع استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة، وخاصة الزراعة المائية، ودعم الزراعة المطرية والمجتمعات الريفية.
كما دعا الملتقى إلى توفير الدعم الفني والمالي للمزارعين، خاصة أولئك العاملين في المناطق الجبلية، إلى جانب تقديم برامج تدريبية متخصصة لتحسين كفاءة إدارة مشاريع الإنتاج الحيواني، وتعزيز إنتاج الأعلاف من الموارد المحلية بهدف تقليل التكلفة على مربي الثروة الحيوانية.
ولفت المشاركون إلى أهمية إقامة معارض زراعية دورية لتعزيز التوعية بالزراعة المستدامة، وزيادة إشراك المزارعين والجهات المعنية في مثل هذه الفعاليات، إلى جانب تعزيز التعاون مع الجامعات ومراكز البحوث لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات الزراعية المتزايدة.
شهد الملتقى على مدى يومين عرض عدد من أوراق العمل العلمية، بالإضافة إلى جلسات نقاشية شارك فيها عدد من الخبراء والمختصين في المجال الزراعي ومربي الثروة الحيوانية.
افتتحت أوراق العمل بورقة علمية للمهندس مسلم بن أحمد المعشني، أخصائي وقاية نبات، بعنوان "أهم الآفات الزراعية بمحافظة ظفار"، أشار فيها إلى التهديد المتزايد الذي تشكله الآفات على المحاصيل الاستوائية في المحافظة، مثل النارجيل والموز والفيفاي، مشددًا على خطورة آفات مثل خنفساء أوراق النارجيل، وسوسة الموز، وحفار ساق التين. واستعرض المهندس المعشني جهود المديرية في مكافحة هذه الآفات من خلال برامج الرصد والمكافحة المستمرة.
واستعرضت المهندسة علياء بنت سهيل العمرية، رئيسة المستشفى البيطري بصلالة بالندب في الورقة الثانية، الفرص المتاحة في مشاريع الإنتاج الحيواني، مشيرة إلى تجارب ناجحة في هذا المجال، مثل مشروع تعزيز المنتجات الطازجة للألبان بتمويل من صندوق التنمية الزراعية والسمكية بتكلفة بلغت 200 ألف ريال عماني، ويهدف إلى تأهيل مربي الثروة الحيوانية عبر إدخال تقنيات حديثة.
كما سلطت الضوء على مشروع دعم المرأة الريفية في ولاية رخيوت لإنتاج حليب الإبل ومشتقاته بالتعاون مع منظمة "الفاو" وبتمويل من مؤسسة الجسر للأعمال الخيرية، بتكلفة تجاوزت 300 ألف ريال عماني، مؤكدة أهمية استثمار الموارد المحلية وتحويل المبادرات الصغيرة إلى مشاريع منتجة ومستدامة.
وتناولت الورقة الثالثة، التي قدمتها زبيدة بنت عبدالله العريمية، مشرفة التنمية الريفية، "المشاديد ونظم الزراعة التقليدية للأسرة الريفية"، حيث تحدثت عن أهمية الزراعة المطرية القديمة، ودور المرأة في الحفاظ على هذه الممارسات، مبينة أن هذه النظم تمثل حجر الأساس لتحقيق الأمن الغذائي. وأشارت إلى أهمية تحديث هذه الأساليب الزراعية باستخدام تقنيات حديثة تضمن الاستدامة والعائد الاقتصادي.
الزراعة المائية
اختتمت أوراق العمل بعرض قدمته المهندسة تهاني بنت خميس سويلم من دائرة الثروة الزراعية والسمكية بولاية طاقة، حول الزراعة المائية. وأوضحت المهندسة مزايا هذا النوع من الزراعة مثل توفير المياه بنسبة تصل إلى 95%، وإمكانية الزراعة في أماكن ضيقة كأسطح المنازل، وجودة المنتجات العالية. كما تناولت الورقة أنواع نظم الزراعة المائية المفتوحة والمغلقة، ومن بينها الزراعة الهوائية والزراعة بالتنقيط والزراعة بنظام المد والجزر.
وأشارت إلى نظام الزراعة المدمجة الذي يجمع بين الزراعة المائية والسمكية، كأحد الأنظمة الواعدة ذات العائد الاقتصادي العالي.
كما استعرضت تجربة محطة البحوث الزراعية بصلالة في هذا المجال، مشددة على أهمية الدعم الفني والتدريب للراغبين في تبني هذا النمط الزراعي.
واختتم الملتقى بجلسات حوارية شارك فيها نخبة من المختصين والمزارعين ومربي الثروة الحيوانية، ناقشوا فيها التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في المحافظة، والحلول الممكنة لتجاوزها من خلال التكامل بين الجهات الحكومية والخاصة والمجتمعات المحلية.
جاء الملتقى بتنظيم من مكتب والي طاقة بالتعاون مع المديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة ظفار وبدعم من شركة أوكيو للصناعات الأساسية والشركة الوطنية للأعلاف وميناء صلالة وشركة الأفق الأزرق.