يلقى الدكتور عاطف منصور استاذ الاثار الاسلامية وعميد كلية الاثار بالفيوم السابق محاضرة في ندوة عن الاثار الاسلامية فى معرض القاهرة الدولي للكتاب غدا الأحد القادم بعنوان "الفن والمجتمع في متحف الفن الاسلامي - نظرة على العملات الاسلامية" وذلك في الثانية عشر ظهرًا، ويحاضر  فى الندوة ايضا الدكتور احمد الشوكى استاذ الاثار الاسلامية ووكيل كلية الاثار بجامعة عين شمس .

تقام الندوة فى القاعة الرئيسية "قاعة سليم حسن"وتتضمن المحور الرئيسى لها الخروج الى النور"الحضارة" وتدير الندوة سارة حازم .

المسكوكات انجاز للبشرية يعادل اكتشاف النار..

 

من المعروف ان الدكتور عاطف منصور عضو بالمجلس الاعلى للثقافة، ومدير مركز المسكوكات الإسلامية-مصر  ومن ابرز المتخصصين فى العالم فى المسكوكات الاسلاميه "العملات " وشارك فى عشرات المؤتمرات المتخصصة فى هذا المجال فى مختلف دول العالم  وقد اكد  فى محاضرة سابقة ان علم" المسكوكات" انجاز للبشرية يوازى اختراع النار.

واكد انه عندما اختُرعت المسكوكات وسيطاً للمبادلة وتسهيلاً للمعاملات التجارية كانت تؤدي دوراً اقتصادياً بحتاً يعد بحق في حد ذاته انجازاً كبيراً للبشرية عده بعض المؤرخين اختراع لا يقل في أهميته عن اختراع النار لأنه نقل البشرية ونظمها الاقتصادية من تعقيد المعاملات التجارية التي نتجت عن نظام المقايضة وصعوبة تحقيق الرواج التجاري اللازم بين البشر في كل مكان إلى عصر آخر تكاملت فيه الشعوب والأمم اقتصادياً من خلال السهولة المطلقة في التبادل التجاري الذي وفرته المسكوكات وانتقال السلع من مكان إلي آخر بكل يسر وسهولة جعلت من التجارة العالمية محوراً رئيسياً في تقدم البشرية وانتقال حضارتها من مكان لآخر.

ومن هذه القيمة الاقتصادية الكبيرة للمسكوكات وتبني الحكومات والدول إصدارها لتصبح علامة للدولة بدأ يظهر دوراً آخر للمسكوكات وهو الجانب الإعلامي والوثائقي الذي يعبر عن كثير من مظاهر الحكم والسيادة للدول التي أصدرتها وتوثيقاً لتاريخها في كافة جوانبها.

واضاف "منصور" إن كانت المسكوكات قبل الإسلام لعبت دوراً مهماً في توثيق تاريخ الأمم السابقة مثل الفرس والروم وغيرهما من الأمم التي قامت بإصدار المسكوكات شرقاً وغرباً، فلقد كانت المسكوكات شاهدةً على كثير من أحداثها التاريخية. وقد بلغت أهمية المسكوكات في توثيق التاريخ ذروتها في العصر الإسلامي، فكانت تُمثل بحق أهم الوثائق التي يُمكن من خلالها استقراء التاريخ الإسلامي من شتي جوانبه السياسية والدينية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية، وهو ما أشار إليه عالم النميات الأمريكي جورج س. مايلز George C.Miles في مقدمة كتابه عن تاريخ الري النقدي: «لا يوجد حقل في التاريخ خدمته مسكوكاته بالقدر الذي خدمت به المسكوكات الإسلامية التاريخ الإسلامي»

وقد أشار القرآن الكريم إلى أهمية المسكوكات كوثيقة تاريخية عند حديثه عن قصة أهل الكهف في إشارة إلى الآية الكريمة (رقم 18) – من سورة الكهف " فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ ". وهي إشارة إلى الدراهم الفضية التي كانت بصحبة أهل الكهف عندما دخلوا فيه. و"الورق" يُشار به إلى الفضة المضروبة أو غير المضروبة.

والورق في الآية الكريمة هي إشارة واضحة إلى الدراهم التي كانت بحوزة أهل الكهف قبل الاختباء فيه، والتي كانت السبب الرئيسي في كشف النقاب عن الإطار الزمني لنوم "أهل الكهف" في كهفهم، بعد أن خرج أحدهم ليشتري لهم طعاماً، فإذا بدراهمهم لا تتفق مع الإصدار النقدي المعاصر في ذلك الوقت.

وإنما كانت تعود إلى فترة زمنية قديمة من عصر حاكم آخر، والذي دخلوا الكهف في عهده خوفاً على دينهم، وهي التي أشار إليها القرآن الكريم في نهاية القصة عندما حددها الله سبحانه وتعالي في الآية الكريمة (رقم 25) – من سورة الكهف في قوله تعالي " وَلَبِثُواْ فِي كَهفِهِم ثَلَثَ مِاْئَة سِنِينَ وَٱزدَادُواْ تِسعا ". ومن ثم فقد ضرب القرآن الكريم أروع الأمثلة لبيان أهمية المسكوكات في توثيق التاريخ.

555

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عميد كلية الآثار محاضرة متحف الفن الاسلامي معرض القاهرة الندوة العملات الاسلامية المسكوكات أهل الکهف

إقرأ أيضاً:

دار الكسوة بالخرنفش.. مهد روحاني يتحول إلى أطلال منسية

وسط زحام القاهرة القديمة، حيث تتناثر الحكايات في أزقة الخرنفش العتيقة، يقف مبنى دار الكسوة الشريفة كصرح مهيب يختزل قرونًا من الروحانية والفخر المصري. 

من هنا، كانت تنطلق كسوة الكعبة سنويًا في موكب مهيب يطوف شوارع القاهرة، قبل أن تُحمل إلى الحرم الشريف، كرمزٍ للعطاء المصري المقدّس. 

غير أن هذا الصرح الذي يعود إلى بدايات القرن التاسع عشر، لم يعد اليوم سوى مخزن مهجور يعلوه الغبار، وتحيط به الحسرة من كل جانب.

من مجد الصناعة إلى ركام الإهمال

تأسست دار الكسوة الشريفة عام 1816م (1233 هـ) في عهد محمد علي باشا، وكانت جزءًا من ورشة الخرنفش الشهيرة لصناعة الأقمشة والغزل والنسيج.
سرعان ما تحوّلت الدار إلى معلم مركزي لصناعة كسوة الكعبة بخيوط الذهب والفضة، حيث عمل بها أمهر الصناع من مصر والعالم الإسلامي، لتغدو رمزًا لتفوق القاهرة الصناعي والديني.

واستمرت مصر في إرسال الكسوة حتى عام 1962، حين توقفت هذه المهمة في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، لتبدأ بعدها رحلة الغياب التدريجي للدار عن ذاكرة الدولة.

ورغم تسجيل المبنى كأثر إسلامي في "الوقائع المصرية" بتاريخ 1 سبتمبر 2015، إلا أن واقع الدار اليوم لا يمتّ بصلة لمكانتها الدينية والتاريخية.

الآثار موجودة.. والاهتمام غائب

الوصف المعماري للدار، وفق وثائق وزارة السياحة والآثار، يكشف عن تصميم ثري وفريد:

بوابة ضخمة تؤدي إلى ساحة واسعة.قاعات كبيرة مزينة بشبابيك خشبية.سلالم حجرية تقود إلى طابق علوي استخدم في تطريز الكسوة.سطح مخصص لتجفيف الأقمشة وصناعة الزينة.

كل هذه الملامح التراثية ما زالت قائمة، لكنها مدفونة تحت طبقات من الإهمال، وتحاصرها "الكراكيب" التي حوّلت المبنى إلى مستودع لا يليق بتاريخه أو قدسيته.

مطالب شعبية بتحويل الدار إلى متحف مفتوح

رغم إدراج المبنى على قوائم الآثار وتسليمه رسميًا لوزارة السياحة والآثار، لم تبدأ أي عمليات ترميم جادة حتى الآن. سكان الحي يطالبون بسرعة إعادة تأهيله وتحويله إلى متحف أو مزار سياحي، يُبرز الدور المصري التاريخي في خدمة الحرمين الشريفين.

إحدى الروايات الشعبية المتداولة بين أهالي الخرنفش تفيد بأن الدار لم تُفتح للجمهور منذ أكثر من 60 عامًا، وظلت حبيسة الإغلاق حتى بعد استلامها من قِبل الآثار.

وقد حذر عدد من المهتمين بالتراث من أن تأخير الترميم يهدد بتآكل ما تبقى من معالم الدار، مطالبين بإدراجها ضمن خطة عاجلة لإحياء المواقع الإسلامية ذات البعد الرمزي الكبير.

دار الكسوة ليست مجرد مبنى أثري في حي شعبي، بل هي صفحة حية من تاريخ مصر الروحي والمهني، وجزء من صورتها في المخيلة الإسلامية. أن تُترك هذه الدار في هذا الحال، هو تقزيم متعمد لدور عظيم أدّته مصر على مدى قرون.

طباعة شارك دار الكسوة الكسوة الشريفة القاهرة

مقالات مشابهة

  • حوارات الثقافة والصحافة..ندوة بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
  • التنقيب عن الآثار.. جريمة تخنق التاريخ والداخلية تلاحق لصوص الحضارة
  • الآثار : حريق حلوان بعيد عن متحف ركن الفاروق
  • تعرف على ركن الأزهر الشريف بمعرض الكتاب الدولي بمكتبة الإسكندرية
  • وزير الثقافة الفنزويلي يزور جناح «الأعلى للشؤون الإسلامية» بمعرض كاراس الدولي للكتاب
  • دار الكسوة بالخرنفش.. مهد روحاني يتحول إلى أطلال منسية
  • الحضارة بلسان الملكات.. مصر تفتح كنوز نسائها بمعرض كراكاس الدولي للكتاب
  • «أدب الطفل الرقمي».. ندوة بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
  • شاهد | استهداف وإغراق السفينة (ETERNITY C) التي كانت متجهة إلى ميناء أم الرشراش في فلسطين المحتلة
  • على هامش فعاليات معرض الكتاب الدولي.. ندوة عن أدب الطفل الرقمي